الانتقال من مرحلة إطلاق المواقف إلى تأكيدها وتثبيتها أمر ليس بالسهل وسط كل الضغوط الدولية، حرب شعواء عالمية يخوضها بلد على مدار خمس سنوات، وبالأساس أتت هذه الحرب على هذا البلد نتيجة مواقفه التاريخية، ولكن بالرغم من كل ما ح
خليل موسى
الانتقال من مرحلة إطلاق المواقف إلى تأكيدها وتثبيتها أمر ليس بالسهل وسط كل الضغوط الدولية، حرب شعواء عالمية يخوضها بلد على مدار خمس سنوات، وبالأساس أتت هذه الحرب على هذا البلد نتيجة مواقفه التاريخية، ولكن بالرغم من كل ما حل به لم يتغير المبدأ.
من بعد الله تأتي قوة الشعب في الدرجة الأولى، شعب آمن بمبادئ المقاومة، واستنهض الصمود لجيشه الوطني متسلحا بقيم المواجهة والثبات، وهذا هو العامل الاهم للنصر القادم حيث يؤكده قادة المواجهة.
ومحاربة الإرهاب اليوم أولوية لمواجهة الكيان الصهيوني بعد قطع ذراعه من الداخل ومن ثم ردعه.
كل هذا كان في لقاء الرئيس الأسد في الأمس.. إضافة إلى مجموعة من المواقف أعاد الرئيس الأسد تأكيدها، على رأسها المقاومة وأساسها المقاومة ولا يتم الحفاظ عليها إلا بالمقاومة.
موقع قناة المنار حرص على متابعة رأي الشارع كما يفعل دائما، فخطاب الرئيس الأسد في كل مرة له وقعه على الشعب، والرئيس حريص على توجيه رسائله بدقة.
آراء مواطنين في دمشق..
وقد جال الموقع على عدد من شوارع دمشق ملتمساً نبض المواطنين حيال هذا اللقاء، وفي عينة من الآراء ظهر مواطنون يثنون على مواقف قائدهم.
حازم شاب دمشقي، يقول "اعتدنا على الرئيس الأسد فهو واضح في مواقفه وشفاف، إن كان تجاهنا نحن شعبه أو تجاه الحلفاء الذين يساندوننا، وهذا الشيء كان واضحا من الطريقة التي تحدث فيها عن المقاومة في حزب الله و عن إيران وروسيا".
علي موظف في إحدى المؤسسات السورية، يعيد ويثني بطريقته على ما تحدث عنه "مواجهة التكفيريين أخطر من العدو الصهيوني وبالنهاية هؤلاء التكفيريين هم عملاء لإسرائيل"، ويضيف علي "اذا ضرب الجيش الارهاب في سورية يكون قد قطع يد اسرائيل في سورية وهذا ما وضحه الرئيس أمس" .
ما أتى به دريد امتداد لقول مواطنه علي، فبرأيه "داعش والنصرة وكل التكفيريين هم الوجه الثاني لإسرائيل وهي كيان غاصب يعتمد عليهم لضرب سورية، السعودية وتركيا دول ارهابية داعمة للإرهاب في سورية ومثل ما قال الرئيس لا أحد يدعم الإرهاب ويعود ويحاربه".
أم علاء سيدة مسنّة في الستين من عمرها كانت في السوق تأخذ حاجياتها المنزلية، اختصرت كل ما يمكن أن يقال بالنسبة لها بالدعاء "اللهمَّ انصر ابن البلد بشار الأسد وانصر سيد المقاومة، وانصر الشرفاء في الجيش العربي السوري والمقاومين في حزب الله".
في ميدان التحليل السياسي..
استضاف موقع قناة المنار في دمشق المحلل السياسي السوري عفيف دلة، حيث أوضح أن الرئيس الأسد يطلق مواقف ثابتة وهو في ذات الوقت لا يكرر نفسه ومواقفه، إنما يؤكدها ويثبتها من خلال إطلالته على شاشة المقاومة.
وفي حديثه لموقع المنار أكد دلة أن كل لقاء يقوم به الرئيس الاسد يكون مدروسا، ويحمل رسائل عديدة جدا في الشكل والمضمون.
واعتبر أن حديث الرئيس الأسد عبر قناة المنار هو رسالة تعزيز لخندق المواجهة والمقاومة حيث يخوض الجيش السوري والمقاومة الإسلامية في لبنان معركتهم كتفاً بكتف في محاربة الإرهاب، ومواجهة هذا العدوان الذي لا يستهدف سورية كدولة ونظام سياسي فقط إنما هو استهداف لكل المنطقة ومنظومة المقاومة، خدمة لإسرائيل ومن معها.
ويتابع دلة أن الرئيس أمس أعاد تثبيت المواقف وهذا بحد ذاته مسألة مهمة جدا، في ظل متغيرات حاصلة، خاصة أنه دائما يوجد متغيرات ترتبط بالصراع ومقوماته، وبالتالي هناك رهانات تركِّز على القدرة على اتخاذ المواقف ذاتها.
وثمة تساؤلات طرحها المحلل السياسي أجاب عليها، من الرهانات التي ذكرها حول إن كان هناك أي تنازلات باتت الدولة السورية على أعتاب تقديمها، وهل يمكن أن تقبل بما لم تكن تقبل به في مراحل سابقة، فالرهانات برأيه كبيرة ويعول عليها والرئيس الأسد أكد المواقف وأكد ثبات سورية شعبا وجيشا ودولة، وعدم التفريط بأي معيار من معايير السيادة الوطنية المتعلقة بالأرض ووحدة الشعب ومكتسبات الدولة السورية، ومواقفها وتحالفاتها الاستراتيجية سواء كان مع أطراف محور المقاومة، بدءا من حزب الله الشركاء في خندق المواجهة وأيضا إيران أو الدول الصديقة مثل روسيا، وشدد دلة على ثبات مواقف الداعمين أيضا من الدولة السورية طيلة الحرب المفروضة على سورية.
وفي الختام أكد دلة على قوة الدولة السورية من خلال الثبات والبقاء على المواقف والمبادئ، مثنياً على العلاقة بين سورية والحلفاء من ناحية الوفاء المتبادل والتماسك القوي في المواجهة.