04-05-2025 11:15 PM بتوقيت القدس المحتلة

إنتاج هرمون الأنسولين من الخميرة

إنتاج هرمون الأنسولين من الخميرة

سجَّل العام 2014 387 مليون إصابة بداء السكري. ومن المتوقَّع أن يرتفع هذا الرقم إلى 592 مليون شخص في العام 2035، أي بمعدَّل إصابة شخص واحد من بين كل عشرة أشخاص

إنتاج هرمون الأنسولين من الخميرة
سجَّل العام 2014 387 مليون إصابة بداء السكري. ومن المتوقَّع أن يرتفع هذا الرقم إلى 592 مليون شخص في العام 2035، أي بمعدَّل إصابة شخص واحد من بين كل عشرة أشخاص. تُسجل حالة إصابة جديدة كل ثلاث ثوانٍ، ويموت شخص بسبب داء السكري كل ست ثوانٍ، إذ توفي 4.9 ملايين شخص في العام 2014.

في العام 2013، كان هناك 316 مليون شخص مهدّد بخطر الإصابة بداء السكري، ومن المتوقَّع أن يرتفع هذا الرقم (المهددين بالإصابة) إلى 471 مليونا في العام 2035.

ملاك مكي/جريدة السفير

Insulinيلفت رئيس «الاتحاد الدولي للسكري» مايكل هيرست، خلال الندوة العلميَّة التي عقدتها شركة «نوفو نورديسك» في مدينة كوبنهاغن، إلى أنَّ نسبة 86 في المئة من البالغين المصابين بالسكري، يعيشون في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، وأنَّ نسبة الإنفاق على داء السكري تبلغ 11 في المئة من نسبة الإنفاق العالمي على الصحة، إذ تمّ إنفاق 612 مليار دولار في العام 2014.

ولا يتمّ تشخيص سوى نصف عدد المصابين بداء السكري، فيما لا يتلقّى العلاج سوى نصف عدد الذين يتمّ تشخيصهم من دون أن يحقّق نصفهم أهداف العلاج. فبالتالي، لا تتعدّى نسبة المصابين بداء السكري، الذين يعيشون حياة طبيعية من دون مضاعفات سلبيَّة نسبة الستة في المئة من إجمالي عدد الأشخاص الذين يعانون السكري.

ويشير نائب رئيس الشركة كريستيان كانسترب إلى أنَّ داء السكري يؤثِّر في حياة المصابين في نواحٍ عدة: 62 في المئة على مستوى الحركة البدنية، 46 في المئة على الحياة العاطفية، 44 في المئة على الدخل المادي، 38 في المئة على النشاطات، 35 في المئة على العمل والدراسة، 21 في المئة على العلاقات والأصدقاء والزملاء. ويعيش ثلثا المصابين بالسكري في المدن، ما يطرح تحديات عدة في مواجهة الداء: نمط الحياة، وتناول الوجبات السريعة، وعدم وجود أماكن لممارسة الرياضة والتشجيع عليها.

وتشرح المختصة في علم الأنثروبولوجيا ايفا فانغكيلد، أنَّ مريض السكري يحتاج إلى الكثير من الدعم الاجتماعي، والكثير من التوعية، إذ يعتبر المريض وحيداً في مواجهة مرضه.
تاريخ الأنسولين

منذ تسعين عاماً، بدأ الطبيب الكندي فردريك غرانت بانتغ وفريقه في جامعة تورنتو بحوثهم لاكتشاف هرمون الأنسولين، فمنح في العام 1923 جائزة نوبل للطب مع شركائه.

وتفرز خلايا بيتا في جزر «لانغرهانس» الموجودة في البنكرياس هرمون الأنسولين، الذي يتألف من 51 حمضاً أمينياً والذي يساعد على خفض مادة سكر الجلوكوز في الدم. وتشتق كلمة « Insulin» من الكلمة اللاتينية « insula- أي الجزر.

في كانون الثاني 1922، حصل الفتى ليونارد تومبسون (14 عاماً) على الحقنة الأولى للأنسولين عند الإنسان. وبدأت المختبرات العلميَّة، في العام 1923، انتاج هرمون الأنسولين المستخرج من الخنزير والبقر. ونجح عالم الكيمياء الحيوية الإنكليزي فردريك سانغر، في العام 1955، في معرفة هيكلة الأنسولين وتركيبته، إذ يختلف هرمون الأنسولين عند الإنسان من الأنسولين عند الحيوان.

وفي العام 1980، تمّ تعديل تركيبة الأنسولين المستخرج من الخنزير ليصبح مشابهاً للأنسولين البشري، وتمّ إطلاق مضخّات الأنسولين.

من جهة أخرى، وبواسطة الهندسة الوراثية، نجح العلماء في إنتاج الأنسولين البشري بواسطة الخميرة أو البكتيريا. ويتم إدخال الجين المسؤول عن إنتاج هرمون الأنسولين في الخميرة أو البكتيريا، فتفرز بالتالي تلك الكائنات الحية الدقيقة الأنسولين وتتم إزالة الشوائب.

يلفت الباحث جنس باك، خلال الندوة، إلى وجود أنواع عدة من تصاميم الهرمون المرتبطة بسرعة عمله ومدته وفعاليته. وترتكز التحديات الأساسية، وفق باك، على إنتاج مادة الأنسولين التي يمكن تناولها عن طريق الفم، وتطوير آليات الحد من مخاطر نقص مستوى السكر في الدم، وتطوير البحوث في شأن زرع البنكرياس وجزر «لانغرهانس» التي تفرز هرمون الأنسولين.