21-11-2024 07:58 PM بتوقيت القدس المحتلة

ترقّبوا أول عملية زرع رأس في التاريخ

ترقّبوا أول عملية زرع رأس في التاريخ

قدم الجراح الايطالي كانافيرو، شرحا مطولا عن الطريقة التي يعتزم من خلالها اعادة تجميع اجزاء النخاع الشوكي بعد فصلها بعضها عن بعض، وهي النقطة الجوهرية في مثل هذه العملية، مستندا الى تطور مسجل على صعيد البحث خصوصا الحيواني

ترقّبوا أول عملية زرع رأس في التاريخيعتزم فريق طبي ايطالي - صيني اجراء اول عملية زرع لرأس على صعيد العالم في الصين، على ما اعلن احد جراحيه، السبت، وذلك وسط مخاوف على الاخلاقيات الطبية في البلاد.

وأشار الطبيب الصيني رين شاوبينغ الى أنه يأمل مع زميله الجراح الايطالي سيرغيو كانافيرو في التمكن من اجراء هذه المحاولة خلال العامين المقبلين لكن فقط في حال نجاح الاختبارات والبحوث التحضيرية الممهدة لذلك.

وقال رين "ثمة الكثير من المعلومات المتداولة عبر الاعلام عن عزمنا الاكيد لمحاولة اجراء الجراحة بحلول سنة 2017، لكن ذلك سيثبت فقط في حال جرت كل خطوة سابقة لذلك بالطريقة الفضلى".

وقد أعلن كانافيرو الذي يقود مجموعة للجراحة الدماغية في مدينة تورينو الايطالية، أولا عن مشروعه سنة 2013 قائلا حينها، إن مثل هذه الآلية قد تكون ممكنة بحلول سنة 2016.

إلا ان هذه المهلة الزمنية تبدو مستبعدة جدا نظرا الى العوائق الكثيرة التي لا تزال تحول دون تحقيق المشروع والغموض الذي يكتنف مواضيع عدة متصلة به.

أما الرجل الذي تطوع للخضوع للعملية فهو الروسي فاليري سبيريدونوف البالغ (30 عاما) والذي يعاني مرضا مستعصيا يعرف بضمور العضلات الشوكي.

ولفت رين الى ان العملية مرجح حصولها قي مستشفى هاربين الجامعي في مقاطعة هيلونغجيانغ في شمال شرقي الصين. ورفض التحدث عن الجهة المتبرعة، مشيرا الى انه غير متأكد ما اذا كان الشخص الواهب صينيا.

وتشهد الصين جدلا كبيرا بسبب استخدام الاعضاء العائدة للاشخاص الذين تنزل فيهم احكام بالاعدام والذين يمثلون المصدر الرئيسي لعمليات زرع الاعضاء في البلاد نظرا للطلب الكبير على هذه العمليات ونقص المتبرعين.

وقد تعهدت الصين عدم استخدام الاعضاء الخاصة بالسجناء الذين تنفذ فيهم احكام الاعدام، الا ان خبراء ابدوا تشكيكا ازاء الخطة مشيرين الى ان سحب الاعضاء الخاصة بهؤلاء الاشخاص سيستمر لكن ذلك سيحصل تحت غطاء "التبرعات".

قدم الجراح الايطالي كانافيرو، شرحا مطولا عن الطريقة التي يعتزم من خلالها اعادة تجميع اجزاء النخاع الشوكي بعد فصلها بعضها عن بعض، وهي النقطة الجوهرية في مثل هذه العملية، مستندا الى تطور مسجل على صعيد البحث خصوصا الحيواني منه.

وبحسب الجراح الايطالي فإن السر يكمن في استخدام شفرة رقيقة للغاية تسمح بقطع الالياف العصبية من دون إضعافها.

كما يعتزم الاستعانة بمادة بولي ايثيلين غليكول الكيميائية المستخدمة على نحو واسع، اضافة الى تيار كهربائي لتسريع عملية التجميع.

لكنه لم يتطرق الا لماماً الى مشاكل كبرى اخرى مثل الاعادة السريعة لانتظام الدورة الدموية في الدماغ والوصلات في النظام العصبي اللاودي، وهي من المكونات الرئيسية للوظائف التلقائية في الجسم.

وبحسب مارك ستيفنز جراح العظام في مدينة سميثفيلد بولاية كارولينا الشمالية، "لا يزال ثمة الكثير من العقبات قبل القيام بمثل هذا النوع من الجراحات".

وقال في مقابلة "في كل العرض الذي قدم عن النخاع الشوكي، اعتقد بوجود بعض الخلاصات التي تبعث على الأمل... لكن عندما يتعلق الأمر بزرع رأس، يبدو لي أن ثمة محاولة لحرق الكثير من المراحل".

من ناحيته أكد استاذ علم الاعصاب في جامعة كايس ويسترن البروفسور جيري سيلفر أن تقنية تجميع اجزاء النخاع الشوكي لم تخضع يوما لتجربة حقيقية لتحديد صحتها. وقال "لسنا حتى قريبين من القيام بها".

واضاف "الى ذلك، سيكون من الصعب اعادة تركيب العصب المبهم. وهذا العصب مسؤول خصوصا عن التحكم بالهضم والخطابة ووتيرة نبض القلب".

وأجريت أول عملية زرع لرأس سنة 1970 في الولايات المتحدة على يد الطبيب روبرت وايت الذي نجح في وضع رأس قرد على جسم قرد آخر من دون التمكن من إعادة وظيفة النخاع الشوكي، وقد نفق الحيوان بعد فترة وجيزة على العملية، كما أجريت اختبارات اخرى على كلاب وجرذان.