01-11-2024 07:37 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 7-9-2015: الحوار اللبناني وأولوياته... وملف النفايات

الصحافة اليوم 7-9-2015: الحوار اللبناني وأولوياته... وملف النفايات

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 7-9-2015 العديد من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية، ومما ركزت عليه موضوع الحوار الذي سيعقد هذا الاسبوع في مجلس النواب بدعوة من رئيسه نبيه بري.

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 7-9-2015 العديد من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية، ومما ركزت عليه موضوع الحوار الذي سيعقد هذا الاسبوع في مجلس النواب بدعوة من رئيسه نبيه بري، كما بحثت الصحف ملف النفايات، بالاضافة الى غيرها من المواضيع.

السفير:

هل تصمد «اللبننة» وسط العواصف الإقليمية؟
«حوار الضرورة»: مغامرة على حافة.. «الشارع»

من جهتها، كتبت صحيفة "السفير" اللبنانية "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السبعين بعد الاربعمئة على التوالي.

مع بدء العد التنازلي لعقد طاولة الحوار، بعد غد الاربعاء، تبدو فسحة الخيارات الممكنة أمام الطبقة السياسية ضيقة جدا، بعدما تبدلت قواعد اللعبة التي اعتادت عليها، ولم يعد بمقدورها أن تواصل العبث بمصالح الناس والدولة في ملعب «شاغر»، كان من دون جمهور ومن دون حَكَم.. قبل انتفاضتي 22 و29 آب!
ولكن، ما الذي يمكن أن تضيفه طاولة مجلس النواب الى حوار «تيار المستقبل» ـ «حزب الله»، والذي لم يستطع أن يحقق الكثير مما كان مأمولا، بل ان انتفاضتي آب ساهمتا في تنفيس الاحتقان المذهبي أكثر مما فعلته صورة عين التينة على مدى قرابة سنة؟
وما الذي تستطيع أن تضيفه هذه الطاولة الى حوار «التيار الوطني الحر» ـ «القوات اللبنانية» الذي استطاع ربما ترتيب العلاقة بين الطرفين لكنه لم ينجح في تحقيق تقدم على مستوى الملف المركزي وهو انتخاب رئيس الجمهورية؟
ولماذا سينجح حوار 2015 حيث تعثر حوار 2006 في المجلس النيابي، وحيث فشل حوار قصر بعبدا برعاية الرئيس السابق ميشال سليمان؟
وهل ثمة احتمال واقعي بأن يولد في بيروت «حل توافقي»، بينما تحتدم الصراعات العربية - العربية، والعربية - الايرانية في سوريا والعراق والبحرين واليمن التي ينزف فيها بغزارة الدم العربي الذي أضاع الطريق نحو الارض المحتلة في فلسطين؟
صحيح أن الرئيس نبيه بري أعدّ جدول أعمال مدروساً ومتوازناً، لكن هناك تفاوتاً واضحاً بين المتحاورين في تحديد الأولويات، إذ ان «تيار المستقبل» وحلفاءه يعتبرون ان الانطلاقة الصحيحة تكون في التفاهم على إجراء الانتخابات الرئاسية اولا، بينما يشدد العماد ميشال عون وحلفاؤه في «حزب الله» و «8 آذار» على أن المنهجية السليمة للمعالجة تكون باعتماد واحد من الخيارين اللذين طرحهما «الجنرال» وهما انتخاب الرئيس من الشعب، أو إقرار قانون للانتخابات يليه انتخاب مجلس نيابي جديد يتولى اختيار رئيس الجمهورية.
وإذا كانت شروط التفاهم الرئاسي غير مكتملة بعد، إلا أن الملاحظ هو أن منسوب الاستجابة لمبدأ النسبية في قانون الانتخاب المفترض آخذ في الارتفاع، الامر الذي قد يسمح بفتح «ممر آمن» أمام مشروع إصلاحي للنظام، ربما للمرة الاولى في التاريخ الحديث للجمهورية اللبنانية.. إذا ترفع البعض عن النقاش العبثي حول أيهما أولا: البيضة ام الدجاجة.. رئاسة الجمهورية ام الانتخابات النيابية.
وقد أعطى الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس إشارة الى الخطة «ب»، بقوله إنه سيطرح بند رئاسة الجمهورية للنقاش أولا، فإذا تعذر التفاهم عليه، يتم الانتقال الى بند آخر والبناء عليه، «ومن يعلم.. ربما نتفق على قانون الانتخاب وفق النسبية، وبالتالي نحقق من خلاله اختراقا في جدار الأزمة، إذ قد نتوافق على إجراء الانتخابات النيابية، ثم ننتخب على الفور رئيس الجمهورية، وفي هذه الحال نكون قد نجحنا في لبننة آلية الحل، بمعزل عن الخارج».
ولئن كان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قد اختار أن ينأى بنفسه عن الحوار اللبناني مفضلا الحوار مع قطر التي وصل اليها أمس، فإن العماد ميشال عون سيجلس الى الطاولة «مدججاً» بدعم شعبي مسيحي كاسح، عكسته التظاهرة البرتقالية الحاشدة التي ستحسّن من ناحية الموقع التفاوضي للجنرال، وستصعّب من ناحية أخرى إمكانية تقديمه تنازلات في هذه اللحظة بالذات.
ولكن الإحراج الذي سيواجه عون بالدرجة الاولى يتصل بحسم تموضعه، والبت في ما إذا كان موقعه الطبيعي هو في الشارع الى جانب المتظاهرين الذين سيهتفون الاربعاء ضد الطبقة السياسية، ام في قاعة الحوار التي ستجمعه مع عدد من رموز هذه الطبقة.
ويعكس قرار جعجع بمقاطعة طاولة الحوار اتساع رقعة التمايز بينه وبين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي تعاطى إعلامه المكتوب بشيء من البرودة مع مهرجان «القوات» في معراب، في وقت نُقل عن مرجع سياسي قوله: في السابق، كان سعد الحريري هو الزعيم اللبناني الاول في العالم العربي، خصوصا في الخليج، أما حاليا فإن جعجع بات يتقدم عليه، وبالتالي فإن زيارته قطر، وقبل ذلك، استقباله بحفاوة في السعودية بمعزل عن رئيس «المستقبل»، يرمزان الى هذا التبدل في المراتب والأدوار.
ولعل التحدي الأصعب الذي يواجه الحوار هو أنه ينعقد هذه المرة على التوقيت المحلي الذي فرضه تسارع إيقاع الاهتراء الداخلي وصولا الى تخوم الانهيار الشامل، فيما لم تنضج بعد الصفقات الإقليمية - الدولية التي تشكل في العادة «الحاضنة» للتسويات اللبنانية.
وهنا، سيكون المتحاورون أمام خيارين، فإما أن يمتلكوا شجاعة «الفطام» عن الخارج ويثبتوا أنهم يتحلون بقدر كاف من المسؤولية لإحداث كوة في النفق، فتكون هذه فرصة إنقاذ لهم بقدر ما هي فرصة للبنان، وإما أن يفشلوا مجددا في اختبار «إحياء اللبننة» مع ما سيحمله ذلك من تداعيات غير مسبوقة على النظام السياسي وأهله في ظل الحراك الشعبي المتحفز، مع الاشارة الى أنه سبق لبري أن نعى اللبننة، الأمر الذي يدفع الى التساؤل عما إذا كان إحياؤها مجددا يندرج في سياق تقطيع الوقت ام يعبّر عن معطيات جديدة وإيجابية يملكها رئيس المجلس.
ومن المتوقع أن يتردد صدى هدير الحراك المدني بقوة في داخل قاعة الحوار، التي ستكون محاطة بحشد من المواطنين المتمردين على الاصطفافات الطائفية والمذهبية والناقمين على كل المتورطين بالفساد المتمادي.
ولعل الانتفاضة الشعبية، بمعناها العريض العابر للحملات والمجموعات، ستكون الحاضر الأبرز والرقم الأصعب على طاولة الحوار التي لن يكون بمقدورها تجاهل صوت الأكثرية «الصامتة - الصارخة»، وما أفرزته من معنى جديد للأكثرية والأقلية".

النهار:

9 أيلول: "زعماء" محاصرون خلف بوابات حديد وحوار مهدد بالانفراط وسط تضارب الأهداف

بدورها، كتبت صحيفة "النهار" اللبنانية "من ساحة السرايا الحكومية في الاسابيع الاخيرة، الى ساحة النجمة هذا الاسبوع التي سيّجها الرئيس نبيه بري ببوابات حديد ظاهرها حماية المتحاورين الذين سيفدون الى المجلس الاربعاء المقبل للتحاور مجددا، وقد حاول رئيس المجلس استباق مشهد المتظاهرين الذين سيحاصرون محيط مجلس النواب صبحا ومساء بالقول: "إني على استعداد للنزول معهم وتأييد ما يطرحونه. ومنهم شريحة كبيرة من الشرفاء الذين يحملون مطالب محقة وأقدموا على ارتكاب أخطاء بريئة. أما بالنسبة الى الفئة الثانية فهي على علاقة بالاميركيين".
لكن الاستعداد للحوار لا يلغي التأزم المتراكم الذي يوحي بأن المواجهة باتت حتمية بين الشارع والممسكين بالسلطة في ظل تضاعف عدد الجهات المطالبة وتعدد المطالب وتنوع الشعارات واستفاقة نقابات وهيئات على مطالب قديمة ومزمنة، يقابلها استمرار العجز الحكومي عن توفير حل للمشكلات وآخرها النفايات التي تزيد حصارها للمواطنين، والامتناع عن تلبية مطالب أخرى في مقدمها سلسلة الرتب والرواتب.
وتبدو الدولة بمجلسيها كأنها لم تقرأ المشهد المتحول، وهي تتعامل مع متغيرات 2015 بعقلية الـ 2006، وخصوصا بالحوار الذي انطلق قبل عشر سنين ولم ينفذ شيء مما اتفق عليه في جولاته المتعددة، وقد وصفه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بـأنه "مضيعة للوقت"، معتبراً ان الخطوة الاولى والوحيدة التي تخرجنا من الوضع الحالي تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية". وأبدى استعداده "لإعادة النظر في موقفه (مقاطعة الحوار) شرط ان ينحصر جدول أعمال الجلسة بانتخاب رئيس وإذا شارك "حزب الله" في جلسات انتخاب الرئيس".
وسرعان ما رد الرئيس بري بقوله انه "سيتم التركيز على بند الاستحقاق الرئاسي، واذا لم ننجزه سننتقل الى بند آخر. وعند الاتفاق على بند ما ننتقل الى القاعة العامة بغية اقراره بعد دعوة الهيئة العامة. وقد نتفق على قانون الانتخاب ونحقق اختراقاً، الامر الذي يساعد في اشياء كثيرة ونتجه الى الانتخابات النيابية، وننتخب بعدها الرئيس المقبل، وفي هذه الحال لا يكون للخارج أي تأثير".
وعلمت "النهار" ان حركة اتصالات مسيحية تركزت على ضرورة جعل انتخاب الرئيس بنداً أول لا يمرر بسهولة ثم يجري الانتقال الى ما بعده. ونوقشت أفكار تقضي بانسحاب أطراف مسيحيين من الحوار إذا ما طرحت اقتراحات لتقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية، وهو ما قد يؤدي الى فرط عقده بعد جلستين او ثلاث، إذ نقل عن بري قوله بتوقف الجلسات اذا ما انسحب مكون آخر بعد حزب "القوات".
وصرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ"النهار" إن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب الاربعاء "مهم سياسيا شرط ألا يكون الدخول اليه ملوثا بهواء النفايات والغرض".

