01-11-2024 09:28 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 24-8-2015: الشغب يحاول اغتيال حلم اللبنانيين بالتغيير

الصحافة اليوم 24-8-2015: الشغب يحاول اغتيال حلم اللبنانيين بالتغيير

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 24-8-2015 العديد من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية، كان ابرزها على الصعيد المحلي موضوع المظاهرات وسط بيروت حيث بدت الامور في اليوم الثاني خارجة عن السيطرة.

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 24-8-2015 العديد من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية، كان ابرزها على الصعيد المحلي موضوع المظاهرات وسط بيروت حيث بدت الامور في اليوم الثاني خارجة عن السيطرة واندلعت مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي استخدمت خراطيم المياه وقنابل الغاز لإبعاد المتظاهرين عن الشريط الشائك قرب السراي الحكومي.

السفير:

«مجموعات الشغب» تحاول اغتيال حلم اللبنانيين بالتغيير
انتفاضة 22 آب: الشارع يحاصر «النفايات السياسية»


كتبت صحيفة "السفير" اللبنانية إنها انتفاضة 22 آب التي أنهت العصر الآذاري..
صحيح أننا انتظرناها طويلا، لكنها وصلت أخيرا ولو متأخرة عن الموعد الاصلي.
كان مشهد رياض الصلح معبّراً خلال اليومين الماضيين، برغم التجاوزات التي رافقته، إنما من دون أن تلجمه أو تشوّه منطلقاته المشروعة.
لم يعد الأمر يتعلق بنقمة أو انتقام ردا على أزمة النفايات العضوية التي كانت شرارة الشارع، ليس إلا، قبل ان يتدحرج الغضب ليجتاح .. «النفايات السياسية».

إنها على الأرجح الفرصة الأخيرة أمام الإنقاذ، بعدما تسبب سلوك المنتمين الى «سلالة» السلطة في إقفال كل ممرات التغيير الطبيعية، سواء عبر انتخاب رئيس الجمهورية أو عبر إجراء الانتخابات النيابية..

لكن، ولأن الفرصة ثمينة وربما نادرة، فإن من واجب جميع الحريصين عليها أن يتولوا حمايتها بكل الوسائل الحضارية، وبالتالي ان يحولوا دون جعلها رهينة بعض الغوغائيين ممن عاثوا في وسط بيروت فسادا، فأساؤوا الى القضية المحقة، وحرفوا وجهة التحرك عن مساره السلمي والحضاري، ما سمح لهذه السلطة المترهلة بأن تلتقط أنفاسها وتختزل الحراك بمجموعة من المتظاهرين المندسين، أو بعناصر غير منضبطة، أصرت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس على استخدام كل فنون الشغب، تحطيماً وحرقاً، برغم أن حملة «طلعت ريحتكم» قررت مساء امس الانسحاب من الشارع، في انتظار معاودة الاعتصام عند السادسة مساء اليوم.

ليس مسموحاً لهذه القلة من الموتورين أن تحجب حقيقة الحراك المشروع وأن تخفي جوهر الأزمة، وعلى المسؤولين بدورهم عدم التلطي خلف غبار المشاغبين للهروب الى الأمام، لان من شأن أي سوء تقدير أو سوء توقيت في المقاربة الصحيحة واتخاذ القرارات المناسبة، ان يؤدي الى تفاقم الوضع وانزلاقه نحو المحظور الذي لاحت مؤشراته ليل أمس من خلال المواجهات بين بعض المجموعات والقوى الامنية، في شوارع وسط بيروت التي تحولت الى ساحة حرب، ما أدى الى سقوط عشرات الجرحى من المتظاهرين، أحدهم أصيب في رأسه وهو في حال حرجة جدا، إضافة الى عدد من المصابين في صفوف العناصر الامنية.

