بالكاد تستطيع الكاميرات ذات التقنية التلقائية والذكية في معالجة الصورة أن تكشف معالم المدينة وسط هذه العاصفة الرملية
خليل موسى – دمشق
بالكاد تستطيع الكاميرات ذات التقنية التلقائية والذكية في معالجة الصورة أن تكشف معالم المدينة وسط هذه العاصفة الرملية التي تضرب المنطقة، فالحال في دمشق كما باقي المدن السورية أشبه بانتقال الصحراء للإقامة في المدن بحثا عن الرفاهية ولكن على حساب الإنسان.
فلم يخلُ أيٌّ من الشوارع أو البيوت أو أي زاوية في سورية مما يشبه هجمة يشنها جيش أحمر من الغبار، ما يؤدي إلى حالات ضيق في التنفس قد تتطور إلى حالات اختناق وسط هذه الظاهرة المناخية الطبيعية، والتي أكدت الأرصاد الجوية أنها ستمتد حتى الثماني وأربعين ساعة القادمة لتبدأ في الانحسار بدءا من المناطق الشمالية وتكون ذروتها في المدن الجنوبية السورية.
ما وصفه رئيس مركز الارصاد الجورية السورية بأن هذا الجو هو حالة نادرة الحدوث في هكذا توقيت من العام، والشيء ذاته شهده المواطنون في دمشق. اما منشأ هذه الظاهرة فهو نتيجة منخفض في أواسط العراق وكان منخفضا قويا أدى إلى تنشيط الرياح وإثارة الغبار متزامنا مع المنخفض الهندي الموسمي الذي يأتي بتيارات شرقية وجنوبية شرقية آتية من أواسط العراق باتجاه بلا الشام وخاصة سورية في مجمل مساحاتها، أما الذروة فتركزت في المناطق الشرقية والجنوبية منها، ولكن حسب توضيح مدير مركز الأرصاد الجوية في دمشق فإن هذه العاصفة يستبعد أن تلحقها أمطار لأن هناك مرتفع جوي خليجي يعمل على تعديل الجو، فقد تطور آثار الغبار ويستغرق ذهاب آثارها وقتا أطول من المعتاد أثناء حصولها.
تأثيرات بالعموم تصيب الإنسان جراء الغبار، ولكن أكثر من يتأثر في هذه الحالات هم مرضى الربو ومرضى الجهاز التنفسي، فكثير من المواطنين تم إسعافهم إلى المشافي والمراكز الصحية، ففي المشافي العامة حصل موقع المنار على إحصائية رسمية من وزارة الصحة السورية بعدد من أدخلوا إلى المشافي بحالات إسعافية ناتجة عن الاختناق بالغبار، ففي مشفى دمشق "المجتهد" 1200 مراجع، مشفى المواساة 500 مراجع، مشفى ابن النفيس 300 مراجع، مشفى الهلال الأحمر 75 مراجع، مع التأكيد بعدم تسجيل أي حالة وفاة إلى الآن .
كما تجدر الإشارة إلى أن حالات الاختناق لا تسبقها أي عوارض إنذارية بسوء حالة المصاب، حيث تظهر حالة الاختناق بشكل مفاجئ على الشخص، ومن النصائح الطبية في هذه الحالات أخذ كميات من السوائل في أوقات مقاربة، وضع الكمامات، والحرض على غسيل الوجه كل فترة واخرى، كما يجب إغلاق المنافذ في البيوت حرصا على عدم تسرب كميات كبيرة من الغبار.
المواطنون في دمشق حيث جال عليهم موقع قناة المنار يعانون من ظروف صعبة نتيجة الحالة المناخية السيئة وما يزيد من معاناتهم هو انقطاع في التيار الكهربائي الذي يستمر لساعات طوية نتيجة التقنين الحاصل، فلا إمكانية في غياب الطاقة الكهربائية لاستخدام أي من وسائل تحريك الهواء او تخفيف وطأة الحرارة الزائدة التي تعمل مع الغبار لزيادة المعاناة ذات المنشأ المناخي..