تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء مواضيع عدة كان أبرزها لجوء القوى الأمنية الى تركيب جدار إسمنتي في ساحة رياض الصلح للفصل بين السرايا والمتظاهرين، وكذلك فض عروض مناقصة النفايات والمحاصصة الواضحة.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 25-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها لجوء القوى الأمنية الى تركيب جدار إسمنتي في ساحة رياض الصلح للفصل بين السرايا والمتظاهرين المحتجين على سياسات الحكومة، وكذلك فض عروض مناقصة النفايات والمحاصصة الواضحة التي طبعت المناقصات والأسعار المرتفعة...
السفير
الحراك الشعبي يلملم قواه.. والحكومة تختبئ خلف الجدار
النفايات «طلعت ريحتها»: محاصصة مكشوفة و«باهظة الثمن»!
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والخمسين بعد الأربعمئة على التوالي. لملم الحراك الشعبي جراحه أمس، والتقط أنفاسه، بعد محاولة إجهاضه، إما بالقمع الأمني وإما بتجاوزات العناصر غير المنضبطة.
وبرغم ان حملة «طلعت ريحتكم» أرجأت تظاهرتها المركزية التي كانت مقررة أمس الى يوم السبت المقبل، إلا ان العديد من المواطنين بادروا البارحة الى التجمع السلمي في ساحة رياض الصلح من تلقاء أنفسهم، لمواصلة التحرك الاعتراضي وإبقاء شعلة انتفاضة 22 آب مضاءة.
أما الفضيحة التي ارتقت الى مستوى الصدمة، فتمثلت في لجوء القوى الأمنية الى تركيب جدار إسمنتي في ساحة رياض الصلح للفصل بين السرايا والمتظاهرين المحتجين على سياسات الحكومة.
أقل ما يمكن قوله، هو ان هذا المشهد معيب ومخجل، ولا يليق بصورة لبنان شعباً ودولة.. او ما تبقى منها.
إنه جدار العزل والعزلة، وهو لا يحمي الحكومة بل يحاصرها ويخنقها ويسيء إليها ويشوه آخر ملامحها. يكفي انه يحاكي جدار برلين الذي حطمه الشعب الالماني، وجدار الفصل العنصري الذي بنته اسرائيل في الاراضي المحتلة خوفاً من الشعب الفلسطيني.. فأين الحكمة في استنساخ هاتين التجربتين اللتين أدانهما التاريخ؟
وفي كل الأحوال، لم يستطع الجدار المستحدث ان يحجب صورة المحاصصة التي طبعت المناقصات المتصلة بالنفايات، في إشارة واضحة الى ان الطبقة السياسية لم تستخلص العبر من الانتفاضة الشعبية.
وعلى وقع الاحتجاجات الشعبية، انعقدت جلسة الحوار السابعة عشرة بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» مساء امس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث أكد المجتمعون «حرصهم على حرية التعبير والتظاهر السلمي في إطار القوانين والأنظمة المرعية، ودعمهم مؤسسات الدولة في حماية الاستقرار الداخلي وحفظ الأمن والمؤسسات العامة والأملاك الخاصة».
وشددوا ـ وفق البيان الصادر عنهم ـ على أولوية الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف لمعالجة الأزمات، وعلى ضرورة تحمل الدولة لمسؤولياتها في القضايا التي تهم المواطنين.
محاصصة النفايات
في هذا الوقت، كان أصحاب النفوذ والشهيات المفتوحة يتقاسمون استثمار النفايات، في صفقة مكشوفة، «طلعت ريحتها» منذ ان بدأ الإعداد لها في الغرف السوداء.
والمحاصصة هذه المرة كانت علنية ومفضوحة، بالاسم والشهرة، وعلى عينك يا تاجر. لم تكن هناك حاجة لبذل جهد كبير من أجل تبيان ارتباطات الفائزين في المناقصات مع النافذين السياسيين في المناطق التي تتوزع عليها الشركات الرابحة.
في ملف توزيع أرباح النفايات، تحققت كل شروط التوازن والشراكة والعدالة والمناصفة والتمثيل الصحيح. تعرف الطبقة السياسية جيداً كيف تتقاسم المغانم على «المسطرة». ربما تتأخر الصفقة قليلاً في إطار سعي كل طرف الى تحسين شروطه ومكاسبه، لكنها تُنجز في النهاية.
كان البعض يفترض ان انتفاضة 22 آب ستفرض على الطبقة الحاكمة مراجعة خياراتها وتعديل سلوكها، أقله من باب الانحناء التكتيكي أمام العاصفة، لكن ما حصل هو العكس تماماً، إذ إن المعنيين استغلوا الحراك الشعبي للتسريع في إتمام محاصصة النفايات، بحجة ضرورة التعجيل في معالجة الازمة والاستجابة لمطالب الناس!
والأسوأ، ان كلفة معالجة الطن الواحد من النفايات عبر الشركات الفائزة، هي أكبر من تلك التي كانت تتقاضاها شركة «سوكلين»، ما دفع الى طرح العديد من علامات الاستفهام والتعجب، فيما سارع الرئيس نبيه بري الى المطالبة بإعادة النظر في المناقصات، نسبة الى الأسعار المرتفعة وتحميلها الخزينة أعباءً إضافية كبيرة، «وإلا إلغاء المناقصات.»