وفي دلالة على الآثار السلبية التي تركتها أعمال الشغب المشبوهة والمريبة، لم يتردد أحد الوزراء في القول لـ «السفير» ليل أمس ان مواجهات وسط بيروت أثبتت أن التحرك الاحتجاجي يفتقر الى القيادة والتنظيم، وان الداعين اليه ليسوا أهلاً لهذه المهمة، ناصحاً وزير الداخلية بمنع حملة «طلعت ريحتكم» من التظاهر لأنها غير قادرة على تنظيم تظاهرة! ونبه الوزير ذاته الى ان بعض التحركات المضادة كادت تحصل في عدد من المناطق وأحياء العاصمة دفاعا عن الحكومة، لكن جرى وقفها.

هذه القلة من الفوضويين والعبثيين لا تبرر بالطبع العنف المفرط المستخدم من القوى الامنية في مواجهة المحتجين عموما، وصولا الى إطلاق النار بغزارة، خصوصا أمس الاول، وهو تجاوز فادح وفاضح لا بد من محاسبة المسؤولين عنه.

وبرغم الشوائب والثغرات التي رافقت الحراك، وبالإذن من أصحاب نظرية المؤامرة، فإن الأصل والثابت هو أن هناك انتفاضة شعبية حقيقية على طبقة سياسية فاسدة ومفسدة، أخذت كل الفرص للتصويب والإصلاح، ولكنها أضاعتها جميعها، عن سابق تصور وتصميم، فجاء الرد من حيث لم تكن تتوقع.

والغريب أن هذه الطبقة المدانة والمحكوم عليها بـ «الفشل المؤبد» حاولت بخبثها المعروف الالتفاف على تحرك المحتجين وتجويفه من محتواه، فزايدت عليهم في المطالب، وذهبت أبعد منهم في رفع الصوت، مفترضة انها بهذه الطريقة قد «تنجو»، أو أقله قد تقلص الخسائر.

وهكذا، لم يستح بعض السياسيين من إطلاق المواقف الاستعراضية، والرقص فوق جراح المواطنين النازفة. لكن، فاتهم ان قواعد اللعبة أفلتت هذه المرة من أيديهم، وهم الذين لطالما اعتادوا على إدارة الازمات والتسويات وفق ما يناسبهم.
لقد فقد المتحكمون بمصائر الناس على مدى عقود زمام المبادرة بين ليلة وضحاها، وبات عليهم أن ينتظروا اجتماعا لأعضاء حملة «طلعت ريحتكم»، أو موقفا من أحد ناشطي المجتمع المدني، ليعرفوا المنحى الذي ستؤول اليه الامور.

وإذا كان السياسيون اللبنانيون معروفين بأنهم من المتخصصين في ترتيب الصفقات والتسويات، إلا ان مشكلتهم خلال اليومين الماضيين تمثلت في عجزهم عن إيجاد «شريك» متجاوب، لان الخصم هذه المرة ليس عاديا ولا تقليديا.
«خصم» الطبقة السياسية في ساحتي الشهداء ورياض الصلح هو جمهور «نادر»، عابر للطوائف والمذاهب والاحزاب والمناطق.. وعابر للقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي.

إنه تلك «الخلطة السحرية» التي بدت عصية على السيطرة والتطويع، الى حد أربك المسؤولين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة حالة شعبية غير مسبوقة، لم تنفع معها كل «تعويذات» السحرة من أهل هذا النظام المتداعي.

هو جمهور «تلقائي»، تحرك عفواً من دون إيعاز أو إيحاء من أي مرجعية، بعدما جمعته «المصائب»: حكومة معطلة.. مجلس نواب مقفل.. رئاسة جمهورية مغيبة.. ديون.. نفايات.. تقنين.. فقر.. بطالة.. هجرة..

ولأن الشارع الغاضب تمرد على روزنامة «8 و14 آذار»، فإن كل القوى السياسية، التي كانت تتقاسمه الى مربعات طائفية ومذهبية، متضررة مما يجري على الارض، مع تفاوت في نسب الأضرار. بعضهم أصيب بخسائر سياسية مباشرة نتيجة تحمله المسؤولية عن الاعتداء على المتظاهرين، وبعضهم الآخر أصيب بشظايا في الصورة والموقع نتيجة شراكته في إنتاج جمهورية الاهتراء والفساد.

