01-11-2024 07:24 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 11-09-2015: أزمة النفايات إلى المربع الأول.. رفض شعبي لخطة شهيب

الصحافة اليوم 11-09-2015: أزمة النفايات إلى المربع الأول.. رفض شعبي لخطة شهيب

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 11-09-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التحركات الشعبية الرافضة لخطة وزير الزراعة اكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات والتي وافق مجلس الوزراء عليها...


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 11-09-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التحركات الشعبية الرافضة لخطة وزير الزراعة اكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات والتي وافق مجلس الوزراء عليها...

السفير
تحذير من كارثة مع اقتراب موسم الأمطار
هيبة الدولة تسقط في النفايات!

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والسـبعين بعد الأربعمئة على التوالي. كل الأزمات مقيمة ولا مصلحة لطرف سياسي بتقديم تنازلات للطرف الآخر، أما الخاسر الأكبر، فهو الدولة، أو بالأحرى ما تبقى من هيبتها ومؤسساتها وإداراتها.

فشل الحوار قبل أن يبدأ، وفشلت كل محاولات فتح أبواب مجلسي النواب والوزراء، وها هو أول رئيس فرنسي يستعد لزيارة لبنان، من غير أن يعبر بوابة القصر الجمهوري، إلا إذا قرر تفقد الفراغ في بعبدا أو بعض تجمعات اللاجئين السوريين!

ضرب الفساد كل مفاصل الدولة. كل ضربة تضربها إدارة أو مؤسسة وراءها صفقة. كل توظيف وراءه رائحة محاصصة ورشى. كل فاتورة صار مشكوكا بأمرها.. والكارثة أن لا أحد يريد أن يقول إنه شبع، بل صار التوريث يشمل كل «عدة النصب والاحتيال»، من دون أن يكون لهذا المسلسل حد أو نهاية.

جاءت النفايات لتفضح الجميع ولتنبش كل الملفات. العنوان الكبير هو فقدان الثقة بالدولة وبكل الطبقة السياسية التي تصادرها، ولذلك، نحن أمام كارثة تراكم أكثر من 170 ألف طن من النفايات في الشوارع والبور والمكبات العشوائية والمراكز الموقتة للتجميع وتحت الجسور وفي الفسحات والأنهر... في العاصمة بيروت كما في القسم الأكبر من جبل لبنان.

هذه الكارثة المقيمة ستتفاقم مع بدء العد العكسي لموسم الشتاء والأمطار، مع ما قد يحمله من كوارث جديدة عندما تسد النفايات المتراكمة منذ أسابيع المجاري والأنهار وتزحف إلى الطرق والأوتوسترادات، فنكون أمام كوارث إضافية لم يشهد لبنان مثيلا لها من قبل!

ولعل الجرأة السياسية، وحتى البيئية، تقتضي القول إننا أمام خطة آنية وبعيدة المدى اقترحها الوزير أكرم شهيب وتبناها مجلس الوزراء لإدارة هذه الأزمة، وهي تتضمن عناصر إيجابية وأخرى مدعاة للانتقاد وطرح علامات الاستفهام، لكنها تأتي بعد فوضى ميّزت أداء السلطة السياسية، سرعان ما امتدت إلى الشارع بطريقة غير مسبوقة منذ عقود من الزمن.

هنا يسجل للناس أنهم صاروا سلطة رقابية مقيمة في الشارع، في غياب السلطات الرقابية الفعلية، لكن السؤال المركزي: كيف نعالج مشكلة النفايات ونتحاشي تفاقمها الحتمي أكثر، وهل ثمة إجراءات تساعد على ترميم ثقة الناس بالدولة، خصوصا بعد أن بيّنت الاعتراضات على الخطة، أنها سقطت قبل أن يتم تحديد الساعة الصفر لتنفيذها؟

لقد قَدَّم وزير الزراعة الخطة، وأقرها مجلس الوزراء بوصفها خطة متكاملة ومترابطة، لكن ردة الفعل عليها تُبَيِّن أن عنصر التوازن والتعادل في تقاسم أعباء الحل، لم يعد مقنعا للبنانيين في ظل واقع ضياع المعايير وفقدان الثقة بأهل السلطة، والخشية من أن يتحول الموقت إلى مؤبد، وثمة أمثلة كثيرة في السياسة كما في كل المجالات.

في المحصلة، ليس في الأفق بديل ما عن الخطة المرحلية التي يقترحها وزير الزراعة، وهنا تبرز مسؤولية كل الحريصين على السلامة العامة بالسعي إلى تحسين شروط سلة الحلول المقترحة.

ولعل أهم شرط يمكن ان يساهم في تحسين معالجة مسألة النفايات، أن في بعدها الاستراتيجي أو المرحلي، هو تبني خيار السير في الخطة المرحلية، على أن تطعم بأفكار ومبادئ الاستدامة في المعالجة، فإذا كانت مبادئ التخفيف والفرز من المصدر هي العنوان الرئيسي للخطة المقترحة بعد انتهاء 18 شهرا من المرحلة الانتقالية، لماذا لا نباشر بتطبيق هذه المبادئ منذ الآن، وذلك عبر تطبيق القوانين المرعية الإجراء، بوضع ضرائب على المواد التي تتحول إلى نفايات للتخفيف من حجمها، والفرز من المصدر للنفايات التي تنتج كل يوم، وفرز ما أمكن من النفايات المكدسة قبل إرسالها إلى أي مكان.