ولاحقاً، أوضح وزير البيئة محمد المشنوق «أن هذه الأسعار تشمل إقامة معامل للمعالجة وتحضير وتجهيز المطامر في وقت كانت «سوكلين» تشغّل معامل موجودة ، كما أن هذه الاسعار تشمل موضوع الكنس الذي لم تكن «سوكلين» تقوم به خارج بيروت».
وقال خبراء بيئيون معترضون على أداء الحكومة لـ «السفير» إن تسويات حصلت وتقاسم للمناطق جرى، إما بين السياسيين أو بين العارضين أنفسهم، او بين هؤلاء جميعاً، لافتين الانتباه الى ان الأسعار التي تقدم بها الفائزون كانت في معظمها اعلى من أسعار «سوكلين» التي كانت تتراوح بين 140 و150$ للطن الواحد.
واعتبر الخبراء المعارضون لطريقة مقاربة أزمة النفايات أن المحاصصة كانت نافرة، مشيرين الى انه ليس خافياً أن الفائزين في المناقصات مصنفون في خانات مرجعيات سياسية، إذ إن جهاد العرب محسوب على الرئيس سعد الحريري وأطراف أخرى، وشريف وهبي مقرَّب من الرئيس نبيه بري، وانطوان أزعور (شقيق الوزير السابق جهاد أزعور) محسوب على الرئيس فؤاد السنيورة وجهات أخرى، ورياض الأسعد مقرَّب من النائب وليد جنبلاط، ونعمة افرام منفتح على قوى مسيحية عدة.
وإذا كان فض العروض هو نصف الكوب، فإن النصف الآخر الذي لا يزال فارغاً يتعلق بتحديد مواقع الطمر، وهذا ما سيكون مادة بحث وخلاف في جلسة مجلس الوزراء اليوم، وسط محاولات لتهريب مواقع الطمر، من دون ضجيج، خوفاً من رد فعل الناس في المناطق التي قد يتم اختيارها لطمر النفايات فيها.
ويفتقد الإعلان عن نتائج المناقصات أي إشارة إلى كيفية تأمين «البديل المؤقت» في انتظار ان يكتمل التعاقد مع الشركات الفائزة والبدء في التنفيذ خلال الفترة الانتقالية التي حددها وزير البيئة بـ 6 أشهر، علماً أن الخبراء يتوقعون أن تحتاج الشركات الى قرابة سنة لإجراء العقود والبدء بالإنشاءات المطلوبة، وذلك إذا نجحت هذه الشركات او الحكومة مجتمعة في إقناع الناس بالمواقع المختارة للطمر، لا سيما في المناطق الحساسة في جبل لبنان!
وعشية انعقاد مجلس الوزراء، قال وزير التربية الياس بو صعب لـ «السفير» إنه لم يكن قد استلم حتى مساء أمس دعوة واضحة الى حضور الجلسة اليوم، لافتاً الانتباه الى أنه سمع من الوزير رشيد درباس بأن هناك اجتماعاً للحكومة، ومتسائلاً: هل انتقلت صلاحية دعوة مجلس الوزراء للانعقاد من رئيس الحكومة الى الوزير درباس، وهل بهذه الطريقة أصبحت تتم دعوتنا الى حضور الجلسات؟
وتعليقاً على نتائج مناقصات النفايات، اعتبر بوصعب ان ما حصل غير مقبول وهو استمرار لنهب المال العام، مستغرباً الاسعار المرتفعة التي رست عليها المناقصات، ومضيفاً: بدل «سوكلين» واحدة، باتت لدينا مجموعة شقيقات لـ «سوكلين»، وأنا شخصياً لا يمكنني أن أغطي نتائج المناقصات أو أن أقبل بها، ويبدو أن هناك قطباً مخفية في هذا الملف.
ولفت الانتباه الى أن مجلس الوزراء لن ينجح في فرض المطامر بالقوة، كما يخطط بعضهم، مشدداً على أن هناك تخبطاً واضحاً في معالجة أزمة النفايات، و»ألله يستر..».
أما الوزير رشيد درباس فقال لـ «السفير» تعليقاً على اتهامه بتجاوز حدود صلاحياته: كل ما صدر عني هو انني توقعت انعقاد مجلس الوزراء بعد فض العروض المتعلقة بمعالجة النفايات، فأين الخطأ في ذلك. وأضاف: أنا أعرف حدودي وصلاحياتي جيداً.. أنا مجرد وزير بسيط، لا يمكنه ان يدعو مجلس الوزراء، ولكنه يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ورداً على سؤال حول ما يمكن ان يقرره مجلس الوزراء اليوم في شأن ملف النفايات، أجاب: إن الحكومة تملك صلاحية أن تقر أو لا تقر نتائج المناقصات، وبالتالي يمكنها أن تطلب إعادة التفاوض مع الشركات بخصوص الأسعار، إذا وجدت انها مرتفعة. وأشار الى ان تحديد المطامر يحتاج الى تفاهم مع بعض القوى السياسية وإلى تقديم حوافز مالية للمناطق المعنية.
