خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في تموز الماضي لم يكن مجرد خطابٍ بروتوكولي يلقيه رئيسا على مسامع شعبه والسلام، بل كان عبارة عن منصة فكرية توجيهية شحذت الأذهان لتفاعل الأفكار وتحويلها إلى ورش عمل.
خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في تموز الماضي لم يكن مجرد خطابٍ بروتوكولي يلقيه رئيس على مسامع شعبه والسلام، بل كان عبارة عن منصة فكرية توجيهية شحذت الأذهان لتفاعل الأفكار وتحويلها إلى ورش عمل تستقطب أصحاب الفكر والمسؤولين رفيعي المستوى في الدولة السورية، إلى جانب قادة الرأي، من إعلاميين وكتاب ورجال دين.
حيث اجتمع في مكتبة الأسد بدمشق اليوم في ندوة فكرية ثقافية إعلامية مستوحاة من الخطاب المذكور، الأشخاص الفاعلون في الدولة والمجتمع السوري والمعنيون بالعناوين الفكرية للمواطن والسياسية الهامة، لتوجيه "دور المواطن في مواجهة العدوان على سورية"، وهذا عنوان الندوة التي تمتد على يومين وتشمل مناحي كثيرة من العمل الفكري.
المواطن كان له الدور الأكبر في الصمود السوري الأسطوري كما نوه المجتمعون اليوم وتحدث عنه الكثيرون عبر سنوات الأزمة، ولا بد للمواطن السوري أن ينال حقه في أن تبقى له سورية أن يختار من يجده مناسبا لقيادة بلاده كما اكد خلال محاضرته التي ألقاها الدكتور فيصل المقداد شارحا من خلالها آخر التطورات على الصعيد السياسي فيما يخص المساعي لإيجاد الحل السلمي المناسب لسورية وشعبها.
واشار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريح خاص لموقع المنار إلى أنه خلال خمس سنوات من عمر الحرب على سورية وشعبها أبدى الشعب السوري صمودا كبيرا، في وجه الإرهاب والقتل وسفك الدماء، وفي مواجهة اعداء الحرية و الإنسانية وخاصة الذين يدعمون ويقفون خلف الإرهاب، مجملا منهم من في السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، من أجل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ليؤكد ان هذا الصمود هو شيء طبيعي بالنسبة لشعب سورية ولكل من يقف مع سورية وشعب سورية سواء كان من حزب الله او في الجمهورية الإسلامية في إيران، او باقي القوى الوطنية الخيّرة، ومن هنا اعتبر كلامه هذا سببا للتأكيد ان ما عبر عنه الرئيس الأسد في خطابه الأخير كان تعبيرا عن نبض الشارع السوري.
كما شدد المقداد على ان المواطن هو الأساس ويتم تجنيد دوره من خلال التعبئة والتعرف على حقائق الأشياء، وختم كلامه بأن صمود الشعب السوري وإلى جانبه دعم المقاومة هو تعبير عن ان "سورية معجزة وانها ستنتصر".
بدوره اكد وزير الثقافة السوري الدكتور عصام خليل، في تصريح لموقعنا ان "وزارة الثقافة في هذه المرحلة تعد من المؤسسات الأساسية في هذه المواجهة لأن المشروع الظلامي التكفيري في أساسه هو مشروع ثقافي يستهدف العقل و بنية التفكير".
ورأى أنه لا بد من "استنفار كل الطاقات لمواجهة هذا المشروع الذي يستهدف الإنسانية جمعاء"، داعياً مناصري الانسانية الى "الوقوف في وجه الإرهاب الظلامي لأنه عندما يتركز في نقطة سوف يمتد إلى نقاط أخرى وينتشر فيها، فلا بد من القضاء عليه ومواجهته".