مجلس الوزراء

وفي ظل غياب مجلس الوزراء عن الانعقاد لاختلاف على آلية عمله، ولغياب الحل المتوافق عليه في ملف النفايات، أبلغت مصادر وزارية "النهار" أن وزير الزراعة أكرم شهيّب أنجز تقريره المتعلّق بالنفايات والذي يتضمن خطة تتناول خطوات آنية وبعيدة المدى وجاءت ثمرة لقاءات مع الجمعيات البيئية والخبراء وتوّجها بجولة على المرجعيات السياسية التي يجب أن تعطي رئيس مجلس الوزراء الضوء الاخضر كي يضع الخطة موضع التنفيذ عبر مجلس الوزراء في جلسة استثنائية يعقدها لهذه الغاية. وفي مضمون الخطة إنشاء أكثر من مطمر موزع على المناطق انطلاقا من مبدأ عدم تحميل منطقة واحدة أعباء كل المناطق. واعتبرت أن حصول شهيّب على الموافقة السياسية على الخطة عموما وعلى المطامر خصوصا من شأنه ضمان الانطلاق فورا الى الحل المرحلي الذي يكتمل بإقرار دفتر الشروط الموجود لدى مجلس الانماء والاعمار.
وتوقعت مصادر متابعة ان يصار الى اعادة فتح مطمر الناعمة اضافة الى مكب سرار في عكار ومطمرين اضافيين بحيث توزع النفايات على مناطق عدة.
وفي تصريح لـ"النهار" طلب وزير العمل سجعان قزي من الرئيس سلام "أن يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد فورا لحسم ملف النفايات، إذ لا يجوز أن نرهن أمن البلد بالنفايات وكأننا نتلكأ في معالجة هذا الملف كي تستمر التظاهرات". وأضاف: "لا يجوز ايضا أن نرهن عمل الحكومة بالحوار النيابي مما يضرب فصل السلطات". وأوضح أن الرئيس سلام "ليس مؤتمنا على صلاحيات رئيس الحكومة فحسب بل هو مؤتمن أيضا على صلاحيات رئيس الجمهورية التي شاركنا في الحكومة على أساس ممارستها".
صحياً، لا يشير نظام الترصد الوبائي في وزارة الصحة الى ارتفاع ملحوظ في الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات والقوارض وتلوث الأيدي، لكن ذلك لم يمنع الوزارة في تقرير اعدته ورفعته الى المعنيين من ان تحذر من مغبة استمرار هذا الوضع ووجوب معالجته بالسرعة الممكنة، خصوصا أنه تبين للهندسة الصحية وأطباء الأقضية أن "النفايات موجودة في الطرق عشوائيا، بما يؤدي الى تبعثر الفضلات واجتذاب الحشرات والقوارض وارتشاح الفضلات السائلة الى جوف الأرض وانبعاث غازات خطرة على الإنسان".

الحراك المدني

وتعقد المجموعات الشبابية وهيئات المجتمع المدني اجتماعا موسعا بدعوة من هيئة التنسيق النقابية مساء اليوم لوضع اللمسات الاخيرة على التحرك الذي تم الاتفاق عليه بعد غد الاربعاء والذي من المتوقع ان يكون حاشدا. وتعلن مجموعات الرفض تباعا ابتداء من اليوم عن مشاركتها في تظاهرة الاربعاء وتدعو الناس الى المشاركة فيها بكثافة.
وقد وصف الرئيس تمام سلام الحراك الشعبي بأنه "تعبير مشروع عن غضب اللبنانيين من جراء تدهور أوضاعهم المعيشية"، لكنه نبّه الى ان "هناك من يحاول استثمار هذا الغضب الشعبي لنشر الفوضى في البلاد".

الاخبار:

فخاخ كثيرة تنتظر خطة لجنة الخبراء: نفايات بيروت وجبل لبنان إلى الأطراف

اما صحيفة "الاخبار" اللبنانية فقد كتبت "أنجزت لجنة الخبراء التي شكّلها وزير الزراعة أكرم شهيب ورقة عمل تضمّنت اقتراحات حلول للانتقال من الأزمة إلى إدارة مستدامة للنفايات. ترتكز هذه الورقة على أن إدارة النفايات من مسؤولية البلديات واتحادات البلديات بإشراف الوزارات المعنية

تقترح لجنة الخبراء التي يرأسها وزير الزراعة اكرم شهيب، وفق المعطيات التي جرى تداولها، تحرير قطاع النفايات والعودة بهذه المهمة المركزية الى البلديات. المفاعيل العملية لهذا الخيار الذي اعتمدته اللجنة، ويتوقع أن يتبناه مجلس الوزراء في جلسة استثنائية مخصصة لمناقشة قضية النفايات، الخروج من الحلقة المركزية في ادارة النفايات القائمة على الاحتكار منذ ما يزيد على ١٨ عاماً في بيروت وجبل لبنان، باتجاه تكريس اللامركزية.

لا بل إن هذه الخطوة، إن رُصد التمويل اللازم لإنجاحها، ستشكل المهمة الاكبر للبلديات لاستعادة دورها ومهماتها، بعد ان بقيت منذ اول انتخابات بلدية في عام ١٩٩٨، هياكل «منتخبة» من دون عائدات تسمح لها بممارسة مهمات تنموية حقيقية، باستثناء بعض المشاريع الممولة من الجهات المانحة، والتي شابها الكثير من العيوب، إن لجهة طريقة التنفيذ، أو لجهة دخولها في صراعات البلديات، التي يغلب على عضوية مجالسها المنتخبة الطابع العائلي والحزبي والمذهبي.
تقسم ورقة عمل «لجنة الخبراء» اقتراحها الى مرحلتين: الاولى انتقالية تستكمل خلالها الادارة المركزية تنفيذ مهمات ادارة النفايات في بيروت وجبل لبنان من خلال نقلها وفرزها وطمرها في مطامر «الأطراف»، وقد حددت هذه الفترة الانتقالية بفترة اقصاها ١٨ شهراً تكون خلالها البلديات قد اتفقت على رقعة المنطقة الخدماتية التي يفضل أن تنتج قرابة ٢٠٠ طن يومياً كحد ادنى، بهدف تحقيق جدوى اقتصادية من اقامة مراكز المعالجة وتلزيمها لشركات القطاع الخاص او ادارتها مباشرة من قبل البلديات. كذلك يفترض ان تقوم لجنة مركزية برئاسة وزير الداخلية والبلديات وعضوية الوزارات المعنية بمساعدة البلديات ضمن المناطق الخدماتية التي يُتَّفَق عليها لتحضير دفتر الشروط لإجراء المناقصات بدعم تقني من وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار.

اما المرحلة الطويلة الامد التي يفترض ان تمتد لفترة ١٢ عاماً، فيفترض أن تستند إلى مجموعة من الاجراءات، أهمها اقرار نصوص تشريعية تسمح بتخفيف انتاج النفايات، واعتماد مبدأ الفرز من المصدر وإعادة الاستعمال والتدوير للقسم الأكبر من النفايات واسترداد الطاقة، على ان لا تتجاوز كمية النفايات التي تذهب الى الطمر نسبة ٢٥ في المئة من اجمالي النفايات المنتجة. وهذا يستدعي إقرار مبدأ الفرز من المصدر في دفتر الشروط، وتدعيمه بالفرز التكميلي عند المستوعبات والثانوي في مراكز الفرز، حيث تُخفَض الكميات بنحو ملحوظ، وبالتالي العناية المركزة بمعالجة النفايات العضوية، لتخفيف كمية النفايات التي تحتاج الى طمر.
هذا يعني ان نجاح المرحلة الانتقالية يرتبط عضوياً بخيار نقل نفايات بيروت وجبل لبنان الى مطامر في الاطراف. تعوّل الخطة على ان التجربة التي بدأ العمل عليها لإعادة تأهيل مكب سرار وتحويله الى مطمر صحي يمكن تعميمها لتشمل منطقة البقاع، وتحديداً اختيار موقع في السلسلة الشرقية مأمون من الناحيتين الأمنية والبيئية لكي تُقتسَم كمية النفايات الناتجة من بيروت وجبل لبنان على مطمرين مركزيين: الاول في الشمال، والثاني في البقاع. يقود هذا الخيار الى ضرورة أن يترافق اقتراح إنشاء مطمر في السلسلة الشرقية مع اقرار هبة مالية لمنطقة البقاع تعادل الهبة الممنوحة لعكار البالغة مئة مليون دولار اميركي عبر الهيئة العليا للإغاثة. على ان يحظى الموقع المقترح في البقاع بقبول البلديات واتحادات البلديات في البقاع والقوى السياسية في المنطقة، وهي مسألة لم تحسم بعد بحسب مصدر متابع لمسار الملف. ويؤكد المصدر أن ورقة عمل لجنة الخبراء لن تعرض على مجلس الوزراء قبل الحصول على موافقة القوى السياسية في البقاع على الاقتراح، لأنه لا يمكن السير باقتراح نقل جميع نفايات بيروت وجبل لبنان الى عكار ضمن المرحلة الانتقالية، ولا بد من توزيعها على اكثر من منطقة.
النقطة الاخرى التي لا تزال تخضع للنقاش، هي فتح النقاش مع القوى السياسية في منطقة المتن، وخصوصاً الاحزاب الارمنية، لقبول الطرح القديم ــــ الجديد بتأهيل مكب برج حمود ضمن المرحلة الانتقالية، على ان تستقبل الخلية التي ستنشأ لمعالجة النفايات العضوية التي ستفرز من المكب جزءاً من النفايات العضوية الناتجة يومياً من اقضية جبل لبنان، وذلك للتخفيف من الكمية التي سترحل يومياً الى عكار والبقاع والتي يفترض ان تتقلص تدريجاً خلال فترة الـ ١٨ شهراً، بعد ان تبدأ المناطق الخدماتية الجديدة عملها.
في المقابل، يطرح عدد من الجمعيات البيئية ضرورة عدم نقل نفايات بيروت وجبل لبنان الى الاطراف، بل فرزها قبل نقلها وتوزيع كل صنف الى مقصده، من مواد غير عضوية صالحة لإعادة التدوير والمواد العادمة، ونقل المواد العضوية، مع أو دون فرمها، بحسب وضعها، الى مواقع مختلفة زراعيّة او سواها. وبعدها تُفلَش كافة المواد العضوية المفروزة بغية تهويتها وتجفيفها في الطبيعة التي تعود اليها. لكن هذا الاقتراح، على اهميته، سيعيد فتح النقاش حول امكانية قبول البلديات التي تقع ضمنها مواقع كسارات ومقالع بحاجة لإعادة تأهيل، والتي رفضت في السابق نقل النفايات اليها بذريعة انها ستطمر وتلوث التربة، علماً ان جميع ردود فعل السكان والبلديات الرافضة لنقل النفايات الى اماكن قريبة منها لا تميز بين طبيعة النفايات وتصر على رفض هذه الخطوة دون الدخول في اي تفاصيل حول نوعية النفايات وما اذا كانت العضوية منها قابلة للتحلل في الهواء الطلق.

الجمهورية:

الحوار أمام أجندتَين متناقضَتَين: الرئـيس أولاً أم قانون الإنتخاب؟

من جهتها، كتبت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية "يَشهد هذا الأسبوع محطتين بارزتين، الأولى تتمثّل بانطلاق جلسات الحوار الوطني في مجلس النواب بعد غد الأربعاء، والثانية تتزامن مع هذا الحوار، وتتمثّل باعتصام شعبي أمام ساحة النجمة على مسمَع المتحاورين ومرآهم. وعلى مسافة أيام من هاتين المحطتين وصفَ رئيس الحكومة تمّام سلام الوضعَ الراهن بأنّه «صعب جداً جداً»، معتبراً أنّ «تمادي الخلافات السياسية التي أدّت إلى الفراغ الرئاسي والشَلل التشريعي والتعطيل الحكومي لن يؤدّي إلّا إلى الانهيار»، وأشاد بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى الحوار.
إرتفعَت وتيرة الاستعدادات للحوار المقررة في ساحة النجمة، في الوقت الذي بدأ المتحاورون يحَضّرون أوراقهم وأجنداتهم التي سيطرحونها على الطاولة الحوارية.

فعلى هذه الطاولة أجندتان موحّدتان: الأولى لفريق 14 آذار، يتصدّرها موضوع الاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية أوّلاً قبل البحث في البنود الأخرى، والثانية لفريق 8 آذار، تقول في حال عدم الاتفاق على رئيس، بالذهاب إلى إقرار قانون انتخابي جديد وانتخاب مجلس نيابي يشرّع في انتخاب رئيس الجمهورية العتيد.

على أنّ بندَ رئاسة الجمهورية يتصدّر جدولَ أعمال الحوار، وعند البحث فيه ستتبلوَر هاتان الأجندتان، وفي ضوء ما سيؤول النقاش فيه سيتحدّد مصير الحوار، وهو حوار قالَ الداعي إليه وراعيه رئيسُ مجلس النواب نبيه برّي إنّه للبلد وليس لـ«بيت بيّي»، مضيفاً أنّ نسبة نجاحه هي صِفر أو مئة، ومؤكّداً أنّه في حال فشلِه «لن يكون فشلاً لنبيه برّي بل فشل للجميع».

وشدّد على أولوية الاتفاق على انتخاب رئيس، لأنّ ذلك ينعكس إيجاباً على بقيّة بنود جدول الأعمال، وإذا لم يحصل هذا الاتفاق نبحث في البنود الأخرى، ومنها بند قانون الانتخابات النيابية، فهذا القانون مهمّ جداً ومِن شأنه أن يؤدّي إلى حلّ أمور كثيرة».

ورفضَ برّي قولَ البعض إنّ 8 آذار ممثلة أكثر من 14 آذار على طاولة الحوار، وقال: «ليس هناك أكثرية أو أقلّية لأحد في الحوار، لأنّ هذا الحوار سيتّخذ قراراته بالتوافق وليس بالتصويت».

وعن موقف «القوات اللبنانية» بعدمِ حضور الحوار، قال برّي "إنّ جعجع ليس مشاركاً في الحكومة، وما قاله لا يتعارض مع الدستور، ولكنّ من يريد انتخاب رئيس وإقرارَ قانون انتخاب وانتخابات نيابية عليه أن ينزل إلى مجلس النواب لا أن يقاطعه، فكيف يمكن إقرار قانون الانتخاب بمعزل عن المجلس".

وفي الساعات الفاصلة عن اجتماع هيئة الحوار، ترصد المراجع السياسية والديبلوماسية ماهيّة المواقف من عناوينها والنقاط السبعة المدرجة على جدول الأعمال والتي بدأت تتّضح أكثر فأكثر.

فقبل 72 ساعة على موعد اجتماع الهيئة بات واضحاً أنّ المواقف لم تتّضح بكاملها، لكنّها تتّجه إلى فرز مسبَق غير نهائي، فـ«التيار الوطني الحر» قال كلمتَه بإجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، على عكس مواقف معظم أطراف الهيئة ومنها حزب الكتائب وتيار «المستقبل»، والتي أكّدَت أولوية انتخاب رئيس الجمهورية قبل القيام بأيّ عمل آخر.

ولذلك تنتظر المراجع السياسية والديبلوماسية موقفَ كتلة «حزب الله» التي عليها أن تحدّد موقفَها بمجرّد أن يَفتتح برّي الجلسة الأولى للحوار والمباشرة بالبند الأوّل.

وقد أكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نوّاف الموسوي أمس «أنّ موقع رئاسة الجمهورية معقود لـ«التيار الوطني الحر» كونه الأكثرية المسيحية، ومِن هنا يبدأ الحلّ الذي يستكمل طريقَه لإقامة حكومة تمثّل الطوائف فيها بعدالة، وحينها يعطى للمجلس النيابي القدرة على عكس التمثيل الحقيقي للّبنانيين من خلال قانون انتخابات على أساس النسبية وبهذا تكون لدينا السلطات المتوازنة».

وحولَ موقف برّي، قالت مصادر تشارك في الترتيبات الجارية لاجتماع هيئة الحوار إنّ الرئيس برّي لا يمكنه إلّا أن يكون مع أولوية انتخاب الرئيس. وأشار الى أنه «في حال أعلن فريق آخر غير «القوات اللبنانية» رغبة في مقاطعة الحوار فإنّي سأبادر شخصياً الى تأجيله».

«القوات»

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع رأى في دعوة بري إلى الحوار «مضيَعة للوقت وحَرفاً للأنظار عن انتخاب رئيس للجمهورية»، معلِناً عزوفَ «القوات» عن المشاركة فيه. لكنّه أبدى استعدادها لإعادة النظر في موقفها من الحوار «إذا انحصر جدول اعماله بانتخابات الرئاسة وإذا أعلن «حزب الله» مشاركته في جلسة انتخاب الرئيس في 30 أيلول».

وشدّد على أنّ «مِن دون رئيس للجمهورية لن نصلَ الى أيّ نتيجة». مطَمئناً «طالما إنّ هناك جمهورية في لبنان سيبقى هناك رئيس مسيحي». وشدّدَ على وجوب رحيل الحكومة «لكن شرط مجيء حكومة مكانها لا عاجزة ولا فاشلة ولا فاسدة».

جعجع إلى قطر

تجدر الإشارة الى أنّ جعجع غادر أمس وزوجتَه النائب ستريدا ووفداً «قواتي» إلى قطر، في زيارة رسمية. وأكّدت مصادر قواتيّة لـ"الجمهوريّة" أنّ هذه الزيارة «تأتي ضمن سياق برنامج وضِع سابقاً لزيارة عدد من العواصم العربية والأوروبّية، وسيناقش جعجع مع المسؤولين القطريّين أوضاع لبنان والمنطقة، خصوصاً أنّ قطر لعبَت دوراً مهمّاً في حلّ الأزمة اللبنانية من خلال اتّفاق الدوحة عام 2008.

وكذلك سيَبحث في كلّ المسائل المتعلّقة بالشأن اللبناني والتي تستطيع الدوحة المساعدة في حلّها، من أزمة انتخاب رئيس الجمهوريّة الى العسكريين المخطوفين. وسيَشمل النقاش أيضاً الأوضاع العربية، خصوصاً أنّ قطر لاعب أساسي في المنطقة، وهي ضمن الدوَل المشاركة في عاصفة الحزم، إضافةً إلى دورها في سوريا والعراق».

«14 آذار»

وقالت مصادر في قوى 14 آذار لـ«الجمهورية» إنّ موقف جعجع من الحوار «يشكّل مادة دعم أساسية لحلفائه وليس العكس، لأنّهم سيَستندون إليه من أجل تعزيز موقفِهم التفاوضي والتمسّك بأولوية الانتخابات الرئاسية».

ورأت «أنّ عملية توزيع الأدوار بين مكوّنات 14 آذار قائمة على قدمٍ وساق»، مُعتبرةً «أنّ موقف جعجع كان متوقّعاً، فيما خلاف ذلك كان مستبعَداً»، وقالت إنّه «يشكّل تقاطعاً مع الرئيس برّي على أنّ مجلس النواب الحالي هو الذي يَنتخب الرئيس العتيد».

وأكّدَت المصادر نفسُها «أنّ التنسيق بين المكوّنات المشاركة وجعجع سيتكثّف في المرحلة المقبلة في ضوء التطوّرات الأخيرة وتحديداً الحوار»، واعتبرَت «أنّ مشاركة «القوات» في الاجتماع التنسيقي لقوى 14 آذار قبل توَجّهها إلى الحوار أكبر دليل على وحدة الموقف الوطني داخل هذه القوى».

«التيار الوطني»

إلى ذلك، لا يبدو «التيار الوطني الحر» متفائلاً بما يمكن أن يخرج به الحوار، لا بانتخاب رئيس للجمهورية ولا حتى بالحدّ الأدنى من تحريك الجمود، أي استعادة العمل في الحكومة والمجلس. وقالت مصادره لـ»الجمهورية»: «مِن الواضح أنّ البعض ما زال ينتظر ما سيؤول إليه الوضع الإقليمي ليرسم روزنامة خياراته في لبنان».

«الحزب»

ومن جهته «حزب الله» انتقَد من «يطلق السهام» على دعوة بري الى الحوار، متسائلًا عن «سبب رفض البعض هذه الطاولة ورفض إنشائها؟ وما الهدف من ذلك؟» داعياً الجميع إلى «الاستجابة للدعوة والاستفادة من طاولة الحوار»، مؤكّداً مشاركته فيه «بروح إيجابية وحِرص على إنتاج حلول للأزمات».

اللقاء التشاوري

وقالت مصادر «اللقاء التشاوري» الذي اجتمع أمس إنّ المجتمعين شدّدوا على أن تكون الأولوية لانتخاب رئيس الجمهورية في الحوار النيابي، والأولوية لملف النفايات في مجلس الوزراء من دون أن يتقدّم عليها أيّ ملف آخر إنقاذاً للصحّة والبيئة وسلامة المواطنين قبل حلول فصلَي الخريف والشتاء وقبل أن تتحوّل أكوامها إلى مشاريع أمراض وأوبئة لا علاج لها.

وأوضحَت المصادر أنّ المجتمعين أكّدوا أهمية هيئة الحوار لكنّها ليست بديلاً مِن عمل المؤسسات الدستورية، واستغربوا تأخير أو تجميد جلسات مجلس الوزراء في انتظار هيئة الحوار، وأكّدوا الاتصال برئيس الحكومة لاستئناف العمل الحكومي في أسرع وقت.

مستحقّات البلديات

وفي تطور يأتي ضمن سياق دعم البلديات لمعالجة أزمة النفايات، أعلن وزير المال علي حسن خليل عبر “تويتر” وقال بتغريدة: قمت بواجبي بتوجيه من الرئيس بري ورئيس الحكومة وأعددت المراسيم اللازمة لتسليم مستحقات البلديات وهي حقّها دون منّة من أحد.

«عين الحلوة»

من جهة ثانية لوحِظ على صعيد ملف مخيّم عين الحلوة أنّ زيارات موفدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى لبنان لم تنقطع لمتابعة ملف أمن المخيّمات عموماً، ومخيّم عين الحلوة خصوصاً، وذلك منذ جولة العنف التي شهدَها هذا المخيّم أخيراً بين حركة «فتح» ومجموعات إسلامية متطرّفة.

وفي هذا الإطار تابعَ عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد الأوضاع الأمنية في المخيّمات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين وفي مقدّمهم وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، عِلماً أنّ الأحمد يزور لبنان للمرّة الثانية في خلال أقلّ من شهر.

وتجدر الإشارة الى أنّ عضو اللجنة المركزية في «فتح» اللواء سلطان ابو العينين موجود ايضاً في لبنان منذ فترة للغاية نفسِها.
وكان عُقِد مؤتمر شعبي في عين الحلوة أمس تحت عنوان «المخيّم فوق الجميع»، خُصّص للبحث في إمكان إعلان «اتفاق شرف»، بحسَب ما قال قيادي فلسطيني لـ«الجمهورية»، من شأنه أن يكفلَ وضعَ آليّات لضبط الوضع الأمني، وتطويق ذيول جولات العنف السابقة، لتجنّب عدم تكرارها وتثبيت الهدوء والاستقرار، خصوصاً مع انطلاق الموسم الدراسي في مدارس «الأونروا» مطلعَ هذا الأسبوع.

واتّفقَ المجتمعون على إعادة تفعيل الخطّة الأمنية السابقة التي وضعَتها القوى الفلسطينية لجهة تفعيل دور القوّة الأمنية المشتركة وانتشارها في كلّ أرجاء المخيّم. وكان مِن أبرز ما طالبَ به المجتمعون: العمل الجاد لتعزيز وقف إطلاق النار، تعرية المسيء والمخِلّ لأيّ جهة انتمى، وإصدار فتوى ملزمة بتحريم الاحتكام إلى السلاح في النزاعات الداخلية.

برج البراجنة

ومِن عين الحلوة إلى مخيّم برج البراجنة، حيث وقعَ حادث أمني أمس الأوّل عند حاجز الجيش اللبناني عند أطراف المخيّم أحدثَ توتّراً شديداً، وتسارعَت الاتصالات بين الأجهزة اللبنانية والفصائل الفلسطينية داخل المخيّم لاحتواء ذيوله.

وقد أثارَ هذا الحادث مخاوفَ من أن تكون وراءَه المجموعات المتشدّدة أو غير المنضبطة نفسها التي تحرّكت في عين الحلوة خلال العام الأخير ومهّدت لجولات العنف الأخيرة، ويمكن أن تتحرّك الآن في مخيّم برج البراجنة لنقل أجواء الاحتراب الداخلي إليه.

ولذلك تسعى الأجهزة الأمنية اللبنانية والفصائل الفسلطينية في المخيّم لضبط الأوضاع لعدمِ انتقال ما يجري في عين الحلوة إلى مخيّم برج البراجنة، خصوصاً أنّ الأخير أكثر خطورةً مِن عين الحلوة نَظراً لموقعِه الجغرافي عند أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت".

البناء:

السويداء تنتصر على الفتنة وتكشف قاتل بلعوس وتسلّمه للسلطات
قطر تورّط جعجع بمقاطعة الحوار فتضعه خارج التفاوض الرئاسي
برّي يدير «الطاولة» بمعادلة: انعقادها خير والدورة الاستثنائية أول الغيث

بدورها، كتبت صحيفة "البناء" اللبنانية "تخطت سورية اللغم المتفجر الذي جرى زرعه في محافظة السويداء التي عرفت يومين من التوتر والقلق بعد تفجيرين استهدفا الشيخ وحيد بلعوس وعدداً من مناصريه ومن المدنيين، وأودى بحياة العشرات، وسارعت الجهات المرتبطة بقوى الحرب ضدّ سورية إلى توجيه الاتهام إلى أجهزة الأمن السوري بالوقوف وراء الاغتيال، ودعت إلى مهاجمة مواقع الجيش والأمن في السويداء، وفي وقت قياسي تمكن مشايخ وشباب السويداء بمعونة الأجهزة الأمنية من توقيف المطلوب وافد أبو ترابة الذي التحق بمعسكر مورك في الأردن منذ سنتين وبنى علاقة تعاون مع «جبهة النصرة» وعاد مع معارك درعا ينشط في محافظة السويداء متخفياً، حتى وقع التفجيران فتوجهت الشكوك نحوه، وبعد مطاردة شارك فيها الأهالي مع وحدات أمنية ألقي القبض على أبو ترابة الذي اعترف بجرائمه كلها أمام المشايخ وسجلت ووثقت اعترافاته واطلع عليها المراجع الكبار من مشايخ السويداء قبل تسليمه إلى السلطات المختصة التي أذاعت اعترافاته على شاشة التلفزيون السوري، لتستعيد السويداء استقرارها، وتستردّ سورية أنفاساً حبستها المخاوف من مخطط جهنمي مدروس لتفجير السويداء وأخذها إلى الفتنة.

لبنان الذي نقلت إليه مشاركة النائب وليد جنبلاط بالاتهامات للدولة السورية في اغتيال الشيخ بلعوس تداعيات الحدث، عاد إلى انشغاله بملفات الحوار والحراك، التي بدا الجديد الرئيسي على خطها الموقف المتفرّد لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بإعلان مقاطعة الحوار، بصورة لافتة لا تتصل بالأسباب المعلنة، حيث لا يتصدّر لائحة المتحدثين عن آمال من الحوار أيّ من المشاركين فيه، كي تكون المقاطعة مشفوعة بالقول إنه لا أمل يرتجى من الوصول إلى تفاهمات، فالكلّ يقول إنّ مجرد انعقاد الحوار خير، وإنّ صورة القادة مجتمعين تنفيس للاحتقانات عدا عما يقدّمه اللقاء من فرص للسيطرة على الأحداث بمرجعية قيادية من الصف الأول في لحظة إقليمية حساسة بين الحروب وانعقاد التسويات، فجاءت زيارة جعجع إلى قطر تفسّر المقاطعة وتكشف السبب الحقيقي لها، بعدما بدا أنّ قطر الواقفة وراء تصعيد الحراك بالمؤسسات الإعلامية المدعومة منها، تريد إيصال رسالة احتجاج على استبعادها عن موائد التفاوض التي بدأت مسقط تحتلها بدلاً من الدوحة، والتي ستفتقد قطر صفة المفاوض فيها بتغييرات تستعدّ لها تركيا بعدما فقدت صفة المضيف بدخول مسقط مكانها في إدارة التفاوض حول اليمن، ويبدو أنّ قطر ستجرّ معها جعجع إلى خارج التفاوض بدلاً من أن تنجح مقاطعته في إدخالها إلى حلبته.

الاستعدادات المستمرّة لطاولة الحوار ظهر الأربعاء، تقابلها استعداداتموازية لحشد الحراك نحو ساحة النجمة مساء الأربعاء، واستعدادات القوى الأمنية ليوم أمني طويل.

رئيس الطاولة رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدير الطاولة كما قالت مصادر مطلعة وفق معادلة أنّ مجرد انعقادها خير وخبر طيب، وإسهام في توجيه رسالة للداخل والخارج «أنّ الوضع اللبناني ليس ميؤوساً منه»، وأنّ القيادات تعرف مسؤولياتها على رغم الخلافات التي تستحكم بينها. وبالنسبة إلى التوقعات قالت المصادر إنّ البحث سيشمل كلّ شيء في جدول الأعمال، وفي الجلسة الأولى يتوقع أن تكون دورة إعلان مواقف من الأطراف ليبدأ النقاش الجدي في الجلستين الثانية والثالثة، ليستقرّ على أولوية عقد الدورة الاستثنائية لمجلس النواب وتفعيل الحكومة بالتفاهم على خطوط آلية عملها لتبدأ مرحلة من الاهتمام بالشؤون الخدماتية والمعيشية الضاغطة وفي مقدّمها أزمة النفايات.

«القوات» تقاطع الحوار

على وقع تصعيد الساحات والمواقف السياسية، تتجه الأنظار إلى التاسع من أيلول الجاري موعد التئام أولى جلسات طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد أن حسمت الكتل النيابية التي تلقت دعوات إلى المشاركة في الحوار إيجاباً، مواقفها من الحضور، وأجمعت على الترحيب بمبادرة بري، باستثناء «القوات اللبنانية» التي أعلن رئيسها سمير جعجع عدم المشاركة. وأكد جعجع خلال احتفال لـ«القوات» في معراب أن «الحوار سيكون مثل الذي سبقوه، وبالتالي مضيعة للوقت»، وشدد على أننا «لن نشارك بالحوار إلا إذا انحصر جدول أعماله بانتخاب رئيس للجمهورية وأعلن حزب الله تراجعه عن مقاطعة جلسة الانتخاب».

سلام: الوضع الراهن صعب جداً جداً

وأشاد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بمبادرة الرئيس بري للدعوة إلى حوار وطني، واعتبرها «مسعى مشكوراً لامتصاص الصراع ومحاولة إيجاد مخارج وحلول سياسية للازمة».

ووصف سلام أمام وفد من رجال دين ووجهاء وفاعليات من عكار الحراك الشعبي في البلاد بأنه «تعبير مشروع عن غضب اللبنانيين من جراء تدهور أوضاعهم المعيشية»، لكنه نبه إلى أن «هناك من يحاول استثمار هذا الغضب الشعبي لنشر الفوضى في البلاد». محذراً من أن الوضع الراهن «صعب جداً جداً»، معتبراً أن «تمادي الخلافات السياسية، التي أدت إلى الفراغ الرئاسي والشلل التشريعي والتعطيل الحكومي لن يؤدي إلا إلى الانهيار».

وحذرت مصادر وزارية من الفلتان والحراك في الشارع الذي قد يقود إلى الفوضى في ظل وجود حكومة مشلولة لا تجتمع وخلاف سياسي بلغ حداً كبيراً.

وشددت المصادر على أن انعقاد طاولة الحوار في هذه الأوضاع الخطيرة أفضل من عدم الحوار، حيث ينتقل التناحر والخلاف والاشتباك السياسي من الشارع والتراشق الإعلامي إلى داخل الغرفة المغلقة لاحتواء المواقف التصعيدية ومحاولة إيجاد حلول للأزمات.

خطة شهيب تنتظر ضوءاً أخضر سياسياً

حكومياً بعد أن قدم وزير الزراعة أكرم شهيب خلاصة مقترحات اللجنة البيئية لمعالجة أزمة النفايات، ينتظر الرئيس سلام الضوء الأخضر السياسي من القوى السياسية للدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة هذه الخطة.

وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» أنه «عندما يحصل الوزير شهيب على ضوء أخضر سياسي من جميع القوى السياسية في الحكومة على خطته لمعالجة أزمة النفايات، سيدعو الرئيس سلام فوراً إلى جلسة لمجلس الوزراء لمناقشتها والموافقة عليها والشروع في تنفيذها، لأن المسألة تحتاج إلى توافق سياسي وفقاً للخطة التي قدمها شهيب والتي تستند إلى حلٍ موقت وحل على المدى المتوسط».

وشدد درباس على أن خطة شهيب منطقية وواقعية جداً، فهي نتاج اجتماعات قام بها شهيب مع ناشطين بيئيين وفريق من الخبراء التقنيين في هذا الملف، لكنها تحتاج إلى توافقٍ سياسي».

وأوضحت مصادر وزارية لـ«البناء» إلى أن خطة شهيب مقسمة إلى حلين، الأول يعتمد على توزيع النفايات على كافة المناطق اللبنانية، إذ لا يجوز أن تتحمل منطقة واحدة نفايات جميع المناطق الأخرى وهذا ما يتم بحثه الآن بصورة جدية، وعلى الأرجح نقل النفايات إلى جبل لبنان والبقاع والشمال لكن المهم أن لا تضع القوى السياسية العصي في دواليب هذه الخطة».

وأضافت المصادر: «أما القسم الثاني، هو حل طويل المدى يعتمد على عملية الفصل والحرق للنفايات أي عدم الارتهان للمطامر والاعتماد على الجانب التقني للتخلص من النفايات، إضافة إلى إعطاء دور هام للبلديات التي ستتولى الكنس واللم والرش كما سيتم الإفراج عن الأموال للبلديات في أول جلسة لمجلس الوزراء».

تظاهرة للحراك تزامناً مع جلسة الحوار

على صعيد آخر، تستعد مجموعات الحراك المدني للنزول إلى الشارع مجدداً الأربعاء بالتزامن مع جلسة الحوار العتيدة.

ودعت حملة «طلعت ريحتكم» في بيان إلى «تجمع سلمي حاشد يوم الأربعاء المقبل الساعة السادسة مساءً أمام ساحة النجمة وتختتمه الساعة السابعة والنصف بتحية للمضربين عن الطعام أمام وزارة البيئة، وذلك لمواجهة أخطبوط الفساد».

ورفضت الحملة دعوة الرئيس بري إلى الحوار التي «توحد السلطة بوجه كل المواطنين».

ونفذت حملة «بدنا نحاسب» في مدينة صور، اعتصاماً تضامنياً مع باقي الحملات المطلبية التي تشهدها المناطق اللبنانية رفضاً «للفساد والطائفية والمحاصصات»، وذلك عند الكورنيش البحري الجنوبي للمدينة.

وأكدت مصادر في حملة «بدنا نحاسب» لـ«البناء» أن «التظاهرة التي تمت الدعوة إليها، جاءت بعد تنسيق بين جميع حملات ومجموعات الحراك وتم تحضير لجان التنسيق العملية واللوجستية والإعلامية على الأرض».

وأشارت إلى أن «الشعارات العامة التي سترفع في التظاهرة هي التي تم الاتفاق عليها بين كل الحملات والتي أعلنت في البيان، لكن المجال مفتوح لكل حملة لتنادي بمطالب إضافية مرتبطة بأزمات النفايات والكهرباء والفساد».

وأضافت المصادر: «هناك مجموعات دعت إلى الاعتصام خلال اجتماع طاولة الحوار لكن لم يتم تحديد المكان والتوقيت، لكن الاتفاق حصل على التظاهرة المركزية مساء الأربعاء، ولفتت إلى أن تنسيق الجهود في إطار واحد والأجندة والقيادة الموحدة والتنوع هي الضمانة لعدم التدخل الخارجي في الحراك إن كان من قطر أو من أفرقاء داخل السلطة، كما يقطع الطريق أمام سعي جهات خارجية لاستغلال التظاهرة وأخذ البلد إلى الفوضى البناءة كما حصل في ما يسمى الربيع العربي».

وأكدت المصادر «أن الحراك ليس موجهاً ضد التيار الوطني الحر ولا إلى أي جهة سياسية داخلية، بل إلى السلطة التي تتحمل المسؤولية عن كل الأزمات، فالحراك المدني لا يفصل التيار الوطني الحر عن السلطة ولا يتكامل معه».

قاسم: لن نشارك في التظاهرات

وحذر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال اللقاء السنوي للجان العلاقات في حزب الله في المنطقة الثانية، من أن «هناك من يريد أن يزج باسم حزب الله ضمن الفساد وهم معروفون، ولكن مباشرة تبين كذب هؤلاء، ونحن قررنا أن لا نكون جزءاً من التظاهرات ولنا رؤيتنا واعتراضنا من خلال طرق أخرى نحن نراها مناسبة من أجل تحقيق مصالح الناس».

وأشار قاسم إلى «أننا نريد رئيساً للجمهورية يحمل برنامج عمل وواضحاً في آرائه ومستعداً للالتزام أمامنا وأمام الآخرين بالبرنامج الذي يلتزم به، ولا نريد رئيساً لا لون له ولا رائحة تتجاذبه الأطراف وهذا ما جعلنا نؤكد دائماً أننا نرى بالعماد ميشال عون الممثل لهذا الأمر».

تقدم جديد في الزبداني

يضيق الخناق على المسلحين أكثر فأكثر في الزبداني، مع تقدّم الجيش السوري والمقاومة ضمن سياسة القضم لعدد من الكتل المتبقية، وسط ضياع وتخبّط في صفوف المسلحين. فقد سيطرت قوات الجيش السوري والمقاومة على دوار السيلان المعروف بساحة المهرجان، وعلى محطة باصات السيلان وبعض الكتل المحيطة جنوب شرقي الزبداني. ويعتبر الدوار من النقاط الهامة لقربه من مركز المدينة ولاتصاله من الغرب بشارع الكورنيش الواصل لدوار الكورنيش وبهذا تكون تمت السيطرة على كامل شارع الكورنيش من دوار السيلان وصولاً لدوار الكورنيش".