قبل أكثر من عام، تنــاقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية صوراً لأطفال يذبحون دمى، في إطار عملية تدريبية لأطــفال ينتمون إلى «داعش».
قبل أكثر من عام، تنــاقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية صوراً لأطفال يذبحون دمى، في إطار عملية تدريبية لأطــفال ينتمون إلى «داعش».
انتشرت الصور حينها بشكل كبير، وحققت أصداء كبيرة متنوعة بين «الشجب» و«الشتم». حسابات مواقع التواصل المؤيّدة لتنظيم «الدولة»، عدَّتها «مصدر فخر كبير» حينها، لأنّها دليل على إعداد «جيل جديد مجهز للقتل والتدمير». طويت قضيّة الدمية حينها، لكنّها عادت لتشــغل الرأي العام مــن جديد حديثاً، من خلال فيديو بثّه مؤيّدون للتنظيم، يظهر طفلاً لا يتــجاوز عمره الثــلاثة أعوام، وهو يقوم بعملـية «جز رأس دبدوب»، أمام راية تنظيم «داعش»، على وقع تشجيع المصوّر وتكبيراته.
حقّق التسجيل الجديد مئات آلاف المشاهدات عبر عدّة قنوات تداولته. أعاد الشريط إلى الصدارة ظاهرة «اشبال داعش»، ليحيي المخاوف من «آلات» القتل والإرهاب التي يقوم «داعش» بإعدادها.
صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، نشرت الأسبوع الماضي تقريراً عن «أشبال» التنظيم، تضمن لقاءً مع طفل إيزيدي خُطف من ذويه، وجُنّد في «داعش»، بعد تغيير اسمه إلى يحيى.
ويقول الطفل البالغ من العمر 14 عاماً: «أخبرونا أن هذه الدمى تمثل الكفار، وطلبوا أن نقوم بذبحها.. إن لم نفعل كانوا سيطلقون النار علينا». وبحسب الصحيفة البريطانيّة فإنّ يحيى، هو واحد من مئات الأطفال الأيزيديين الذين جنّدهم التنظيم، وأدخلهم ضمن معسكرات خاصة لتجهيزهم كمقاتلين يخدمون أهدافه في المستقبل.
وفي هذا السياق، يكشف مصدر "جهادي" أنّ التنظيم أقام في سوريا وحدها 6 معسكرات لتدريب الأطفال، إضافةً إلى مئات المساجد حيث يقوم بتلقين القاصرين «التعاليم الدينيّة المتشدِّدة». السلوك ذاته تقوم به معظم الفصائل "المتشدّدة" المقاتلة على الأرض في سوريا، كـ «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وغيرها، إلَّا أنَّ الإعلام العالمي يسلط الضوء فقط على «داعش».
وبالعودة إلى التسجيل المصوّر الذي لا تتجاوز مدّته 41 ثانية، يمكن ملاحظة حجم الأثر الذي تركه عبر الانتشار الكبير له، ما يخدم حتماً توجهات التنظيم في ترسيخ صورته المرعبة، وتأكيد امتلاكه مقومات الاستمرار كافّة، بما يتناسب مع الصورة الذهنية التي يسعى لتكريسها في جميع إصداراته المرئيّة. وقد أعلن عن إصدار مرئي جديد يتضمَّن تصوير مراحل إعداد وطباعة العملة الخاصة به كتنظيم، إضافة إلى الحديث عن توجهات التنظيم الاقتصادية مستقبلًا.
يستفيد التنظيم من إصداراته المرئية، والتسجيلات التي يقوم بتسريبها عن نفسه بإرسال رسائل تعليميَّة لمناصريه. كما يعمل عبر تكرار نشره صور الأطفال الذين يقومون بعمليَّات الذبح ـ سواء الحقيقية أو الوهميَّة التي تعتمد على الدمى ـ على جذب انتباه أطفال ربما يعانون من نقص عاطفي أو مشاكل نفسيّة. ذلك ما جرى مع عدد من الأطفال، بينهم طفل أردني هرب من والديه إلى سوريا والتحق بالتنظيم وقُتل خلال المعارك في دير الزور قبل نحو عامين، وفق المصدر.
وفي السياق ذاته، لا يستبعد طبيب نفسي مختص خلال حديثه إلى «السفير» أن تتمكّن الدمى مقطوعة الرأس من تشويه أفكار الأطفال البعيدين حتى عن التنظيم، موضحاً أنّ انتشار وتداول هذا النوع من التسجيلات يقدّم لكثيرين على أنّه «لعبة»، سواء عبر قطع رأس دمية، أو عبر تقليد أطفال التنظيم وارتكاب جرائم ذبح حقيقية، وفق تعبيره.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه