تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 08-09-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها طاولة الحوار الوطني التي تلتئم غداً، و"التعبئة" الواسعة لهيئات المجتمع المدني وحركة التنسيق النقابية للاعتصام والتجمع اللذين سيواك
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 08-09-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها طاولة الحوار الوطني التي تلتئم غداً، و"التعبئة" الواسعة لهيئات المجتمع المدني وحركة التنسيق النقابية للاعتصام والتجمع اللذين سيواكبانها..
السفير
وسط بيروت منطقة معزولة غداً
«حوار الطرشان» محاصَر من الخارج.. والداخل!
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "يقول الرئيس نبيه بري إنه لا يشعر أنه محاصر في مجلس النواب في 9 أيلول. عمليا، الوقائع يوم غد وما بعده، تقول غير ذلك.
هو، ومن معه، والغالبية العظمى من السياسيين ممّن لم تشملهم الدعوات للجلوس الى طاولة الحوار، هم عبارة عن مجموعة محاصرة بين لغمين: الاول، داخل قاعة الاجتماعات حيث يحمل جدول الاعمال بحدّ ذاته كبسة تفجيره مع كل الاحزمة الناسفة التي زنّر المتحاورون بها أنفسهم قبل الدخول الى قاعة التنظير. الثاني، «الحزام الشعبي» الاعتراضي الذي يطوّق الحكومة ورموز السلطة منذ 22 آب.
في الداخل سيُقال الكلام نفسه وسترفع الفيتوات ذاتها، وتنصب المتاريس عند الحاجة لتعطيل الغاية من الحوار حين تتعارض مع مصالح الداعين اليه أو المشاركين فيه...
قمّة المفارقات حين تُرصد على ألسنة بعض الزعماء، المعنيين الاساسيين بالحلول الصعبة، عبارة نعي لهذا الحوار حتى قبل أن يبدأ. وفي أقصى درجات التفاؤل الرهان على أنه لن يصمد طويلا لأن موانع «التسهيل» لا تزال أكثر بكثير من مؤشّرات «التليين» والتمهيد لفكفكة عقد الازمات.
سؤال واقعي وبسيط يطرح نفسه: ما الذي «ستخترعه» طاولة الحوار لأزمة رئاسة مستعصية منذ سنة وثلاثة أشهر ونصف الشهر، ولقانون انتخابي يحتاج الى معجزة؟
لا حرج في فشل المتحاورين مرّة جديدة ما دام الفشل ماركة مسجّلة باسم الطاولة منذ العام 2006، والانكى أنها جذبت نفس زعامات ووجوه الازمة، و»رُكّبت» على عجل فوق أكوام من الزبالة تستقيل بسببها حكومات ومجالس نيابية، لكن في لبنان تدفع «رائحتها» أهل النزاع الى المزيد من جولات «الدردشة العقيمة».
لكنّ إحراج الخارج ليس أخفّ وطأة من إحراج الداخل.. لا تقف المسألة عند اضطرار مواكب ضيوف الرئيس بري الى شقّ «جبال» النفايات للوصول الى قاعة «حوار الطرشان»، بل في الضغط الذي يمكن أن يقوم به أهل الحراك المدني من أجل دفعهم الى «التشمير» عن زنودهم، ليدخلوا عصر الحلول السريعة لأزمات ملحّة وخطيرة لم تعد تحتمل ترف التنظير وتضييع الوقت.
وفيما يجهد رؤساء الاجهزة الامنية والعسكرية للتخفيف من «وهج» الاجراءات الاستثنائية التي تمّ اتخاذها في الايام الماضية في محيط ساحة النجمة، وقبلها في محيط السرايا، إلا ان العين ترصد استنفارا وإجراءات لم يسبق ان شهدتها بيروت بهذه الكثافة في الاعوام الماضية. كل ذلك تحت خط احمر تهابه القوى الامنية وتحسب له السلطة السياسة ألف حساب: ممنوع إراقة نقطة دم واحدة، لأن غير ذلك لن يكون سوى خطوة أخرى في المجهول لا احد قادرا على ضبط تداعياتها.
كلام مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص مؤخّرا أمام الضباط خلال زيارته قيادة القوى السيارة في الضبيه تمحور حول نقطتين أساسيتين:
بالرغم من العقوبات المسلكية التي أعلن عنها وزير الداخلية نهاد المشنوق بحق ضابطين وستة عسكريين، فإن بصبوص كان واضحا بتبريره «الاخطاء التي ارتكبها بعضكم» وردّها الى «الضغط الهائل الذي تعرّضتم له».
الامر الثاني، الاهمّ، هو رسمه خطا أحمر لأي احتكاكات مقبلة «استعمال القوة المفرطة وإطلاق الرصاص ممنوع منعا باتا مهما كانت الاسباب». أما آخر التعليمات التي وصلت الى عناصر القوى الامنية فهي منع حتى إطلاق القنابل المسيّلة للدموع، إلا في حالة الهجوم المنظّم والمباشر على هذه العناصر.
قوى التمرّد على الامر الواقع، بوجهها الشعبي العفوي أو المؤطّر ضمن منظّمات المجتمع المدني، بدأت تفرض نمطها المتسارع على الاجندة السياسية.
بالتزامن، الجيش وقوى الامن يستعدّون لمواكبة آمنة لكل هذه التحرّكات، إلا إذا اضطرت القوى الامنية الى الردّ على من يتقصّد الشغب والتخريب والاقتحام وليس فقط التظاهر، فيما ألزم الجيش نفسه بمهمّة المؤازرة عن بعد إلا إذا استدعت «فوضى» ما انغماسه مجددا في صحن المواجهة مع المتظاهرين.
وعشية جلسة الحوار والتحرّك الذي دعت اليه حملة «طلعت ريحتكم» كثّفت وزارة الداخلية من اجتماعاتها واتصالاتها لمواكبة تظاهرة الغد، مع التشديد على إبقاء غرف العمليات العسكرية بين الجيش وقوى الامن «شغّالة». كما عقد اجتماع تنسيقي أمس في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ضمّ كبار الضباط بينهم قائد شرطة بيروت العميد محمد الايوبي وقائد القوى السيارة العميد فادي هاشم (إضافة الى قادة الافواج وقادة السرايا في وحدة القوى السيارة) ورئيس غرفة عمليات قوى الامن العميد حسام التنوخي ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان وقادة السرايا في وحدة شرطة بيروت وصولا الى آمري الفصائل في بيروت...
وفق المعلومات، تمّ تقسيم وسط بيروت الى 6 بقع عازلة تنتشر في نطاقها القوى الامنية المعنية، وقد صدرت الاوامر الصارمة بمنع اختراقها من قبل المتظاهرين الذين قرّروا التحرّك بالتزامن مع انعقاد جلسة الحوار. وعليه، ستكون المداخل المؤدية الى ساحة النجمة كافة منطقة أمنية يحظّر الدخول اليها. وسيصار الى تثبيت سياج أمني يشمل كامل محيط بقعة العزل التي هي أوسع من السابق، مع الابقاء على ممرات أمنية تسهّل وصول المشاركين في الحوار والاعلاميين، إضافة الى مهمات الرصد والمراقبة، مع أوامر مشددة بالتحلي «بأقصى درجات التهذيب وضبط النفس المقرونين بالحزم».
وفي تطوّر مرتبط بحفظ الامن في بيروت، نفّذت عناصر القوى السيارة في قوى الامن أمس «اعتصاما» داخل ثكنة المعلقة في زحلة (نحو 100 عنصر من أصل 200 يشكّلون عديد القوى السيارة في ثكنة زحلة) احتجاجا على قرار نقلهم الى بيروت.
وفيما يشكّل هذا «التمرّد» حالة غير مسبوقة في سجلّ المؤسّسة الامنية لجهة رفض تنفيذ الاوامر، فإن معنيين يشيرون الى ان ضرورات حفظ الامن في العاصمة والمناطق والظروف الاستثنائية التي تفرضها لغة الشارع اليوم، أملت على القيادة اتّخاذ هذا القرار من أجل رفد وحدة القوى السيارة في بيروت بالمزيد من العناصر، فجاء الردّ من خارج الحسبان. مع العلم ان القوى السيارة تعتبر الخزان العسكري البشري لكل قطعات قوى الامن، بحيث أن اي مهمّة أمنية اذا كان عديد الفصيلة الاقليمية او السرية غير كاف وغير جاهز لتأدية المطلوب تطلب التعزيزات والمساعدة من القوى السيارة، إضافة الى مهمّتها المركزية والاساسية في مكافحة الشغب.
وخلال المفاوضات أمس مع عناصر القوى السيارة المتمرّدة كان مطلب هؤلاء واضحا برفض النزول الى بيروت والانتقال الى مبان غير صالحة للاقامة والخدمة، مطالبين بالتمركز في معهد قوى الامن المقفل لكن الصالح للسكن (الوروار)، فجاءت التسوية لاحقا بقبول نقلهم الى هناك على أن يمنحوا مأذونية ويلتحقوا صباح اليوم بالمعهد.
النهار
الطبعة الثالثة للحوار: حصار الداخل والخارج
تعبئة واسعة للاعتصامات في وسط بيروت
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "تسابقت الاستعدادات المتقابلة للاربعاء المحموم الذي يبدو ان ساحات بيروت ستكون فيه على موعد مع مشهد شديد الحماوة شعبياً وسياسياً في ظل "التعبئة" الواسعة لهيئات المجتمع المدني وحركة التنسيق النقابية للاعتصام والتجمع اللذين سيواكبان جولة الحوار في مجلس النواب ويعقبانها. ولعل اللافت في هذا السياق ان التحشيد الواسع لحركة الاعتصامات غداً يأتي في حين ترتسم علامات الشكوك الكبيرة حول مصير هذه الطبعة الثالثة للحوار الذي تعاقبت جولاته منذ تسع سنين من غير ان تفضي مرة الى نتائج حاسمة في أي من الظروف والدوافع التي كانت تملي عقدها. ذلك ان حوار ساحة النجمة غداً سيشكل استعادة لتجربتين مماثلتين كانت اولاهما في مجلس النواب عام 2006 وثانيتهما في القصر الجمهوري في بعبدا خلال عهد الرئيس ميشال سليمان ولا شيء يضمن سلفا ان تكون نتائج التجربة الثالثة افضل من سابقتيها ولو اختلفت الظروف وتمحورت هذه الجولة الجديدة على الازمة الأم المتصلة بالفراغ الرئاسي.
وعلى رغم الدعم السياسي الواسع للتجربة الجديدة التي دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري والتي حظيت أيضاً بتشجيع ديبلوماسي عربي وغربي، تواجه المحاولة الناشئة محاذير معروفة أبرزها تناقض "الاجندات " السياسية للمدعوين الى الحوار وخصوصاً حيال ازمة الفراغ الرئاسي والعناوين الاخرى ومنها قانون الانتخاب الامر الذي يثير غبارا كثيفا حول السيناريوات المطروحة لمسار الحوار وامكانات استكماله وبلوغه خواتيم توافقية ايجابية.
