23-11-2024 09:49 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 27-08-2015: لبنان.. الأزمات تتراكم والنفايات تعود وتسوية للمراسيم

الصحافة اليوم 27-08-2015: لبنان.. الأزمات تتراكم والنفايات تعود وتسوية للمراسيم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 27-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الأزمات المتراكمة في لبنان وعلى رأسها النفايات، وكذلك بوادر تسوية مسألة المراسيم السبعين التي كادت تفجر الحكومة..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 27-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الأزمات المتراكمة في لبنان وعلى رأسها النفايات التي عاوت اجتياح شوارع بيروت، وكذلك بوادر تسوية مسألة المراسيم السبعين التي كادت تفجر الحكومة..

السفير
الأزمات «المسيلة للدموع» تتراكم.. والنفايات تعاود اجتياح بيروت
«وساطة المراسيم»: اختبار الشراكة في الحكومة

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والخمسين بعد الاربعمئة على التوالي. انشغلت القوى السياسية خلال الساعات الماضية في كيفية إيجاد تسوية لمسألة «المراسيم السبعين»، فيما بدت هموم الناس في واد آخر يزدحم بالازمات الاجتماعية والمعيشية «المسيّلة للدموع».

وأغلب الظن ان أحدا من المواطنين لا يشعر بأن السجال حول المراسيم يعنيه أو يهمه، وهو العالق بين مطرقة النفايات المتكدسة وسندان التقنين الكهربائي المتمادي، من دون أن تظهر في الأفق أي حلول سريعة لهذه المعاناة المتفاقمة.

ولعل مشهد عودة النفايات الى التراكم في شوارع بيروت هو الدليل الاكبر على استمرار دوران الحكومة في الحلقة المفرغة، واستفحال عجزها عن ابتكار المعالجات العاجلة للأزمات المتمادية، وفي طليعتها فضيحة النفايات التي تنتظر مطمرا، لا يزال التجاذب حوله قائما في عكار.

وإزاء انسداد شرايين الحلول المؤسساتية، يبقى الشارع المتنفس الوحيد للمواطنين اللبنانيين المعترضين على سياسة «التعذيب الجماعي»، والذين لا تكف القوى الامنية عن قمعهم بحدة، وتوقيف بعضهم، كما حصل ليل أمس الاول، بحجة ملاحقة المندسين، وهي ذريعة مطاطة باتت تستخدم في كل وقت لتبرير العنف المفرط المستعمل ضد المعتصمين والمتظاهرين.

صاعق المراسيم
وعشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم، فوق بركان الاحتقان الشعبي، تحرك الوزير علي حسن خليل امس على خطوط عدة، لمحاولة تفادي تفجير الجلسة بـ «صاعق» المراسيم العادية المتنازع عليها، والتي تحمل في العادة تواقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المختص.

وتواصل خليل مع الرئيس تمام سلام و«التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، سعيا الى إيجاد مخرج يعيد لمّ شمل الحكومة، بعد انسحاب وزراء «تكتل التغيير والاصلاح» و«حزب الله» من الجلسة السابقة.

وعلم أنه جرى التمني على سلام المبادرة الى استرداد المراسيم السبعين وتجميد نشرها، من أجل إعطاء فرصة للمعالجة، وبالتالي لإفساح المجال امام وزراء «تكتل التغيير والاصلاح» و«حزب الله» كي يعيدوا التدقيق فيها تمهيدا للتوقيع عليها. ويبدو أن سلام أبدى تجاوبا مع هذا الطرح من حيث المبدأ، لكن بعض تفاصيله بقيت موضع نقاش حتى ساعة متأخرة من ليل أمس.

وعلمت «السفير» ان «التيار الحر» أبلغ المعنيين انه لا يقبل فرض أمر واقع عليه، من نوع ان يتم ربط استرداد المراسيم وإعادة عرضها، بالتوقيع الإلزامي لوزراء «تكتل التغيير والاصلاح» عليها.

وأكدت مصادر بارزة في «التيار الحر» لـ«السفير» ان استرداد المراسيم السبعين يجب ان يحصل على قاعدة ان من حق وزراء «التكتل» و«حزب الله» عدم توقيع المراسيم التي توجد ملاحظات عليها، من دون التلويح بسيف «النشر الحتمي»، مؤكدة ان «التيار» لن يقبل الخضوع الى «مراسيم الإذعان».

وحذرت المصادر من خطورة استسهال اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء بالأكثرية العادية في ظل غياب رئيس الجمهورية، مشددة على ان المطلوب العودة الى آلية «التوافق المرن»، الذي يعني ان اعتراض مكونين من مكونات الحكومة على أمر ما، يجب أن يفضي الى تجميده.

وشددت المصادر على ان الخروج من المأزق الحالي يتطلب استعادة المراسيم وربط نشرها بتوقيع الوزراء الـ24، واعتماد «التوافق المرن» في اتخاذ القرارات، وإقرار التعيينات الامنية استنادا الى هذه الآلية، منبهة الى ان التفريط بهذه الفرصة سيضع العماد ميشال عون امام خيارات التصعيد خلال مؤتمره الصحافي غدا.

وقال الوزير علي حسن خليل لـ «السفير» ان مراجعة تتم للمراسيم العادية التي تشكل اختصاصا لصيقا لرئيس الجمهورية، مشيرا الى ان التحرك الذي يقوم به بتكليف من الرئيس نبيه بري «ينبع من قناعة لدينا بأن الامر جدير بالبحث، وان الحزب والتيار محقان في موقفهما القائل بضرورة توقيع الوزراء مجتمعين على المراسيم المفترض ان تحمل توقيع رئيس الجمهورية، الذي حل مكانه الوزراء الـ24 بحكم الشغور الرئاسي».

ولفت خليل الانتباه الى ان المسعى الذي يبذله يتعلق حصرا بإشكالية المراسيم ولا علاقة له بأي ملف آخر، «وبالتالي ليس معروفا ما إذا كان نجاح المسعى يمكن ان ينعكس إيجابا على مسائل خلافية أخرى في الحكومة».

وقال الوزير محمد فنيش لـ«السفير» ان المطلوب إعادة الاعتبار الى الشراكة في اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، والامر لا يتعلق فقط بالمراسيم، وإنما يشمل كل المسائل التي يمكن ان تطرح على طاولة الحكومة، لافتا الانتباه الى انه «من غير المقبول تجاوز الآلية التي كنا قد توافقنا عليها لتنظيم عمل مجلس الوزراء على قاعدة الشراكة المستندة الى نص الدستور الذي يلحظ ان مجلس الوزراء يحل مكان رئيس الجمهورية وكالة، في حال شغور موقعه». وأوضح ان حضور أو عدم حضور جلسات مجلس الوزراء يتوقف على مدى الاستعداد لاحترام هذه الآلية والتقيد بها.

بيروت.. والنفايات
على صعيد أزمة النفايات، وبعدما رفض مجلس الوزراء نتائج المناقصات في شأنها، من دون وجود أي رؤية حكومية لبدائل معينة، وفي ظل تعثر الاقتراحات المرحلية لمعالجة الأزمة، عادت أكوام القمامة لتحتل شوارع العاصمة، نتيجة امتلاء المكب المؤقت في الكرنتينا وتلاشي قدرة المعامل على المعالجة، بالترافق مع دخول إضراب عمال شركة «سوكلين» يومه الثالث.

وفي عكار استمر الاستنفار لدى العديد من الاوساط الشعبية رفضا لنقل نفايات العاصمة الى المنطقة، وسط اتساع دائرة المعترضين على مقايضة النفايات بمبلغ 100 مليون دولار، فيما أبدت أوساط عكارية أخرى موافقتها على «العرض» انطلاقا من ان إيجاد مطمر صحي مجهز يبقى أفضل من الاستمرار في اعتماد المكبات العشوائية من دون أي إجراءات وقائية.

ويمكن القول ان «تيار المستقبل» هو المحرج الاكبر في عكار، بعدما فتحت المساومة بين النفايات والـ100 مليون دولار دفاتر الماضي وسجلات الوعود التي لم تأخذ طريقها نحو التنفيذ، ما أوجد أزمة ثقة انعكست تساؤلات في الشارع العكاري، من قبيل ما الذي يضمن أن يُصرف المبلغ المرصود للمنطقة في مقابل نقل النفايات اليها، وماذا يضمن النزاهة في الإنفاق وتفادي الهدر، ولماذا لا يستفيق البعض على عكار إلا في الأزمات، وكيف يمكن ضمان ألا يتحول المطمر المفترض الى مطمر ناعمة آخر؟


النهار
"حزب الله" هدّد بالشارع فتحرّكت الوساطة
تسوية للمراسيم اليوم تُجنّب الحكومة الانفجار

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "عوامل عدة تضافرت عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم وأملت التوجه الاضطراري الى تسوية استباقية لاحت طلائعها فجأة وكان من علاماتها الظاهرة ارجاء رئيس "تكتل التغيير والاصلاح " النائب العماد ميشال عون مؤتمره الصحافي الذي كان يزمع عقده أمس الى غد وكذلك لقاء وزير الداخلية نهاد المشنوق وعضو "التكتل" الوزير السابق سليم جريصاتي في تطور يؤشر لإحياء التواصل بين الفريقين.

وأبرز العوامل التي أدت الى تحريك قنوات الوساطات تمثّل في بلوغ الازمة الحكومية حداً من التأزيم الخطير بعد جلسة الثلثاء لمجلس الوزراء التي ختمت على نذير انفجار مع انسحاب وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والطاشناق وتأييد "المردة" هذه الخطوة، فيما لم يبق من ممثلي 8 آذار سوى وزراء حركة "أمل". وبدا واضحاً ان فريق العماد عون وحلفاءه تعاملوا مع القرارات التي اتخذها المجلس على رغم انسحابهم باعتبارها "انقلاباً" من حيث المراسيم التي لم يوقعها الوزراء المنسحبون. كما أن معلومات توافرت لدى "النهار" عن رسائل ضاغطة أبلغت الى الافرقاء المعنيين مباشرة أو مداورة تحذّر من انه في حال عدم تجميد المراسيم الـ70 العادية التي أحيلت على النشر مع تواقيع 18 وزيراً وعدم ايجاد مخرج لموضوع التعيينات العسكرية، فإن عصا التظاهرات الجارية على أيدي مجموعات من المجتمع المدني لن تبقى دون اسناد سياسي، الامر الذي استشم منه تهيؤ "التيار الوطني الحر" وحتى "حزب الله" للانخراط في التظاهرة التي دعت اليها حملة "طلعت ريحتكم" مساء السبت المقبل بما يعنيه ذلك من تحشيد كبير لهذه التظاهرة.

وفي أي حال، كان "حزب الله" تحرّك بقوة قبل بلورة ملامح التسوية التي جرى العمل عليها والتي اضطلع فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام بدور محوري. وتفيد معلومات لـ"النهار" أن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، الذي تواصل مع الرئيسين بري وسلام ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، أبلغهم بوضوح "اننا لن نترك العماد ميشال عون ونحن متضامنون معه وندعمه الى الآخر فاذا نزل الى الشارع سننزل أمامه واذا خرج من الشارع نخرج وراءه"، داعياً هذه المراجع الى ايجاد حل مع عون.

وتسارعت الاتصالات منذ مساء الثلثاء من اجل احتواء التداعيات السلبية المحتملة في جلسة اليوم التي ستكون على جدول أعمالها ثلاثة بنود ملحة هي رواتب القطاع العام والتقديمات لوزارة الدفاع والهبات فضلاً عن استكمال البحث في أزمة النفايات. وتولى الرئيس بري والنائب جنبلاط الاتصالات مع الرئيس سلام والعماد عون و"حزب الله" توصلاً الى مخرج ينقذ الحكومة من الانفجار. وفي معلومات "النهار" ان تسوية المراسيم تلحظ تجزئتها بحسب تصنيفها، اذ ان المراسيم العادية لا تحتاج الى تواقيع 24 وزيراً باعتبار أنها ليست ذات طابع ميثاقي، أما المراسيم غير العادية فتستعيدها الحكومة لاعادة درسها ثم يوقعها جميع الوزراء لتصير نافذة.

وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" إنه في ضوء الحركة الكثيفة من الاتصالات التي شملت أمس مختلف الاطراف، استجاب "حزب الله" مع الرئيس بري في شأن مخرج لموضوع المراسيم التي لم يوقعها وزراء الحزب و"التيار الوطني الحر"، كما استجاب التيار مع الحزب في شأن المشاركة في جلسة اليوم. وإذا لم تطرأ أية مفاجآت، سيوقع وزراء الحزب والتيار هذه المراسيم ليكتمل إجماع الوزراء عليها. ورأت في هذه التطورات مخرجاً من شأنه أن يحافظ على التوافق داخل الحكومة ويؤمن استمراريتها، ولكن من دون معرفة ما هو الثمن الذي يجب دفعه مقابل هذا المخرج.

تسوية للضباط؟
ومع ان سياسياً متابعاً توقع إعادة نظر في المراسيم التي صدرت لتحمل تواقيع جميع الوزراء وتجميد بعضها، فهو رأى في هذا المخرج نسفاً لآلية عمل مجلس الوزراء التي اعتمدها الرئيس سلام أخيراً، كما توقع إيجاد تسوية لموضوع ترقية الضباط في المؤسسة العسكرية تبقي المقصود إبقاؤهم في الخدمة لعدم قطع شعرة معاوية مع العماد عون. واستنتج السياسي نفسه أن ضغط "حزب الله" تتنوع وسائله كل مرة ويعدّل الميزان السياسي ويجبر الفريق المتمسك بالدستور والشرعية على التراجع ودوماً تحت عنوان أنه "ممنوع كسر الجنرال عون".

وأفادت مصادر مواكبة لهذا التحرك أن المطلب الاساسي الان للعماد عون هو ترقية العميد شامل روكز في إطار تسوية تقضي بترقية 12 عميدا الى رتبة لواء وهذا الامر لم تعتمده كل القوى السياسية. ووصفت ما يجري بأنه 7 أيار جديد ولكن من دون 5 أيار يسبقه. وأضافت: "ان السؤالين الكبيرين هما: ما هو الشيء التالي الذي سيطالب به العماد عون إذا ما تم له ما يريد في شأن ترقية روكز؟ وما هي أجندة "حزب الله" بعد نزع ذريعة النفايات والذهاب وراء شعار إسقاط النظام والطائف مما يهدد بالذهاب الى الفوضى؟". وصرّح النائب مروان حماده لـ"النهار": "إن المطلوب هو الفوضى إيرانيا ومسموح بالفوضى أميركيا".

موقف الكتائب
وقال مصدر كتائبي لـ"النهار" إن وزراء الحزب "يؤيدون الإجماع في توقيع المراسيم العادية احتراماً للميثاقية في غياب رئيس للجمهورية، ولكن إذا تبيّن وجود مراسيم تتعلّق بحياة الناس، وكان عدم توقيعها لأسباب خاصة أو حزبية ضيقة، فعند ذلك يُبنى على الشيء مقتضاه".

وزير البيئة
أما في ازمة النفايات، فصرح وزير البيئة محمد المشنوق لـ"النهار" بأنه سيتجيب اليوم لـ"التوجه الطيّب لأهالي عكار بتوجيه كتاب يحضّر للقاء مع الفاعليات العكارية في اقرب وقت". ووجه الشكر الى النائب معين المرعبي الذي قال إنه ينتظر وزارة البيئة لتقديم عرض يتعلق بالمطمر في المنطقة، وأضاف: "إننا لا نتطلع الى عكار بعقلية البحث عن مكب لأننا نعرف أن هناك الان مطمراً في منطقة سرار يتطلب استكماله صحيا بالتعاون مع وزارة شؤون التنمية الادارية بما يحقق الشروط البيئية بمواصفات عالمية وهذا ما تحتاج اليه عكار لتتخلص من المكبات العشوائية ". ولفت الى "فوائد سبق لمناطق أن حظيت بها وآخرها منطقة الناعمة حيث نالت القرى المحيطة بها مساعدات مالية والكهرباء مجانا والامر نفسه يجب أن تحظى به عكار من أجل وضعها على خريطة الحياة الكريمة والمريحة". وتوقع الوزير المشنوق انتهاء أزمة تراكم النفايات مجددا في بيروت وعدد من المناطق بسبب إضراب عمال شركة "سوكلين" الذين تلقوا تطمينات من إدارة الشركة أن مستقبل عملهم مضمون.

واقتصر التحرك الشعبي في ساحة رياض الصلح أمس على تجمع لحملة "بدنا نحاسب" انطلقت بعدها في تظاهرة الى مستشفى الجامعة الاميركية تضامنا مع الجريح محمد قصير الذي أصيب خلال تظاهرة السبت الماضي.