وحول رد فعله في حال أصرَّ فريق ما في الحكومة على مواقف مضادة لطرحه، قال: المزايدات والمماحكات لم تعد مقبولة، والوضع لم يعد يحتمل هذا الترف.. وليكن معلوماً أنني لست متمسكاً بمنصبي الوزاري.. ولا براتبي الذي لا يتعدى الـ 8 ملايين ليرة.. ليأخذوها ويعيدوني إلى مكتب المحاماة الذي أقفلته منذ ان أصبحت وزيرا.
النهار
"الجدار العازل" خط تماس المواجهة المفتوحة
مُحاصصة المناقصات تصطدم بعقدة الأسعار
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "اختصر انتصاب صادم لجدار إسمنتي أقيم أمس في ساحة رياض الصلح عازلا المحيط الامني للسرايا الحكومية عن "ساحة التظاهر والاعتصامات" تداعيات المشهد الاحتجاجي العارم الذي غمر ساحات بيروت يومي السبت والاحد الماضيين. وبدا واضحاً ان قراراً صارماً بحماية السرايا اتخذ أمس على خلفية وقائع امنية جرت ليل الاحد وكادت تؤدي الى اثارة توترات ذات بعد مذهبي وتوقعات لاستمرار موجات التظاهر في المرحلة المقبلة. لكن اقامة الجدار، التي جاءت عقب ليل الشغب الذي عاث تخريباً في وسط بيروت، لم تخفف اندفاع حركة "طلعت ريحتكم" نحو الاستمرار في تحركها بل شكلت استفزازاً لها، فدعت الى تظاهرة جديدة مساء السبت المقبل.
كما أن تداعيات المواجهات التي جرت لم تحجب تصاعد حمى الاستحقاقات الداهمة التي سيكون اولها اليوم بت ملف النفايات في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء التي دعا اليها رئيس الوزراء تمّام سلام عقب فض عروض مناقصة هذه النفايات أمس. وهي جلسة تكتسب اهمية مفصلية من ناحيتين: الاولى لكونها ستشكل اختبارا حاسما والبعض يصفه بأنه مصيري للوضع الحكومي نظراً الى استمرار الكباش على أشده بين مجموعة القوى التي يمثلها 18 وزيراً تدفع في اتجاه بت القرارات الحكومية بالاكثرية والفريق العوني الذي يعطل هذه القرارات مدعوماً من "حزب الله". والثانية لان الجلسة تشكل الفرصة النهائية التي حددها الرئيس سلام لبت ملف النفايات الذي كاد يدخل البلاد في دوامة اضطرابات اجتماعية وأمنية شكلت التظاهرات الحاشدة في بيروت نماذج متقدمة منها . وعلى رغم تعويل بعض الاوساط على امكان ان تلامس الجولة الـ 17 للحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، التي أنعقدت ليلا في عين التينة، ملامح مخرج مهدىء يجنب الحكومة هزة قوية جديدة، لم تبرز أي معطيات من شأنها ان تستبعد تجدد الصدام في الجلسة اليوم، علماً ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أجرى اتصالات مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرئيس أمين الجميل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أثار فيها ما يعده مخالفة دستورية وميثاقية في توقيع المراسيم الحكومية بأكثرية وزارية وليس بالاجماع. كما ان عاملا آخر طرأ عشية الجلسة تمثل في اثارة اعتراضات على المناقصة نفسها لجهة اسعارها المرتفعة قياساً بالاسعار التي كانت تتقاضاها شركة "سوكلين". واسترعت الانتباه في هذا السياق مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري ليلا باعادة النظر في مناقصة ملف النفايات "نظراً الى الاسعار المرتفعة وتحميلها الخزينة اعباء اضافية كبيرة وإلا الغاء المناقصات كاملة".
المناقصات
وكانت مناقصات النفايات رست على أسعار راوحت بين سقف أعلى 205 دولارات وسقف ادنى 123 دولاراً للطن الواحد. وبرر وزير البيئة محمد المشنوق ذلك بأن هذه الاسعار تشمل اقامة معامل للمعالجة وتحضير وتجهيز المطامر، وقت كانت شركة "سوكلين" تشغّل معامل موجودة، كما أن هذه الاسعار تشمل موضوع الكنس الذي لم تكن سوكلين تقوم به خارج بيروت. وقال مصدر معني بالمناقصات لـ"النهار" إن دفتر الشروط طلب من العارضين تحديد سعر الجمع والمعالجة وكذلك الكنس وهو الذي تسبب بالفارق مع السعر الذي تتقاضاه "سوكلين"، في حين ان ثمة خفضاً في بعض المناطق مثل كسروان والمتن وجبيل حيث بلغ سعر طمر الطن 123 دولاراً في مقابل 160 دولاراً تتقاضاه "سوكلين".
وقالت مصادر قريبة من وزير البيئة ان الوزير سيقدم الى مجلس الوزراء جدول مقارنة بين أسعار "سوكلين" وأسعار المناقصات تلحظ وضع الكنس جانباً لان عقد "سوكلين" لا يشمل الكنس الا في بيروت الكبرى بما يظهر ان الاسعار متقاربة والعمل افضل.
وتوزعت الشركات الفائزة في المناقصات المناطق الست المحددة وفق خريطة وصفها معنيون بأنها تعكس "لامركزية النفايات" من جهة والمحاصصة السياسية من جهة أخرى. وفازت شركة "لافاجيت" في منطقتي الشمال وبيروت وهي تابعة لأنطوان أزعور شقيق وزير المال السابق جهاد أزعور. وفي جبل لبنان الشمالي فازت شركة "إندفكو" التابعة لنعمة افرام، و"بوتيك" التي يملكها نزار يونس.
وفازت شركة "الجنوب للإعمار" في عاليه والشوف وقسم من بعبدا وهي تعود الى رياض الأسعد. أما شركة "ورد" التي فازت في الجنوب والنبطية فهي لرئيس نادي التضامن صور السابق شريف وهبة المقرّب جداً من الرئيس بري. وتعود شركة "ان ان سي" التي فازت في البقاع والهرمل الى جهاد العرب وقاسم حمود القريبين من الرئيس سعد الحريري.
وصرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ"النهار" بأنه لا يتوقع أن يُقرّ اليوم في مجلس الوزراء شيء من المناقصات بل يتوقع أن تبدأ مرحلة درس المناقصات، خصوصاً ان الرئيس بري دعا الى إعادة النظر فيها. لكنه رأى في فض العروض نقطة إنطلاق على أن يبت الملف خلال فترة بسيطة ويبدأ الشروع في اعتماد إجراءات موقتة لمعالجة مسألة النفايات ريثما تنجز مسألة المطامر. وأشار الى إمكان خفض أسعار الشركات التي رست عليها المناقصات وهذا أمر معروف في هذا المجال من طريق المفاوضات التي ستتم بين الدولة والشركات.
وعن الجلسة العادية لمجلس الوزراء بعد غد الخميس قال إن الاولويات فيها باتت معروفة ألا وهي الرواتب والهبات والقروض وقضية شركة الطيران الاجنبية التي تقاضي لبنان. وأوضح أن أجواء التصعيد السياسي المرافق لعمل الحكومة لا يزال قائما.
الجولة الـ17
أما جولة الحوار الـ17 في عين التينة بين "المستقبل" و"حزب الله"، فانتهت الى بيان جاء فيه: "بحث المجتمعون في تطورات الاوضاع الداخلية والقضايا الاجتماعية وما حصل في الايام الاخيرة. و أكدوا حرصهم على حرية التعبير والتظاهر السلمي في اطار القوانين والانظمة المرعية، ودعمهم لمؤسسات الدولة في حماية الاستقرار الداخلي وحفظ الامن والمؤسسات العامة والاملاك الخاصة.
وشدد المجتمعون على اولوية الحوار والتفاهم بين مختلف الاطراف لمعالجة الازمات، وعلى ضرورة تحمل الدولة مسؤولياتها في القضايا التي تهمّ المواطنين".
الأخبار
قنبلة في مجلس الوزراء وسلام يهدّد: لن انتظر أحداً
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "تبدو جلسة مجلس الوزراء اليوم أشبه بقنبلة موقوتة تنتظر من يشعل فتيلها. الأزمة الحكومية تزداد تعقيداً. مفتاح حلها يكمن في تنازل تيار المستقبل وحلفائه للعماد ميشال عون، لكنهم مصرون على عدم التنازل
تزداد الأزمة تعقيداً. الحراك في الشارع يحاول الخروج من الصدمة التي أوقعه فيها بعض منظميه، وبعض السلطة، أول من أمس. يعيد المنظمون رصّ صفوفهم تمهيداً لمعاودة التحرك يوم السبت المقبل. السلطة في المقابل تغرق في الأزمة أكثر فأكثر. حوار حزب الله وتيار المستقبل برعاية الرئيس نبيه بري في عين التينة أمس لم يحقق أي تقدّم لحل العقد التي تجمّد عمل الحكومة ومجلس النواب. تيار المستقبل والرئيس تمام سلام، يساندهما بري والنائب وليد جنبلاط، لا يزالان متمسكين بعدم تقديم أي تنازل للعماد ميشال عون، رغم معرفة من بيدهم الأمر في التيار الأزرق أنه لا حل للمشكلات التي تشل المؤسسات من دون التنازل لعون. وفي الوقت عينه، لا يملك «المستقبل» أي تصور للحل، ويعبّر سياسيوه عن خشيتهم من ارتفاع حدة الحراك الشعبي، ومن إمكان دخول التيار الوطني الحر وحزب الله على خط التحركات الشعبية، سواء من خلال الحراك الحالي، أو عبر احتجاجات مستقلة.
وبعدما أعلن بري أمس اعتراضه على نتيجة مناقصات النفايات، ربطاً بأسعارها المرتفعة، بات مصير جلسة مجلس الوزراء اليوم في مهب الريح، رغم أن موقف بري أعفى وزراء عون وحلفاءه من خوض معركة في جلسة مجلس الوزراء اليوم وحدهم. كذلك إن الجسلة العادية للمجلس، والمقررة يوم الخميس المقبل، متجهة نحو التفجير، في ظل إصرار تحالف الرئيس سعد الحريري ــ سلام ــ بري ــ جنبلاط على إصدار قرارات بصرف النظر عن رأي تكتل التغيير والإصلاح وحزب الله، بخلاف ما اتُّفق عليه بشأن آلية العمل الحكومي بعد الشغور الرئاسي.
وحرّك عون أمس مجدداً موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية بعدما نشر سلام مراسيم عادية لم يوقعها وزراء التكتل ووزراء حزب الله. وأثار الخبر استياء عون الذي اعتبر نشر المراسيم مسّاً بصلاحيات رئيس الجمهورية، في وقت كانت البلاد فيه مشغولة بقضية النفايات والتحركات الشعبية. وبدا عون أمس في اتصالاته السياسية وفي لقاءاته كادرات التيار الوطني الحر مستعداً مجدداً للتحرك في الشارع ولمواجهة جديدة في مجلس الوزراء على خلفية نشر المراسيم وصلاحيات رئيس الجمهورية والتوافق داخل مجلس الوزراء.
كذلك أعاد عون التأكيد أمام كوادر التيار مساء أمس ضرورة الاستعداد للنزول إلى الشارع مجدداً ورفع مطالبهم. وشرح أمامهم الوضع العام وخلفيات التحرك المقبل، في ضوء ما سينتج من جلسة مجلس الوزراء.
أما بالنسبة إلى المراسيم التي اعترض عون على نشرها، فقد تحدثت المعلومات أنها تبلغ نحو سبعين، وقد طلب التكتل الحصول عليها لمعرفة فحواها ومعرفة الموقعين عليها. علماً أنه بحسب المعلومات، ثمة وزراء ومنهم حلفاء لعون (وزير المردة روني عريجي مثلاً) وقعوا عليها من دون ان يعرفوا انها ستنشر ناقصة توقيع مكونين اساسيين في الحكومة.
وقد اتصل عون بكل من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي والرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، للتشاور بالمراسيم المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية. وطلب الراعي الاطلاع على المراسيم وسيستمر التواصل بينه وبين عون لمتابعة هذا الملف، علماً أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بسلام. بدوره اتصل جعجع بالرئيس ميشال سليمان بعد الحديث مع عون الذي تمنى على جعجع التشاور مع سليمان في الموضوع، نظراً الى انقطاع العلاقة بين عون والرئيس السابق. وقد طلب جعجع من سليمان الاطلاع على المراسيم لاتخاذ الموقف المناسب.
سلام: لن أتفرّج بعد اليوم
ومع أن أحداث السبت والأحد المنصرمين في محيط السرايا أضحيا البند الأول في جدول أعمال الجلسة المبكرة اليوم، إلا أن رئيس الحكومة يقول لـ»الأخبار» إن جدول الأعمال لا يزال هو نفسه منذ تعليق جلسات مجلس الوزراء لثلاثة أسابيع خلت.
يضيف: «سأمضي في الجلسة ومَن يُرِد أن يعترض أو يتحفظ أو يعرقل يتحمل المسؤولية. أنا رئيس السلطة الإجرائية، وسأضطلع بكل المسؤوليات والصلاحيات المنوطة بي. بالكاد نتخلص من مشكلة بعد أخرى، هل بات في وسعنا تحمل المزيد في ظل التعثر والتعطيل الذي يفرض نفسه علينا؟ إذا كان المطلوب الاستمرار في تحمل المسؤولية، يقتضي ممارستها وليس التفرج عليها. ولأنها سلطة تنفيذية تعود إلى تسيير شؤون البلاد والعباد، لأن نقيض ذلك يعني تراكم الأضرار الذي يؤدي إلى انفجار كل المشكلات في وجه الجميع، كما هي حال النفايات اليوم وما حدث أخيراً. فكيف إذا أضفنا إلى كل ما نحن فيه استحقاقات الرواتب والهبات والقروض؟ لم يعد في الإمكان الانتظار بعد اليوم والتخلي عن المسؤوليات. سأطرحها برمتها على مجلس الوزراء، وثمة جدول أعمال بذلك لمناقشته واتخاذ القرارات في شأنه».
يقول أيضاً: «ليست هذه المرة أعطي الفرصة للاتفاق. في كل مرة أفعل، وثمة من لا يستجيب. كانت الفرصة الأولى على إثر الشغور الرئاسي عندما حافظنا على التوافق دونما تعطيل الإنتاجية. اليوم هناك إصرار على تعطيل هذه الإنتاجية. ذهبنا من التوافق إلى الإجماع، فإذا هو يغرقنا في التعطيل. خرجنا من الإجماع فإذا التعطيل هو نفسه، لأن هناك فريقاً يريد الاستفادة من التعطيل».
أي آلية يتوقع أن تسود عمل جلسة مجلس الوزراء اليوم، يعقب سلام: «المقاربة التي يلتقي عليها غالبية الوزراء، وإن وقف في طريقها فريق بنية التعطيل ولا شيء سوى ذلك. لن ننتظره أبداً. ليس ثمة اثنان يختلفان على أن طبيعة الرواتب والأجور في القطاع العام والهبات والقروض هي في مصلحة لبنان وليست مسألة سياسية كي تكون مدار خلاف. إذا لم يوافقوا عليها في جلسة اليوم يعني ذلك أن هذا الفريق لا يريد سوى التعطيل ولا شيء سواه. ليس في الأمر موقف سياسي، بل محاولة ربط قرارات في مواضيع مهمة وحيوية وضرورية لا تنتظر ولا يمكن ربطها بنزاع سياسي لا علاقة لمجلس الوزراء به. الأمر نفسه يتعلق بقبول اعتماد عدد من السفراء بعدما اتخذنا قراراً بذلك في مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية، ولجأنا إليه ثلاث مرات عندما قبلنا اعتماد عدد من السفراء. اليوم هناك سفراء دول مهمة ينتظرون كسفيري ألمانيا والاتحاد الأوروبي. موضوع كهذا ليس مدار اختلاف، فلمَ تأخير بته؟».
يضيف: «إنّ من يريد الامتناع يتحمل المسؤولية، لأنه لا يعني سوى التعطيل ولا شيء آخر، ولأنه يربط مسألة بأخرى. قلت مراراً لا تأتوا بخلافاتكم إلى مجلس الوزراء. حلوها في أي مكان آخر، لكن لا تضعوها على طاولة مجلس الوزراء، لأنه ليس المكان الملائم لحلها. صفوا حساباتكم السياسية في مكان آخر وليس على طاولة الحكومة الائتلافية».
وجزم بأن القرارات التي سيتخذها مجلس الوزراء بالغالبية ستصدر وتشق طريقها الى التنفيذ: «حتى عندما يكون هناك رئيس للجمهورية، فإن الدستور يمهله مدة لطلب إعادة النظر فيها، يصير بعد انقضاء المدة إذا أصر مجلس الوزراء على هذه القرارات إلى إصدارها وتنفيذها».
ودق ناقوس الخطر مجدداً من «الانهيار المحتمل. ما وصلنا إليه في ملف النفايات قادتنا إليه الصراعات السياسية».
البناء
دول الخليج تمنع رعاياها فهل أدّى فشل صدامات الوسط إلى تفجير عين الحلوة؟
حوار عين التينة للمستقبل وحزب الله لدعم التظاهر والأمن وتفعيل الدولة
الحكومة تجتمع لحسم تلزيم النفايات... وبري يدعو للتخفيض وإلا... الإلغاء
صحيفة البناء كتبت تقول "ليس صدور تحذير الرعايا الخليجيين من زيارة لبنان بالأمر البسيط عندما تتلاقى عليه حكومات السعودية والكويت والبحرين، فالحكومات المعنية لا تستقي معلوماتها من مصادر إعلامية، ولبنان ليس بلداً نائياً لا يعنيها، فترتجل قراراً بهذا الحجم لمجرّد تداول أنباء مثيرة عن وضعه الأمني تحسّباً للأسوأ، الحكومات المعنية موجودة بقوة في لبنان عبر سفاراتها وعلاقاتها واصطفافاتها، وليست مجرد منفعل يتلقى الأحداث بل فاعل يشترك في صناعتها. وقرار منع السفر لرعاياها هو أحد أمرين، إما تقدير مبني على ما تعلمه عواصم هذه الحكومات من سقوط لجدار الحماية الدولي الذي منع اهتزاز الاستقرار في لبنان طوال سنوات الأزمة السورية المستمرة، وأجبر فرقاءه المختلفين على تشكيل حكومة الأضداد، أو أنّ القرار رسالة تريد الإيحاء بأنّ الوضع في لبنان مضطرب أمنياً، لفتح أبواب ضغط سياسي تحت هذا العنوان، وترك الباب مفتوحاً لتداعيات أمنية عبر قوى تقيم اعتباراً للموقف الخليجي ويكفي قرار منع سفر الرعايا لإطلاق يدها، وفي الحالتين فالقرار يثير الشك والريبة حول مستقبل الاستقرار في لبنان.
على إيقاع سماع اللبنانيين للقرار الخليجي كان التفجير الأمني الذي لم ينجح في مواصلة إشعال وسط بيروت، يشتعل في مخيم عين الحلوة، وتصل أصداء الاشتباكات إلى ما بعد مدينة صيدا، وبين جولة وجولة مساع تنجح ومساع تفشل لوقف إطلاق النار، والاشتباكات تراكم احتقاناً ينمو ويكبر بين حركة فتح والمجموعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وسط معلومات متداولة عن قرار لدى الفريقين بالحسم العسكري.