وفي انعكاس لمناخ اهتزاز الثقة بين الاطراف المتحاورين، تساءلت أمس مصادر وزارية في قوى 14 آذار عبر "النهار" عما إذا كان الهدف من وضع بند رئاسة الجمهورية في طليعة بنود الحوار النيابي الذي سيطلقه الرئيس بري غداً هو جلب كل الاطراف المعنيين الى الطاولة ومن ثم الانتقال الى بند آخر حالما تظهر تعقيدات في البند الاول. وأوضحت أن هذا التساؤل مرده الى التصريحات الاخيرة التي أطلقها راعي الحوار الرئيس بري وخصوصاً اقتراحه الانتقال الى بند قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه بما يلاقي مطلب العماد ميشال عون بدعم من حليفه "حزب الله". ولفتت الى أن التخوّف الأكبر ليس من مقاطعة الحوار بل من اقتصاره على جلسة واحدة مما أوحى أن الرئيس بري يفتش عن مخرج لتأجيل الحوار، مشيرة الى أن بري قال إن مقاطعة طرف واحد الدعوة الى الحوار تكفي لتأجيله.
السفير الاميركي
وفي سياق متصل، قام السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل بزيارة للرئيس بري في عين التينة. ورشحت معلومات مفادها أن زيارة هيل لرئيس المجلس هدفها الاعلان عن دعم الحوار النيابي الذي سينطلق غداً وعن دعم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية من خلال المجلس الحالي. وأوضحت ان السفير هيل أكد أن بلاده مهتمة باستقرار المؤسسات في لبنان، فكما سبق لها ان دعمت الجهود للحفاظ على الحكومة الحالية، فهي تدعم أيضا استقرار مؤسسة مجلس النواب.
اما في ملف ازمة النفايات، فعلمت "النهار" أن آخر المعطيات المتصلة بالخطة التي أعدها وزير الزراعة أكرم شهيب تفيد أن الخطة تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء ومطامر، لكن "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والطاشناق تربط موافقتها على تفعيل عمل مجلس الوزراء والموافقة على الخطة بإقرار مشروع ترقية عدد من العمداء الى رتبة لواء بمن فيهم العميد شامل روكز. وفي هذا الاطار ينشط وزير الصحة وائل ابو فاعور على خط إيجاد تفاهم يعيد إطلاق عجلة العمل الحكومي وعمل مجلس النواب، خصوصاً أن الامل ضعيف في التوصل الى نتائج من الحوار النيابي غداً.
زيارة هولاند
وسط هذه الاجواء، فوجىء المسؤولون بما أعلنه أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن قراره زيارة لبنان اذ لم يتبلغوا ذلك بالقنوات الديبلوماسية.
وقال مصدر ديبلوماسي لـ"النهار" ان زيارة هولاند لبيروت التي ستكون الثانية له بعد أولى في 2015/11/4 تكتسب أهمية خاصة لانها "تترجم مدى الدعم للبنان وخصوصاً في هذا الظرف ولما يعانيه من ازمة اللاجئين السوريين الناجمة عن الازمة السورية منذ أربع سنوات".
واشار الى ان موعد الزيارة سيحدد في شكل نهائي بعد مشاركة هولاند في افتتاح الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة وقد تحدد اوائل تشرين الاول من طريق الاتصالات الديبلوماسية بين باريس وبيروت من اجل تحديد اجندة المحادثات وفي مقدمها ملف الفراغ الرئاسي الذي تضطلع باريس بدور محوري في السعي الى وضع نهاية له.
اما الموضوع الثاني فسيتمحور على كيفية توفير الدعم الملح للحكومة للتعامل مع ازمة اللاجئين السوريين ضمن مساعدات الاتحاد الاوروبي وعبر المنظمات الدولية الممولة للاجئين، علما ان هولاند قرّر زيارة مخيم في البقاع.
واكد المصدر ان فرنسا تعول على اجتماع " مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان" المحدد في 30 ايلول الجاري في نيويورك والذي سيحضره رئيس الوزراء تمام سلام وبذلت الديبلوماسية الفرنسية جهوداً كثيفة لعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية. وأوضح ان مواضيع مهمة ستطرح خلال الاجتماع لدعم الاستقرار السياسي والامني وايجاد الطريقة الملائمة لانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت والاتصال بالدول المانحة لتسديد المبالغ المحددة لموازنة اللاجئين السوريين.
الاستعدادات للاعتصام
اما على محور الاستعدادات الجارية للاعتصام والتجمع الحاشد غداً خلال انعقاد جولة الحوار وبعدها، فتكثفت الدعوات من الهيئات المدنية والشبابية المنخرطة في التحركات الاحتجاجية، فيما بدا لافتاً ان حملة "بدنا نحاسب" التي دعت بدورها الى المشاركة الكثيفة في التحرك الجامع غداً استبقت هذا التحرك بالدعوة الى "وقفة احتجاجية" امام مؤسسة كهرباء لبنان السادسة مساء اليوم في توسيع لنطاق التحركات التي انطلقت أصلاً من أزمة النفايات الى ازمة الكهرباء . كما ان هيئة التنسيق النقابية دعت عقب اجتماعها مساء أمس "الشعب اللبناني بكل اطيافه الى النزول الى الشارع" غداً "للتعبير عن غضبه العارم من استهتار الطبقة الحاكمة ومطالبة المتحاورين بانتظام عمل المؤسسات الدستورية وايجاد الحلول لقضايا المواطنين الحياتية والمعيشية وفي مقدمها سلسلة الرتب والرواتب". وشددت على "سلمية التحرك وعدم التعرض للمؤسسات العامة الرسمية والاملاك الخاصة"، مؤكدة مشاركتها في الاعتصام الذي سيقام الساعة الاولى بعد الظهر في ساحة الشهداء والحشد الشعبي في الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه على ان ينتهي الساعة السابعة والنصف مساء.
الأخبار
السنيورة «يشوّش» على الحوار والمستقبل عاتب على جعجع
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "فيما تتّجه الأنظار نحو الجلسة الأولى لطاولة الحوار التي دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى عقدها غداً، لم تكتسِب كل الفرضيات التي تردّدت على لسان شخصيات سياسية عن المأمول من هذه الطاولة أي جديّة، بل بقيت جميعها مُدرجة في إطار التمنّيات حيال الأزمة السياسية والشعبية. لكن غياب الآمال العريضة لا يعني في المقابل التقليل من أهمية «جمع القوى السياسية المشاركة حول طاولة واحدة تكون بديلاً من الحوارات الثنائية التي لم تنتِج حلّاً لأي من الملفات المجّمدة، باستثناء أنها حافظت على شعرة معاوية بين الخصوم، لإبقاء إمكانية التواصل قائمة»، وإن كانت الوقائع التي رافقت ترحيب الأكثرية بدعوة رئيس المجلس (باستثناء القوات اللبنانية) تظهر غياب الحماسة عند مختلف القوى بسبب عدم اقتناعها بإمكان كسر الجمود القاتل في سائر المؤسسات. فبعد أن قرر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات سمير جعجع المجاهرة برفضه الانضمام إلى المتحاورين، يلعب رئيس كتلة تيار «المستقبل» فؤاد السنيورة ضمناً على نفس الموجة.
وعلمت «الأخبار» أن «السنيورة لا يزال حتى الآن يعارض قرار الرئيس سعد الحريري المشاركة، وهو يضغط باتجاه أن يذهب التيار إلى فرض شروط للمشاركة، ليس أقلّها اعتماد الملف الرئاسي كبند أساسي على جدول أعمال الحوار».
في هذا الإطار ربطت مصادر حكومية بارزة كلام الرئيس برّي «عن نيته فرط الحوار إن تراجع مكوّن ثانٍ عن قرار المشاركة»، باستياء رئيس المجلس من «إصرار السنيورة على التشويش على الحوار»، كما تقول المصادر. وعلمت «الأخبار» أن «السنيورة حاول عقد اجتماع لمكونات الرابع عشر من آذار بهدف توحيد موقفها من الدعوة لكنه لم يفلح، بسبب المواقف المتسرعة التي أطلقها كل من الحريري وجعجع».
وفيما لم تنفِ مصادر المستقبل انقسام الرأي داخل التيار، أكدت أن «السلبية التي يتعاطى بها السنيورة مع الدعوة لن تؤثر على قرار الرئيس الحريري»، لافتة إلى أنه «للمرة الأولى لا يجد فيها رئيس الكتلة صوتاً واحداً مؤيداً له»، علماً أن «الجوّ معقّد، وسط رصد لمعلومات تتحدّث عن عدم وجود نيّة لدى حزب الله والتيار الوطني الحرّ لتقديم تسهيلات في الملف الرئاسي، والتمسك بخيار إجراء الانتخابات النيابية كباب للحل». وتبعاً لذلك، ترى المصادر أن «توفير أرضية لتفعيل عمل الحكومة من ضمن تفاهم يشمل أيضاً التشريع في البرلمان هو الذي سيسهّل شق الطريق نحو النقاش في المطالب المرفوعة، بما فيها الانتخابات النيابية والقانون الذي سيُعتمد».
عشية هذه المحطّة، ووسط كل الشكوك، تنتظر القوى السياسية يوم غد لإدراك مدى جدّية هذه الدعوة للبناء عليها. وإلا فإن طاولة الرئيس برّي ستنقل المتحاورين إلى اشتباك جديد، وخصوصاً في «حال دخول ممثليها بنية انتزاع مواقف جديدة ليست في الحسبان». المهم في هذا الصدد، بحسب مصادر فريق الرابع عشر من آذار هو «خطورة أن يعمد فريق الثامن من آذار إلى تكتيك مشترك، ويقف خلف موقف واحد يطالب بانتخابات نيابية، وينجح في جرّ النائب وليد جنبلاط إلى صفّه، فيرمي الكرة في ملعبنا، ويحشرنا في الزاوية وندخل حينها مرحلة تسويف جديدة، وحينها لا نعرف في أي اتجاه ستسير الأمور».
وفي غمرة المواقف السياسية، يطلّ اليوم رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، الذي سافر أمس (بحسب ما علمت «الأخبار») إلى الأردن في زيارة غير معلنة استقل لها طائرة خاصة أرسلها الملك عبد الله الثاني، في مؤتمر صحفي، سيوضح خلاله موقف الحزب من جدول أعمال طاولة الحوار. وأكدت مصادر «الكتائب» أن «الجميّل الابن هو الذي سيمثل الحزب في جلسة الأربعاء لا الرئيس أمين الجميّل، ولا رئيس الكتلة النائب إيلي ماروني». وقد فتح القرار الكتائبي باب التساؤل عمّا إذا كان العماد ميشال عون سيربط مشاركته شخصياً بحضور الرئيس أمين الجميّل، أو سيرسل نيابة عنه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل إلى طاولة الحوار، في حال حضور الجميل الابن، علماً بأن مصادر عون نفت أن تكون هذه المعادلة مطروحة على طاولة النقاش في الرابية.
على خطّ آخر، كشفت مصادر مستقبلية عن «خلل جديد في العلاقة بين المستقبل والقوات، نتيجة موقف الأخيرة من دعوة الرئيس برّي إلى الحوار، والكلام الذي قاله جعجع في خطابه الأخير». وقد فهم «المستقبل» كلام جعجع على أنه «قرار قواتي بالتغريد خارج سرب 14 آذار، ورسم حدود جديدة للعلاقة مع المستقبل». لم يتلقف تيار المستقبل، بحسب المصادر أي إشارة إيجابية، ولا سيما أن «جعجع، وللمرّة الأولى لمّح إلى أن «حزبه قادر على وضع خريطة طريق مستقلّة عن المستقبل»، فضلاً عن أنه «ركّز في مؤتمره على ملف الفساد، غامزاً من قناة أن المستقبل جزء من المنظومة الفاسدة في البلد، والمسؤول الأول عن الخراب». ولا يقتصر العتب المستقبلي على الهجوم القواتي المموّه، بل إنه بلغ ذروته، نتيجة الزيارة التي قام بها جعجع إلى قطر برفقة زوجته ووفد قواتي، وفسّرها التيار على أنها «رسالة وجّهها جعجع إلى الحريري، مفادها أنه بات يملك شبكة علاقات عربية تمتدّ من المملكة العربية السعودية إلى الإمارات فقطر، بمعزل عن أي مرجعية سياسية سنّية». ووصل الغضب ببعض المستقبليين إلى حد وصف خطاب جعجع وزيارته قطر بأنهما «طعن في الظهر»!
اللواء
ظلال سلبية على الحوار .. ولا جلسات بلا الرئاسة
شهيّب يحاول عبثاً إقناع الوزراء بعقد جلسة لإطلاق مرحلتي معالجة النفايات
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "بدت حملات الحراك المدني أكثر رأفة بطاولة الحوار التي تعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الأربعاء، في إحدى قاعات الطبقة الثالثة لمجلس النواب، والتي اعدت خصيصاً لهذه الغاية، من الأطراف المدعوين إليها، والذين يعرضون عضلاتهم قبل الموعد المنشود، وكأن الحوار لانتزاع مكاسب، أو فرض مطالب، أو لي اذرع، فيما الغاية منه، وفقاً لنص الدعوة، «ابتكار حلول» بعد التعطيل الذي طال المؤسسات وتحرير الدولة من اليتم بتكوين مرجعية تسمح بإعادة تكوين المؤسسات، بدءاً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وإذ أعلنت حملة «بدنا نحاسب» انها ليست في وارد اقتحام مجلس النواب، وأن الاتصالات التنسيقية بين حملات المجتمع المدني حددت السادسة مساء غد موعداً للتجمع الكبير في الساحات المسموح بها للتظاهر في وسط بيروت، وانها ستنظم اليوم اعتصاماً امام مؤسسة كهرباء لبنان احتجاجاً على التقنين وكذلك إعلان هيئة التنسيق النقابية مشاركتها في التظاهرة على أساس مطالب نقابية وليس سياسية، فإن المواقف التي ستصدر اليوم، وبعضها صدر أمس، أرخت بظلال سلبية على الحماس الذي ولّدته دعوة الرئيس نبيه برّي للطاولة بجدول أعمال «طموح»، لجهة استمرار الحوار، وكيفية مقاربة البند الأوّل المتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، هذه الجمهورية التي تعاني من مخاطر الفيدرالية والكونفدرالية، وتثبيت النازحين السوريين على أرض صغيرة لا تتجاوز العشرة آلاف كليومتر مربع مثل لبنان، فيما تضيق بهم مساحة قارة مثل أوروبا، يعلن رئيس إحدى جمهورياتها العريقة، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه سيزورها بعد انتهاء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى لو لم ينتخب فيها رئيس، وبهدف معلن وهو «زيارة مخيم للاجئين السوريين ليتمكن تحديداً من مساعدتهم حتى يستطيعوا البقاء هناك، بالقرب من المكان الذي كانوا يعيشون فيه قبل بضعة اشهر». (راجع تفاصيل الخبر في مكان آخر).
وفيما كان حزب الكتائب يلوح بإمكان عدم الاستمرار بالحوار إذا ما تبين له ان لا إمكانية للتفاهم على بند رئاسة الجمهورية، أكّد مصدر في كتلة «المستقبل» ان الكتلة ليست في وارد اكمال جلسات طاولة الحوار إذا لم يتم الاتفاق على بند انتخاب رئيس الجمهورية، وستضطر عند ذاك إلى الانسحاب من الجلسات، مشيراً إلى ان هذا الموقف يسرى على كل مكونات قوى 14 آذار، مذكراً بما اعلنته هذه القوى في اجتماع الخميس من انها ترفض الانتقال إلى أي بند آخر من جدول الأعمال إذا لم يتم الاتفاق على البند الأوّل والذي هو انتخاب الرئيس.
وعلق المصدر على ما أعلنه الرئيس برّي بأنه يمكن الانتقال إلى بند قانون الانتخاب، بقوله: «هذا الأمر غير وارد»، مذكراً بتوصية صادرة عن مجلس النواب بعدم إقرار قانون الانتخاب في ظل غياب رئيس الجمهورية».
وبانتظار ما سيصدر اليوم عن كتلة «المستقبل» وتكتل «الاصلاح والتغيير»، في ما خص الحوار، يعكف فريق العمل لدى الرئيس برّي على مراجعة المواقف، التي صدرت ويمكن ان تصدر ووضع تقرير عن كيفية التعامل معها، في ضوء انكشاف الخلافات باكراً قبل الوصول إلى الطاولة.
وهذا الموضوع استفسر عنه السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل عندما زار عين التينة أمس لهذا الغرض، حيث أوضح له رئيس المجلس الأسباب التي دفعته إلى أخذ هذه المبادرة وضرورة دعم الدول الصديقة للبنان للحوار بين اللبنانيين بقصد التغلب على الصعوبات المتعلقة بممارسة السلطة، أو إعادة تكوينها سواء بانتخاب رئيس للجمهورية أو وضع قانون انتخاب جديد لئلا تتكرر تجربة التمديد للمجلس النيابي مرّة ثالثة ورابعة إذا ما استمرت الأزمة السياسية في البلاد.
ولم يغب ملف الرئاسة اللبنانية عن المداولات التي جرت أمس بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من ضمن البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.
وبحسب بيان المكتب الإعلامي لجعجع فقد «توافق الطرفان على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت ممكن بعد التأخير المتمادي، كما اكدا على وجوب انهاء الازمة السورية حقناً للدماء ووقفاً للمعاناة الإنسانية الرهيبة».
وأوضح ان جعجع طرح مسألة العسكريين المخطوفين والمصور الصحفي سمير كساب، فوعده الشيخ تميم بأن تستكمل قطر وضع جهودها وامكاناتها لإيجاد حل لهاتين المسألتين.
مجلس الوزراء
في هذا الوقت، نقل عن أحد الوزراء المتابعين للإتصالات الجارية لعقد جلسة للحكومة لمناقشة وإقرار تقرير وزير الزراعة أكرم شهيّب حول النفايات، اعتقاده أن تحديد موعد الجلسة قد يتحوّل إلى مشكلة، في ضوء تعثّر ملف التفاهم على انتخابات الرئاسة.
ويضيف الوزير أن أي ملف بات موضع تجاذب، بما في ذلك ملف النفايات الذي أنجز الوزير شهيّب تقريره، ولم يتمكن لغاية الساعات الأولى من مساء أمس من انتزاع موافقة الأطراف المعنية على عقد جلسة للحكومة للإنتهاء من هذا الموضوع، فوزراء عون و«حزب الله» لا يرون حاجة لعقد جلسة، وأنه بإمكان الوزارة المعنية أن تنفذ تقرير الوزير شهيّب ما دام يحظى بتفهّم حول المرحلتين اللتين إقترحهما لمعالجة ملف النفايات المتراكمة بأكثر من مائة ألف طن في شوارع العاصمة وضواحيها، بما في ذلك جبل لبنان.
وقال مصدر وزاري لـ«اللواء» أن الرئيس تمام سلام ما زال ينتظر نتائج إتصالات شهيّب لكي يبني على الشيء مقتضاه بخصوص الدعوة إلى الجلسة المرتقبة، رغم أن بعض الخبراء يعتقدون أن الخطة لا تحتاج لعقد مجلس وزراء.
وبحسب معلومات «اللواء» فإنه بات معروفاً أن الخطة مجزأة إلى مرحلتين، مرحلة أولى سريعة لا تتجاوز مدتها سبعة أيام، يمكن خلالها التخلص من أكوام النفايات المتراكمة في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية والشمالية وجبل لبنان، ومرحلة ثانية على مدى طويل يكون فيها للبلديات واتحاد البلديات الدور الأول والأساسي بعد تأمين كل المستحقات المالية لهذه البلديات وتزويدها بالخبرات الفنية وإعفائها من الديون السابقة، على أن تترافق هذه المرحلة مع إجراء مناقصات لشركات ومتعهدين لإنشاء معامل للمعالجة.
ويقدّر الخبراء البيئيون حجم النفايات المتراكمة في الشوارع في بيروت والجبل بنحو مائة ألف طن، تقترح الخطة نقل جزء منها بالتعاون مع «سوكلين» إلى مطمر الناعمة ومن ثم إقفاله نهائياً، وتوزيع الباقي على مطامر في البقاع الشمالي (السلسلة الشرقية) وصيدا وبرج حمود ومطمر «سرار» في عكار.
ووصف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس خطة شهيّب «بالممتازة»، مشيراً إلى أن شهيّب لم يُنجز خطته إلا بعد حوارات مطوّلة أجراها مع الجمعيات والخبراء البيئيين، وهي تحظى بالموافقة الكاملة منهم.
والوصف نفسه أطلقه وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج الذي اطلع على تقرير شهيّب من الرئيس سلام أمس، وأبلغ «اللواء» أنه طالب رئيس الحكومة بعقد مجلس وزراء استثنائي بمن حضر لمناقشة تقرير شهيّب، وليتحمّل المسؤولية أمام الشعب اللبناني من لا يحضر هذه الجلسة. وقال أن الرئيس سلام استمع منه لهذا المطلب من دون أن يجيب، لكنه فهم أن الوزير شهيّب يجري إتصالات في هذا الخصوص.
وكشف دو فريج، في السياق، نموذجاً عن عرقلة التيار العوني لإقرار ملف النفايات، وهو ما يتصل بمرسوم عائدات الهاتف الخليوي للبلديات، والذي أعده وزيرا المال علي حسن خليل والإتصالات بطرس حرب، والتي تقدّر بـ667 مليار ليرة لاتحادات البلديات والبلديات الكبيرة و7 مليارات للقرى التي لا بلديات فيها، حيث رفضه وزراء التيار العوني في أول جلسة عقدت مع بداية العام الحالي، على الرغم من مطالبة الوزير جبران باسيل التوقيع عليه، فرفض، مع أنه قيل له وقتها أن أي خطأ في الإمكان تعديله.
البناء
نقلة روسية استراتيجية في التعاون العسكري مع سورية تثير قلق واشنطن
«الدوحة بدل مسقط» خلف التصعيد في لبنان وسورية استباقاً لمتغيّرات تركية
ارتباك 14 آذار بمقاطعة جعجع ووحدة الصف يهدّد الحوار وبري بالمرصاد
صحيفة البناء كتبت تقول "الردّ الذي ساقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول استفسارات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن التغيير الاستراتيجي الروسي في تسليح سورية والتواجد العسكري على أراضيها، بالقول إنّ خيار روسيا بالوقوف مع سورية في حربها ضدّ الإرهاب لا رجعة ولا تهاون فيه، وما أعقب ذلك من طلب أميركي من حكومة اليونان من منع الطائرات الروسية المتجهة إلى سورية، وما تسرّب ليلاً عن اعتذار يوناني لأنّ توتير العلاقات مع موسكو مسألة يونانية داخلية يحكمها الارتباط بكنيسة واحدة، وفي المقابل وجود بدائل روسية عدة إذا قرّرت اليونان التقييد على استخدام أجوائها، كلّ ذلك يقول وفقاً للخبراء في الشؤون الاستراتيجية أن الأمر يتخطى الإشاعات والتحليلات، وأنّ نقلة عسكرية روسية استراتيجية حدثت ويتواصل حدوثها تجاه العلاقة بسورية، تجعل ما هو قائم أقرب إلى انتشار عسكري روسي استراتيجي يشبه الانتشار الأميركي في الخليج وتركيا وأوروبا، وسورية بالنسبة إلى روسيا أكثر من قاعدة بحرية، فهي سورية الجيش المقاتل الأول في الشرق الأوسط بعد الحروب التي تمرّس في خوضها لخمس سنوات، وسورية هي اللاعب الأهمّ في المنطقة والأهمّ في العالم بموقعها الجغرافي وحدودها المشتركة ودورها المحوري في الحرب على الإرهاب والتوازنات في التحالفات، وهذه النقلة الروسية تعني أنّ روسيا تستعدّ أولاً لترجمة موقعها في الحرب على الإرهاب بمشاركة تشبه المشاركة الأميركية إلى جانب الجيش العراقي، ليكون أمامنا تدريجاً حلف يقود الحرب على الإرهاب في العراق ترعاه واشنطن وينسّق مع إيران وآخر في سورية وترعاه روسيا وينسّق مع إيران، تمهيداً للقاء الحلفين تحت قبعة الأمم المتحدة وفقاً للطرح الروسي الأساسي، لكنها تعني ثانياً أنّ روسيا صارت شريكاً كاملاً في أمن البحر الأبيض المتوسط وكلّ الدول المتشاطئة عليه، وهذا يكفي للدخول بقوة إلى أمن أوروبا وأمن شمال أفريقيا بوجود سفن الأسطول الروسي في مياه المتوسط.
الحركة الروسية الاستراتيجية قابلها ركود في حركة قوى الحرب التقليدية على سورية وارتباك في الخطوات التالية، من السعودية المستغرقة والغارقة في حربها على اليمن وحصاد الخسائر المتصاعد إلى تركيا والانتظارات القاتلة حتى موعد الانتخابات المبكرة أول تشرين الثاني المقبل، والفشل المحتوم الذي ينتظر حزب العدالة والتنمية، فأطلت قطر برأسها تقاتل لتحجز مقعداً لصناعة التسويات رأته بات في زمن الصعود الإيراني معقوداً لمسقط عاصمة سلطنة عُمان حيث تدور محادثات الحلول والتسويات للحرب على اليمن، وبوابة الدخول القطري تتنقل من السويداء السورية تفجيراً، إلى بيروت سعياً لوضع العصي في دواليب الحوار ووضع العصي في أيدي المتظاهرين يوم الأربعاء، وصبّ الزيت على النار علّ الرسالة تصل.
غداً يلتقي أهل الحوار ناقص رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الموجود عمداً في قطر لتأكيد الرسالة، فيما حلفاؤه في هرج ومرج يسود فريق الرابع عشر من آذار الذي كان تيار المستقبل الذي يتزعّمه يبدي حماسة لإنجاح الحوار، وبدأ تحت عقدة القلق على وحدة الصف يسعى إلى التشويش على فرص النجاح، فيما نقلت مصادر مقرّبة من رئيس المجلس النيابي عنه أنه سيمارس أعلى الحرص لتفادي أي تشنّجات تعيق نجاح الحوار، وسيسعى إلى امتصاص كلّ شحنات التوتر المتوقعة، لكنه عندما يتأكد أنّ لدى أحد قراراً بفرط الحوار فسوف لن يكون ملكياً أكثر من الملك «فالفشل فشل للجميع وليس فشلاً لنبيه بري شخصياً»، فهو يتصرف وفق معادلة «إنْ نجح يكون قد قدّم لبلده وأهله باب أمل في زمن اليأس والإحباط وإنْ فشل يكفيه شرف المحاولة».
طاولة الحوار واجتراح الحلول
أضيف الاختناق المناخي الذي أصاب عدداً من سكان عكار والبقاع جراء العاصفة الرملية إلى حالة الاختناق السياسي التي تضرب لبنان جراء انسداد أفق الحل بين الأفرقاء السياسيين. ويبدو أن طاولة الحوار الوطني التي تلتئم غداً بكرسي شاغرة واحدة للقوات اللبنانية، لن تنجح في اجتراح الحلول للاستحقاقات الداهمة مع إمعان المكونات السياسية في 14 آذار بفرض شروطها برفض مناقشة أي بند قبل الانتخابات الرئاسية.
وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ«البناء» أن «ليس المهم أن يطرح كل فريق وجهات نظره من الملفات العالقة على طاولة الحوار إنما المهم أن نجد حلولاً ومخارج للأزمات».
لا إمكانية لتجاهل ترشيح عون
وأكدت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» «أنه لم يعد هناك إمكانية لتجاهل ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بعد التظاهرة الأخيرة التي أظهرت حجم تمثيله الكبير». وإذ لفتت المصادر إلى «أن موقف تيار المستقبل على طاولة الحوار لا يزال غير واضح، اعتبرت أن ليس بإمكانه أن يتخذ قراراً بما تقتضيه مصلحة البلد» فهو لا يزال يرهن قراراته إلى الخارج».
وينسجم هذا الموقف مع تشديد النائب نواف الموسوي في احتفال تأبيني على «أننا نريد رئيساً حقيقياً للبنان قادراً على الدفاع عن التوازن والشراكة والصيغة اللبنانية، هو بلا عبارتين بل عبارة واحدة هو الجنرال عون بوصفه الرئيس الماروني القوي».