إن تطبيق هذه الإجراءات، يمكن أن يخفّف بين 70 و80 في المئة من حجم النفايات التي يمكن أن تذهب إلى المواقع المختارة في كل المناطق التي يفترض أن يتم اختيارها وفق معيار «الأقل ضررا».

الجدير ذكره أن مناطق عكار والبقاع (بلديات عنجر ومجدل عنجر والصويري) والناعمة رفضت الخطة برغم الإغراءات المالية التي قدمتها إليها السلطة السياسية، فيما اشترط رئيس بلدية صيدا محمد السعودي إيجاد مطمر للعوادم قبل استقبال أي طن من نفايات العاصمة والضواحي، في ظل رفض صيداوي لأصل فكرة استقبال أية نفايات من خارج المدينة.

وفي وسط بيروت، واصل المضربون عن الطعام احتجاجهم للأسبوع الثاني على التوالي .


النهار
أين "السياسي" من "الشعبي" في رفض الخطة؟
بري: خذوها مني الحوار سيستمر ويُنتج

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "هل هو عود على بدء في ملف أزمة النفايات التي فجرت التحرك الاحتجاجي الواسع في البلاد ولما حان قطاف الحل أخيراً عاد التأزم الى المربع الأول؟

هذا ما أوحت به التحركات الارتدادية الأولية والفورية التي أُثيرت في مواجهة خطة وزير الزراعة اكرم شهيب الذي كلفه رئيس الوزراء تمام سلام انجاز خطة معالجة النفايات وبرمجة حلها المرحلي والمستدام، فما كادت تحظى بموافقة مجلس الوزراء في جلسته الماراتونية الاربعاء الفائت، حتى واجهت تمرد عدد من المناطق اعتصاماً واحتجاجاً ولا سيما منها الناعمة وعكار وصيدا ومرجعيون التي شملتها خطة الحل المرحلي لجهة المطامر والمكبات التي ستعتمد فيها. والواقع ان موجة الرفض "المناطقي" الفوري للخطة اثارت تساؤلات راوحت بين حدين: هل يمكن ان تنطوي هذه الموجة على تحريك سياسي يذكيها؟ ام تراها نتيجة ليقظة الاحتجاج الشعبية التي باتت ترفض كل ما يأتي من الحكومة والطاقم السياسي "الحاكم"؟

في حديث الى "النهار" غداة اقرار مجلس الوزراء الخطة، قال الوزير شهيب عن مشكلة الشارع الرافض للخطة: "في النهاية على الدولة ان تجد حلاً. وضعنا هذه الخطة بطريقة بيئية وعلمية باسرع وقت وباقل كلفة وعرضناها على الجمعيات واتحادات البلديات وسوف نناقش مضامينها مع كل الجهات المعارضة". وسئل هل ترفع النفايات من الشارع، فأجاب: "لا يمكنني ان أعد بشيء فهذه عملية تكاملية ومطمر الناعمة لن يفتح لساعة واحدة ما لم تفتح المطامر الأخرى أبوابها وعلى الجميع ان يشاركوا في الحل كي ننجح ولا يمكن أحداً ان يحمل الحمل وحده".

وأبدت مصادر وزارية بارزة قلقها الواسع من "اطلاق النار" المبكر على الخطة التي أقرها مجلس الوزراء، فكشفت لـ"النهار" ان ذلك ترجم أولاً بعدم موافقة وزيري "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" الياس بو صعب وحسين الحاج حسن على الخطة ولم يكن رد فعلهما عليها موضوعياً أو مستنداً الى اي تبرير منطقي أو خطة بديلة. ومما قاله الوزير الحاج حسن في ختام الجلسة: "أنا في الآخر أعترض".

وأشارت المصادر الى ان الرئيس سلام سيكمل اتصالاته في شأن تسهيل تنفيذ الخطة، كما أن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيجتمع مع رؤساء اتحادات البلديات لشرح الخطة. لكنها تخوفت من ان يؤدي الاستمرار في رفض الخطة الى اصابة صدقية الدولة بحيث يضطرها الامر الى محاولة فرضها، واذا عجزت عن ذلك سيكون الامر سلبياً للغاية. لكن بعض الاوساط السياسية المعنية بهذا الامر استبعد تطور الأمور الى حد احباط الخطة نهائيا وتوقع تمرير بعض الوقت لاقناع المعترضين عليها، علما ان الحوافز التي وضعت ضمن الخطة تشكل عاملاً مشجعاً لتليين قناة الاعتراض في المناطق المختلفة.

ودعا امس رئيس لجنة البيئة النيابية النائب مروان حماده اللجنة الى اجتماع العاشرة قبل ظهر الاثنين المقبل في حضور الوزير شهيب للاستماع الى عرض للخطة التي وافقت عليها الحكومة.

بري والحوار
في غضون ذلك، لم تترك جولة الحوار الأولى في مجلس النواب انطباعات ايجابية عن المسار الطالع، خصوصا ان السجالات التي حصلت بين بعض الاقطاب المتحاورين طغت على مجمل خلاصات الجولة الاولى. لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري وفي اول تعليق له على هذه الجولة وتقويمه لها، ردد أمام زواره "ان المتحاورين دخلوا الى الحوار بروح من الجدية وثمة عدد منهم اعد ما قاله على صفحات مكتوبة ومدروسة بعناية. وركزت المداخلات بالطبع على بند انتخابات رئاسة الجمهورية وكل من موقعه". وأوضح ان "المشاركين كانوا لا يمانعون في اجراء الجلسة الثانية بعد ظهر اليوم نفسه للحوار لولا جلسة مجلس الوزراء. وثمة من اقترح ان تكون الثلثاء المقبل، ولم يحصل هذا بسبب انعقاد جلسة حوار "حزب الله" و"تيار المستقبل" في هذا اليوم، الى ان استقرت آراء الجميع على يوم الاربعاء المقبل". وكشف بري ان البيان الذي تلاه الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر نصه عليه وتلاه أمام المتحاورين ونال موافقتهم.

وشدّد رئيس المجلس على نقطة هي "ان جميع الافرقاء يتعاملون بجدية مع الحوار، ومن يتوقع ان بند الرئاسة سيحل في جلسة او اثنتين او ثلاث فهو على خطأ واعرف هذا الامر جيدا بسبب امتداد هذه الازمة منذ سنة ونصف سنة. وان الايجابية الاولى لهذا الحوار هي تصميم المشاركين على الخروج من هذه الأزمة، وإن كان كل فريق يصمم على رؤيتة، حيث تم تقديم الخيارات المطروحة حيال الرئاسة من دون قفازات. وعملت على تصويب المناقشات وحصرها بالاستحقاق الرئاسي. وهذا الحوار سيستمر ولن يتوقف وسينتج وخذوها مني".

وكان من أولى ثمار إيجابيات الحوار أول من أمس، بحسب بري، تسهيل مهمة الحكومة التي نجحت في اخراج الخطة أخيراً. وعن معارضة عدد من البلديات هذه الخطة، قال بري: "على السلطات الأمنية ان تقوم بدورها هنا وتنفيذ الخطة التي شاركت فيها مجموعة من الخبراء في علوم البيئة. وحضر وفد فني من تركيا وكشف على منطقة سرار في عكار، وأفاد ان المعايير البيئية تتوافر فيه".


الأخبار
لا ثقة بسلطة تحترف تحويل المؤقت الى دائم

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "من الناعمة، الى عكار، الى مجدل عنجر، الى صيدا، الى برج حمود، جاء الرد الأهلي على خطّة النفايات أنها: لن تمر. وكذلك أعلنت مجموعات الحراك الشعبي في بيروت رفضها «المرحلة الانتقالية» التي وضعتها الخطّة وقررت «الالتفاف حول الأهالي»، حسب ما صرّح به عدد من الناشطين لـ»الأخبار».

يتساءل المنسّق العام للائتلاف المدني الرافض للخطة الحكومية رجا نجيم «كيف لخطة تحمل هذه العناوين البيئية أن تتجه خلال مرحلتها الانتقالية نحو الطمر؟»، لافتاً الى أن الحل البيئي المستدام الذي لم يلحظ على المستوى الفني الإشارة الى خيار الطمر لا يمكن ان يدفع باتجاه أساليب غير بيئية. ويضيف: «لماذا الطمر في الناعمة وليس الفرز مثلاً؟ ولماذا نتعامل مع متعهدي طمر لا مع متعهدي فرز؟ كشفنا على النفايات في المطمر وقمنا بفرزها وتبين أن 5% فقط قابل للطمر، فلماذا لا يحولون منطقة الناعمة/ عين درافيل الى منطقة فرز عوض المكبات العشوائية؟».

من جهته، يقول رئيس الحركة البيئية بول أبي راشد إنه «خلال شهر، معظم البلديات تبنت خيار الفرز، فلماذا يعيدون البلديات الى خيار الطمر؟». يصرّ أبي راشد على أن الحركة البيئية والجمعيات البيئية الأخرى لم تطّلع إلا على القسم الأخير من الخطة المتعلّق بالبلديات، لافتاً الى أن القسم الأول المتمثل بالمرحلة الانتقالية لم يتم إطلاعنا عليه، قائلاً: «أشك بأن الخبراء الذين وضعوا الخطة البيئية على المدى الطويل هم أنفسهم من وضع خطة المرحلة الانتقالية».

اللافت في ما يشير إليه نجيم أنه لا يوجد أي ضرورة لاستحداث مطمر في السلسلة الشرقية، هذه المنطقة تجمّع الثلج وهي المصدر الرئيسي للمياه الجوفية، «ذلك أنه من الناحية التقنية ليس هناك داع لاستحداث مطمر في البقاع ولا إعادة تشغيل مكب برج حمود». يعدد نجيم مآخذه على اعتماد مكب برج حمّود بعد تأهيله، على اعتبار أن «تجربة مكب صيدا لا تزال في الأذهان وأن هناك استحالة بتجهيز مكب برج حمود بستة أشهر فقط، أقلّه يحتاج الى سنتين ونصف سنة». ويخلص نجيم الى أن هذه الخطة، التي تحمل العناوين البيئية، تعتمد الوسائل اللابيئية في المرحلة الانتقالية.

إلا أن الطمر ليس وحده ما يثير استياء معارضي الخطة ومنتقديها، إذ ترى بعض المصادر المتابعة أن «المأخذ» الجدي يكمن في تكليف مجلس الإنماء والإعمار، «الجهة التي فشلت في إدارة هذا الملف طوال سنين» تشغيل المطمرين المزمع إنشاؤهما (تقضي الخطة بتكليف مجلس الإنماء والإعمار تشغيل المطمرين المستحدثين في عكار والبقاع)، مثيرة شبهة الصفقات المحضّرة من «الجماعة نفسها» لاعتماد حلول «ترقيعية» غير بيئية، المستفيد الأول منها هم نفس الأشخاص.

«المشكلة لا تكمن في مجلس الإنماء والإعمار. هو مجرّد وسيلة فنية، المشكلة تكمن في هذه السلطة السياسية التي أفقدتنا الثقة بأي طرح تتبناه»، هذا ما يقوله الوزير السابق شربل نحّاس الناشط في الحراك الشعبي لـ»الأخبار»، لافتاً الى أن الصورة المثالية التي تروّج لها السلطة غير مقنعة نتيجة انعدام الثقة. ويلفت نحّاس الى أن هناك مهلة بين 7 أيام وشهر ونصف شهر لتجهيز مطمري سرار والسلسلة الشرقية لا نعلم ماذا سيجري خلالها، «وبالتالي المهلة الانتقالية عليها أن تدفع نحو هدف يشبهها. وإذا كان المقدَّم حلّاً بيئياً سليماً، فإن هذه المرحلة عليها أن تكون مشابهة للهدف». ويعتبر نحّاس أن هذه الخطة «دليل على أن الضغط مفيد والمطلوب ازدياد الضغط».

من جهته، يقول المهندس المدني راشد سركيس إن هذه الخطة تستطيع أن تكون فاعلة ومفيدة إذا ما جرى تعديل بعض النقاط التي تطرحها، لافتاً الى أن هذه الخطة كان يجب أن تكون مجهّزة منذ شهرين من قبل لجنة إدارة أزمة لا يتضمنها مسؤولون وتكون مؤلفة من خبراء مدنيين.

في ختام الخطة التي تم نشرها، ترد «ملاحظة لا بد منها» مفادها أن الحلول المقترحة للمرحلة الانتقالية يجب أن تكون تحت رقابة الجهات المركزية المعنية، وبالتالي اللجنة الوزارية التي «أثبتت فشلها سابقاً»، وفق ما تقول المصادر المتابعة، متساءلة «كيف لهم أن يضعوا الخطط تحت إشرافها؟» هذا الأمر أثار غضب مجموعات الحراك الشعبي التي اعتبرت أن هذه الخطة التي تستلزم موافقة الأحزاب السياسية، هي «رهن السلطة السياسية» وفق ما يقول الناشط في الحراك الشعبي أيمن مروة لـ»الأخبار»، لافتاً الى أنهم «روّجوا لإشراك المجتمع المدني في الخطة، فيما أبقوا مهمة مراقبتها للجنة الوزارية». ويضيف مروة إن هذه الخطة «هي بمثابة سياسة خداع تهدف الى الالتفاف حول الأزمة، وهذا ما نفهمه من طرح إعادة فتح مطمر الناعمة للضغط علينا ودفعنا باتجاه القبول بهذا الحل تداركاً لخطر تساقط الأمطار، مراهنين على الخلاف بين الحراك وأهالي الناعمة، لكنهم لا يدركون أن ما يقوله أهالي الناعمة سيلتزم به الحراك وليس العكس».

كلام مروة يؤكده الناشط في حملة «حلّوا عنّا» ابراهيم دسوقي الذي يقول إن الحملة، وسائر المجموعات الشبابية ستدعم خيار حملتي «إقفال مطمر الناعمة» و»عكّار منا مزبلة» وسائر الحملات، مشيراً الى أن الحلّ المؤقت من المفترض أن يكون متناسباً والخطة الشاملة.

ويشير دسوقي الى «اللغة المبهمة التي صيغ بها دور البلديات»، معتبراً أن هذا الأمر هو متعمّد لإيهام الناس أنهم يتقدمون بحلول، مشيراً الى أن هذا الأمر يعدّ دليلاً على ما يقوم به الحراك الشعبي من ضغط، «إلا أن هذا حتماً لا يكفي ويتطلب استكمال المسار».


اللواء
«المالية» و«المستقبل» لباسيل: أين ذهبت أموال الكهرباء وأين معامل الإنتاج؟
عون يمهِّد للإنقلاب على الميثاق .. وجنبلاط لا يريد التوتُّر مع حزب الله وأرسلان

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول " ثلاث مفاجآت بعد الجلسة الأولى للحوار، والتي لم تكن نتائجها على مستوى الآمال:
المفاجأة الاولى: مسارعة الجمعيات البيئية وبعض البلديات في الناعمة ومجدل عنجر وعكار وبرج حمود إلى رفض ما بات يعرف بخطة الوزير اكرم شهيب لمعالجة وإنهاء ملف النفايات، والتي أقر مسارها مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية أمس الأوّل، في حين ان رئيس بلدية صيدا محمّد السعودي وضع شرطاً لأن تساهم بلدية صيدا في حل ما وصفه بالأزمة الوطنية للنفايات، يتعلق بتأمين مطمر للعوادم.

