22-11-2024 06:55 AM بتوقيت القدس المحتلة

"التيار الوطني" يثبت شعبيته في الشارع.. ماذا بعد؟؟

أعاد التحرك الشعبي الكبير لـ"التيار الوطني الحر" يوم الجمعة 4-9-2015 الى الذاكرة مشاهد التظاهرات التي كانت تتنافس فيها "قوى آذار" من "8 و14" خلال العام 2005، حيث كانت تملأ ساحة الشهداء في وسط العاصمة اللبنانية بيروت.

ذوالفقار ضاهر

أعاد التحرك الشعبي الكبير لـ"التيار الوطني الحر" يوم الجمعة 4-9-2015 الى الذاكرة مشاهد التظاهرات التي كانت تتنافس فيها "قوى آذار" من "8 و14" خلال العام 2005، حيث كانت تملأ ساحة الشهداء او رياض الصلح في وسط العاصمة اللبنانية بيروت.

فالتيار الوطني ومعه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أثبت العديد من النقاط اليوم، في طليعتها: - ان التيار ما زال على شعبيته العريضة وهو اليوم أعاد الى الاذهان فكرة "التسونامي" حيث اجتاح العماد عون خصومه السياسيين في الانتخابات النيابية في اكثر من جولة.

- قدرة التيار على الحشد في الشارع ما يؤكد التفاف جمهور التيار والشارع المسيحي بشكل عام حول خيارات العماد عون التي نادى بها منذ البداية للمحافظة على حقوق المسيحيين وتاليا الذهاب لتكريس فكرة المواطنة واحترام القوانين لدى اللبنانيين جميعهم.

- التاكيد ان المسألة لدى التيار وقيادته ليست مسالة أشخاص واسماء معينة، إنما القضية قضية وطن وبناء دولة المؤسسات، فالتيار حشد في الشارع تحت شعار "الانتخابات بتنضف"، لان إجراء الانتخابات كقاعدة عامة هي محاولة لاعادة انتاج برلمان جديد.

والعماد عون طالما طالب بوضع قانون جديد للانتخابات عصري وعادل ينتج توازنا في التمثيل بما يخلق طبقة سياسية جديدة على شاكلة القانون الصحيح، ما يساهم بتغيير حقيقي في الطبقة السياسية حيث يصبح لمن يدلي بصوته في الانتخابات القدرة على المحاسبة وإيصال كل من هو جدير بتمثيله في البرلمان.

لذلك قد يطرح السؤال كيف سيكون عليه المشهد في لبنان بعد "الحشد الشعبي" للتيار الوطني الحر وإثباته انه ما زال صاحب ثقل في الشارع وتاليا في صندوقة الانتخاب؟ وقد يسأل البعض أليس حشد التيار في وسط بيروت هو نوع من الاستفتاء على شعبية العماد عون؟ فكيف سيتصرف التيار الوطني الحر لاحقا وما هي الخطوات التي سيقوم بها؟ وكيف يمكن ترجمة كل هذا الثقل الشعبي امام كل من شكك بشعبية العماد عون؟ فهل يكون الحضور اليوم من قبل جمهور التيار هو جسر عبور نحو استعادة القرار والحقوق المصادرة؟ وهل يساهم الحراك الشعبي في تعطيل التعطيل الذي يمارسه البعض ليس فقط على صعيد عمل الحكومة بل على صعيد مجمل الاستحقاقات الدستورية وعلى صعيد عمل المؤسسات؟

حول كل ذلك اشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ناجي غاريوس الى ان "التظاهرة في وسط بيروت برهنت للجميع مدى شعبية العماد عون وانها في حالة ازدياد لا العكس كما يحاول البعض الترويج"، ولفت الى ان "المشاركين في التظاهرة حضروا من معظم المناطق اللبنانية بشكل عفوي ومن كل الفئات العمرية رغم عدم التشديد بضرورة الحضور من قبل نشطاء التيار".

ولفت غاريوس في حديث لموقعنا الى ان "ما جرى اليوم هو استفتاء شعبي حول الخيارات التي يطرحها العماد عون بأن الهدف ليس تحقيق مصالح شخصية بل الهدف بناء دولة تقوم على اسس واضحة ومتينة"، وتابع ان "العماد عون يريد إجراء الانتخابات النيابية ووضع قانون جديد للانتخابات واجراء الاستحقاق الرئاسي بما يحقق اعادة تكوين للسلطة على مبادئ سليمة"، واضاف "الناس جاءت لتسجل موقفها بتأكيدها على تأييد بناء دولة القانون والمؤسسات وتعميم فكرة المواطنة ورفض المحاصصة والمحسوبيات"، مؤكدا "نحن ندافع عن حقوق المسيحيين والمسلمين اي عن حقوق جميع اللبنانيين".

وقال غاريوس "نحن انطلاقا من كل هذا التأييد الشعبي نذهب للحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري متحصنين بأفكارنا وحججنا المحقة التي نريد اقناع الجميع بها لوقف الهدر والفساد واجراء الاصلاحات والتغييرات نحو الافضل في بنية الدولة اللبنانية".

وحول تحرك "التيار الوطني" اللاحق، اشار غاريوس الى ان "الخطوات اللاحقة ستعلن في وقتها وهي تقرر بحسب طبيعة المرحلة"، ولفت الى انه "ليس بالضرورة في كل يوم اقامة اعتصامات كبيرة بل قد نكتفي بتسجيل موقف وفي كل مرة يتطلب الامر توسيع رقعة الاعتصام سيحصل ذلك وذلك بحسب تقييم قيادة التيار".

وأمل غاريوس "إنتاج التفاهمات بين اللبنانيين من خلال الحوار انطلاقا من ان التيار الوطني هو مكون اساسي في هذا البلد ويمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين"، وتابع "على جميع الافرقاء السياسيين الاقتناع والاعتراف في آن بأن التيار لا يطالب بأكثر من تحقيق المناصفة وإيصال الحقوق لكل المكونات اللبنانية"، وختم "نحن لا نريد أكثر من حقوقنا".  

أيا كانت الاعداد التي حضرت في تظاهرة التيار الوطني في ساحة الشهداء، فالعبرة هي ان هناك شريحة واسعة من اللبنانيين تؤيد المطالب المحقة لتكتل نيابي كبير وتقف خلف العماد عون، فالرسالة من المفترض ان تكون قد وصلت لكل من يريد ان يحفظ لكل المكونات اللبنانية حقوقها، خاصة اننا على مقربة من انعقاد طاولة الحوار حيث المنتظر منها تحقيق نتائج مفيدة على صعيد الوطن ككل.