الكتائب يحدد اليوم موقفه من الحوار
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» أن حزب الكتائب «سيتخذ الموقف من المشاركة في الحوار في اجتماع المكتب السياسي اليوم»، مشيراً إلى «أن مطلبنا أن لا ينتقل البحث إلى أي بند آخر قبل الانتهاء من البحث في بند الانتخابات الرئاسية والاتفاق على رئيس للجمهورية».
وأكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا لـ«البناء» أن لا انتخابات رئاسية خارج إطار الدستور، لافتاً إلى أنه لكي تصطلح الأمور يجب انتخاب رئيس للجمهورية من هذا المجلس وإطلاق عمل المؤسسات وتفعيل عمل الحكومة وإقرار قانون انتخابي جديد. ولفت إلى أن إجراء انتخابات رئاسية من الشعب من شأنه أن يجعل من نظامنا البرلماني نظاماً شبه رئاسي».
ولفتت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ«البناء» إلى «أن نجاح الحوار مرهون ببتّ بند رئاسة الجمهورية قبل الانتقال إلى أي بند آخر»، مشيرة إلى «أن تيار المستقبل ينتظر من حزب الله على طاولة الحوار موقفاً يضع حداً لتعطيله الانتخابات الرئاسية بإيعاز إيراني». ولفتت المصادر إلى «أننا لن نقبل بإقرار قانون انتخابي في غياب رئيس الجمهورية، ولن نسمح بتمرير بند القانون الانتخابي قبل الاتفاق على الانتخابات الرئاسية».
وتترافق جلسة الحوار مع التحرك الشعبي الذي تنفذه حملة «طلعت ريحتكم» في نفس المكان والزمان.
ولهذه الغاية عقد مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص اجتماعاً بحضور كبار الضباط لمناسبة التظاهرة. وشدد على ضرورة التحلي بالانضباط وحماية المتظاهرين وحفظ الأمن والنظام. وأكدت مصادر أمنية «أن محيط المجلس النيابي سيشهد إجراءات وتدابير أمنية مشددة».
«بدنا نحاسب» إلى كهرباء لبنان
وأكدت اللجنة الوزارية المكلفة معالجة ملف النفايات «أن المواقع المفترضة التي تداولها بعض وسائل الإعلام لمعالجة وطمر النفايات خلال المرحلة المقبلة ليست بالضرورة هي تلك المقترحة من قبلها». وترافق ذلك مع إعداد وزير المال علي حسن خليل بتوجيه من الرئيسين بري وسلام المراسيم اللازمة لتسليم مستحقات البلديات من أموال الخليوي حتى تتمكن من مواجهة ومعالجة أزمة النفايات.
إلى ذلك، تنفذ حملة «بدنا نحاسب» وقفة احتجاجية أمام شركة الكهرباء في الساعة السادسة من مساء اليوم. واعتبرت الحملة، في بيان، أن استعراض ملفات الفساد يبيِّن أن النظام الطائفي شكّل مظلة وغطاء لجميع المفسدين. كما دعت الحملة لقانون انتخابي نسبي خارج القيد الطائفي.
من ناحية أخرى، زار رئيس حزب القوات سمير جعجع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في حضور وزير الخارجية خالد العطية. وتناول البحث الأوضاع في لبنان والمنطقة، حيث توافق الطرفان على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت ممكن بعد التأخير المتمادي.
وأكدت مصادر قواتية لـ«البناء» «أن الزيارة لا علاقة لها باليوميات اللبنانية الأخيرة التي تتهم قطر بما يجري من تحريك الشارع في لبنان وتمويل المتظاهرين»، مشيرة إلى «أن قطر دولة صغيرة، لكن حجمها الإقليمي والدولي كبير وتربطها علاقات جيدة مع الدول الغربية، ونحن حريصون على أفضل العلاقات معها». وأشارت المصادر إلى أن الموقف القطري تبدل من قضية الإرهاب، ودخلت الدوحة في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والزيارة تأتي انطلاقاً من سياسة الاعتدال التي تنتهجها في الشرق الأوسط».
هولاند إلى بيروت في نهاية أيلول
في سياق آخر، وفي إطار المواقف الأوروبية المطالبة بإيجاد آلية للتعاطي مع أزمة اللاجئين، يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «مخيماً للاجئين» في لبنان بعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث سيعقد مؤتمر دولي حول النازحين السوريين. وقال هولاند في مؤتمر صحافي أمس إن زيارته هدفها مساعدة النازحين كي يستطيعوا البقاء هناك بالقرب من المكان الذي كانوا يعيشون فيه قبل أشهر.
عبوة ناسفة على طريق تعنايل بر الياس
إلى ذلك، قدم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان واجب التعزية بالشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، كما شدد في اتصال هاتفي بعائلة الشيخ «على ضرورة وحدة الصف والتمسّك بالثوابت القومية والوطنية التي عوّدنا عليها أبناء معروف في جبل العرب جبل سلطان باشا الأطرش».
من ناحية أخرى، فكك الجيش اللبناني عبوة ناسفة على طريق عام تعنايل – بر الياس، بعد إبلاغه عن وجود جسم مشبوه على الطريق المذكور، وتبين أن العبوة عبارة عن أصابع ديناميت مجهزة بسلك كهربائي ومعدة للتفجير كانت موضوعة داخل صندوق. وأوقفت دورية من شعبة المعلومات في مركز البترون والكورة المدعو عبد الرحمن علي معرباني، مواليد باب التبانة 1991 وهو مطلوب ببلاغ بحث وتحر لانتمائه إلى تنظيم «داعش».