الأخبار
مبادرتا بري وهيل: الحفاظ على الحكومة

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "زحمة مبادرات سياسية تهدف إلى الحفاظ على الحكومة ومنع انهيارها. جديدة هذه المبادرة واحدة أطلقها الرئيس نبيه بري من شقين: التهدئة الحكومية، وعقد طاولة مشاورات في عين التينة أو مجلس النواب. أما المبادرة الثانية فمن بنات أفكار السفير الأميركي ديفيد هيل.

هل فُتِحَت ثغرة في جدار الأزمة الحكومية؟ وزير المالية علي حسن خليل كان يؤكد طوال يوم أمس لسائليه أن «تفاهماً ما» بات قريباً من التحقق. وهذا التفاهم سيسمح بتجنّب الأسوأ. فرئيس الحكومة تمام سلام مصرّ على التوصل إلى قرار في مجلس الوزراء يمنح وزارة المال «تغطية قانونية» تتيح لها دفع رواتب موظفي الدولة. وهو هدّد بالاستقالة إن لم تتمكن الحكومة من دفع الرواتب.

وتجنباً لذلك، بادر الرئيس نبيه بري إلى الاتصال بمختلف مكونات مجلس الوزراء، سعياً إلى تفاهم يبقي الحكومة على قيد الحياة. لكن هذا التفاهم يصطدم بإصرار تكتل التغيير والإصلاح وحزب الله على التراجع عن نشر مراسيم لا تحمل تواقيع وزرائهما. وبحسب مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأخرى قريبة من الجنرال ميشال عون، فإن سلام تعهّد بإعادة هذه المراسيم إلى وزراء التكتل والحزب، للاطلاع عليها. وما لا يوقع عليه الفريقان لن يُنشَر. تعهّد رئيس الحكومة أتى استجابة لمبادرة بري، وبعد الكلام الواضح والعالي النبرة الذي أدلى به الوزير محمد فنيش على طاولة مجلس الوزراء أول من أمس، لناحية تأكيده أن نشر المراسيم من دون توقيع وزيري حزب الله يعني أنه لا داعي لوجودهما في الحكومة.

ومبادرة برّي شكّلت أحد أسباب تأجيل عون لمؤتمره الصحافي الذي كان مقرراً أمس، إلى يوم غد الجمعة. وبناءً على أداء تيار المستقبل ورئيس الحكومة في مجلس الوزراء اليوم، سيقرر عون وجهة تحركه في مؤتمره غداً. ومن المنتظر أن تحدد وجهة عون طريقة تعامل حزب الله مع الحكومة.

في مقابل تفاؤل أوساط كل من بري وعون، تؤكد مصادر في فريق 8 آذار أن الاتصالات لم تتوصل إلى أي نتيجة إيجابية، وأن وزراء حزب الله والتكتل سيشاركون في جلسة مجلس الوزراء اليوم، ثم سينسحبون منها بهدوء.

وبين الروايتين، يبدو أن لمبادرة بري جزءاً ثانياً. فرئيس المجلس بدأ مشاوراته مع القوى السياسية، بهدف عقد «طاولة مشاورات» في عين التينة، أو في مجلس النواب، يستعيد بها طاولة المشاورات عام 2006. وتؤكد مصادر من فريقي 8 و14 آذار أن مختلف القوى التي اتصل بها بري ردّت بإيجابية على اقتراحه، باستثناء تيار المستقبل الذي لا يزال يرفض هذا الاقتراح.

سلّة المبادرات السياسية أضيفت إليها واحدة من عوكر. السفير الأميركي ديفيد هيل أجرى سلسلة اتصالات بقوى 14 آذار، تحت شعار الحفاظ على الحكومة. ويسوّق هيل مبادرته على قاعدة ضرورة تهدئة الجنرال ميشال عون، من خلال تحقيق جزء من مطالبه، وعلى رأسها ما يتصل بالتعيينات الأمنية. ويقترح هيل في هذا الإطار ترقية عشرة عمداء في الجيش إلى رتبة لواء، بينهم قائد فوج المغاوير في الجيش شامل روكز، ومدير المخابرات إدمون فاضل. ويأتي هذا الاقتراح بعد اقتراحين سابقين بترقية ١٢ عميداً أو ٢٤ إلى رتبة لواء. وأشارت المعلومات إلى أن النائب وليد جنبلاط وافق على الاقتراح ولم يمانعه أيضاً الرئيس سعد الحريري. وفيما أبدى العماد ميشال عون رفضه لهذا الاقتراح إذا لم يقترن بتحقيق مطالب أخرى، ترفض المصادر كشفها، ذكرت المعلومات أن هيل مستمر في مسعاه لأجل إقناع عون به لتهدئة الأوضاع الداخلية وحل الأزمة الناجمة عن التمديد لقائد الجيش.

في موازاة ذلك سيوقع وزير الدفاع سمير مقبل قريباً قرار استدعاء فاضل من الاحتياط، بعدما تدخل هيل مجدداً لدى مقبل ولدى الرئيس تمام سلام لإبقاء مدير الاستخبارات في منصبه، إذا لم يتحقق اقتراح ترقيته إلى رتبة لواء مع روكز وعمداء آخرين.


اللواء
جلسة قرارات اليوم.. بعد حلّ «أزمة المراسيم»
إتصالات برّي لمنع فرط الحكومة.. ولقاء المشنوق - جريصاتي فتح قناة الحوار

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "اسفرت اتصالات ولقاءات ساعات الاربع والعشرين الماضية عن ثلاث نتائج ايجابية بمعظمها، على الرغم من استمرار حركة الاحتجاج في الشارع، والتهويل العوني بالمشاركة في حركة الشارع والتي يمكن ان تشتد عند السادسة من مساء السبت الاخير من آب الحالي:
1- تثبيت جلسة مجلس الوزراء في موعدها اليوم، بمشاركة وزراء تكتل «الاصلاح والتغيير» وحزب الله، متجاوزين ما حدث في جلسة الثلاثاء الماضي.
2- ان تقر الجلسة البنود المدرجة على جدول الاعمال والمتعلقة برواتب موظفي القطاع العام، وحاجات المؤسسة العسكرية واصدارات «اليوروبوندز»، وتردد ان مجلس الوزراء سيكلف محامياً للدفاع عن الدولة اللبنانية في الدعوى المقامة من شركة طيران اجنبية على الدولة اللبنانية.
3- وضع حل لقضية توقيع المراسيم التي يمكن ان تصدر في الجريدة الرسمية وتصبح نافذة، على اساس ان المراسيم التي اتخذ قرار بها في الجلسات التي حضرها كل الوزراء، يمكن ان ان تصبح سارية، على ان ترسل المراسيم الاخرى لوزراء حزب الله و«التيار العوني» لدراستها والتوقيع على كل ما هو ملح منها لتصدر في الجريدة الرسمية، على قاعدة المصلحة الوطنية العليا، وليس لأي اعتبار آخر, ومن بينها على سبيل المثال مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب.

وابلغ مصدر نيابي مطلع «اللواء» ان المراسيم السبعين، والتي جرى تجميد نشرها، خضعت مساء امس لمراجعة قانونية ودستورية بغرض تبويبها الى انواع ثلاثة:
الاول: القرارات التي يفترض ان تترجم بمراسيم، وهذه يمكن ان تصدر بتوقيع اكثرية الوزراء، على غرار دعم الصادرات الزراعية.
والثاني: المراسيم التي تحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية والتي يمكن ان تصدر خلال 15 يوماً في حال لم يوقعها الرئيس غير الموجود حالياً، وهذه موضع اجتهاد.
والثالث: المراسيم الخاصة برئيس الجمهورية والتي تقترن عادة بتوقيع رئيس الحكومة والوزير المختص، وهذا النوع يحتاج الى توقيع 24 وزيراً الذين يقومون جميعهم بمقام رئيس الجمهورية وكالة.

وأدت هذه النتائج الثلاث الى ارجاء المؤتمر الصحفي لرئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون لمدة 48 ساعة، وافساح المجال امام استمرار مبادرة اللواء عباس ابراهيم التي انتقلت الى اقتراح عملي قابل للتطبيق، ويتجنب ما يمكن ان يترتب من اعباء او اعادة نظر بالهرمية العسكرية، ومفاده ترفيع عشرة عمداء الى رتبة عماد وترفيع قائد الجيش العماد جان قهوجي الى رتبة عماد اول بعد تعديل قانون الدفاع الوطني، الامر الذي يتيح للعميد شامل روكز بعد ان يصبح عماداً ان يستمر في الخدمة العسكرية لمدة سنتين كاملتين. إلا أن مصدراً مطلعاً أكد لـ«اللواء» أن هذا الاقتراح لم يسقط، لكن لم يتفق عليه بعد.

ومن أبرز الاتصالات التي جرت تلك التي أجراها وزير المال علي حسن خليل مع وزراء التيار العوني ومع «حزب الله» على خلفية تثبيت إنتاجية الجلسة والتقريب بين المواقف على أساس أنه لا يمكن ترك البلد في مهبّ حركة الشارع بفرط العقد الحكومي.

وعلى خط المساعي، نجحت الجهود في ترتيب لقاء بين وزير الداخلية نهاد المشنوق (المستقبل) ووزير العمل السابق سليم جريصاتي (الناطق باسم التيار العوني) تناول المخارج المقترحة للخروج من الأزمة في خطوطها العريضة، من دون التوصّل إلى اتفاق كامل خارج النتائج الإيجابية للإتصالات التي سبق الإشارة إليها.

وإذا كان تصريح جريصاتي بعد لقاء المشنوق أشاع أجواء من الارتياح، إلا ان المعلومات المسربة من الأوساط العونية، لم توحِ بذلك، سواء في ما يتعلق باحتمال المشاركة في تحرك السبت، أو الاعداد لتظاهرة ينوي التيار العوني تنظيمها الأسبوع المقبل، وربطت كل هذه الاحتمالات بنتائج جلسة اليوم.

وكشف مصدر وزاري مطّلع لـ«اللواء» أن قنوات الحوار ستستمر، مؤكداً أن الجيش اللبناني سيدعم القوى الأمنية إذا حصلت أي تطورات تتطلّب التدخّل على نحو ما حصل ليل الأحد الماضي.

وفي ما خصّ مقاربة اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، كشف مرجع دستوري لـ«اللواء» أن صيغة الإجماع لا أساس لها في الدستور، وجاءت كرغبة من رئيس الحكومة لعدم شعور أي طرف في مجلس الوزراء بأنه مستبعد عن أي قرار في ظل الغياب الرئاسي.

وأكد المرجع أن الحكومة ما دامت تجتمع بثلثي أعضائها فهي دستورية وقانونية، وقادرة على اتخاذ القرارات بصفتها حكومة وبصفتها وكيلة عن رئيس الجمهورية عبر توقيع المراسيم فالآلية واحدة: النصف زائداً واحداً في القرارات العادية (12+1=13 وزيراً) وثلثان للحالات المحددة في الفقرة الأخيرة من المادة 65 وعددها 14، بحيث تتخذ القرارات بالثلثين (8+8=16 وزيراً).