ولأن الانفجار الشعبي أتى على هذا النحو المدوّي، فإن المطلوب معالجة فورية، قبل ان يتطور الوضع الى فوضى عارمة، ستأخذ في طريقها آخر معالم الدولة.

صحيح أن الرئيس تمام سلام هو ضحية أكثر مما هو متهم.. وصحيح أنه لا يستطيع أن يستقيل ولا يستطيع أن يستمر هكذا، لكنه برغم ذلك، بل بسبب ذلك، مطالب بأن يحسم أمره، ويغيّر قواعد الاشتباك في مجلس الوزراء.
لم يعد لدى رئيس الحكومة ما يخسره بعدما وصلت النار الى أبواب السرايا.

إنها لحظة الحقيقة.. فليقدم الرئيس سلام ولا يتردد.. ليدفع نحو اتخاذ القرارات الجريئة والاستثنائية في الجلسة الحكومية المقبلة. وليضع الجميع أمام مسؤولياتهم وليفضح المعطلين والمعرقلين.

لقد ظهر سلام أمس صريحا وشفافا الى أبعد الحدود في كلمته المؤثرة التي وجهها الى اللبنانيين. بل يمكن القول انه بدا واحدا من المتظاهرين، ولم يكن ينقص سوى ان ينزل الى ساحة رياض الصلح لقيادة المحتجين.. ضد الحكومة.
قال سلام أمس ما يجب أن يقوله.. إنما لا يزال ينقص الفعل.

ولعل القرار الأسرع المطلوب من سلام هو تقديم موعد جلسة مجلس الوزراء من الخميس المقبل الى غد الثلاثاء، بعدما يكون قد تم اليوم فض عروض المناقصات المتعلقة باختيار الشركات التي ستتولى معالجة النفايات.
والقرار الآخر الملح، هو الإسراع في اتخاذ التدابير الكفيلة بمعالجة أزمتي النفايات والكهرباء اللتين تلقيان بظلالهما القاتمة على كل ذلك.

وبعد ذلك، يجب كسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها المؤسسات الدستورية منذ شغور قصر بعبدا.
وإذا كانت أحداث 7 أيار قد فرضت في الماضي تسوية الدوحة التي أفضت الى انتخاب رئيس الجمهورية، فإن انتفاضة 22 آب ينبغي أن تكون حافزا للدفع نحو العثور على الرئيس المفقود، ومن ثم استقالة الحكومة وتشكيل أخرى تضع قانون انتخاب على أساس النسبية، يليه إجراء الانتخابات النيابية وإنتاج طبقة سياسية جديدة.

يبقى أن يُحسن اللبنانيون تطوير بارقة الأمل التي لاحت في الأفق المسدود، وأن يجيدوا إدارة انتفاضتهم على الواقع المرير..


النهار

مندسّون يخطفون ثورة "طلعت ريحتكم" سلام مع الناس ضد "النفايات السياسية"


من جهتها، كتبت صحيفة "النهار" اللبنانية لم تسقط الحكومة انما سقطت هيبتها على رغم الافراط في استعمال القوة التي لم تتمكن من ضبط مندسين تسللوا طوال يومين ليخطفوا حراكاً مدنياً حضارياً، وبدت المواجهة حتمية بين الرئيس تمام سلام والفريق المؤيد لاستمرار العمل الحكومي بوتيرة انتاج أفضل، و"المندسين" سياسياً لمحاصرة الحكومة السلامية وفرض واقع جديد عليها وعلى البلاد بمجملها بدءاً من تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، مرورا بتعطيل العمل الحكومي، وصولاً الى تعطيل التشريع، مما يدخل البلاد في أزمة فراغ قد تستكمل فصولها الخميس المقبل مع اصرار العماد ميشال عون على المواجهة مع سلام، الامر الذي قد يدفع الاخير الى الاستقالة لئلا يكون شاهداً على الانهيار كما قال امس، وهو ما يدفع في اتجاه مؤتمر تأسيسي كان دعا اليه الامين العام لحزب الله وأيده فيه عون.