عازف بيانو ينقل أصابعه من نقطة إلى نقطة على مدرج العزف، أم تقاطع صدف، في لحظات التحوّلات الكبرى والاستحقاقات الكبرى التي غالباً ما تفرض فيها الخيارات الكبرى وفقاً لمعادلة الفوضى أو…؟
هل أدّى فشل تأمين استدامة المواجهات في وسط بيروت، لجعلها الفتيل المشتعل لتأمين التفجير في عين الحلوة بديلاً، ريثما يجهز مكان جديد بعنوان جديد أو يعود التفجير إلى عنوان التظاهرات ريثما تنضج الاستحقاقات الكبرى والخيارات الكبرى؟
في المقابل كان اللقاء التقليدي لحوار عين التينة بين تيار المستقبل وحزب الله، بنكهة خاصة في ظلّ التجاذبات والتطورات التي شهدتها البلاد، وجاء الكلام التقليدي الذي يمكن في ظروف مختلفة أن يكون عادياً بقيمة خاصة هذه المرة عبر تأكيد الفريقين على حق التظاهر السلمي، والتمسك بحفظ الأمن، والدعوة إلى قيام الدولة بمسؤولياتها، ما يعني أن لا أزمة بين الفريقين قد تهدّد وحدة الحكومة من جهة، أو توتر الشارع وفقاً لخط الانقسام التقليدي بينهما.
أسعار الشركات الفائزة أعلى من أسعار شركة سوكلين
تتجه الأنظار اليوم إلى جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد على ضوء تحذير رئيس الحكومة تمام سلام أول من أمس من أن الحكومة إن لم تكن منتجة فلا لزوم للانعقاد بعدها، وعلى وقع تظاهرات حملة «طلعت ريحتكم» في عطلة الأسبوع الفائت في رياض الصلح ضد أزمة النفايات التي أفضت عروض المناقصات في شأنها، لاتخاذ قرارات ينذر أنها ستكون بداية أزمة جديدة، جراء المحاصصة التي أفضت إلى فوز شركة «جهاد العرب» بمناقصة النفايات في منطقة البقاع بسعر 148.95 للطن، في حين فازت شركة «الجنوب للإعمار» التابعة لرياض الأسعد بمناقصة النفايات في الشوف وبعبدا وعاليه بسعر 115 للطن، وفازت شركة «ورد» التابعة لشريف وهبي بمناقصة الجنوب للنفايات بسعر 151 للطن، وفازت شركة «سايفكو اندفكو» بمناقصة النفايات في المتن وكسروان وجبيل بسعر 171.6 دولار أميركي للطن، وفازت شركة «لافاجيت» بمناقصة النفايات في بيروت التابعة لأنطوان أزعور بسعر 168.63 دولار أميركي للطن الواحد، وشركة «باتكو» في الشمال بسعر 189.3 للطن.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن أسعار الشركات الفائزة في العروض المالية لمناقصات النفايات هي أعلى من أسعار شركة سوكلين. واستغربت كيف تقبل الدولة التي تعاني عجزاً مالياً أن تقبل أسعار الشركة الفائزة بهذه الطريقة. وطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بإعادة النظر بمناقصات ملف النفايات نظراً للأسعار المرتفعة وتحميلها الخزينة أعباء إضافية كبيرة وإلا إلغاء المناقصات بالكامل.
القرارات بالأكثرية
وأكدت مصادر وزارية لـ«البناء» «أن جلسة مجلس الوزراء لن يكون على جدول أعمالها غير بند النفايات وإنماء عكار»، لافتة إلى «أن المناقصات تندرج ضمن قرار الحكومة ومن المفترض أن تقر لإنقاذ الناس وليس لإنقاذ الحكومة». وشددت المصادر على «أن رئيس الحكومة سيتخذ القرارات بالأكثرية وليس بالإجماع.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» أن اليوم «سيظهر كل شيء حيث سيتم البحث في تأمين مطامر في الدرجة الأولى، ولن تطرح أي قضايا أخرى خلال الجلسة، لا آلية العمل ولا التعيينات العسكرية».
في المقابل أكد وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب «أنه لا يمكن أن يكون شريكاً في الموافقة على مناقصات ازداد فيها الهدر العام تحت ضغوط مفتعلة من قبل المستفيدين داخل السلطة كانوا أو خارجها».
المراسيم العادية تفترض توقيع كل الوزراء في غياب الرئيس
ورفض وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش في حديث إلى «البناء» استباق الأمور في ما يتعلق بالموافقة على المناقصات. وأشار إلى «أن حزب الله والتيار الوطني الحر وحزب الطاشناق وتيار المردة لم يوقعوا على المراسيم في مجلس الوزراء منذ أن حددنا «أن الأولوية في جلسات مجلس الوزراء هي للبحث في آلية العمل الحكومي»، لافتاً إلى «أن المراسيم العادية تفترض توقيع كل الوزراء في غياب رئيس الجمهورية، مضيفاً «ما يقوم به الفريق الأخر مخالف للدستور».
