01-11-2024 07:28 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 5-9-2015: حشود التيار في بيروت.. والخسائر الكبرى للعدوان في اليمن

الصحافة اليوم 5-9-2015: حشود التيار في بيروت.. والخسائر الكبرى للعدوان في اليمن

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 5-9-2015 على حدثين بارزين: لبناني ويمني

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 5-9-2015 على حدثين بارزين: الاول في لبنان حيث تظاهرة التيار الوطني الحر الكبرى في وسط بيروت التي أبرزت قوة التيار والعماد عون لبنانيا ومسيحيا، والحدث اليمني حيث مني تحالف العدوان بخسائر كبيرة على يد اليمنيين.

السفير

عون يُحرج الحوار: أنا المسيحي الأول!

قالت صحيفة السفير في افتتاحيتها: نجح العماد ميشال عون في «اختبار تجديد الشباب في الشارع»، وأثبت أنه ظاهرة سياسية ـ شعبية قادرة على تجديد خلاياها، برغم مرور أكثر من ربع قرن على ولادتها، مستفيدا من قدرته على شد عصب شارعه عاطفيا وسياسيا من جهة، ومن وجود «أسباب موجبة»، لبنانيا ومسيحيا، لم يعد بمقدور أحد تجاهلها من جهة ثانية.
ومع التجمع الحاشد لـ «التيار الوطني الحر» في ساحة الشهداء، أمس، يفترض أن تكون رسائل «الجنرال» السياسية قد وصلت إلى «أصحاب العلاقة»، غير أن هذا المشهد السلمي الديموقراطي الحضاري لا يمكن تقييمه بمعزل عما سبقه من حراك مدني توّج قبل أقل من أسبوع بتظاهرة التاسع والعشرين من آب في الساحة نفسها، ومن حراك برتقالي طيلة الأسابيع الماضية بعنوان «الحقوق المسيحية»، مثلما لا يمكن عزله عن محطة التاسع من ايلول الجاري.
لقد اعتقد كثيرون أن ميشال عون لن يجمع أكثر مما تجمع في استقباله «بطلا» عائدا من المنفى في ربيع العام 2005 في ساحة الشهداء، وأكثر مما استقطب من أصوات الناخبين المسيحيين بعد أسابيع قليلة، برغم التهويل الذي تعرض له جمهوره وبرغم محاولات حصاره بـ «الحلف الرباعي» وقبلها بمنع عودته الى لبنان.. لكنه أثبت أنه «تسونامي» قادر على إحداث مفاجآت في المسرح السياسي اللبناني.
أمس تحديدا، وبرغم عمر «الجنرال» الثمانيني وتجربة انخراط «تياره البرتقالي» في مؤسسات السلطة، حكومة ومجلسا نيابيا، منذ عشر سنوات حتى الآن، وبرغم تموضعه السياسي حليفا لـ «حزب الله» ومعه للنظام السوري، وبرغم التصدعات في بيته الداخلي، وبرغم «الفيتوات» التي يتعرض لها في الرئاسة والحكومة والمؤسسات، نجح العونيون في استعادة زخمهم الشعبي، مستفيدين من الزخم الذي يمثله ميشال عون في وجدان فئة وازنة من المسيحيين.

«الاستنفار» يؤمّن الحشد
كانت مسألة الحشد تمثل الهاجس الأكبر لدى «الجنرال» و «التيار» على مدى أكثر من أسبوع. نبشت الماكينة الحزبية كل أرشيفها: المنتسبين الحاليين والسابقين، الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، البلديات والمخاتير والمنسقين في المناطق والقطاعات المختلفة، مواقع التواصل الاجتماعي، الاتصال المباشر، التواصل الالكتروني..
في المحصلة، فعل «الاستنفار» فعله، ولم يكن بمقدور «الجنرال» أن يخفي تأثره لا عبر الشاشة، ولا أمام أقرب المقربين اليه، برغم مرضه واختفاء صوته، وهو نام مطمئن البال وفي جيبه رصيد متجدد من الشعبية، بمعزل عن وجهة استخدامها في المرحلة المقبلة.
الأكيد أن ميشال عون سيدخل الى جلسة الحوار في التاسع من أيلول وهو يخاطب الحلفاء والخصوم على حد سواء: من منكم راهن على تسوية خارجية قريبة ستمر بالضرورة على جثة ميشال عون عليه أن يعيد حساباته، ومن منكم اعتقد أن التظاهرات الاحتجاجية على انعقاد مجلس الوزراء هي المعيار، عليه أن يضع في الحسبان أن تظاهرة الرابع من أيلول هي دفعة أولى، ويمكن أن تليها دفعات أخرى.. وصولا الى قصر بعبدا نفسه.
بهذا المعنى، يريد «المسيحي الأول» إحراج الحوار باستعراض قوته في الشارع اذا كانت الشعبية هي المعيار، أما اذا أراد المتحاورون مناقشة جدول الأعمال، فإن عون «جاهز لكل الاحتمالات. البعض منكم ينادي بالرئاسة أولا، فليكن ذلك، لكن بالانتخاب المباشر.. وإلا فلنذهب نحو قانون انتخابي جديد (ركيزته النسبية) وأنا أتعهد أمام جميع أعضاء طاولة الحوار بتوفير النصاب في أول جلسة نيابية للمجلس الجديد بمعزل عن أحجام الكتل النيابية».
بالتأكيد يملك عون «أجندة» سياسية للحوار، وهو لن يكون محرجاً بقبول تشريع الضرورة اذا وُضع القانون الانتخابي واستعادة الجنسية على جدول أعمال مجلس النواب، وسيقبل بإعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء اذا أعيد الاعتبار للمبادرة المتعلقة بتعديل قانون الدفاع الوطني لتشريع التمديد لقائد الجيش ولضباط آخرين بينهم العميد شامل روكز.
هذا البعد السياسي، لا يحجب بعداً تنظيمياً داخلياً، فإذا كان العماد عون قد نجح في حياكة ومن ثم إلباس ثوب رئاسة «التيار» الى الوزير جبران باسيل، وسط مناخ اعتراضي تم تبديده بأشكال مختلفة، فإن المشروعية الشعبية التي يمثلها «الجنرال» في الشارعين الحزبي والمسيحي، تم تجييرها، أمس، على الهواء مباشرة، لباسيل الذي بات مطالبا، قبل العشرين من أيلول، باستثمار هذا الرصيد الكبير داخل المؤسسة البرتقالية نفسها، عبر إعطاء إشارات وسلوكيات تشي بقدرته على استيعاب الجميع وأخذهم نحو المؤسسة التي يطمح «الجنرال» لاستمرارها.. وإلا فإن أي سلوك أو ممارسة من نوع آخر، ستؤدي الى تبديد هذا الرصيد بسرعة قياسية، كما فعل كثيرون من قبله، في مؤسسات حزبية لبنانية كثيرة!

