تتقلص قوة معمر القذافي تدريجيا مع توسع سيطرة المعارضة والثورة ومع انحياز كثير من أفراد الجيش الى المحتجين
تتقلص قوة زعيم النظام الليبي المهتز معمر القذافي تدريجيا مع توسع سيطرة المعارضة والثورة ومع انحياز كثير من أفراد الجيش الى المحتجين فيما لا يزال يعتمد القذافي اسلوب التهديد بالحرب الاهلية ويبث المرتزقة في المناطق لارتكاب القتل والترويع.
ويقول محللون يراقبون الأحداث الليبية بحسب وكالة رويترز ان النتيجة المتوقعة هي ان يستولي الثوار على العاصمة طرابلس في النهاية لينتهي الامر بقتل القذافي أو القبض عليه مع مجموعة من أهم مؤيديه كما ويقول من يعرفون القذافي انه سيقاتل حتى النهاية على الرغم من ان الفرص تتضاءل أمام حكمه.
الوضع الميداني
وفي الوقت الذي تكرست فيه سيطرة المعارضين على شرق البلاد الغني بالنفط كانت القوات الموالية للقذافي تواصل سيطرتها على العاصمة طرابلس غداة اطلاق نار على متظاهرين ادى الى مقتل ستة منهم حسب شاهد عيان.
كما نقلت وكالة رويترز ان مسلحين يعارضون حكم القذافي سيطروا على مدينة الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس.
وأضاف أن العلم الليبي لفترة ما قبل القذافي بألوانه الاحمر والاخضر والاسود يرفرف فوق مبنى بوسط المدينة ويردد مئات الاشخاص "هذه ثورتنا".
وكان احد سكان مدينة الزاوية الليبية قال ان القوات الموالية للقذافي خاضت قتالا عنيفا مع الثوار مشيرا الى ان 50 مدنيا على الاقل قتلوا كما اصيب كثيرون بجروح خطيرة.
وفي شرق البلاد قامت القوات الموالية للقذافي بانزال "مرتزقة" في مصراتة فتحوا النار على بناء فيه مقر لاذاعة محلية وعلى متظاهرين كانوا يشاركون في تشييع اشخاص قتلوا خلال الايام القليلة الماضية.
وفي بنغازي (1000 كلم شرق طرابلس) واصلت المعارضة تنظيم نفسها في هذه المدينة التي تحولت الى معقل للثوار.
وزير العدل الليبي السابق يعلن عن مساع لتشكيل حكومة انتقالية
بموازاة ذلك برز اعلان وزير العدل الليبي السابق مصطفى عبد الجليل في وقت متأخر السبت عن مساع لتشكيل مجلس وطني برئاسته لتولي شؤون البلاد لمدة ثلاثة اشهر تحضيرا للانتخابات.
وصرح عبد الجليل الذي استقال من نظام معمر القذافي احتجاجا على استخدام العنف ضد متظاهرين الاثنين الماضي ان المجلس سيضم شخصيات مدنية وعسكرية.
وقال في مقابلة متلفزة ان "الحكومة المقترحة ستضم شخصيات مدنية وعسكرية موثوقا بها وستسير شؤون كل المناطق المحررة لثلاثة اشهر. تتوج بانتخابات حرة ديمقراطية ونزيهة يختار الشعب بموجبها نوابه ورئيسه ديمقراطيا وفق العلاقات الدولية والمواثيق".
مجلس الامن يتبنى بالاجماع قرارا بفرض عقوبات على نظام معمر القذافي
في هذا الوقت اصبحت المواقف الدولية ضد نظام القذافي اكثر تشددا، وقد تبنى مجلس الامن الدولي باجماع اعضائه ال15 السبت قرارا يقضي بفرض عقوبات قاسية على القذافي وعائلته ومقربين من نظامه.
وجدد المجلس المطالبة بوضع حد فوري للعنف الذي يمارسه انصار القذافي والذي قال انه يجري بتحريض "من اعلى المستويات في الحكومة الليبية".
ويشمل القرار منعا للسفر وتجميدا لارصدة القذافي وابنائه وابنته وافراد اخرين من العائلة ومسؤولين كبار في نظامه في مجال الدفاع والاستخبارات متهمين بلعب دور في اعمال العنف.
وتضم لائحة الذين تشملهم العقوبات 16 اسما بعد ان كانت تحوي 22 اسما خلال المفاوضات التي دارت في جلسة مجلس الامن السبت.
كما يقضي القرار برفع جرائم قتل المدنيين الى المحكمة الجنائية الدولية. اذ راى المجلس ان "الهجمات الواسعة والممنهجة الحاصلة حاليا (في ليبيا) ضد المدنيين يمكن ان ترتقي الى تصنيف الجرائم ضد الانسانية".وينص القرار على الوقف الفوري لاي شكل من اشكال بيع الاسلحة الى ليبيا.
من جهة ثانية اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت ان القذافي يجب ان "يرحل الان" لانه فقد الشرعية للبقاء في الحكم" كما جاء في بيان للبيت الابيض.
كما دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد زعيم النظام الليبي معمر القذافي الى الرحيل. وقال في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بالطبع حان الوقت لان يرحل العقيد القذافي..هذا هو أفضل أمل لليبيا"..