عون: لضرورة احترام الدستور
وفي السياق نفسه اتصل رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بالبطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب الكتائب السابق أمين الجميل ورئيس حزب القوات سمير جعجع، للتشاور في المراسيم المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية، وضرورة احترام الدستور بإعلانها ونشرها. وأكد عون للبطريرك الراعي بحسب ما علمت البناء» «أن إصدار المراسيم تجاوز لمكون أساسي في الدولة، وللدور المسيحي ومن غير الجائز السكوت عنه». وتوجه للبطريرك بالقول: «المفروض أن تكون المدافع الأول عن حقوق المسيحيين التي ينص عليها الدستور وأن لا تقبل بتهميش مكون أساسي وأن لا تقبل بانتهاك صلاحيات رئيس الجمهورية». كذلك دعا جعجع والجميل إلى تحمل المسؤولية أمام الشعب والتاريخ ورفض التهميش الحاصل للمسيحيين». وعلمت «البناء» من مصادر كتائبية أن الرئيس الجميل أكد للعماد عون «أننا حريصون على الإجماع والتوافق في مجلس الوزراء لكننا في الوقت نفسه حريصون على قضايا الناس، وأن التعطيل لا يجوز وأن وزراء حزب الكتائب سيسهلون آلية اتخاذ القرارات».
وكان لافتاً أمس تأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق من السراي الحكومية «أن لا انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية ولا أحد يبيع الناس الأوهام والأحلام، هذا الأمر لن يحدث، ويجب أن يكون واضحاً للجميع، الأمر الطبيعي لاستعادة النصاب الدستوري هو انتخاب رئيس للجمهورية بتوافق جميع اللبنانيين وليس فرضاً من جهة سياسية على كل الجهات السياسية».
استياء حكومي من دعم السفير الأميركي المتظاهرين
في موازاة ذلك، دعت حملة «طلعت ريحتكم» إلى اعتصام ينفذ في السادسة مساء السبت في مكان يعلن عنه لاحقاً لاسقاط مناقصة فض عروض النفايات.
واعتبرت في مؤتمر صحافي أن «المناقصة وما رست عليه باطل، ولفتت إلى أن «وضع مجلس الوزراء يده على الصندوق البلدي المستقل يجعل المناقصات سلباً للمال العام وكل من شارك فيها مشارك في عملية السطو».
وأكدت الحملة أن «السلطة صعدت في أعمال العنف لتشويه التحرك واستعجلت بتنفيذ الصفقة المشبوهة من خلال فض العروض الحاصل منذ دقائق. وأعرب السفير الأميركي ديفيد هل عن حزنه العميق حيال مشاهد وتقارير الإصابات التي وقعت في التظاهرات التي جرت خلال نهاية الأسبوع، والتي عبّر من خلالها المجتمع المدني اللبناني النابض بالحياة عن إحباطه إزاء الشلل السياسي الذي أبقى لبنان أسيراً لفترة طويلة جداً، معلناً تأييده إجراء تحقيق دقيق والمساءلة وضبط النفس. وجدد هِلْ في الوقت نفسه بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة تمام سلام التأكيد على دعم الولايات المتحدة القوي لجهود رئيس الحكومة للمضي قدماً بالتوافق السياسي حتى تتمكّن الحكومة من العمل على العديد من القضايا الملحة.
وأكدت مصادر وزارية لـ«البناء» «أن الحكومة لم تكن مرتاحة لتصريحات السفير الأميركي الذي كان من المفروض أن يبدي حرصاً على قوى الأمن الداخلي والجيش وليس فقط المتظاهرين، وأن أحد الوزراء أبلغه انزعاج رئيس الحكومة».
وأكد حزب الله وتيار المستقبل في جلسة الحوار السابعة التي عقدت في مقر الرئاسة الثانية أمس الحرص على حرية التعبير والتظاهر السلمي في إطار القوانين والأنظمة المرعية، ودعم مؤسسات الدولة في حماية الاستقرار الداخلي وحفظ الأمن والمؤسسات العامة والأملاك الخاصة .
وشدد المجتمعون على أولوية الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف لمعالجة الأزمات، وعلى ضرورة تحمل الدولة لمسؤولياتها في القضايا التي تهمّ المواطنين.
ولفت قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى «أن الجيش لن يتهاون مع المخلين بالأمن أو المندسين بين المتظاهرين الذين يسعون إلى حرف التظاهرات السلمية عن مسارها ومطالبها المشروعة، بهدف النيل من هيبة القوى الأمنية تمهيداً لإثارة مناخات الفتنة والفوضى في البلاد».
الاشتباكات في مخيم عين الحلوة
ومن بيروت إلى الجنوب، حيث توسعت رقعة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح والإسلاميين المتشددين لتطاول مختلف محاور المخيم ما أدى إلى سقوط قتيل هو الضابط في حركة فتح فادي.خ وقد نقلت جثته إلى مستشفى الراعي في صيدا إضافة إلى 3 جرحى، اثنان نقلا إلى مستشفى الهمشري في صيدا والثالث إلى مركز لبيب الطبي في صيدا.
وترافق ذلك مع قيام الإسلاميين المتشددين بشن هجوم على مراكز حركة فتح على محورين البركسات وبستان القدس. واستخدمت قنابل مضيئة وقذائف الهاون للمرة الأولى وسجلت حركة نزوح كبيرة من المخيم باتجاه مدينة صيدا.