16-04-2024 03:35 PM بتوقيت القدس المحتلة

فابيوس يأسف لعدم تغير الموقف الروسي من سوريا وينتقد اوباما وراء الكواليس

فابيوس يأسف لعدم تغير الموقف الروسي من سوريا وينتقد اوباما وراء الكواليس

ليس هناك ما يشير الى صحة الاخبار التي تروج لها وسائل الإعلام السعودية عن تغيير في الموقف الروسي من سوريا،


نضال حمادة - باريس


ليس هناك ما يشير الى صحة الأخبار التي تروج لها وسائل الإعلام السعودية عن تغيير في الموقف الروسي من سوريا، بل تكاد الانطباعات لدى الساسة الاوروبيين تتحدث عن تشدد روسي اكبر، بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب في فيينا بداية شهر تموز الماضي.

فرنسا التي تتخذ الموقف المتصلب الاكثر هجومية ضد سوريا ورئيسها تقول بلسان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن روسيا لم تغير موقفها من الرئيس السوري بشار الأسد، ، هذا الكلام قاله الوزير الفرنسي في جلسة مع الصحافة الفرنسية والاجنبية في باريس ولم تكن مغلقة على غير عادته في الموضوع السوري.

الانتقاد الفرنسي العلني لروسيا يتزامن مع انتقادات فرنسية وراء الكواليس للرئيس الامريكي باراك اوباما ، لا يتوقف الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند) ووزير خارجيته (لوران فابيوس) عن ابدائها امام السلك الدبلوماسي الفرنسي و الزوار الغربيين الذين يزورون باريس ، وقد اضطرت فرنسا التي تحافظ على سياسة التصلب دون اي سبب وجيه  لإنذار واشنطن بالحفاظ على مصالحها في ايران عند توقيع الاتفاق النووي، حسب قول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحافة الفرنسية التي رافقته الى طهران (كنا نعرف ان هناك جولات تفاوض بين ايران وامريكا منذ تسعة أشهر، وقبل الذهاب الى فيينا في حزيران زرت واشنطن وأبلغتهم ان لنا مصالح اقتصادية في ايران يجب ان يحترموها) .

  ثبات الموقف الروسي من سوريا يقابله تغيير في الموقف الامريكي من الحليف التركي،  تشير الى هذا التغير الامريكي عملية سحب صواريخ الباتريوت الامريكية والالمانية من تركيا، وكانت هذه الصواريخ قد نصبت بناء على طلب تركي من حلف شمال الأطلسي عام 2013 ، كما  تزامن هذا الامر مع استمرار حزب الشعب الديمقراطي اكبر حزب سياسي كردي في تركيا وهو قريب من امريكا في تصلبه من قيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ،  كما ان الاحزاب القومية التركية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الادارة الامريكية هي الاخرى رفضت بشكل قطعي الدخول في تحالف حكومي مع حزب العدالة والتنمية ما اجبر أردوغان على الاعلان عن انتخابات مبكرة في شهر تشرين الثاني القادم ، و ليس هناك ما يشير الى تعديل انتخابي يريح حزب العدالة والتنمية خصوصا مع استمرار  التحريض الذي يمارسه ( فتح الله غولن) الداعية التركي صاحب النفوذ القوي في الاوساط الصوفية التركية والمقيم في الولايات المتحدة الامريكية، و تزامن كل هذا مع انهيار غير مسبوق بقيمة الليرة التركية وصل الى 51 بالمائة في فترة 72 ساعة، مع تزايد عدد السواح الاوروبيين وخصوصا الالمان الذين الغوا حجوزاتهم للسياحة في تركيا.

هذا التغير الأمريكي تجاه تركيا والذي يسير بانتظام وهدوء حتى موعد الانتخابات التركية القادمة، اشار اليه الكاتب البريطاني روبرت فيسك خلال زيارة قام بها الى سوريا قبل اسبوعين حسب مصادر دبلوماسية عليمة في باريس. ونقلت هذه المصادر عن فيسك قوله  في سوريا ان الدور الاتي على تركيا التي سوف تعيش اضطرابات  واعمال عنف وعدم استقرار سياسي حلال الفترة المقبلة، بسبب التخلي الامريكي الكامل عن فكرة إسقاط النظام في سوريا ، وذهاب الولايات المتحدة الى سياسة تتلخص في الحرب ضد إرهاب داعش حسب قوله.

مصادر فرنسية تحدثت من ناحيتها عن تطمينات امريكية وصلت لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الذي يعتبر الوجه السوري لحزب العمال الكردستاني ان الطائرات الامريكية وطائرات التحالف الذي تقوده امريكا لمحاربة داعش لن تتعرض لمناطق نفوذ الفصائل الكردية في سوريا ، وقالت المصادر ان جهات أبلغت الاكراد انهم لن يكونوا عرضة  للقصف  الغربي في الحرب ضد داعش رغم ان تركيا دخلت في حرب ضدهم.