25-04-2024 07:24 AM بتوقيت القدس المحتلة

الفوعة: صمود ميداني وشبح كارثة انسانية

الفوعة: صمود ميداني وشبح كارثة انسانية

للسنة الثالثة على التوالي تعيش مدينة الفوعة في ريف ادلب شمال سوريا حصارا خانقا،

نضال حمادة


للسنة الثالثة على التوالي تعيش مدينة الفوعة في ريف ادلب شمال سوريا حصارا خانقا، ازدادت شدته مع سقوط مدينة إدلب الربيع الماضي بيد ميليشيا جيش الفتح التكفيري المؤلف من عدة فصائل سلفية محاربة ، اهمها احرار الشام  وجبهة النصرة وجند الاقصى الذي تتهمه النصرة واحرار الشام بعقد بيعة سرية لتنظيم (داعش).

بعد سقوط مدينة إدلب اكتمل طوق الحصار على الفوعة وكفريا وانقطعت الطريق البرية الوحيدة ، التي كانت تربط البلدتين بباقي المناطق السورية ، وأصبح أهالي البلدتين المحاصرتين ويبلغ تعدادهم حوالي اربعين الف نسمة ، في حالة حصار غذائي وطبي، ما فاقم الازمة الانسانية بشكل مرعب، خصوصا مع انقطاع المازوت الضروري لتشغيل المحركات في المشفى الوطني حيث مئات الجرحى وغالبيتهم من الأطفال والمدنيين فضلا عن المرضى من المسنين ، وعشرات من المرضى بامراض مستعصية كمرض غسيل الكلى  حيث توفي احد الاشخاص المصابين بهذا المرض الاسبوع الماضي بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود الادوية  والأجهزة اللازمة لغسيل الكلي. هذا النقص بالوقود سبب أيضا انقطاع المياه عن المدينة، التي تتغذى من بئرين ارتوازيين حفر احداها خلال الحرب، كما اثر هذا على الاراضي الزراعية التي يبست بفعل قلة المياه .

الوضع الغذائي مأساوي كما يروي لنا أشخاص نتواصل معهم في داخل البلدتين، حيث ان المعارك منعت الاهالي من الذهاب والعمل في اراضيهم ، في بلدة تعتاش على الزراعة في اقتصادها، كما وتمنع ميليشيا جيش الفتح دخول اية مواد غذائية للفوعة وكفريا ما يتسبب بحالة من المجاعة التي تقترب ان تكون مجاعة جماعية لأربعين الف سوري في المدينة، كما ويؤدي الحصار الى تفشي الامراض  الناتجة عن نقص في المواد  الخاصة بالنظافة الشخصية والعامة، وكانت بعض البضائع تصل عبر مهربين الى البلدتين الى ان شن جيش الفتح التكفيري هجومه الكبير في 28 تموز الماضي حيث توقفت حركة التهريب الخجولة.

هذا الوضع الانساني الخطير زاد من صعوبته وخطورته حضور السعودي  عبد الله المحيسني الى جبهة الفوعة وتوليه امر التحريض على المدينة في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. والمحيسني من اكثر مشايخ السلفية التكفيرية ارهابا وتعطشا للدماء، وقد هدد يوم العاشر من شهر  آب الحالي  بإبادة جماعية للفوعة في مقطع بث على اليوتيوب من بلدة بنش المجاورة للفوعة، وقال المحيسني انه في حال سقوط الفوعة سوف يحتفظون بالنساء والاطفال رهائن، بينما سوف يعتبر الباقون اعداء ومقاتلين، في إشارة الى انهم سوف يتم قتلهم جميعا، وقد أصيب المحيسني في نفس اليوم عند بدء الهجوم، وتقول لنا مصادر ميدانية ان المجموعة التي خطب فيها قبل بدء الهجوم قتلت بكاملها في معركة الصواغية ، وهي من الانغماسيين وغالبيتهم من الاجانب.

 الوضع الميداني...
رغم كثافة القصف في الهجومين الاخيرين ، لم تتمكن مجاميع السلفية المحاربة من دخول الفوعة ، وحصل اختراق بسيط يوم 11 آب الحالي من ناحية مزارع الصواغية الواقعة شرق الفوعة، وتكشف لنا مصادر ميدانية من قلب المعركة ان الهجوم الكبير الذي شنته ميليشا جيش الفتح  يوم 10 آب الحالي  كان يهدف للسيطرة على حاجز ذو الفقار الذي يعد نقطة حراسة مهمة ومحصنة في شرق الفوعة، وتقول المصادر ان هذا الحاجز يصل اليه المدافعون عن الفوعة عبر نفق، ويعلم المسلحون هذا الامر لذلك قاموا بحفر نفق وفخخوه بعبوة وزنها 18 طن من المواد شديدة الانفجار، وقاموا بتفجيرها بغية هدم النفق الذي يستخدمه المدافعون عن الفوعة للوصول الى حاجز ذو الفقار، وتقول المصادر ان الانفجار لم يؤد الى اي ضرر في النفق الذي يستخدمه المدافعون عن الفوعة وقد وقع تحت بيوت تعود ملكيتها لأهالي بنش، وتضيف انه حصل بعض الانفجار هجوم كبير ساندته عشرات المدافع  من مختلف الاحجام وحدثت حالة  فوضى خفيفة  سرعان ما تم ضبطها، واستمر المدافعون عن حاجز ذو الفقار في مواقعهم فيما تمكن المهاجمون من السيطرة على بناء الطبقتين في الصواغية وعلى البناء الاحمر في نفس المنطقة وهذه كانت نقاط اشتباك قبل هذا الهجوم، فضلا عن نقطتين في نفس المنطقة، وتضيف المصادر الميدانية انه سقط يوم 11 اب الحالي 1400 قذيفة على البلدة من هاون وميدان ومدافع جهنم، وقد اسفر الهجوم عن استشهاد عشرين شخصا بينهم اثنا عشر مدني وثمانية عسكريين، وسقط للمهاجمين حوال ثلاثين قتيلا، ومائة جريح بينهم القائد "الشرعي" والروحي للهجوم السعودي عبدالله المحيسني.

ليست هي المرة الأولى التي تحدث فيها اتصالات ايرانية تركية بسبب حصار الفوعة ونعود بك ايها القارئ الكريم الى تقرير في موقع المنار نشر يوم 22 شباط عام 2013  وكان بعنوان ( جبهة النصرة تخطف والفوعة ترد) وتحدثنا فيه عن الدور التركي في الحرب على الفوعة وعن اتصالات ايرانية تركية حصلت اكثر من مرة بخصوص هذه المدينة، وقد عادت خذه الاتصالات خلال الايام الماضية ، حيث تشير معلومات الى ان ايران حذرت تركيا من مخاطر ما يجري من هجوم على الفوعة.