كررت مجلة "تشارلي ابدو" تطاولها على شخص النبي الأكرم(ص) فبعد نشرها الصور المسيئة عام 2007 أعلنت المجلة أن نبي الإسلام (ص) سيكون رئيس تحريرها لهذا الأسبوع بعد تصدر غلافها صورة ساخرة للنبي الأكرم(ص)
"تشارلي ابدو" المجلة الفرنسية نفسها التي بُرئ رئيس تحريرها عام 2007 من تهمة الإساءة إلى شخص النبي الأكرم (ص)، بعد إعادة نشرها الصور الكاريكاتيرية المسيئة التي نشرتها صحيفة دنماركية قبل عامين، عادت لتكرر اساءتها لشخص النبي محمد (ص) فاختارته ليكون رئيس تحريرها لهذا الأسبوع، متصدراً غلافها بصورة كاركاتيرية ساخرة !!
الخبر المنشور على موقع الـ"بي بي سي" نقل عن بيان أصدرته المجلة يوم الإثنين الماضي أن المجلةالأسبوعية ستغير اسمها ليكون "شريعة ابدو"، في اشارة ساخرة منها إلى اسم الشريعة الذي يرمز إلى الشريعة الإسلامية.
وقد جاء موقف الصحيفة هذا "بهدف الاحتفال بفوز حزب النهضة الإسلامي في تونس ،طلبت مجلة (تشارلي إبدو) من (محمد) أن يكون رئيس تحريرها بصفة استثنائية في العدد القادم"، حسبما نقل موقع البي بي سي.
وبأسلوب ساخر جاء في البيان "نبي الإسلام لم يتردد في قبول الدعوة ونحن نشكره على ذلك".
وقد نقل الموقع أن مقر المجلة تعرض لتفجير بواسطة قنبلة مولوتوف ما أدى إلى اتلاف المعدات والأجهزة في مكتبها. واعتبر رئيس تحرير الصحيفة أن التفجير مرتبط ببيان المجلة مشيراً إلى أنهم تلقوا " الكثير من رسائل الاحتجاج والتهديد والشتائم على تويتر وفيسبوك".
وتعليقاً على الخبر اعتبر أمين سر تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ حسان عبد الله ان هذه الوسائل الإعلامية ليست بعيدة عن الدوائر الاستخباراتية التي "تعمل على تمويل الإعلام الذي يسيء للمقدسات سواء أكانت إسلامية أم غيرها بغية تحطيم صورة المقدس لدى الآخر."
الشيخ عبد الله: جزء من البروباغندا الإعلامية لتشويه الإسلام
وفي مقابلة مع موقع المنار لم يستبعد الشيخ حسان عبد الله أن يأتي التفجير من نفس الجهة الإستخباراتية، مؤكداً في الوقت عينه ان "الرد يجب أي أن يكون بنفس النوع ولكن بنكهة اسلامية تقيّدها الأخلاقيات الاسلامية من خلال التصدي الاعلامي والقانوني والفكري."
"لو لم يوجد تطرف لخلقوه لوسمه بالدين الاسلامي" قال الشيخ عبد الله.
وأضاف "هذه الجهات نفسها هي التي احتضنت الحالات النافرة في مجتمعنا وركزت عليها اعلامياً واعطتها فرصة البروز."
ووضع ذلك في خانة "البروبوغاندا الاعلامية التي تهدف إلى تشويه صورة الدين الاسلامي وأضعافه... من أجل التضييق على المسلمين في بلاد الاغتراب تحت مسمى حرية التفكير وابداء الرأي التي كفلتها شرعة حقوق الانسان."
ولفت سماحته إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها دوائر القرار هناك التي تسمح بالتطاول على مقدسات ومعتقدات مليار وأربعمئة ألف مسلم، فيما يتم إدانة وسجن من يتناول مسألة المحرقة (الهولوكوست) حتى ولو كان ذلك بالإستناد إلى أدلة ووقائع تاريخية."
وأشار أمين سر تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن المطلوب اليوم أن يخرج المسلمون من اطار ردة الفعل ليكونوا في موقع من يصنع الفعل، لافتاً إلى العراقيل التي تحول دون تحقيق ذلك إذ أن "الإمكانيات المتاحة على صعيد الاعلام او الانتشار هي أقل بكثير مما يتوفر لدى الدوائر الغربية".
وأوضح أن المطلوب اليوم "تقديم إعلام متوازن يقدم الأنبياء بأسلوب راق"، منوهاً بالدور البارز الذي لعبته الجمهورية الاسلامية الإيرانية من خلال انتاج المسلسلات والبرامج التي تقوم بهذا الدور.
الشيخ حمود: المطلوب أن يظهر الإسلام والتطرف على أنهما شيئ واحد
بدوره استنكر الشيخ ماهر حمود التفجير الذي تعرضت له المجلة، دون ان يستبعد احتمال أن يكون العمل مدبراً بهدف تشويه صورة الإسلام.
وفي اتصال هاتفي أجراه موقع المنار أدان امام مسجد القدس ما أقدمت عليه المجلة الفرنسية، قائلاً ان العداء للإسلام في حالة تزايد نتيجة التحريض الذي تمارسه الحركة الصهيونية والمنظمات المسيحية المتعاطفة معها.
وقال الشيخ حمود إن المطلوب من هذه الأحداث أن يظهر "الاسلام والتطرف على أنهما شيء واحد" وهذا ما يبرر تركيز الحملات المسيئة على شخص الرسول الأكرم دون شخصيات أخرى مثل أسامة بن لادن.
وفيما دعا الحركات والمنظمات غير الإسلامية لإدانة هذا العمل، اعتبر أن المطلوب "مواقف توضح حقيقة الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف"، مؤكداً أن "العدو هو التطرف لا الإسلام".
وتساءل الشيخ حمود "لماذا يوصف المسلمون وحدهم بالإرهاب رغم وجود إرهابيين من ديانات أخرى؟"
"لقد شهدت النرويج في الأشهر القليلة الماضية هجمات ارهابية أودت بحياة أكثر من 80 شخصاً... هذه الهجمات لم يرنكبها مسلمون بل المسؤول عن الهجوم كان أحد المتطرفين المسيحيين المتعاطفين مع الصهيونية."
محسن: ما يجري لا علاقة له بالعلمانية
من ناحيته اعتبر نديم محسن الأستاذ في العلوم السياسية والحضارات أن كسر المحرمات قد يكون مطلوباً أحياناً عندما يكون المقصود منه النقد البناء أو خلق حالة فكرية معينة للمساهمة في التغيير نحو الأفضل، أما كسر المحرمات بطريقة مستفزة ومسيئة وبهدف الدعاية والتسويق فإنه أمر مرفوض سواء من العلمانيين او غيرهم.
وفي تفسير لما جرى قال "نحن في زمن يتفاعل فيه الناس مع مقدساتهم سواء كانت مقدسات علمانية او دينية او علمية او حتى سياسية.. هذه المقدسات ينبغي احترامها، إلا ان تناولها والحديث عنها لا يعني بالضرورة الإساءة إليها."
ورفض محسن ربط ما يجري من إساءات تستهدف المقدسات بالعلمانية لأن الموضوع بنظره "يتعلق بحرية التفكير... لأن العلمانية كمفهوم هي فصل الدين عن السياسة فقط."