"... نسبة نجاح الحوار هي بين صفر الى مئة.."، هذا هو تقييم الرئيس نبيه بري للحوار الذي سينطلق الاربعاء 9-9-2015 في مجلس النواب، وهو دائما يتعلق بكيفية تعاطي الافرقاء الذي سيشاركون في هذا الحوار.
ذوالفقار ضاهر
"... نسبة نجاح الحوار هي بين صفر الى مئة.."، هذا هو تقييم الرئيس نبيه بري للحوار الذي سينطلق الاربعاء 9-9-2015 في مجلس النواب، اما امكانية حصول الحوار على أي علامة بين الصفر والمئة، فهي رهن بكيفية تعاطي الافرقاء الذي سيجلسون على الطاولة وبالذهنية التي تحكم توجههم الى هذا الحوار.
فالارادة السياسية للافرقاء المشاركين هي التي ستتحكم بمسار ومصير الحوار، فبقدر هذه الارادة لتحقيق النتائج الجدية للخروج من الازمة بقدر من سينال الحوار اعلى الدرجات وصولا الى المئة، وبنفس القدر قد يحوز المتحاورون جميعا ومن خلفهم لبنان علامة الصفر عندما لا تكون لديهم ارادة الوصول الى حلول عملية تخرج البلد من ازماته المتراكمة.
صحيح ان هناك من يعتمد الايجابية والجدية في التعاطي مع الحوار ولن يذهب اليه لالتقاط الصور فقط وليكون الامر مجرد مشاركة شكلية، كما سيفعل حزب الله، والموقف هنا لنائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي اكد عشية انعقاد طاولة الحوار ان "حزب الله يتعاطى بإيجابية وجدية مع الحوار ولا نذهب إليه بطريقة شكلية"، وكذلك العديد من الافرقاء السياسيين وفي طليعتهم الرئيس بري الذي اكد سلفا تأييده لما سيجمع عليه المتحاورون.
إلا ان هناك من الاطراف السياسية من بدأ بترتيب الاولويات في الحوار، فمنهم من بدأ يطالب بضرورة جعل رئاسة الجمهورية بندا اول واساسيا يجب البت به قبل الانتقال لبحث أي بند آخر والبعض راح باتجاه ضرورة اقرار قانون الانتخاب والبعض غمز من قناة موقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" الذي قاطع الحوار تحت ذريعة انه "مضيعة للوقت" بحسب رأيه، فبعض اطراف فريق "14 آذار" اعتبر ان موقف جعجع بالمقاطعة يدعم مواقفهم بضرورة الوصول الى حل في ملف الاستحقاق الرئاسي.
فماذا تعني هذه المواقف ومدى تأثيرها على مصير الحوار؟ هل قوى "14 آذار" تتبادل الأدوار وتناور وصولا لتحقيق نتائج معينة تصبو اليها؟ وماذا عن محاولة البعض ترتيب أولويات، هل ذلك يصب في مصلحة الحوار ام انه يضر به؟ وأليس الافضل الانطلاق نحو طاولة الحوار وطرح كل فريق لافكاره ومقترحاته داخل جلسات الحوار؟
حول ذلك اكد عضو كتلة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" النيابية النائب مروان فارس ان "الحوار ضرورة لحل الخلافات بين اللبنانيين وان هدف الرئيس بري من الحوار هو اعادة الحركة لمؤسسات الدولة وتفعيلها"، ولفت الى ان مسؤولية انجاح الحوار تقع على عاتق الافرقاء السياسيين"، واضاف "نحن امام امتحان وطني كبير من خلال مهمة الحوار الملقاة على عاتق المتحاورين".
وقال فارس في حديث لموقعنا إن "الرئيس بري وجه الدعوة للحوار بعد التشاور مع الافرقاء ووضع جدول الاعمال في البنود التي يراها مهمة من اجل اعادة الحركة والدوران لمؤسسات الدولة"، وتابع "لكن بسبب وجود مناخات من الاختلاف في وجهات النظر بين المتحاورين لا بدَّ من إيجاد مساحات مشتركة بين الفرقاء للسير بشؤون البلاد وعدم البقاء مكتوفي الايدي".
ولفت الى ان "الرئيس بري سعى الى هذا الحوار وحضر لانجاحه وأجرى الاتصالات اللازمة لذلك ووضع البنود التي يراها مهمة من دون الدخول المباشر التدخل في الصلاحيات الدستورية للمؤسسات"، واضاف "يبقى ان الامر يتوقف على المتحاورين لانجاح الحوار الذي هو مُلكهم فهم بإمكانهم الاتفاق على بنود معينة دون اخرى وكذلك يمكن الانتقال من بند الى آخر طالما هناك توافقا بين الاطراف على ذلك".
وأكد فارس ان "الحزب السوري القومي يؤيد إقرار قانون جديد للانتخاب يقوم على النسبية وان يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة"، وأمل ان "يصل الحوار الى حل لملف الاستحقاق الرئاسي والوصول الى نتائج ملموسة على صعيد تفعيل مؤسسات الدولة سواء الحكومة او مجلس النواب بالاضافة الى تدعيم الاستقرار والامن في البلد".
ونقل فارس عن الرئيس بري قوله إن "نتائج الحوار هي إما صفر بالمئة او مئة بالمئة"، واعتبر فارس ان "ذلك معلق على همة المتحاورين"، ورأى انه "إذا وجد الرئيس بري ان الحوار لن يصل الى نتيجة او انه يتعرض للتعطيل من قبل البعض فقد نرى الاعلان عن تأجيله الى وقت لاحق"، مشددا على "ضرورة العمل الجدي من خلال الحوار لاخراج لبنان من أزماته".
يبقى ان يعرف كل المتحاورين ان هناك الكثير من الآمال المعلقة على هذا الحوار لفتح ثغرة في جدار التعطيل والجمود المنتشر في كل مكان في أرجاء الدولة، وعليهم الابتعاد عن جعل طاولة الحوار ساحة للعراك السياسي كما حصل ويحصل في أكثر من مؤسسات دستورية، رأفة في الدستور والمؤسسات والناس الذين يجمعون ان هناك الكثير من الامور التي باتت تحتاج الى التغيير والاصلاح..