كان البهائي عالماً مصلحاً وحدوياً فقيهاً محدثاً، له دوره ومكانته في العهد الصفوي وكان شيخاً للإسلام في (أصفهان) عاصمة الدولة بعد قزوين، لم يُهادن السلطة السياسية ولم يبتعد عن الفقراء
رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي، المشكلة في بعض المسؤولين اللبنانيّين أنهم يُمارسون دورهم في السلطة بعقلية (ميليشياوية) وحزبية ضيّقة، كما لازالوا يُراهنون على الخارج الذي تخلّى عنهم أكثر من مرة. وعليهم أن يدركوا أنّ الدول الراعية لهم باتت تبحث عن مخرج لمأزقها التي أوقعت نفسها فيه، وبالتالي هي لا ترى إلّا مصالحها، والتجارب أثبتت ذلك.
وحول الإنقسام الذي وصلت إليه الأمور في لبنان قال: لا حلَّ إلّا بالحوار الجدي، وفصل لبنان عن أحداث المنطقة والإبتعاد عن الكيد السياسي والرهان على الخارج وعدم استعمال القوة في وجه المتظاهرين بعيداً عن خلفيتهم السياسية والإجتماعية وخصوصاً أن مطالبهم محقة فيما يخص الوضع المعيشي الذي أصبح لا يطاق، لكن المهم في الأمر أن تبقى الحكومة والمؤسسة العسكرية خارج التجاذبات، ويجب على الجميع حماية الجيش وتوفير الغطاء السياسي له في مواجهة الإرهاب، وهذا لمصلحة الجميع.
كلام الشيخ حسن بغدادي جاء في الندوة الفكرية التي نظّمتها جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي، وذلك في بلدة (إيعات) البقاعية، حول النتاج الفكري للعلامة البهائي، بمناسبة صدور كتاب الشيخ البهائي من جزءين يبحث فيه ما أنتجه الشيخ البهائي العاملي، من فقه وحديث وهندسة ورياضيات وأدب وتفسير إلخ...
فقد كان عالماً مصلحاً وحدوياً فقيهاً محدثاً، له دوره ومكانته في العهد الصفوي وكان شيخاً للإسلام في (أصفهان) عاصمة الدولة بعد قزوين، لم يُهادن السلطة السياسية ولم يبتعد عن الفقراء، وعمل على نشر مختلف العلوم في الفقه والحديث والفلك والهندسة والرياضيات إلخ..، وكان موفقاً في جميعها.
والذي ميّز الشيخ البهائي عن غيره من بقية العلماء الذين ذهبوا إلى إيران في العهد الصفوي، ومنهم المحقق الكركي مؤسّس الفقه والحديث في إيران، هو قدوم الشيخ البهائي إلى إيران صغيراً، فساعده على فهم المجتمع الإيراني، وتعلم اللغة، ونسج علاقات مميزة مع السلطة السياسية، مضافاً للظروف السياسية التي ساعدته على ذلك، فقد كان الحكام الصفويون يختلفون عن بعضهم البعض في التدين والوعي والإخلاص، وهذا ما أتاح الفرصة للشيخ البهائي من مواجهة الإنحراف الفكري للصفوية، ونشر الفقه والحديث والتفسير والفلك والرياضيات وبالأخص الهندسة، التي استطاع ان يجمع فيها بين التراث الاسلامي والحضارة المدنية، وان يعمل على تشييد المدارس والمساجد وخصوصاً الإشراف على بناء الحرم المطهر للإمام الرضا (ع) في خراسان.
توفي في أصفهان وشيّعه ما يزيد على الخمسين ألف شخص ودفن فيها، وبعد مدة أمر الشاه الصفوي بنقل جثمانه الطاهر إلى مشهد، ليدفن مجدداً عند الإمام الرضا (ع) وذلك سنة 1030هـ.
كما ألقى رئيس بلدية إيعات كلمة ترحيبية رحّب فيها بالجهة المنظمة وبالسادة الحضور من العلماء وبسعادة النائب د-علي المقداد. وأشاد بمزايا العلامة الشيخ البهائي.
وكانت كلمة لسماحة العلامة الشيخ حسن عبد الساتر حيث أشاد فيها بالدور الذي قام به الشيخ البهائي في إيران بالعهد الصفوي، وانه قبل ذهابه إلى إيران مع أبيه الشيخ حسين عبد الصمد، كان يسكن في هذه القرية الطيبة (إيعات) حيث ولد فيها سنة 952 هـ وبقي فيها إلى سنة 965هـ عندما بلغهم شهادة الشهيد الثاني الشيخ زين الدين الجباعي فحينها قرّر الشيخ حسين عبد الصمد مغادرة البلاد مع عائلته إلى إيران، حيث عمل مع نجله البهائي على نشر الفكر الصحيح لأهل البيت (ع)، من خلال نشر الفقه والحديث، ونحن في هذه البلدة (إيعات) نعتز بهذه الشخصية الفذة التي كان منبتها في هذه القرية الطيبة، والتي ترعرع فيها حتى خروجه منها وله من العمر أحد عشر سنة.
وفي ختام الندوة قدم عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي باسم جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي، درع تقدير لسماحة الشيخ حسن عبد الساتر تقديراً له على جهوده وجهاده.