"خلفان" بسذاجة كبيرة يكشف في تغريدته المسلية الاخيرة، والتي كتبها تحت وقع صدمة مقتل عشرات العسكريين الاماراتيين في مأرب، عن اهم اهداف العدوان التحالف السعودي على اليمن، والمتمثل في تقسيم هذا البلد..!
في الزمن النكد الذي نعيشه ، حيث تتصدر فظائع “داعش” ، ومأساة اللاجئين السوريين في أرض الله ، وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني ، ونكبة الشعب العراقي بالتكفيريين ، وليبيا التي تحولت الى بلد فاشل ، والظلم النازل بالشعب البحريني ، مساحات واسعة من المشهد الاعلامي الذي نشاهده ونسمعه ونقراءه يوميا ، الامر الذي اصابنا بنوع من الكآبة ، ولولا فسحة الفكاهة التي نتنفسها بين وقت واخر ، لأوصلتنا هذه الكآبة الى ما لا يحمد عقباه.
سامح مظهر/ موقع "شفقنا"
ومن بين أهم عناصر الدعابة والفكاهة التي تخرجنا بين وقت واخر من دائرة الكآبة ، هو نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي "ضاحی خلفان" ، فالرجل يخرج علينا بين وقت واخر بتغريدات على تويتر ، لا تملك ازاءها الا ان تضحك ملء شدقيك ، وهو ما يُنسي البعض ألم اللحظة ، ولكن للاسف هناك من لا يتحمل خلفان ، ويتعامل معه على أنه شخص مهم ومسؤول ، وان ما يقوله ذات اهمية، وقد يؤثر في الراي العام العربي.
حمل البعض ما يقوله خلفان على محمل الجد ، او اعتبار الرجل “عقلية استراتيجية” ، جعلهم يطالبون شيوخ الامارات باسكاته ، وهو ما حصل بعد تغريداته ضد الشعب اليمني وخاصة اهالي صنعاء ، وتاييده تقسيم اليمن واعترافه بالجنوب كدولة ، حيث اعلن ان سوف لن يهاجم اليمنيين لمدة 20 يوما !!.
رغم أن طريقة وقف هجومه على اليمنيين ، كانت مضحكة بدورها ، كباقي تغريداته ، حيث لا ندري لماذا اصر خلفان على انه سيسكت 20 يوما فقط ؟، وما الذي سيفعله بعد ال20 يوما ؟، ولماذا اختار ان يسكت؟، مهما تكن الاجوبة على هذه الاسئلة ، فاننا سنحرم من تغريدات خلفان 20 يوما ، وبذلك ستغلق علينا نافدة ظريفة ومسلية وممتعة ، تخرجنا في دائرة النكد التي تحاصرنا.
ارجو من كل الذين لا يتحملون خلفان، الا يحرمونا منه، ونرجوهم ان ينظروا الى الرجل من زاوية اخرى، فهم ان كانوا، ليسوا من اهل المزاح ولا يحبذون تغريداته غير المألوفة والتي تقترب من الطفولية ، ليستفدوا من المعلومات المهمة التي يكشفها خلفان بسذاجة كبيرة دون ان يدري، فهو ان كان لدينا بابا من ابواب المزاح والترفيه، الا انه مقرب في دولته من اصحاب القرار ، فعلى سبيل المثال كشف في تغريدته المسلية الاخيرة، والتي كتبها تحت وقع صدمة مقتل عشرات العسكريين الاماراتيين في مأرب ، عن اهم اهداف العدوان التحالف السعودي على اليمن، والمتمثل في تقسيم هذا البلد، عبر تاييده قيام دولة اليمن الجنوبي، ومحاصرة صنعاء وشمال اليمن، حتى المجاعة ومن ثم الابادة الكاملة.
يبدو ان طيبة وسذاجة خلفان ، التي لم تتحمل طوابير توابيت قتلى الامارات ، هي التي جعلته يكشف عن المخطط السعودي الاماراتي المدعوم امريكيا ، والرامي الى تقسيم اليمن ، وهذا الامر بالضبط هو الذي دعا السعودية للضغط على شيوخ الامارات ، ليسكتوا بدورهم خلفان ، حتى لا تكشف لنا طيبته وعقله الطفولي المزيد من اسرار العدوان السعودي والسياسة الاماراتية ، التي تحولت الى تابع لا حول ولا قوة له للسياسة السعودية.
أقول إن عدم قدرة البعض على تحمل تغريدات خلفان ، الذي ينافس الكومديان المصري عادل امام، على طريقة الكلام وتعابير الوجه ، حرمنا من المتعة وحرمهم من المعلومات السرية التي كان يقدمها لهم خلفان على طبق من ذهب ، فالرجل دعا اكثر من مرة الى تقسيم العراق ، كما دعا الى تحويل شيعة ايران الى سنة ، ودعا الى مسح محافظة صعدة اليمنية بالتراب ، واعلن تاييده لتقسيم اليمن واعترافه باليمن الجنوبي كدولة مستقلة عاصمتها عدن ، ودعا الى محاكمة سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله ، ووصف صنعاء بالعجوز الشمطاء ، وسخر من شعوب باكملها ، فهذه المعلومات ، قالها مسؤولون كبار وفي اجتماعات سرية ، الا ان قلب خلفان الطفولي ، لم يهضم خطورتها ، فقالها على سجيته ، دون ان ما يفقه اهمية ما يقول.
اقول واكرر واصر على عدم حرماننا من خلفان ، فالرجل لم ولن يؤثر بإي كان في كل ما قال ويقول ، ولم ولن يؤثر في اي شيء مطلقا ، وكل ما هنالك انه يعشق الاضواء ، دعوه يغرد فهو خير لكم ولنا.