21-11-2024 11:38 PM بتوقيت القدس المحتلة

زيارة هولند الى بيروت: تكريس لبنان وجهة لجوء دائم

زيارة هولند الى بيروت: تكريس لبنان وجهة  لجوء دائم

اغرقت تركيا الاوروبيين بامواج اللاجئين الذين ، اتت بهم من كل المناطق السورية، سعيا منها لاسقاط النظام في دمشق، والاطاحة برئيسه.


 نضال حمادة

اغرقت تركيا الاوروبيين بامواج اللاجئين الذين ، اتت بهم من كل المناطق السورية، سعيا منها لاسقاط النظام في دمشق، والاطاحة برئيسه.

كانت حكومة اردوغان في العام 2011 اول من بنى مخيمات لاجئين على الحدود السورية قبل  شهر من أحداث جسر الشغور، التي اندلعت في بداية شهر حزيران من ذلك العام، والتي كانت بداية العمل التركي والقطري لاستجلاب التدخل الدولي على غرار النموذج الليبي، ولبناء المنطقة العازلة داخل الاراضي السورية على الحدود مع تركيا..

بعد اربع سنوات من  افتعال تركيا عملية التهجير الاولى في سوريا، تبدل الحال الدولي، وتزامن هذا مع رفض واشنطن إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري على الحدود مع تركيا، وفشل حزب العدالة والتنمية في تركيا بالحصول على السلطة المطلقة في انتخابات  تموز الماضي، ما جعل  اردوغان وحكام حزب العدالة والتنمية في تركيا، ينتقلون الى مرحلة الرد على الغربيين خصوصا في مسالة رفض إقامة المنطقة العازلة ، والتي كان يريد اردوغان ان ينقل اليها اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا، والعمل عليهم للسيطرة على الشمال السوري اقتصاديا واجتماعيا ولغويا وسياسيا، بعدما سيطرت عليه الجماعات التكفيرية المسلحة عسكريا .

تقوم الخطة التركية ببساطة على اخلاء  مخيمات اللاجئين السوريين على اراضيها، واغراق الاوروبيين  بمئات الاف اللاجئين، عقابا على رفض المنطقة العازلة، وفرضا لامر واقع جديد، يخلق متاعب للأوروبيين ، يعتقد اردوغان وأوغلو انها تعطيهم هامش مناورة كبير، ووسيلة ضغط جديدة على اوروبا،  حيث تشير مصادر فرنسية عليمة ومطلعة على هذا الملف ، ان السلطات التركية رفضت في الفترة الاخيرة  وصول اي وفد رسمي او حقوقي دولي، الى اي من مخيمات اللاجئين السوريين في سوريا، ومنها زيارة  كانت تريد ان تقوم بها الممثلة الامريكية (انجيلينا جولي) الى المخيمات في تركيا، باعتبارها اول من قام بزيارة مخيمات لاجئي جسر الشغور التي اقيمت على عجل عام  2011.

اتى الرفض التركي باستقبال زيارات لمخيمات اللاجئين مع ، بدء موجات الهجرة الكثيفة الى اوروبا من السواحل التركية،  ليفهم الغرب ان تركيا ليست بلد لجوء دائم  للسوريين وليضع الدول الاوروبية امام استحقاقات داخلية ، اقتصادية واجتماعية مع اقتراب مواعيد الانتخابات في غالبية هذه الدول، فضلا عن وجود قلق اوروبي جدي من خلايا نائمة للنصرة وداعش متواجدة ضمن اللاجئين الاتين من تركيا ، باعدادهم التي تتعدى 400 الف لاجئ حاليا مع توقع وصول امواج بشرية اخرى مع استمرار الاتراك في سياسة تفريغ مخيمات اللاجئين لديهم، وعجز اوروبي واضح سياسي واقتصادي واجتماعي عن تحمل اعباء هذه الامواج البشرية المهاجرة ، ما جعل القادة الاوروببين يولون نظرهم شطر لبنان البلد الذي يستوعب هو ايضا اكثر من مليون لاجئ سوريا، ويعتبر محطة أساس في هجرة السوريين الى الخارج، وهذا أعاد فتح موسم الزيارات الرسمية  الاوروبية عالية المستوى الى بيروت بعدما غابت عنها هذه الزيارات طيلة السنتتين الماضيتين.

من هنا يمكن قراءة زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة الى بيروت نهاية الشهر الحالي، بعيد اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ، والتي سوف تشهد اعادة الحياة الى مجموعة الاتصال الدولية حول لبنان ، بعد ان افتتحها رئيس الوزراء البريطاني (دافيد كاميرون) بزيارة  الى لبنان، لتشير الى ان القرار في دول الغرب واوروبا تحديدا ، هو تثبيت هذا الامر الواقع ، وجعل لبنان بلد لجوء دائم ومستمر، وربما  التحضير لجعله وجهة  اللجوء المستقبلية الدائمة ، وهنا لا بأس ان يغلف الرئيس الفرنسي  زيارته بطابع الحرص على مركز الرئاسة الاولى والقلق على مسيحيي لبنان، رغم انه لم يابه لمصير مسيحيي العراق، ولا مسيحيي سوريا.
 
انتظروا المزيد من الحجيج الاوروبي الى مخيمات اللجوء اللبنانية.

من هو يا ترى المسؤول الاوروبي المقبل الذي اصابه عشق لبنان  بعد كاميرون وهولند؟.