والمفاجأة الثانية: إندلاع اشتباك كلامي باستخدام عبارات غير مألوفة كالاتهام بالكذب وسفافة اللسان بين وزارتي المالية والطاقة، اللتين على رأسهما الوزير علي حسن خليل (المعاون السياسي للرئيس نبيه بري) والوزير ارتور نظريان (المحسوب على تكتل الإصلاح والتغيير، وإن كانت الوزارة تدار من مستشاري وزير الطاقة السابق جبران باسيل)، وذلك على خلفية تنفيذ ما وصفته وزارة الطاقة ورقة قطاع الكهرباء المقرة في مجلس الوزراء بتاريخ 21/6/2010 عازية التأخير في إنتاج الكهرباء وتزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية على مدار الساعة إلى ما «قامت به، جهات وزارية وإدارية من افتعال عراقيل لمنع تنفيذ المشاريع المذكورة»، الأمر الذي استفز وزارة المالية وردت بكلام مقتضب: «بيانكم يشبه طاقتكم بتأمين الكهرباء، وأن تكذب كثيراً لا يغير الحقائق». ولم يتأخر مجدداً ردّ الطاقة التي وصفت بيان وزارة المال «بالافلاس وسفافة اللسان».

اما المفاجأة الثالثة فتمثلت بمبادرة ثلاثة نواب من كتلة «المستقبل» وهم: غازي يوسف وجمال الجراح ومحمد الحجار بطلب استجواب وزير الطاقة والمياه حول ما اسموه «اسباب انهيار التغذية بالطاقة الكهربائية وحرمان اللبنانيين من الاستفادة منها بشكل متواصل، مع العلم ان الخزينة تكبّدت في قطاع الطاقة اعتباراً من العام 2008 ولغاية تاريخه ما يفوق 12 مليار دولار، وكان على رأس هذه الوزارة اعتباراً من التاريخ المشار وزراء يمثلون تكتل الإصلاح والتغيير التي يرأسها النائب ميشال عون الذي غرد على «تويتر» أمس لتبرير أي خطوة قد يقدم عليها إذا لم يوصله الحوار الدائر في مجلس النواب إلى قصر بعبدا، معتبراً ان «الحكام إذا لم يذهبوا إلى التغيير فإن التحرر من العهود يصبح مقبولاً».

وفي سياق تحميل المسؤول عن النفايات والفساد في البلاد المسؤولية تعكف لجنة من محامي حزب الكتائب على اعداد دعوى قضائية لمحاسبة من اوصل الأمور إلى ما وصلت إليه.

عزاء دار الطائفة
في هذا الوقت، وبعيداً عن انعقاد الجلسة الأولى لطاولة الحوار، كانت الساحة الداخلية تتأثر بمجريات الحدث الإقليمي الدولي، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على معطيات التفاهمات الداخلية، ويجعل من الحفاظ على الاستقرار أمراً ليس بالهيّن.

وتحوّلت مراسم تقبّل العزاء بالشيخ السوري الموحّد وحيد البلعوس في دار الطائفة الدرزية في بيروت بدعوة من النائب وليد جنبلاط، بمشاركة مشايخ من الطائفة يتقدمهم شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، والشيخ علي زين الدين المرجع الروحي البارز في الطائفة إلى مهرجان حاشد. وكان لافتاً حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي شارك في العزاء.

وتحدث في المناسبة النائب جنبلاط الذي أكد على تنظيم الخلاف مع «حزب الله» من الوضع في سوريا، معلناً عن تفهمه لموقف النائب طلال أرسلان، مؤكداً أنه لا يريد أن ينتقل أي توتر إلى أي جهة، وأن الشعب السوري سينتصر.

طاولة الحوار
وفي ظل هذه التداعيات، بقيت الأنظار متجهة إلى ما يمكن أن يتأسس عن مرحلة ما بعد الحوار الذي يستثمر الوقت، فيما المنطقة بدءاً من سوريا وإلي اليمن، تشهد مواجهات «كسر عضم» مع ترنح التسويات السياسية.

واعتبر مصدر ديبلوماسي أن أهمية طاولة الحوار تتوقف على قدرتها على الحفاظ على الاستقرار، وعلى درء المخاطر الناجمة عن ضغط التداعيات السورية على الاستقرار اللبناني، سواء من خلال النازحين، أو المواجهة المكشوفة بين موسكو وواشنطن حول مصير نظام الأسد.

ووصف المصدر زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بين نهاية أيلول والأسبوع الأول من تشرين إلى بيروت، بأنها لتقديم دعم لحكومة الرئيس تمام سلام، ومنع حدوث أي اهتزاز في الوضعين الأمني والاقتصادي وتأكيد التزام المجتمع الدولي بدعم لبنان في موضوع تحمّل أعباء النازحين السوريين.

وإذا كان لبنان أصبح على سكة الأزمات في المنطقة، أو بمعنى أوضح أصبح ضمن الخارطة الجغرافية السياسية الجديدة، فإنه وفقاً لهذه القراءة، يمكن اعتبار طاولة الحوار الجديدة بمثابة خشبة الخلاص الأخيرة للحفاظ على التوازن اللبناني في لحظة حسّاسة أمنياً وسياسياً، في معركة الحفاظ على الاستقرار اللبناني المطلوب دولياً، على حدّ تعبير قطب سياسي بارز في فريق 8 آذار الذي كشف لـ«اللواء» بأن طرح العماد عون في جلسة الحوار أمس الأول فكرة تحويل الهيئة الحوارية الجديدة إلى مجلس تأسيسي، يكاد يكون سيناريو مصغّر عن شكل الحلول التي ستعمم على النظام اللبناني لإلحاقه بالتسوية الكبرى في المنطقة، رغم أنه يشكل انقلاباً على الميثاق والطائف.

وبحسب هذا القطب، فإن هناك سؤالاً يجب النظر فيه بتمعن، وهو: هل يمكن أن تشكّل طاولة الحوار في لحظة ما، بديلاً عن المؤسسات، وإلا ما الحاجة إلى توسيع الحوار وتعميمه لو كان هناك توجه جدّي لإعادة تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب؟

عسيري
وفي خلال جولة له على أجنحة معرض الأمن والدفاع على هامش مؤتمر الأمن في الشرق الأوسط الذي تنظمه شركة الخدمات الاستراتيجية والأمنية في «البيال»، أعلن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري حرص المملكة أن ترى لبنان بلداً آمناً ومستقراً، وأن يكون بين أقطابه حوار بنّاء ومفيد يصل إلى نتائج ملموسة ترضي الشعب اللبناني، وأن يأتي الحوار بالخير، آملاً أن تفرض التحديات الإقليمية حلولاً ذاتية لبنانية تصنع داخلياً، داعياً إلى عدم اعتبار أزمات المنطقة شمّاعة يعلق عليها المسؤولون تقصيرهم، مؤكداً أن المملكة تشجّع الحوار من دون أن تتدخل في إيجاد الحلول.

وشدّد السفير عسيري على التزام المملكة بتسليح وتجهيز الجيش اللبناني والقوى اللبنانية من خلال هبة الثلاثة مليارات دولار، ثم هبة المليار دولار المخصصة لكل القوات المسلحة في لبنان.

النفايات
إلى ذلك، أوضحت مصادر وزارية ان الوزراء لم يتبلغوا أمس عن أي موعد جديد لانعقاد مجلس الوزراء مجدداً بعد جلسة النفايات أمس الأوّل، ما عزّز التوجه إلى التريث في توجيه الدعوة للحكومة سيظل ساري المفعول، وأن الجلسات المقبلة ستكون مرتبطة بالضرورات التي تحكم انعقادها.

وأعربت وزيرة شؤون المهجرين اليس شبطيني لـ«اللواء» عن اعتقادها بأن هذا التريث سيبقى قائماً، مع ان هناك حاجة لاجتماعات دورية للحكومة لاتخاذ القرارات والعمل على معالجة القضايا الملحة والاساسية. ورأت ان الاحتجاجات التي قامت على خطة الوزير شهيب لإنهاء أزمة النفايات توحي بأن تنفيذ مقررات الحكومة في هذا الشأن سيكون صعباً.

ووفقاً لوزير الصحة وائل أبو فاعور فإن خطة الوزير شهيب تحتاج إلى التزام كل مكونات الحكومة بتقديم التسهيلات وعدم وضع العراقيل في وجهها.


البناء
أوكرانيا تدخل الحلّ مع قمة دول النورماندي خلال شهر... فتفتح طريق اليمن
فرنسا والسعودية تعطلان تفاهماً روسياً أوروبياً على المسار السياسي السوري
كرّ وفرّ بانتظار الحوار... والعين على النفايات... وخلية أمنية أردنية في بيروت؟

صحيفة البناء كتبت تقول "حركة روسية نشطة متعدّدة الاتجاهات تختصر المشهد الدولي في ظلّ خمول أميركي عنوانه الانهماك بضمان مرور آمن للتفاهم النووي مع إيران بضبط حركة الكونغرس بعدما تحقق للرئيس باراك أوباما الحصول على ثلث الأصوات من الكونغرس لتأييد التفاهم وهو الشرط اللازم لتمكينه من ممارسة حق النقض لأيّ تصويت ضدّ مقترحاته في الكونغرس من جهة، ومن جهة مقابلة بسبب العجز عن مقارعة روسيا في ساحات قوتها، فلا ثمة إمكانية لمنع روسيا من مواصلة خطتها لتفعيل التفاهمات العسكرية مع سورية وعنوانها الحرب على الإرهاب، ولا في مستطاع واشنطن قطع الطريق على الحركة الروسية نحو أوروبا المذعورة من تدفق سيول المهاجرين إليها من سورية، لدعوة الحكومات الأوروبية إلى التفكير بعقل بارد حول أولوية حفظ الاستقرار السوري كمصلحة أوروبية وسبل تحقيق ذلك، وبالتالي الاستعداد للتعاون الروسي الأوروبي لإطلاق مسار سياسي سوري يتأسّس على الانخراط مع الرئيس السوري بشار الأسد.