وبدا واضحاً ان "القوى التي تعطل مؤسسات الدولة وتجمّد البلد تريد ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية ما انعكس خشيةً من تحويل ساحة رياض الصلح إلى ساحة رسائل متبادلة وتصفية حسابات بين القوى السياسية واستغلال المتظاهرين لهذا الغرض" كما قالت محطة "ان بي ان" التابعة للرئيس نبيه بري ملمحة الى "التيار الوطني الحر".

واذا كانت المواجهة الحقيقية في الشارع، فان أبعادها وتداعياتها سياسية بامتياز، لكن ما يجدر التوقف عنده هو خروج اللبنانيين الذين نزلوا الى الساحات، عن ارادة السياسيين والاحزاب، وتحررهم من الطوائف والمذاهب، ليعبروا عن غضبهم من تقصير الحكومة الحالية المعطلة منذ ثلاثة أشهر، ومن تراكمات الحكومات السابقة، وخصوصا من "النفايات السياسية" على حد وصف الرئيس سلام.

واذ رأى رئيس الحكومة في مؤتمره الصحافي الاستيعابي "أنه اذا لم تكن جلسة الخميس منتجة، فلا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها، فللصبر حدود بعدما نفد صبر الشعب، ولا يمكن الاستمرار بتغييب المساءلة النيابية والقرارات التشريعية"، فقد تلقى دعماً من أكثر الاطراف السياسيين في ما عدا العماد عون الذي اعتبر "أنّ مؤتمر العجز المقيم وكلام الاحتواء العقيم ومحاولة الابتزاز المهين لن يمر من دون رد مناسب في مجلس الوزراء وخارجه، خصوصاً على مستوى الشعب صاحب السيادة ومصدر كل سلطة والذي منعه فريق الأكثرية الحكومية من أي محاسبة منذ إلغاء حقه في الانتخاب الديموقراطي".

أما الرئيس نبيه بري، فقال امام زواره: "عندما يشل البرلمان ولا يستطيع القيام بدوريه التشريعي والمحاسبة، من الطبيعي ان يطالب الشعب بوكالته. من حق اللبنانيين ان يصرخوا ويعبروا عن آرائهم ويتظاهروا وهذا حق مشروع". وسئل عن المطالبة باستقالة الحكومة، فأجاب بري: "ما هو البديل غير الفراغ، الا يكفينا الشغور الرئاسي؟".

وأبلغت مصادر وزارية "النهار" أن الرئيس سلام تلقى امس من سفراء الدول الكبرى والاتحاد الاوروبي اتصالات تؤكد عليه وجوب عدم الاستقالة. وحض هؤلاء رئيس الحكومة على أن يصمد وأن يواجه التطورات بسبب الخوف من أن تتطور الامور نحو إدخال لبنان في الفوضى العربية وهذا الامر ممنوع بقرار دولي. وشارك في هذه الاتصالات عدد من سفراء الدول العربية الاساسية الذين اتصلوا أيضا بعدد من القيادات الفاعلة طالبين منها دعم الحكومة وإلا فإنها تتحمل مسؤولية سقوط الاستقرار في لبنان وتالياً دخول لبنان في فوضى المنطقة. وتحدثت المصادر عن معلومات مفادها أن اتصالات أميركية أجريت مع إيران من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وهذه المعطيات تبلّغها العماد عون كي لا تكون هناك محاولة استقطاب في خضم ما يجري من تطورات.

ومن المتوقع أن تشهد السرايا الحكومية اليوم حركة كثيفة من اللقاءات والاتصالات للتضامن مع المواقف التي أعلنها الرئيس سلام وسط توجه الى فض عروض المناقصات الخاصة بالنفايات فورا وانعقاد مجلس الوزراء قبل الخميس وإجراء التحقيق في مصدر إطلاق النار على المتظاهرين السبت وإعلان أسبوع أمني في بيروت الكبرى تحسبا لدخول جهات إرهابية على الخط.