الحراك المدني والتظاهرة البرتقالية
ماذا عن تقييم الحراك المدني للتظاهرة العونية؟

لا يمكن مقارنة مشهد الرابع من أيلول البرتقالي في ساحة الشهداء بالتحركات الشعبية (وخصوصا الشبابية) التي سبقته في بيروت في الأسابيع الأخيرة، ولعل البداية من الجهة الداعية للتظاهرة العونية، ومحورها زعيم سياسي طائفي، كما مهرجان الأحد الماضي في النبطية وقداس الغد في معراب، فيما «الحراك» نقيض فكرة الزعيم، أي زعيم، لا بل يجاهر بدعوته الى إعادة الاعتبار للمواطنية وليس للانقياد وراء ست زعامات تتحكم بمفاصل البلد منذ عشر سنوات حتى الآن.
أما النقطة الثانية، فتتمحور حول الجمهور المحتشد في ساحة الشهداء أمس، ومعظمه من أبناء الطوائف المسيحية (الهوية الطائفية أولا)، بينما تمكن الحراك المدني من استقطاب جمهور لبناني غير طائفي وغير مناطقي، ومن شرائح اجتماعية متعددة، وخصوصا ما تبقى من فئة وسطى مهددة بالاندثار ومن بيئة اجتماعية فقيرة تتسع يوما بعد يوم.
وإذا كانت ساحة الحراك المدني قد غطّاها علم وحيد هو علم لبنان، فإن ساحة الشهداء، كانت أمس ساحة حزبية بامتياز، ناهيك عن شعارات وأناشيد وخطابات غلب عليها أيضا الطابع الفئوي، فيما تداخلت المطالب بين هذه الساحة وتلك، وهي إشكالية ستبرز أكثر في التاسع من أيلول المقبل، عندما يجد «الجنرال» نفسه شريكا على طاولة الحوار التي ستكون محاصرة من الخارج بحشد يراد له أن يكون شبيهاً بحشد التاسع والعشرين من آب، وتحت الشعارات نفسها، عندها يصبح السؤال: أي موقع سيختار العماد عون من بين هذين الموقعين؟
ولعل النقطة المشتركة التي يمكن التأسيس عليها هي قدرة الحراكين العوني والمدني على رسم مسار مشترك نحو الانتخابات النيابية، خصوصا أنه قد برز أمس تحول واضح في شعارات «التيار الوطني الحر» مقارنة مع التظاهرات العونية السابقة، اذ بينما كان يتم التركيز سابقا على «حقوق المسيحيين»، كان المطلب السياسي الأساس في تحرك أمس هو وضع قانون انتخابي على أساس النسبية، وهو أحد أبرز مطالب الحراك المدني وخصوصا المجموعات اليسارية فيه، وسيتبلور أكثر من خلال توجيه دعوة الى «التيار الوطني الحر» وكل تيار سياسي آخر يعطي الأولوية للانتخابات النيابية، إلى النزول إلى الشارع في تظاهرة التاسع من أيلول التي دعا اليها الحراك المدني.

نكسة «التحالف» في اليمن: مقتل 50 عسكرياً خليجياً

يوم أسود عاشته دول «التحالف» التي تقود حرباً على اليمن منذ ما يزيد على خمسة أشهر. 45 قتيلاً من القوات المسلحة الإماراتيّة، إلى جانب خمسة قتلى من العسكريين البحرينيين، قضوا في اليمن، يوم أمس، وهو ما يرفع إلى 58 عدد قتلى أبو ظبي، المُعلن عنهم، منذ دخول قوات بريَّة خليجيَّة خاصة إلى البلاد منتصف تموز الماضي في إطار عملية ما سُمي حينها «السهم الذهبي لتحرير عدن».
وفي ظلّ مؤشرات تفيد بتقدّم على مستوى المحادثات التي يقودها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في العاصمة العُمانية مسقط لإنهاء الحرب، وفي وقتٍ تصدَّرت الأزمة اليمنية القمَّة السعودية ـ الأميركية التي عُقدت في واشنطن أمس، مُنيت كلّ من الإمارات والبحرين بخسائر بشرية فادحة على الأراضي اليمنية، حيث وصل عدد قتلى القوات المسلحة لدى الطرفين إلى 50 قتيلاً.
وربَّما يؤدي ذلك التطور إلى تغيير في سياسات «التحالف»، خصوصاً أنَّها المرَّة الأولى التي يعلن فيها عن هذا العدد من القتلى.
وفي آخر حصيلة، أعلنت وكالة أنباء الامارات مقتل 45 جندياً إماراتياً في اليمن، بعدما قضى 23 جندياً جريحاً متأثرين بإصاباتهم.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية قد نعت في وقت سابق من يوم أمس 22 قتيلاً من «جنودها البواسل المشاركين ضمن قوة التحالف العربي في عملية إعادة الأمل»، من دون تحديد ملابسات الحادث. غير أنَّ تقارير كانت قد أشارت إلى أنَّ العسكريين قتلوا في هجوم شنَّه الجيش اليمني على معسكرهم في مأرب، وسط البلاد.
وتقول الرواية الأولى، وفقاً لمسؤول في وزارة الدفاع اليمنية صرح لوكالة «سبأ» للأنباء، إنَّ الجيش أطلق صاروخ «توشكا» (بالستي) على «معسكر للجيش في صافر، ما أسفر عن مقتل العشرات من ضباط وجنود المرتزقة من العدوان السعودي». وقال إنَّ الهجوم أدّى إلى «تدمير عدد من طائرات الأباتشي التي كانت تتمركز في مطار صافر، كما تم تدمير عدد من الآليات والمدرعات الإماراتية، واحتراق مخازن الأسلحة».
ويأتي هذا الحادث، وفقاً للمصدر ذاته، «رداً على الجرائم وحرب الإبادة التي يشنها المعتدي السعودي ومرتزقته ضدّ الشعب اليمني».
أما رواية أنصار الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي، فتؤكِّد وقوع انفجار «عَرَضي»، صباح أمس، في مستودع للذخيرة في محافظة مأرب، أسفر عن سقوط قتلى بينهم «جنود من التحالف العربي».
ووقع الانفجار في قاعدة عسكرية في منطقة صافر النفطية التي تبعد نحو 250 كيلومتراً إلى الشرق من صنعاء، وفقاً لمصادر عسكرية موالية تحدثت لـ «فرانس برس».
وكانت الإمارات قد أعلنت، في السابق، مقتل ثمانية من جنودها بينهم ثلاثة في الثامن من آب الماضي، خلال مشاركتهم ضمن «التحالف».
بدورها، أعلنت البحرين، الشريك في «التحالف»، يوم أمس، مقتل خمسة من جنودها في جنوب السعودية، حيث يشاركون في «الدفاع عن حدود هذا البلد مع اليمن».
ونشرت القيادة العامة لقوّة دفاع البحرين، في بيان، لائحة بأسماء الجنود الخمسة الذين قتلوا «أثناء قيامهم بتأدية واجبهم الوطني المقدّس في المشاركة بالدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة»، بحسب ما نقلت وكالة أنباء البحرين، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وواصلت مقاتلات «التحالف»، للمرة الثانية خلال يومين، قصف معسكر الفرقة الأولى مدرع ومعسكر سلاح الصيانة ومخازن الأسلحة والصواريخ في تل عطّان وقاعدة الديلمي الجوية في صنعاء.

النهار

الحشد العوني: بعد بيروت "قصر الشعب" نفي أميركي لأي دور في التظاهرات

اما صحيفة النهار فكتبت:

هذه المرة جاءت "الثالثة ثابتة" في سياق "الحراك" العوني السابق والموازي للتحرك الشبابي الاحتجاجي، فشكلت تظاهرة 4 ايلول العونية استجابة كبيرة لنداء الزعيم المؤسس لـ"التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون في جعل هذه التظاهرة نقطة مفصلية في اثبات قوته الشعبية داخل تياره على رغم الهزات الحادة التي تعرض لها إن في تسلم رئيسه الجديد الوزير جبران باسيل رئاسة التيار، وإن في ضمور حجم التظاهرتين السابقتين. والواقع ان ساحة الشهداء شهدت في أقل من أسبوع حشدا كبيرا يضاهي تقريبا تظاهرة 29 آب لحملات التجمع المدني في ايحاء ناطق بأن البلاد تعيش تصاعد حمى التحركات الشعبية وان اختلفت اختلافا واسعا منطلقات كل من الحشدين اللذين تعاقبا على الساحة بين السبت الماضي وامس الجمعة باختلاف المضامين والاهداف والتوجهات.
فالحشد البرتقالي، وان سمع خطابا سياسيا من الوزير باسيل تماهى في الكثير من أدبياته مع خطاب التحرك المدني، بدت قبلته الواضحة "قصر الشعب" في بعبدا استنادا الى النقطة المركزية التي استنفر العماد عون أنصاره من مختلف المناطق على أساسها، اي انتخاب رئيس "قوي". كما لم تخف دلالات الاسناد الرمزية لوفود من مناطق الحلفاء سواء من الضاحية الجنوبية او الهرمل او حضور رموز حليفة كرئيس حزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان عن المشهد الرئاسي للحشد فيما لم يتأخر خطيب التظاهرة في تحديد هذا الهدف بقوله: "اليوم دعونا مناصري التيار الى ساحة الشهداء وغدا جميع اللبنانيين الى قصر الشعب، اليوم "تحماية" وغدا سيعود التسونامي". واذا كانت إصابة العماد عون بالرشح حرمت حشده خطاب في المناسبة فانه في الكلمات القليلة التي توجه عبرها الى المتظاهرين اعتبر بدوره ان "اللقاء المجيد سيكون بداية اصلاح لوطننا وعودة الى تاريخه".

14 آذار والحوار
وتتجه الانظار الى مشهد حزبي آخر مساء اليوم في معراب، حيث تحيي "القوات اللبنانية" الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية، ويحدد رئيسها سمير جعجع موقف الحزب من دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار في 9 ايلول. وعلمت "النهار" في هذا الإطار ان اجتماعاً قيادياً عقدته قوى 14 آذار مساء اول من أمس في بيت الوسط واستمر نحو ساعتين وربع ساعة، شارك فيه رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، ونائب رئيس المجلس فريد مكاري، ورئيس كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميٰل، والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون. وكان سبق هذا الاجتماع لقاء ثنائي جمع السنيورة وعدوان في مجلس النواب لتنسيق المشاركة في الحوار وجدول أعماله. ولم يفرج حزب "القوات" عن قراره النهائي في هذين الاجتماعين ولا أمام النائب ميشال موسى الذي حمل الدعوة الى معراب وسلٰمها الى جعجع، على ان يعلن الموقف بالمشاركة وأسبابها، او بالمقاطعة وموجباتها، في الاحتفال القواتي اليوم.
وعلم ان المجتمعين في بيت الوسط تداولوا أولويات الحوار، وكان التوجه العام أن يقتصر النقاش حصراً على رئاسة الجمهورية. وهذا ما يلتقي عليه "المستقبل" وحزب الكتائب الذي سيعلن هذا الموقف في اجتماع لمكتبه السياسي هذا الأسبوع عشية الاجتماع الأول لطاولة الحوار، كما ان الوزيرين فرعون وحرب ليسا بعيدين من هذا التوجٰه، لكنهما فضلا اتخاذ القرار في ضوء النقاش على الطاولة.
أما في المواقف من الاوضاع الناشئة أخيرا، فاسترعى الانتباه أمس كلام لوزير الداخلية نهاد المشنوق جاء فيه ان "المطالبين باسقاط النظام ما كانوا ليصلوا الى هذا المستوى من الغضب والانفعال لولا ان النظام معطل بفعل قوة وهج السلاح الخارج عن الشرعية". ولفت الى "شهادة حق لسعد رفيق الحريري" قائلا انه "لم يرث بيتا سياسيا فقط، بل تميز بشجاعة مسؤولة جعلته يتخذ أصعب القرارات والخيارات وان كانت غير شعبية لحماية أهله وبلده ولبنان وأمنه واستقراره".

السفارة الأميركية
وسط هذه الاجواء وفي ظل ما يتردد باستمرار عن دور للسفارة الاميركية في لبنان في التحركات الاحتجاجية، قال امس مصدر في السفارة لـ"النهار": "إن الشعب اللبناني يستحق حكومة فاعلة ومسؤولة، وبينما تدعم الحكومة الاميركية مبدأ حرية التعبير والتجمع السلمي، ليس لها أي دور لا من قريب ولا من بعيد في التظاهرات. ونكرر دعمنا لاستقلال لبنان واستقراره قويا كما دائما".

باريس تحيي بري
وفي أول موقف رسمي لفرنسا من التظاهرات الشبابية الاخيرة، صرح امس الناطق باسم وزارة الخارجية والتنمية الدولية الفرنسية رومان نادال: "نحن دائما في غاية الانتباه الى الوضع في لبنان والى تطورات المجتمع اللبناني، ونحن متمسكون دائما بالاستقرار في لبنان ونتابع باهتمام هذه التطورات". وذكّر بالبيان الصادر عن مجلس الامن في 2 ايلول والذي أكد فيه دعمه للحكومة اللبنانية ولرئيس الوزراء تمام سلام، وكذلك لضرورة انعقاد مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. واضاف الناطق الفرنسي: "تحيي فرنسا المبادرات لتشجيع الحوار بين اللبنانيين بغية تقديم الحلول الملموسة للأزمة السياسية والصعوبات التي يواجهها اللبنانيون ونحيي في هذا الصدد مبادرة رئيس المجلس نبيه بري".

تصوّر حل
في سياق آخر، أطلع وزير الزراعة أكرم شهيب مساء امس الرئيس سلام على نتائج اعمال اللجنة التي يرأسها لتقديم تصور حل لازمة النفايات. واوضح شهيب عقب الاجتماع الذي شارك فيه عدد من اصحاب الاختصاص ان الخطة المقترحة تتضمن "اجراءات المرحلة الانتقالية التي تكفل انتظام خدمة النفايات الصلبة ورفع ما تكدس منها في كل المناطق. أما المرحلة الثانية فمستدامة وتهدف الى تكريس لامركزية الحل واعطاء السلطات المحلية الدور الاساسي. وتم التوافق على استمرار الاتصالات لتأمين الوصول الى قرار نهائي يضمن نجاح مكونات الخطة تمهيداً لإقرارها في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء".

الأخبار

مقتل 45 جندياً إماراتياً و5 جنود بحرينيين في اليمن

أعلنت وكالة أنباء الإمارات في حصيلة جديدة مقتل 45 جندياً إماراتياً بانفجار مستودع للاسلحة في اليمن.

وقالت الوكالة أن 23 جندياً جريحاً قضوا متأثرين بإصاباتهم في الانفجار في محافظة مأرب الى الشرق من صنعاء.
وكانت أعلنت وكالة الأنباء الاماراتية «وام»، اليوم، مقتل 22 من جنود دولة الامارات العربية المتحدة، قتلوا أثناء مشاركتهم في العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن.

وأعلنت البحرين مقتل خمسة من جنودها على الحدود السعودية مع اليمن، وذلك في بيان للقيادة العامة لقوى دفاع البحرين.
وبحسب البيان، قتل الجنود الخمسة خلال «تأدية واجبهم الوطني المقدس في المشاركة بالدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة، والشهداء هم: الشهيد الرقيب أول محمد نبيل حمد، والشهيد الرقيب محمد حافظ يونس، والشهيد الرقيب عبد القادر حسن العلص، والشهيد الرقيب حسن إقبال محمد، والشهيد العريف عبد المنعم علي حسين».

اللواء

تظاهرة العونيين: شروط سياسية تهدّد الحوار

سلام تسلَّم تقرير النفايات .. وخَلْط أوراق في حملات «الحراك المدني»

صحيفة اللواء كتبت : بين «شخصنة» التظاهر التي دعا إليها «التيار الوطني الحر» وتوظيف نتائجها السياسية على طاولة الحوار يوم الأربعاء المقبل، بدت الساحة الداخلية عُرضة لمتغيرات تتأثر بالحراك على الأرض، وبالحركة الدبلوماسية الدولية والإقليمية التي بلغت ذروتها أمس بالقمة السعودية - الأميركية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس باراك أوباما التي بحثت بازمات المنطقة من باب منع إيران من امتلاك السلاح النووي، والبحث عن حل للحرب الدائرة في اليمن، وإمكانية تحقيق صيغة لانتقال سياسي داخل سوريا ينهي الصراع الدموي الخطير في هذه الدولة.
ولم يخف منظمو تظاهرة التيار العوني، فضلاً عن الكلمة المختصرة جداً لرئيس التيار النائب ميشال عون بسبب «بحة» صوتية، ربط اجرائها بانقاذ وحدة التيار العوني وسمعته، بعد «تسميته» الوزير جبران باسيل رئيساً له، وقياس مدى قدرة النائب عون على تحريك الشارع، وإن استعان المناصرون بشخصية السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في محاولة للإيحاء بأن نداء التلبية لم تطرأ عليه تبديلات توحي بأن شعبية عون شخصياً تراجعت.
ولئن شكل اذان المغرب لحظة مناسبة، حيث فرض على الساحة صمتاً، للمتظاهرين لنقل رسالة بإحترامه للتأكيد على الوحدة الوطنية، فإن الإشارات التالية حملت مخاوف من ان يُشكّل اللعب بالشارع فرصة لأكثر من طرف لتحويل هذا الحراك المدني والسياسي عن أهدافه السلمية، لا سيما وأن المطالب المرفوعة والشعارات، على ألسنة الحناجر، تتقاطع عند معطيات خلافية يخشى ان تترك صدى سلبياً على طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي.
وخارج دائرة الأرقام المتصلة بحجم التظاهرة عددياً، والتي خضعت لتحضيرات استمرت على مدى عشرة أيام، ونجحت القوى الأمنية والجيش اللبناني في إيجاد مظلة أمنية واقية سمحت لتوافد الأنصار من أكثر من منطقة إلى العاصمة، وحماية التظاهرة نفسها في ساحة الشهداء، فإن الأندية السياسية تحاول استخلاص ما يمكن ان تتركه من تأثيرات على طاولة الحوار:

1- إذا تمسك النائب عون في طاولة الحوار بترشيح نفسه كرئيس للجمهورية أو لا انتخابات، فإن التظاهرة تكون قد حملت بعداً سلبياً على الجهود الدولية الجارية لإنهاء الشغور في انتخابات الرئاسة.
2- يعتقد الرئيس برّي، ومعه كتلة «المستقبل» والنائب وليد جنبلاط ان الحراك الإقليمي - الدولي، في ضوء تأكيد القمة السعودية - الاميركية على أهمية انتخاب رئيس للبنان، بات يُشكّل الفرصة المنتظرة لإنهاء هذا الشغور تمهيداً للخروج من الأزمة المتفاقمة منذ 16 شهراً في لبنان، والتي أدّت إلى تعطيل التشريع ووضعت الحكومة امام مأزق الاستمرار في العمل.
3- تخوفت مصادر دبلوماسية من ان يؤدي استمرار دعم حزب الله لمواقف الجنرال وشعاراته، لا سيما في ما خص الفساد إلى اندلاع سجالات جديدة قد ترهق طاولة الحوار، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي وفرنسا يدعمان مبادرة برّي لحوار الأربعاء.
وعلى هذا الصعيد، ردّ عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري على بيان كتلة «الوفاء للمقاومة»، معتبراً أن حصر المسؤولية عن الدين العام وأزمات الكهرباء والمياه وغيرها من المشكلات باتجاه واحد هو تكرار للسياسات وحملات التضليل التي أغرقوا بها الرأي العام منذ نهاية العام 1998، مشيراً إلى أن الخروج على القانون وإقامة مناطق نفوذ طائفي هو أعلى مرتبة من مراتب الفساد والتهرّب من الالتزامات وهو ما يتولاه ويرعاه حزب الله».
وفي أول موقف فرنسي رسمي من الحراك الشعبي في لبنان، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية إلى متابعة فرنسا بـ«يقظة واهتمام كبيرين» للأوضاع، مؤكداً تمسك باريس «الدائم» باستقرار لبنان، مذكّراً باجتماع مجلس الأمن في الثاني من أيلول حول الوضع في لبنان، واستعاد بيان المجلس لجهة «دعم الحكومة اللبنانية ورئيس الوزراء تمام سلام وضرورة اجتماع مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت من أجل وضع حدّ لحال عدم الاستقرار في المؤسسات».
وحيّا الناطق المبادرات المتخذة من أجل التشجيع على الحوار بين اللبنانيين بهدف إيجاد حلول عملية للأزمة السياسية، مؤكداً ترحيب فرنسا، في هذا الإطار، بمبادرة الرئيس برّي.
وأفاد مراسل «اللواء» في باريس بشارة غانم البون أن السفير الفرنسي الجديد إيمانويل بون سيعود في بداية الأسبوع المقبل إلى بيروت لاستئناف نشاطه بعد مشاركته في باريس في اللقاء السنوي للسفراء الفرنسيين في الخارج.
وذكر أن وزير الخارجية جبران باسيل سيزور العاصمة الفرنسية الأسبوع المقبل لرئاسة الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر المخصص لضحايا الاضطهادات الإتنية والدينية في الشرق الأوسط، الذي تستضيفه باريس في الثامن من أيلول، وقد يلتقي باسيل نظيره الفرنسي لوران فابيوس على هامش أعمال المؤتمر.
4- شكّلت كلمة الوزير باسيل في التظاهرة العونية، عناوين لصدام سياسي، سواء مع الرئيس السابق ميشال سليمان، أو مع رئيس الحكومة، بما يؤشر إلى نقل هذا الصدام إلى الحوار نفسه، حيث قال أنه «لا يقبل برئيس لا يفهم إلا بلغة الخشب، ولا برئيس للحكومة تابع ونقول له أن لبنان سيبلعك»، ملوحاً بأن التظاهرة في ساحة الشهداء، ليست سوى «تحمية»، متوعداً بأن تكون التظاهرة المقبلة إلى قصر بعبدا.

خطة النفايات
وفيما كان عون وأنصاره مستغرقين في حركة الشارع، كان الرئيس سلام يلتقي في السراي وزير الزراعة أكرم شهيّب الذي أطلعه على نتائج أعمال اللجنة التي كلّف بترؤسها لتقديم تصوّر لحل أزمة النفايات.
وأوضح شهيّب أنه عرض للرئيس سلام الخطة المقترحة لمعالجة أزمة النفايات بما فيها إجراءات المرحلة الانتقالية التي تكفل انتظام خدمة النفايات الصلبة ورفع ما تكدس منها في كافة المناطق.
وكشف ان الخطة تقوم على مرحلتين: الأولى انتقالية والثانية مستدامة تهدف إلى تكريس مبدأ لامركزية الحل وإعطاء السلطات ألمحلية (البلديات) الدور الأساس.
ولفت إلى انه اتفق مع الرئيس سلام على استكمال الاتصالات لتأمين الوصول إلى قرار نهائي يضمن نجاح مكونات الخطة تمهيداً لاقرارها في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.
وفي المعلومات ان المرحلة الأولى من خطة شهيب تستغرق عاماً ونصف العام تفضي بالتعاون مع «سوكلين» لرفع النفايات من الشوارع والأحياء وتوفير ثلاثة مطامر، والثانية تقضي بالتعاون مع اتحادات البلديات لاستعادة المبادرة وهذه المرحلة قد تستغرق من ثلاث سنوات إلى خمس.

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها