هذه المرحلة الحالية ما بعد التوصل للاتفاق وما تحمله من معالم ومراحل تقنية وسياسية واقتصادية
ابراهيم عبدالله
بعد ان اذعن "المجتمع الدولي" لمطالب الشعب الايراني المحقة في الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية، لتدخل ايران بعد مضي السنيّ العجاف الى النادي النووي ويكون لها منبرها الخاص من بين منابر الامم ، دخلت ايران والدول الست في مرحلة ما بعد الاتفاق "المعجزة". فماذا عن هذه المرحلة القائمة؟
رغم تسويق واشنطن والغرب لهذا الانجاز حسبما تقتضي مصالحه البروباغاندية تحت عنوان "منع امتلاك القنبلة النووية"، فالدول الاوروبية الكبرى تتسابق الى ايران، وتتصرف على اساس ان الاتفاق النووي اصبح في مرحلة التنفيذ. الفرنسيون والبريطانيون قدموا الى ايران عبر وفود كبيرة جداً لاستئناف العلاقات الاقتصادية، والالمان سيتبعونهم.. وتمحورت الزيارات حول الاستثمارات.
حول هذه المرحلة الحالية ما بعد التوصل للاتفاق وما تحمله من معالم ومراحل تقنية وسياسية واقتصادية يقول لموقع المنار الخبير في الشؤون الايرانية والاقليمية الدكتور طلال عتريسي إن "رفع العقوبات لن يتم دفعة واحدة، معتبراً ان رفعها بحاجة الى وقت فهناك آليات معينة بالاضافة الى عقوبات من مجلس الامن والكونغرس الاميركي والبيت الابيض وعقوبات اوروبية وبالتالي هذا يحتاج الى مزيد من الاشهر بعد سريان تنفيذ الاتفاق النووي والتأكد بحسب ما يقول الغرب من ان الجمهورية الاسلامية في ايران ملتزمة بتعهداتها الى قطعتها على نفسها امام مجموعة الـ (5 + 1)".
ويوضح " ان بريطانيا من اكثر الدول التي تعرف ايران كونها كانت تحتل اجزاء منها ابان "زمن الانتداب"، مشيراً الى انها من اولى الدول التي اعادت العلاقات على مستوى قنصلي فور بداية التفاوض واليوم ارتقى الامر الى مستوى سفراء وفتح سفارة".
واشار الدكتور عتريسي لموقعنا ان "السياسة البريطانية قائمة على تنسيق الخطوات مع الادارة الاميركية بحيث تعتبر منصة او قاعدة متقدمة للولايات المتحدة الاميركية".
الاتفاق كله معترف بالنظام الاسلامي في ايران وزمن "التهديد باطاحة النظام وضرب النظام" بحسب رأي الدكتور عتريسي انتهى لكن السياسات البريطانية والاميركية تختلف باختلاف الظروف مع الاحتفاظ لانفسهم بحق تغيير شكل التدخل بدليل ان الاميركان يتجسسون على حلفائهم الاوروبيين ومن اجل ذلك ما بعد الاتفاق تكون المواجهة من نوع اخر، ولكن الجمهورية الاسلامية تحسب لمثل هكذا حساب وتعمد على اتباع سياسة "عدم فتح كل الابواب" امام الغرب والاوروبيين وامام الولايات المتحدة الاميركية.
وقد برز انه بعد الاتفاق النووي استمرت ايران بوتيرة عالية في الانجازات والاتفاقيات العسكرية، وفي هذا الاطار قال عتريسي ان الاتفاق النووي محصور فقط بالمسألة النووية ولا علاقة للبرنامج النووي بالقدرات التسليحية التي حاولت الولايات المتحدة الاميركية جاهدة ادخالها ضمن الاتفاق لكي تخضع للرقابة، ولكن الحسم الايراني اخرج البرنامج التسليحي من التجاذبات التفاوضية في فيينا وبالتالي مجرد قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية بكشف الستار عن منظومة صاروخ "فاتح 313" فهذه الخطوة هي رسالة للعالم ان القدرات التسليحية للجمهورية مفصولة تماما ولا علاقة لها بالاتفاق النووي ، كما كان التفاوض مع روسيا حول صواريخ اس 300 في اطار السياسة نفسها.