خمسون عاما انقضت من عمر العلاقات بين البلدين، ها هي دمشق تحتضن احتفال ممثل دولة كوبا على أراضيها بإنشاء هذه العلاقات،
خليل موسى – دمشق
خمسون عاما انقضت من عمر العلاقات بين البلدين، ها هي دمشق تحتضن احتفال ممثل دولة كوبا على أراضيها بإنشاء هذه العلاقات، نصف قرن من الزمن كان كافيا لتأخذ العلاقات المتبادلة بين الشعبين السوري والكوبي أعمق الأشكال، حيث لم يتوقف التعامل بين الحكومات.
مأدبة غداء احتفائية بالضيوف تبعها مؤتمر صحفي عقده أراماندو بيرس سوارس القائم بأعمال السفارة الكوبية في دمشق إلى جانب الدكتور عبد الناصر شفيع رئيس جمعية الصداقة السورية الكوبية، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية إضافة للسفير الفنزويلي في سورية عماد صعب.
العلاقات على أشدها والدعم الدبلوماسي الكوبي للدولة السورية إلى جانب دول امريكا اللاتينية كان واضحا ومعلناً من فعالية اليوم في منزل السفير الكوبي، بمناسبة تأسيس العلاقات.
وفي لقاء خاص لموقع المنار مع القائم بأعمال السفارة الكوبية بدمشق أراماندو بيرس سوارس أكد أن العلاقات بين البلدين هي صداقة حقيقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وهي علاقات تاريخية متينة وقوية، موضحا الموقف الكوبي في المحافل والمنظمات الدولية من الأزمة والحرب على سورية بأنه موقف قوة إلى جانب سورية وحق شعبها في تقرير مصيره، وهو موقف يقوم على الدفاع عنها، فعدم التدخل الدولي بالشؤون الداخلية لسورية وعدم استخدام القوة أمر ضروري تسعى كوبا لإلغائه بكل إمكانياتها، وكوبا برأي سوارس تدافع عن الشعب السوري. واكد ان هذه الازمة والحرب في سورية هي حرب صنعها الخارج وفرضها على البلد الصديق لبلاده.
كما أشاد القائم بالأعمال بما رآه في تاريخ الشعب السوري من عيش مشترك وسلام بين كل افراد الشعب السوري إن كان على المستوى القومي أو الديني.
وبالموازاة وفي ظل دخول الولايات المتحدة الأمريكية مرحلة تأسيس علاقات دبلوماسية جديدة مع جمهورية كوبا بعد قطيعة دامت اكثر من نصف قرن، أكد القائم بأعمال السفارة الكوبية بأن العلاقات الامريكية الكوبية كانت فاشلة من حيث الأسلوب الأمريكي في التعامل، ودخولها من جديد في كوبا لن يسمح بالتأثير على العلاقات مع سورية او أي أحد من أصدقاء كوبا مشددا ان هذا الأمر يتوقف على الكوبيين في إبقاء العلاقات مع سورية والحفاظ عليها، خاصة ان امريكا قد تطمح لأي شيء من وراء علاقاتها الجديدة مع كوبا التي ستدافع عما حققت تاريخياً ولن تتراجع عن مبادئها.
"ما يتعرض له الشعب السوري اليوم في ظل الحرب الكونية علية سبق وأن لاقاه شعب كوبا من اضطهاد إمبريالي على يد أميركا"، هذا ما قاله رئيس جمعية الصداقة السوري الكوبية في معرض لقائه مع موقع المنار، مضيفا أن كافة أشكال الاضطهاد مورست على الشعب الكوبي واليوم نرى سورية تتعرض للحرب الكونية الشرسة ولكن بنطاق أكبر، فمن الطبيعي برأيه بعد وضع المقاربة هذه أن يقف الشعب الكوبي الصديق إلى جانب سورية حليفتها وصديقته عبر التاريخ الحديث.
وأكد عمق العلاقات تاريخيا من خلال مشاركة كوبية بكتيبة عسكرية إلى جانب الجيش السوري في حرب تشرين عام 1973 ، وهذا ينعكس اليوم على كافة الاصعدة ومناحي الحياة ، كما أشاد بالمنح الدراسية والعلمية التي تقدمها الحكومة الكوبية لأكثر من 40 دولة على رأسها سورية وفلسطين.
الصديق الفنزويلي لم يتأخر عن المشاركة...
وفي السياق وخلال الاحتفال بالعلاقات السورية الكوبية، هنأ عماد صعب السفير الفنزويلي في دمشق أثناء حضوره بالعام الخمسين للعلاقات بين بلدين صديقين لبلده، كما اثنى على العلاقات بين بلده فنزويلا والجمهورية العربية السورية واصفا إياها بالعلاقات المميزة والممتازة على كافة الأصعدة، مؤكدا مضي بلاده في دعمها لسورية، ووقوف شعبها إلى جانب الشعب السوري في ازمته، خاصة انهم يرون في سورية حليفا استراتيجيا لهم.
كما أكد ان هذه العلاقات القوية ستستمر بين سورية وبلاده والدعم الفنزويلي سيبقى ما لم يحدث أي تغيير راديكالي او جذري.
كما حذر بجملة يتبناها السفير الفنزويلي أثناء لقائه مع موقع المنار، بانه يجب التعامل مع امريكا دائما بعيون مفتوحة وذلك تعليقا منه على دخول امريكا بعلاقات جديدة مع كوبا.