الحركة الروسية فتحت الطريق لمواقف أوروبية واضحة باتجاه الاعتراف بالحاجة إلى التحدث مع سورية من بوابتها الرئاسية، على رغم نجاح الضغوط السعودية الفرنسية في عدم منح هذه المواقف الصفة الأوروبية الجامعة، كما نجحت الحركة الروسية بفتح مسار الحلّ في أوكرانيا عبر التفاهم على قمة لدول النورماندي التي تضمّ ألمانيا وروسيا وفرنسا وبيلاروسيا مطلع الشهر المقبل لوضع قواعد الحلّ النهائي للأزمة الأوكرانية، مع مواصلة واشنطن محاولات المشاغبة بلعبة إقفال الأجواء أمام الرحلات الجوية الروسية نحو سورية، والحلّ الأوكراني سيعني إطلاق صفارة الحلّ اليمني الذي يبدو أنّ المفاوضات الدائرة في مسقط قد وصلت إلى وضع اللمسات الأخيرة عليه، باعتماد قرار مجلس الأمن بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية إطاراً مقبولاً لوقف الغزو وفك الحصار ووقف النار والدخول في مندرجات الحلّ السياسي. وتتناقل مصادر على صلة بفريقي الصراع السياسي هذه المعلومات على رغم كثرة الصراخ عن حملة عسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية عنوانه دخول صنعاء، يستعدّ لها الجيش اليمني ومعه اللجان الشعبية لجعلها الضربة القاضية التي ستضع حداً للأوهام السعودية وتجعل الحلّ السياسي أقرب.

في لبنان تطغى تداعيات جلسة الحوار الأولى وما سيليها من جلسات ينتظرها الكرّ والفرّ في غياب فرص التفاهمات على الملف الرئاسي، بينما تنتقل فرص التفاهمات إلى الحكومة الواقفة أمام امتحان النجاح في حلّ أزمة النفايات، وسط انشغال الأجهزة الأمنية بمعلومات عن وصول فريق أمني أردني متخصّص إلى بيروت مكلف بمهام خاصة تتصل بمخيم عين الحلوة وعرسال وتثير ريبة الأجهزة الأمنية من التسبّب بتوترات وجلب أخطار.

الزرع في المجلس النيابي والقطاف في السراي
أبصرت خطة معالجة أزمة النفايات التي افتعلت من قبل النائب وليد جنبلاط في 18 تموز الماضي النور يوم الأربعاء، فالزرع في المجلس النيابي أثمر قطافاً في السراي ما جعل رئيس الحكومة تمام سلام الرابح الأول، لا سيما أن تيار المستقبل الذي أربكه الحراك الشعبي ربط عشية الجلسة بحسب أوساط سياسية لـ«البناء» المشاركة في الحوار بإيجاد حل لأزمة النفايات والتمديد لسوكلين 18 شهراً». وإذا كانت جلسة الحوار الأولى كسراً للجليد بين القوى السياسية في فريقي 8 و14 آذار، فإن الأنظار تتجه إلى ما ستؤول إليه الجلسات المقبلة.

هل يقاطع العماد عون الحوار؟
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أن حضور رئيس تكتل التغيير والإصلاح الجنرال ميشال عون طاولة الحوار أمس ومشاركة وزير التربية الياس بو صعب في جلسة مجلس الوزراء لتمرير ملف النفايات كان بمثابة بادرة حسن نية جديدة في تفعيل عمل المؤسسات من دون أن يكون في ذلك تخلٍ عن مطالبه السابقة والتي باتت معروفة للجميع في شكل واضح لدى جميع اللبنانيين، لكن يبدو أن الفريق الآخر يريد أن يلعب لعبة الوقت مجدداً لاستنزاف العماد عون، ويبدو أن العماد عون متنبه لهذا الأمر وأكد بحسب مصادر مطلعة أنه في اللحظة المناسبة سيأخذ الموقف الذي يقطع الطريق على المناورة تلك، بخاصة أن تسريبات بدأت تظهر أن الترقيات لرتبة لواء يمكن أن تشمل فقط أعضاء المجلس العسكري من دون تعيين قائد جديد للجيش». وشددت مصادر مطلعة على «أنه إذا شعر العماد عون أنه سيكون هناك مماطلة في الترقيات لا سيما أن العميد شامل روكز يحال إلى التقاعد في 15 تشرين الأول، سيقاطع الحوار والحكومة».

وغرد العماد ميشال عون عبر حسابه الرسمي عبر «تويتر»، قائلاً: «تنتهي العهود عندما لا يدرك الحكام أن التغيير والإصلاح أصبحا ضرورة… رحم الله الملك لويس السادس عشر وماري أنطوانيت».

وأكدت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ«البناء» أن الجولة المقبلة من الحوار يجب أن تكون خريطة طريق للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لافتة إلى أن مفتاح حل للأزمات هو انتخاب رئيس، ثم التخلص من الحكومة الحالية الفاشلة وتشكيل حكومة جديدة، فالتخلص من مجلس نيابي ممدد لنفسه مرتين». ولفتت المصادر إلى «أننا لن نقبل أن نرهن الجمهورية للعماد عون»، مشيرة إلى «أن الملف الرئاسي مرتبط بملف إقليمي والحلول للقضايا الكبرى على طاولة الحوار من الصعب التوصل إليها في القريب، فأي تطور في لبنان سيكون مرتبطاً ببوادر الحل في سورية الذي لا يزال بعيداً وما يجري حالياً هناك هو تناتش الدول الإقليمية والغربية على حصصها في سورية».

ضغط دبلوماسي يغيّب الرؤوس الكبيرة عن الحراك
إلى ذلك علمت «البناء» أنه نتيجة ضغوطات مرجع لبناني على أحد الدبلوماسيين الغربيين، تراجع عدد المشاركين في تظاهرة الحراك المدني أول من أمس بحجة انه لا يمكن أن تنعقد طاولة الحوار على وقع أقدام المتحاورين». ولفتت المصادر إلى «أن هذا الدبلوماسي استجاب وتحولت طلباته واقعاً ملموساً تمثل بغياب الرؤوس الكبيرة».

