ويشير توبة في حديث إلى «السفير» إلى أنَّه سيبدأ، في تشرين الثاني المقبل، عمله في مركز «ام-دي اندرسون» لأمراض السرطان التابع لجامعة تكساس، لقيادة البحوث السريرية المرتبطة بـ «الميلانوما». ولتوبة أكثر من 40 مقالا علميا منشور
يعاني الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر (90 عاماً) سرطان «الميلانوما» (melanoma)، الذي ينتشر في الدماغ. ويعتبر سرطان «الميلانوما» أو سرطان الخلايا الصبغية التي تفرز مادة «الميلانين» المسؤولة عن لون البشرة، الأقلّ شيوعاً بين سرطانات الجلد، غير أنَّه يتسبّب بنسبة 80 في المئة من الوفيات المرتبطة بسرطان الجلد.
من جهة أخرى، يقود الباحث اللبناني في مجال داء السرطان الدكتور حسين توبة أربع دراسات متخصصة في الولايات المتحدة حول سرطان «الميلانوما» المنتشر في الدماغ. ويرتكز أحد البحوث على دراسة دواء «نيفولوماب» مع دواء «ايبيليموماب» لمواجهة سرطان «الميلانوما». ويتمّ إجراء الدراسة في 31 مركزا في الولايات المتحدة. وتساعد نتائج تلك الدراسات المرضى الذين يعانون الحالة عينها لكارتر.
تخرّج توبة (37 عاماً) في العام 2001 من الجامعة الأميركية في بيروت، وتابع اختصاصه في جامعة بيتسبرغ الأميركية حيث يعمل اليوم كاستاذ مشارك في الطب، وهو عضو في برنامج سرطان «الميلانوما» والجلد، ومدير مشارك في برنامج سرطان «الساركوما» (sarcoma).
ويشير توبة في حديث إلى «السفير» إلى أنَّه سيبدأ، في تشرين الثاني المقبل، عمله في مركز «ام-دي اندرسون» لأمراض السرطان التابع لجامعة تكساس، لقيادة البحوث السريرية المرتبطة بـ «الميلانوما». ولتوبة أكثر من 40 مقالا علميا منشورا في المجلات العلمية المحكمة.
ويشكل التعرّض للشمس والتسمّر (البرونزاج) عاملين مسبّبين للإصابة بسرطان «الميلانوما»، الذي يمكن الشفاء منه في الحالات المبكرة، بينما يصعب شفاؤه في حال انتشاره. من جهة أخرى، يصيب سرطان «الساركوما» الأنسجة الضامة (connective tissues) مثل العظام، والعضلات، والشحوم وغيرها، ويصيب نحو 15 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة.
يقود توبة، اليوم، الدراسة الأولى في شأن فعالية دواء (Pembrolizumab) ضدّ سرطان «الساركوما»، ويجري الدراسة 12 مركزاً في أميركا. وكان توبة قد شارك، في السابق، في التجارب الأولى للدواء على الإنسان الذي يستخدم اليوم في علاج «الميلانوما» المنتشر. ويساعد دواء «Pembrolizumab» خلايا جهاز المناعة على مواجهة السرطان. وتظهر الخلايا السرطانية على سطحها بروتينات (programmed death ligand 1, and 2- PD-L1 و PD-L2) التي ترتبط بالمستقبلات الموجودة على سطح الخلايا التائية (T cell) في الجهاز المناعي، فتعطّل عملها وفعاليتها. ويمنع الدواء هذا التفاعل فتتمكّن الخلايا التائية، بالتالي، من مواجهة الخلايا السرطانية.
ويكمن التحدي، وفق توبة، في تحديد المرضى الذين سيستفيدون من تلك العلاجات أو لا، وإمكانية وصف الدواء مع علاجات كيميائية أو علاجات مهدفة، أو مناعية.
قرر توبة التركيز على داء السرطان ليكون جزءاً من الصراع ضدّ أصعب الأمراض التي تصيب الإنسان، ولاكتشاف آليات جديدة لمعالجة المرض والشفاء منه. يقول توبة إنّه «لا يزال لدينا الكثير لتعلمه في شأن مرض السرطان».
وشهد الطب، في السنوات الأخيرة، تطوراً ملحوظاً في معالجة مرضى السرطان والشفاء منه في بعض الحالات، غير أنَّ التحدّي يكمن، اليوم، في زيادة عدد المرضى الذين يستفيدون من العلاجات، والحدّ من المضاعفات السلبية لبعض الأدوية والعلاجات الطبية.