"الجندي الإماراتي الذي أعلنت الإمارات إنه قتل جراء انقلاب مدرعة اماراتية، اغتاله أحد أبناء الحراك الجنوبي، في داخل عدن".
"الجندي الإماراتي الذي أعلنت الإمارات إنه قتل جراء انقلاب مدرعة اماراتية، اغتاله أحد أبناء الحراك الجنوبي، في داخل عدن".
الخبر الذي نقله الإعلامي اليمني حميد رزق في حسابه على "فايسبوك" لا يبدو مفاجئاً... أحداث كثيرة شهدتها الساحة الجنوبية في اليمن، لم يلتفت الإعلام إليها إلا بعد تطورات الأمس: الحراك الجنوبي يُشهر سيفه بوجه الحلفاء!
مساء أمس الخميس، سيطرت قبائل تابعة للحراك الجنوبي على ميناء عدن ومناطق حيوية بالقوة، بعد اشتباكات مع الميليشيات التابعة للرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور ومسلحين من حزب الإصلاح وآخرين تكفيريين مدعومين من القوات الاماراتية.
ونقلت مصادر يمنية ان قوات الحراك الجنوبي، المؤلفة من 20 فصيل، "تمكنت من السيطرة على مداخل عدن وتقوم بالتجمع والتحشد بالآلاف للسيطرة الكاملة على عدن فيما تتراجع القوات الإماراتية، تحت وقع الصدمة".
معارك أخرى، وُصفت بالعنيفة كانت تدور على محور منفذ العبر الوديعة، الواقع بمحافظة حضرموت، المعارك التي خاضها مقاتلون من الحراك الجنوبي ضد قوات اللواء محمد علي المقدشي، ومسلحي هاشم الأحمر المحسوب على السعودية. خلفت هذه المعارك عدداً من القتلى والجرحى، على خلفية رفض الحراك ومسلحي حزب الاصلاح لكيفية صرف الأموال السعودية على المقاتلين في اليمن. تنقل مصادر أن السبب الرئيسي للاشتباكات رفض هؤلاء "مساواتهم بالحقوق في صرف الاموال بعناصر من المأجورين من الصومال".
إلا أن الحراك والإصلاح، المتحالفين في حضرموت، اصطدما في الضالع، وفي المنطقة نفسها هاجم مقاتلو الحراك تجمعات لمسلحي القاعدة في مناطق متفرقة في العند حيث دارت إشتباكات متقطعة بين الطرفين، بهدف فرض السيطرة على المنطقة.
وقبل إندلاع الاشتباكات، وعلى مدى شهر، كانت مواقع إخبارية يمنية وحسابات يمنية ناشطة على "تويتر" و "فايسبوك" تنقل أخبار الصراعات القائمة في الجنوب، بين فصائل الحراك الجنوبي وأنصار داعش والقاعدة أو حتى ميليشيات الرئيس اليمني الفار هادي.
ففي بدايات شهر آب/أغسطس، تحدثت مواقع إخبارية يمنية عن حملة مداهمات واعتقالات نفذها تنظيم القاعدة في مديرية كريتر بمدينة عدن، واستهدفت قياديين في الحراك الجنوبي. وذلك بعد قيام التنظيم بإعدام القيادي في الحراك سليمان الزامكي واثنين آخرين من الأسرى لدى القاعدة.
في المناطق الجنوبية، وجه أنصار الحراك الشعبي اتهامات لميليشيات هادي ومقاتلي القاعدة بأنهم يقومون بتحديد إحداثيات تواجد مجاميع الحراك للطيران السعودي ليقوم بقصفهم.
وبعد سيطرة القاعدة على ميدنة المكلا بحضرموت في 2 نيسان/ابريل، كانت التظاهرات تخرج رفضاً لوجود القاعدة في المدينة، خصوصاً أن التنظيم عمد إلى فرض بعد القيود على أهالي المنطقة، فعمد –مثلاً- إلى منع المتاجرة والتعاطي بالقات، وأقدم على إحراق سوق القات في حضرموت، كما أنشا المحاكم الميدانية لمعاقبة من لا يمتثل لقوانينه القمعية.
حسابات بعض الناشطين الجنوبيين قد توضح هواجس أنصار الحراك الجنوبي، فتنقل احداهن في حسابها: " اقسم بالله أنني اخاف اليوم الذي تذبح فيه القاعدة قادة الحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب كالنعاج والمؤسف ان هذا اليوم بات قريبا".
ويقول آخر إن "داعش لن تقبل بان يكون الحراك الجنوبي شريكاً لها في عدن حينها لا اريد سماع صراخكم ولاتستنجدو بالشمال ليحرركم مرة اخرى".
والخلاف في صفوف المتعاونين مع العدوان على اليمن بات واضحاً، فيغرد أحدهم قائلاً: " قادتكم في الحراك الجنوبي في الخارج وأنتم هربتم مع نسائكم للصومال من دافع عن عدن هم ابطالها سكانها ياخاين ياقليل اصل".
المعارك التي يخوضها مقاتلو الحراك وأنضاره في عدن والضالع وحضرموت تأتي لتقلب الطاولة "على من حاول استغلال مطالبه الانفصالية وتحرك واستطاع السيطرة على ميناء عدن"، بحسب توصيف المناصرين له.
في بداية العدوان على اليمن، سعى السعوديون وعن طريق عبد ربه منصور هادي لكسب اليمنيين فأطلقوا الوعود، التي سرعان ما تبيّن بطلانها... فكيف اجتمع تكفيريون ينادون بـ "دولة الخلافة"، مع حراك لم ينفك عن المطالبة بالإنفصال؟!
إلا أن المضحك أن تطورات الأمس ستدفع بوزير خارجية الفار هادي، رياض ياسين، لصياغة تصريح يبرر به تراجعه عن تصريحه الأخير بأن "عملية تحرير العاصمة صنعاء (السهم الذهبي)... ستستغرق ثمانية أسابيع تقريباً"، وإلا فهل ستتمكن حكومته المستقرة في الرياض من إيجاد موطئ قدم لها في عدن بعد هروب ميليشياتها أمام تقدم الحراك؟!