بقرادونيان
إلى ذلك لم يكن وقع توافق مجلس الوزراء على اعتماد مطمرين صحيين في منطقة سرار في عكار ومنطقة المصنع في السلسلة الشرقية واعتماد معمل معالجة النفايات في صيدا والعمل على تأهيل مكب رأس العين في صور ومعالجة مكب برج حمود ايجابياً على أهالي هذه المناطق.

وأكد الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان لـ«البناء» «أننا مستعدون لدراسة خطة النفايات التي أقرها مجلس الوزراء أمس»، مشيراً إلى «أن موافقتنا على الدراسة لا تعني الموافقة على فتح مكب برج حمود»، لافتاً إلى «أننا تحملنا ولا نزال نتحمل أعباء النفايات وجبال النفايات والدباغة والسوكومي والمسالخ في شكل كبير، ولذلك فإننا لن نوافق على استخدام مكبّ برج حمود في المرحلة المقبلة إلا بعد التأكد من إزالة جبل النفايات وما هي الحوافر الفعلية التي ستقدم للبلديات وهل ستكون النفايات مفروزة».

قزي
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» أن «الحل لملف النفايات كان وليد الحراك الشعبي الذي جعل الحكومة تستعجل وتقر الخطة، لكنه استغرب في الوقت نفسه كيف أن اللبنانيين يريدون حلاً للنفايات ويردون جمعها ومعالجة الأزمة، ولا تريد أن تتم عملية الطمر البيئية والصحية في مناطقهم». وشدد على «أن معالجة النفايات بطريقة علمية وصحية هي ثروة للمناطق وليست آفة صحية أو بيئية خلافاً لما يظن العامة، لكن المشكلة أن الناس لا ثقة لهم بإدارة الدولة، ولذلك لجأت الحكومة إلى طريقة جديدة تمثلت بإعطاء إدارة النفايات للبلديات واتحاد البلديات بما يترجم مبدأ اللامركزية، عوض أن تفرض عليها هذه الشركة أو تلك. وغمز قزي من قناة إقرار الحكومة 76 مليون دولار لإعادة تأهيل منطقة برج حمود وإزالة جبل النفايات، و100 مليون للبقاع الغربي والأوسط، و100 مليون لمنطقة عكار». ولفت قزي إلى أن حزب الكتائب سجل تحفظه على إعادة تكليف شركة سوكلين للجمع والكنس».

وتتجه الأنظار إلى الحراك الشعبي وما إذا كان سينسحب المنظمون بعد حل الأزمة أم أن هذا الحراك سيبقى في الشارع لإيجاد حل لأزمتي الكهرباء». وبدأت أمس بلديات عنجر ومجدل عنجر والصويري، تحركات احتجاجية ومنها قطع الطرق بدءاً من ساحة شتورا وصولاً إلى المصنع رفضاً لقرار مجلس الوزراء نقل النفايات من بيروت إلى منطقة المصنع الحدودية.

وأكد رئيس اللقاء الوطني الوزير السابق عبد الرحيم مراد على «عدم التهاون في موضوع تحويل البقاع ومجدل عنجر أو أعالي السلسلة الشرقية بالتحديد، إلى مكب للنفايات»، معتبراً أن «البقاع ليس بمكب زبالة لأحد ومحذراً من «تداعيات ذلك على الساحة البقاعية».

وتجمّع عدد من الشبان في ساحة عرمون رفضاً لإعادة فتح مطمر الناعمة. كما اعتصمت حملة «إقفال مطمر الناعمة» و«تجمع عرمون بلدتي» احتجاجاً على القرار. وأصدرت بلدية الناعمة بياناً جاء فيه انه «وانسجاماً مع قرارات ومواقف المجلس البلدي السابقة، أكد المجتمعون بالإجماع عدم الموافقة على إعادة فتح المطمر حتى ولو لساعة واحدة».

وقال رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، تعليقاً على خطة شهيب، بأن مدينة صيدا لن تستقبل كميات إضافية من النفايات من خارج نطاق اتحاد صيدا والزهراني وعين الحلوة قبل تأمين مطمر للعوادم.

خلية أردنية في بيروت
أمنياً، علمت «البناء» أن معلومات سربت عن تلقي جهاز أمني معلومات تؤكد وجود فريق أمني أردني في بيروت مهمته الاتصال بخلايا فلسطينية داخل حي طيطبا والصفوري في مخيم عين الحلوة تعمل لمصلحته ومكلفة بعمليات تخريب واغتيال بعض الشخصيات الفلسطينية من التنظيمات الأصولية الناشطة في المخيم، والإطلاع على المعلومات بخصوص التدريبات التي تجري في منطقة جرود عرسال لمجموعة سورية أصولية تابعة لتنظيم داعش تتحضر للدخول إلى الأردن، لتنفيذ عمليات أمنية محدودة في عمان وفي منطقة المفرق الأردنية، متابعة تحركات الأردني أحمد فايد الفايد وهو أردني الأصل هرب من الأردن قبل 10 سنوات، بعد أن حاول إطلاق صواريخ كاتيوشا اتجاه الأراضي المحتلة.