وفيما استمرت المواجهات بين العناصر الامنية ومندسين ليلا في محيط السرايا بعد انسحاب المنظمين والمتظاهرين ودعوتهم الى تجمع ثالث في السادسة مساء اليوم، اقفل متضامنون طرقا في مناطق عدة بعض الوقت، وتابع وزير الداخلية نهاد المشنوق الاجراءات الامنية لإعادة فتحها واقفال ساحتي رياض الصلح والشهداء بعدما سادت حال من الشغب.

ورأى مصدر متابع ان الحركة المدنية اخطأت بعدم التقاط الرسالة الثمينة التي وجهها الرئيس سلام وكان يجب ان تحدد خطوطا حمراء لتحركها بحصر الوقت والمكان وتقصير مدة التجمع ثم الانسحاب بحيث لا تفسح للمندسين في تشويه التظاهر الحضاري السلمي. وهو يخشى ان تكون اعمال الشغب مثل تحطيم واجهات محال وتكسيرها والإمعان في رمي مفرقعات وحشوات حارقة على القوى الأمنية قد حرفت التحرك عن سكته وان يبدأ ذلك بإثارة مفاعيل عكسية لان الناس سيخافون الفوضى والتوترات المتصاعدة، علماً ان التعليمات للقوى الأمنية كانت متشددة بالتزام جانب خط الدفاع الى أقصى الحدود وهو ما برز بوضوح.

في المقابل، وحدت قوى 14 آذار موقفها الداعم للمطالب ولاستمرار حكومة الرئيس سلام على رغم تقصيرها، واعتبرت ان المدخل للحل هو بانتخاب رئيس للدولة واستمرار الاعتصام لتحقيق هذا الطلب مما يدفع حكما الى استقالة الحكومة، وقد عقد رئيس حزب "القوات اللبانية" سمير جعجع مؤتمراً صحافياً لهذه الغاية.


الأخبار

الرواية الأمنية: هل اختطف طابورٌ خامس الحراك المدني؟

صحيفة الأخبار اللبنانية كتبت اختُطف حراك «طلعت ريحتكم». تحوّل «حراكٌ مدني» إلى فتنٍ متنقلة. نار رياض الصلح تمدّدت إلى البقاع وطرابلس وخلدة. ساحةٌ بساحة، أهل السنة انتفضوا ضد من قالوا إنهم «شبانٌ شيعة يهاجمون سرايا السنة». مجدداً، طائفية اللبنانيين تحاول الانتصار

اشتعلت ساحة رياض الصلح. استحالت ميدان معركة، طرفاها متظاهرون وقوى أمنية. نار وسط البلد لم تلبث أن امتدت لتطال كل لبنان. فانتهى الحراك العلماني بمجموعة تحركات طائفية. رُوِّج أن مهاجمي السرايا من الطائفة الشيعية، وأنّهم يستهدفون كرسي السنّة لا الرئيس تمام سلام الذي يجلس عليه. وعليه، تداعى عدد من أهالي خلدة وسعدنايل وشتورا والمنية وغيرها من المناطق لقطع الطرق بنداء «يا غيرة أهل السنة»، دعماً للرئيس سلام.

 ضُخّت على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتسآب شائعات عن مواكب لحزب الله وسرايا المقاومة تتوجه إلى وسط البلد وإلى طرابلس وإلى الطرق المقطوعة لفتحها بالقوة. هكذا أراد الطائفيون تحويل حراك مدني خلال ساعات قليلة إلى فتنة متنقلة. فما الذي جرى؟
على مدى يومين، سقط عشرات الجرحى من المتظاهرين والقوى الأمنية. وتحوّلت مناوشات اليوم الأول إلى حربٍ حقيقية في اليوم الثاني. من بدأ الاعتداء؟ سؤالٌ جرى تقاذفه لرفع المسؤولية. ك?