وتوقع وزير الإعلام رمزي جريج لـ«اللواء» أن تكون الجلسة اليوم منتجة، بعد حلحلة قضية التوقيع على المراسيم العادية بقصد التوافق على عدم تعطيل شؤون النّاس والأمور الحياتية، معلناً أنه عندما يرى الرئيس سلام أن هناك عدداً كبيراً من التواقيع على المراسيم فسيصدرها، مذكّراً بموافقة سلام على تمرير مرسوم اقترحه وزير التربية الياس بوصعب يتعلق بوزارته، على الرغم من عدم توقيع أحد الوزراء.

ولاحظت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني أن الأجواء ميّالة إلى الهدوء، وأنه سيُصار إلى السير باقتراح كانت تقدّمت به والذي يقضي بالتمييز بين المراسيم العادية والمراسيم المتصلة بالحق الاستنسابي لرئيس الجمهورية، بحيث تسير المراسيم العادية المتعلقة بشؤون المواطنين بتوقيع أكثرية الوزراء، في حين تُبقي المراسيم التي تحمل طابع الحق الاستنسابي لرئيس الجمهورية بحاجة لتوقيع الـ24 وزيراً، لافتة إلى أن هذا التمييز يتصل بمضمون كل مرسوم.

النفايات جبال
في غضون ذلك، لم يدخل قرار مجلس الوزراء يوم الثلاثاء في شأن رفع النفايات من شوارع بيروت وجبل لبنان فوراً حيّز التنفيذ في ظل اعتكاف عمال شركة «سوكلين» عن العمل لليوم الثالث على التوالي، الأمر الذي أدى إلى فيضان النفايات عن الحاويات بما ينذر أن تتحوّل في اليومين المقبلين إلى جبال نفايات في الشوارع من دون أن يتحرك أحد، بحيث بات يصعب على المارة سلوك الطرقات التي توشك على الانسداد، فيما بدا أن حل نقل النفايات إلى مطمر «سرار» في عكار، غير قابل للتنفيذ، بالرغم من «الإيجابية» التي أبداها نواب المنطقة، استناداً إلى الرفض الشعبي بأن تتحوّل المنطقة إلى مكبّ للزبالة، في حين كانت على مدى السنوات السابقة موطناً للغبن والظلم والإهمال.


البناء
موسكو على خط مصر سورية... وكورنيت وسكود على خط اليمن السعودية
طلب أميركي يجمّد مسعى إمساك الرياض بالحكومة بعد وصول رسالة الردع
سلام لعودة التوافق والتوقيع بالإجماع... والسبت تظاهرة بمشاركة برتقالية

صحيفة البناء كتبت تقول "اللعبة الدائرة في المنطقة هي في منطقة ما قبل الربع الساعة الأخير كما وصفها الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا ما يفسّر خلط الأوراق والتصعيد، لأنه وفقاً لقراءة الرئيس الأسد، لا رؤية أميركية نهائية واضحة لكيفية التعامل مع الإرهاب الذي تستدعي الحرب عليه وقف الحرب على خصومها، والإقرار بنضوج نصرهم، ويترتب على مواصلة دعم الإرهاب تجذره وتشكيله تهديداً أكبر، وفي قلب هذا الارتباك الأميركي باللاخطة، تحتفظ واشنطن بالقدرة على إقامة التوازن بين الإرهاب وخصومها، بحروب الاستنزاف واستبعاد حروب الحسم، التي لا تتوافر شروطها من دون وقف شامل لدعم الإرهاب الذي يتولاه حلفاء واشنطن تحت نظرها، والذين تسعى موسكو لجلبهم إلى حلف رابح عنوانه التشارك في هذه الحرب وحفظ أوراقهم الإقليمية كلاعبين فاعلين.

روسيا ببرودة طقسها وحرارة حركة رئيسها فلاديمير بوتين مدركة لمعادلات الوقت الضائع وخلط الأوراق والتمنع التركي السعودي عن التموضع على خط التسويات، نجحت في رمي سلتها على بحر مصر لتخرج بأول اختراق في الجدار الصعب الذي صدمت تركيا والسعودية رأسيهما به، عبّر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالردّ على دعوة الرئيس بوتين إلى قيام حلف مشترك مع سورية ضدّ «داعش» بالقول إنّ آراءنا متطابقة.

الواضح أنّ تركيا بين مطرقة الشراكة في الحرب على «داعش» وسندان الانتخابات النيابية المبكرة قد خسرت ما كانت تعتبره جائزتها الذهبية بالرهان على تغطية أميركية لإقامة منطقة حظر جوي داخل الأراضي السورية، لكنها ما زالت تخوض رهان الإمساك ببعض الدور في الجغرافيا السورية عبر الهجمات التي ترعاها والتفاوض الذي تحاول إدارته وبيدها مجموعات «أحرار الشام» بعد دمجها مع تنظيم «الإخوان المسلمين» خصوصاً في الزبداني وريفي حلب وإدلب، لكن أنقرة تراهن على لعب ورقتها الرابحة في المساعي الهادفة لتفاوض ينهي القضية الفلسطينية بين حركة حماس و»إسرائيل»، وهو مسار لا يبدو سهل الوصول إلى مرفأ آمن.

في المقابل تلعب السعودية ورقتها اليمنية حتى الرمق الأخير لفرض سيطرتها على الجغرافيا الجنوبية، بينما تبدو المواجهات العسكرية وقد تغيّرت قواعدها حيث صار تركيز الجيش اليمني واللجان الشعبية وفي الطليعة الثوار الحوثيون، على حرب عصابات تخوضها صواريخ الكورنيت ضدّ المدرّعات والآليات التابعة للجيشين السعودي والإماراتي، وفي المقابل حرب استنزاف للسعودية عبر تهديد منشآتها الاستراتيجية بصواريخ سكود وتوتشكا الباليستية.

التعثر السعودي على رغم السقوف العالية للكلام الإعلامي عن التوجه نحو صنعاء، يكشفه السعي الذي يقوده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نحو مبادرات غربية وأممية تعيد إحياء الحلول السياسية التي كانت الرياض وراء تعطيلها.

في قلب الرهانات والارتباكات كان التلاقي السعودي التركي في لبنان لفرض معادلة ضغط عبر الإيحاء بشارع يتحوّل إلى رمال متحركة قامت قطر بتحضير جمعيات تموّلها لقيادته لحساب الشراكة السعودية التركية، مستندة إلى حالة غضب تجتاح الشارع اللبناني المنفجر في وجه أزمة عجز حكومية بدت مهينة وفضائحية في قضية النفايات، والهدف من الفوضى التي يبدو الشارع سهل الذهاب إليها تشكيل منصة يمكن استخدامها وتوظيفها في توجيه الرسائل وتعفين الساحة ودفعها إلى التآكل لتصير الحلول سهلة التسويق، بمعزل عن مضمونها، لأنّ الخلاص من الفوضى وحده يمكن أن يخفض السقوف، ويجلب التسويات المنخفضة الأهداف، سواء في الاستحقاق الرئاسي أو في سواه، وهذا السعي إلى الفوضى أظهرته المغامرة السعودية بدفع حلفائها اللبنانيين في قلب هذه التطورات الساخنة إلى اختبار تمرير مراسيم حكومية من دون توقيع وزراء حزب الله وتكتل التغيير والإصلاح، لتتراجع مع وصول موقف أميركي يعيد ترميم جدار الحفاظ على الاستقرار اللبناني وعنوانه أولاً بقاء الحكومة، بعدما وصلت رسالة الردع التي تقول إنّ المضي بهذا السلوك سيؤدّي للنزول إلى الشارع بصورة غير مسبوقة يلتقي فيها حزب الله وحلفاؤه، ووضع الفريق الآخر أمام تحديات من نوع جديد، لن يكون إسقاط الحكومة بينها أقله في المرحلة الراهنة، والرسالة فيها أنّ كلمة الحلفاء تضمّ كلّ الحلفاء المحسوم منهم والمراهن عليه.

هكذا عادت الدماء إلى شرايين الحكومة، وفقاً لمبدأ العودة للتوافق والتوقيع بالإجماع على المراسيم وفقاً لمصادر مطلعة تؤكد أنّ الرئيس تمام سلام أبلغها للمعنيين، بينما عاد التيار الوطني الحرّ إلى تحركه من دون مشاركة حزب الله، فقرّر النزول البرتقالي يوم السبت إلى تظاهرة الجمعيات المحتجة على أزمة النفايات كبداية استعادة لحيوية تحركه في الشارع.

حلحلة على صعيد المراسيم الوزارية
نجحت الاتصالات التي أجراها رئيس مجلس النواب نبيه بري في إبقاء رئيس الحكومة جلسة مجلس الوزراء في موعدها اليوم وبجدول أعمالها المؤلف من 39 بنداً أبرزها قبول هبات ومساعدات وتحويل اعتمادات وفتح حسابات ورواتب القطاع العام والعسكريين، حيث تم التوصل إلى صيغة تقضي بتوقيع وزراء التغيير والإصلاح وحزب الله على المراسيم التي تحمل عنوان الضرورة فقط. وأشارت مصادر وزارية لـ«البناء» إلى أن «أجواء الجلسة ستكون هادئة هناك مشاورات جرت لتمريرها بسلام»، متوقعة «إقرار بندي رواتب العسكريين والقطاع العام».

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» «أنّ المراسيم العادية لا تصدر عن مجلس الوزراء، إنما يوقعها الوزير المختص ووزير المالية ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، وعلى هذا الأساس هي تحتاج إلى توقيع 24 وزيراً، ولا يكفي إمضاء 18 وزيراً عليها لكي تصبح صالحة للإصدار. التفاصيل ص 3

وتوقع وزير الإعلام رمزي جريج في حديث إلى «البناء» أن تتجه جلسة اليوم إلى الحلحلة على صعيد المراسيم الوزارية، وفي ملف النفايات. وأشار جريج إلى أن هذه المراسيم عادية صادرة من الوزارات تتعلق بالأمور الحياتية للمواطنين وسيتم عرضها على وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر في جلسة اليوم ويمكن أن يوقعوها، فيما سيحرص الرئيس تمام سلام في المستقبل على تأمين موافقة وإجماع وتوقيع كل الأطراف على أي مرسوم. ولفت إلى «أن المجلس سيبحث أيضاً موضوع رواتب وأجور موظفي القطاع العام ومن المتوقع أن يخرج بحل في هذا الموضوع، نافياً أن يكون هناك أي خطر على رواتب وأجور الموظفين». وأوضح جريج أن مجلس الوزراء سيطلب إعادة النظر بالمناقصات في ملف النفايات وفي بنود دفتر الشروط تمهيداً لإجراء مناقصات جديدة. واعتبر «أنه في حالة المناقصة الحالية أو الجديدة فأي شركة ستفوز بالمناقصات ستحتاج إلى فترة تصل إلى ستة أشهر لتبدأ أعمالها، ولا يجوز أن تبقى النفايات في الشوارع حتى ذلك الوقت، لذلك سيبحث مجلس الوزراء نقل هذه النفايات إلى مطامر موقتة محددة في كل المناطق اللبنانية بما فيها عكار».

وبانتظار المؤتمر الصحافي الذي سيعقده رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون غداً الجمعة على ضوء ما سيجري في جلسة مجلس الوزراء اليوم لاتخاذ الخطوات المناسبة، أكدت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«البناء» بدء التحضير للتظاهر الأسبوع المقبل بالتوازي مع المشاركة في تظاهرة يوم السبت التي تنظمها «حملة طلعت ريحتكم».

وكانت حملة «بدنا نحاسب» نظمت مسيرة من وسط بيروت باتجاه الحمرا، وصولاً إلى مستشفى الجامعة الأميركية حيث يعالج الشاب محمد قصير اثر إصابته خلال التظاهرات في وسط بيروت. في المقابل أكدت عائلة الشاب قصير أن لا علاقة لها بكل تحركات حملة «طلعت ريحتكم» وغيرها للتظاهر من أجل ابنها في وسط بيروت أو أمام مستشفى الجامعة الأميركية. تزامناً أضاءت حملة طلعت ريحتكم الشموع أمام الأسلاك الشائكة في وسط بيروت تضامناً مع جرحى التحركات.

ملثمون يطلقون النار قرب مكاتب لحركة فتح
وعكر إطلاق عدد من المسلحين الملثمين النار في المنطقة التي تتواجد فيها مكاتب لحركة فتح في عين الحلوة، الهدوء الحذر الذي ساد المخيم أمس بعدما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ الأولى بعد ظهر أول من أمس، بعد جولة عنف هي الثالثة يشهدها المخيم خلال شهر، أدت إلى مقتل عنصرين من حركة «فتح» وجرح 15 .وأكدت مصادر من داخل المخيم لـ«البناء» عن استعداد مجموعات من حركة فتح بانتظار تطبيق خطة أمنية خاطفة وعاجلة تقضي بفرض الأمن في مخيم عين الحلوة وتطهيره من المجموعات التي تعبث باستمرار بالأمن والاستقرار فيه».

وتحدثت المصادر عن «استنفار أيضاً لمجموعات من «جند الشام» و«فتح الإسلام» و«الشباب المسلم» و«القاعدة» واستعدادها لمواجهة تطبيق أي خطة أمنية تتفق عليها كل فصائل المخيم، ويقوم بلال بدر وأسامة الشهابي والشيخ جمال حمد بالإشراف على توزيع هذه الخلايا والمجموعات في ظل تنسيق غير معلن مع تنظيم «عصبة الأنصار» الذي يقف ضمناً إلى جانب الجماعات والخلايا الإسلامية، من دون أن ينجر إلى مواجهات ميدانية».

ومساء أمس أفادت معلومات عن سماع أصوات رصاص كثيف في الشارع الفوقاني في المخيم ناتجة من اشتباكات تخللها رمي قذيفة في حي عكبرة حيث حاول عناصر من فتح التقدم من منطقة عكبرة بمؤازرة نارية من المدارس، وبحسب المعلومات، فإن الهدف كان اغتيال أحد قياديي عصبة الأنصار الإسلامية الشيخ طه الشريدي الذي نجا من الاغتيال».

وأحال مفوض الحكومة المعاون القاضي داني زعني الشيخ أحمد الأسير المتهم بإنشاء خلايا إرهابية في مناطق عدة في صيدا والتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية ودينية والتحريض على الاعتداء على المؤسسة العسكرية، إلى قاضي التحقيق العسكري الأول. كما نفذ في حقه مذكرة التوقيف الغيابية في ملف عبرا. وأحاله موقوفاً إلى المحكمة العسكرية للمحاكمة.

إقفال باب الترشيحات لرئاسة «الوطني الحر» اليوم
من ناحية أخرى، يقفل اليوم باب الترشيحات لرئاسة التيار الوطني الحر. ومن المقرر أن يعلن وزير الخارجية جبران باسيل ترشحه في حين بات فوزه إلى حد ما بالتزكية أو من خلال الانتخابات محسومة النتيجة مع انسحاب النائب ألان عون له بطلب من رئيس تكتل التغيير والإصلاح. وبدأ ناشطون وقياديون في التيار الوطني الحر من المعارضين لتسلّم باسيل مقاليد التيار بنشر صور وشعارات على مواقع التواصل تنادي وتؤكد على ضرورة تكريس الديمقراطية في التيار، وقررت المعارضة في التيار الوطني الحر إنشاء صفحة لها على مواقع التواصل الاجتماعي باسم «جيل عون».

وعقد أمس ناشطون وقياديون وحزبيون ومناصرون لقاء في أوتيل ماديسون في الكسليك كتعبير عن رفضهم انتخاب باسيل، وأكدوا ضرورة إجراء الانتخابات الداخلية في التيار التي تعبّر عن تمسك الجميع بالديمقراطية وللتعبير عن الوجه الحقيقي للتيار والخيارات التي نشأ عليها العونيون، والتي لطالما شدّد عليها عماد التيار ميشال عون، تحت عنوان: «إذا كنت معترض على أداء التيار الداخلي، ورافض الاتفاق المزعوم شكلاً ومضموناً وإذا كان بدّك توصل لمشاركة فعلية، لاقينا واعطي رأيك لنوحّد جهودنا بعمل جدّي ونوصل لحلّ سوا».

ووفقاً لموقع «النشرة» فإنّ المجتمعين الذين بلغ عددهم نحو 300 شخص، قرّروا ترشيح النائب زياد أسود، إلا أنّ الأخير طلب مهلة 24 ساعة لاتخاذ القرار المناسب.

إلى ذلك تمّ تأليف لجنة من الحاضرين لمتابعة العمليّة الانتخابية والتحضير لخوضها.