في ظل تفجيرات متنقلة في بغداد،أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن المعلومات عن تعزيزات أميركية في منطقة الخليج بعد انسحاب القوات من العراق نهاية العام ليست عقلانية
أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن المعلومات عن تعزيزات أميركية في منطقة الخليج بعد انسحاب القوات من العراق نهاية العام ليست عقلانية. وقال صالحي، الذي يزور بغداد في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري رداً على سؤال عن تقارير أفادت أن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز وجودها في الخليج بعد الإنسحاب من العراق "إنهم يتبعون نهجاً غير حكيم ولسوء الحظ يفتقدون دائماً الى العقلانية والحكمة".
وأضاف صالحي "حان الوقت للأميركيين ليكونوا أكثر حكمة ورشداً في نهجهم". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة تعتزم تعزيز دورها العسكري في الخليج بعد انسحاب قواتها من العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ودبلوماسيين لم تذكر أسماءهم أن الخطط تتضمن إعادة نشر قوات قتالية في الكويت تكون قادرة على الردّ بسرعة في حالة انهيار الوضع الأمني في العراق، ومستعدة لمواجهة عسكرية مع ايران.
كما نفى صالحي تحذيرات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الحرب الأميركي ليون بانيتا، الى ايران من التدخل في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية. وقال صالحي "اعتدنا على مثل هذه التصريحات من الأميركيين منذ ثلاثين عاماً". وأضاف صالحي أن "العراق لا يحتاج الى أي شخص ليتدخل في شوؤنه الداخلية والعراقيين يعرفون أفضل من أي أحد آخر كيف يديرون بلدهم".
من جهته، قال زيباري "بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق ليس بمقدور أي جهة أن تملأ الفراغ في العراق غير شعب العراق وحكومته وأعتقد نحن قادرون، ولدينا النضج الكافي لإدارة هذا البلد".
على صعيد الداخل العراقي، أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن وزير الزراعة العراقي عز الدين الدولة نجا صباح اليوم من محاولة اغتيال قرب منطقة الصليخ شمال بغداد. وقال هذا المصدر أن "عبوة ناسفة انفجرت عند مرور موكب الوزير على طريق محمد القاسم السريع، مما أدى إلى جرح اثنين من المارة". يذكر أن عز الدين الدولة هو قيادي في القائمة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي.
من جهة ثانية، أكد مصدر أمني مقتل اثنين من عناصر الصحوة في هجوم مسلح فجر اليوم في ناحية خان بني سعد التي تبعد عشرين كيلومتراً جنوب بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى. وقال المصدر الأمني إن "مسلحين مجهولين اقتحموا منزلاً في خان بني سعد وقاموا باحتجاز النساء والأطفال في غرفة، واقتادوا أخوين وأطلقوا النار عليهما من مسدسات كاتمة داخل المنزل". وأكد المصدر أن "الأخوين يعملان في قوات الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة". وساهمت قوات الصحوة في تراجع أعمال العنف في مناطق العرب السنة بعد أن قاتل عناصرها التنظيمات المتطرفة، لكنها تتعرض باستمرار لهجمات دامية خصوصاً شمال بغداد وجنوبها.
كذلك فقد ذكرت مصادر أمنية عراقية مقتل خمسة من رجال الأمن في هجمات متفرقة في محافظة ديالى، فيما قضت محامية متخصصة بقضايا جنائية بنيران مسلحين مدينة الموصل شمال بغداد. وأوضح المصدر أن "عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش في ناحية السعدية ما أسفر عن مقتل أحد الجنود وإصابة آخر بجروح". كما أضاف أن "عبوة ناسفة اخرى انفجرت في المكان نفسه لدى وصول دوريات عسكرية أخرى لتقديم الإسناد ومساعدة الضحايا ما أسفر عن مقتل جنديين آخرين وإصابة آخر بجروح". وأدّى هجوم آخر في البلدة نفسها استهدف مقراً للإتحاد الوطني الكردستاني إلى إصابة اثنين من الحراس.
وعلى إثر هذه الهجمات، أعلنت السلطات العراقية في المحافظة حظراً للتجول في ناحية السعدية، وشنّت حملة دهم وتفتيش لملاحقة المسلحين فيما طوّق الجيش الناحية. وقال مدير ناحية السعدية أحمد الزركوشي أن "الإرهابيين مختبئين في البساتين المحيطة بالناحية"، مضيفاً أن "عمليات تجري الآن بحث وتفتيش في هذه البساتين من قبل عناصر الجيش". وفي الموصل، أعلنت الشرطة العراقية مقتل المحامية سوزان ساعد ضامن الجبوري المتخصصة في قضايا التحقيقات الجنائية. وأوضح المصدر أن "مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الجبوري قرب منزلها في منطقة الموصل الجديدة في وقت متأخر من مساء الاثنين".