وسط معلومات عن إعادة الهدنة مجدداً في الزبداني، واصل الجيش السوري و «حزب الله» التقدم في المدينة، التي بات الحديث عن مصير جوارها أكثر من مصيرها، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في حرستا هي الأولى من نوعها منذ سنتين.
طارق العبد
وسط معلومات عن إعادة الهدنة مجدداً في الزبداني، واصل الجيش السوري و «حزب الله» التقدم في المدينة، التي بات الحديث عن مصير جوارها أكثر من مصيرها، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في حرستا هي الأولى من نوعها منذ سنتين.
وعلى الرغم من حديث «تنسيقيات» المعارضة عن هجوم شنه مقاتلو «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» و «الجيش الحر» على حواجز في محيط المنطقة المحاصرة بالزبداني، بالإضافة إلى هجوم على محور سرغايا عند نقطة السلطاني وكذلك في الجبل الشرقي، أفاد مصدر ميداني عن استمرار تقدم وحدات الجيش و «حزب الله» على أكثر من محور، مقتربة أكثر من وسط المدينة.
وذكرت قناة المنار أن «قوات الجيش السوري والمقاومة حققت تقدماً جديداً من الجهة الغربية لمدينة الزبداني باتجاه وسط المدينة، وسيطرت على حي عثمان وروضة البراعم الخاصة. وبذلك أصبحت قوات الجيش السوري والمقاومة على تماس مع دوار الكورنيش في الزبداني».
وقالت مصادر المعارضة إن هجوم المجموعات المسلحة هدف إلى فتح طريق إمداد جديد من جهة الجبل الشرقي، ما يسمح بإدخال المزيد من الأسلحة والمؤن، وبالتالي تحسين شروط التفاوض، متحدثة عن استعدادات في منطقة وادي بردى المجاورة، على أنها ستكون الهدف المقبل للعمليات العسكرية بعد الزبداني.
وتقول معلومات ناشطين معارضين إن المنطقة، التي تشكل جزءاً واسعاً من محيط دمشق، «باتت تشهد حصاراً خانقاً، حيث تغلق القوات السورية المداخل وتمنع عمليات التنقل، بالإضافة لنشر قناصة لاستهداف المسلحين، لا سيما عند نقاط بسيمة وسوق وادي بردى وهليا». ودخلت بلدات عين الفيجة والهامة وبسيمة وقدسيا في اتفاق مصالحة حيث يتنقل أفرادها من دمشق وإليها، وتطل عليها عدة أحياء قريبة، لا سيما ضاحية قدسيا ودمر وسفح قاسيون، كما تتصل بالزبداني عبر كل من مضايا وبلودان، على ان الإشكالية الأكبر تكمن في التحكم بالمياه، إذ تقع فيها محطات ضخ المياه إلى العاصمة ما يسمح للفصائل بقطعها حين تتعرض لأي ضغوط وهو ما سبب أزمات شديدة لسكان دمشق.
وفي حرستا في الغوطة الشرقية، شن مسلحو «فيلق الرحمن» و «أجناد الشام»، وبدرجة اقل «جيش الإسلام»، هجوماً على أكثر من محور بهدف الاقتراب من مبنى إدارة المركبات. ويُعدّ هذا الهجوم الأول من نوعه منذ سنتين. ويقول ناشطون معارضون إن الهجوم يعتبر جدياً أكثر من أي وقت مضى، فقد سبق ذلك معارك شارك فيها مقاتلون حتى من القلمون، وانتهت بخسائر كبيرة مع انسحابات مفاجئة كان يقوم بها «جيش الإسلام»، فيما يعتبر الثقل الأساسي هذه المرة بيد «فيلق الرحمن».
وتأتي أهمية إدارة المركبات من كونها، بالإضافة إلى مبنى الاستخبارات الجوية، النقاط التي تتحكم من خلالها القوات السورية في الغوطة الشرقية، حيث تبدو مثل خطوط التماس بينهم وبين المجموعات المسلحة. وعمد الجيش في مراحل سابقة إلى توسيع سيطرته وتأمين عدة أبنية في محيط إدارة المركبات، فيما تعد المنطقة المجاورة، أو ما يعرف بغربي حرستا، منطقة هدنة يقطنها عدد كبير من المدنيين، وتطل على الطريق الدولي دمشق ـ حمص، وهو سبب للهدنة على الرغم من عمليات قنص متفرقة تتم بين الحين والآخر وتسبب مقتل المسافرين على هذا الطريق.
وترتبط إدارة المركبات بالإضافة للاستخبارات بعدد من النقاط التي تطل على الطريق من جهة وعلى حرستا من جهة أخرى، مثل مستشفى الشرطة ومستشفى البيروني المخصص لعلاج مرضى السرطان، والذي لا زال يستقبل المرضى على الرغم من خطورة الطريق.
assafir.com
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه