26-11-2024 04:38 AM بتوقيت القدس المحتلة

هل يودّع العالم قريباً "توقيت غرينتش"؟

هل يودّع العالم قريباً

اجتمع خمسون عالما من بلدان عدة في جلسة مغلقة بدأت امس وتستمر اليوم في لندن في رعاية أكاديمية العلوم البريطانية رويال سوسايتي لمناقشة تعريف

اجتمع خمسون عالما من بلدان عدة في جلسة مغلقة بدأت امس وتستمر اليوم في لندن في رعاية أكاديمية العلوم البريطانية "رويال سوسايتي" لمناقشة تعريف جديد للتوقيت بحيث يصبح توقيت غرينتش طي النسيان. اثارت هذه المسألة الصحافة البريطانية. فوفق صحيفة "صنداي تايمس"، سوف "تخسر" بريطانيا توقيت غرينتش الذي شكل "على مدى أكثر من 120 عاما رمزا لدور بريطانيا في عهد الملكة فيكتوريا كقوة عظمى".


وكان توقيت غرينتش الذي سمي تيمنا بخط الطول الذي يمر بمدينة غرينتش في لندن قد اعتمد كمرجع عالمي في مؤتمر عقد في واشنطن سنة 1884.
ويقضي التعريف الجديد للوقت بالتخلي عن التوقيت "الشمسي" الذي يستند إلى دوران الأرض والذي يقيسه علماء الفلك منذ أكثر من مئتي سنة بالاستناد إلى خط غرينتش. وقد توقف العالم منذ أربعين سنة عن اعتماد توقيت غرينتش مع أنه يبقى التوقيت الرسمي في بريطانيا ولا يزال يعتبر مرجعا في تحديد الوقت.
واعتمد مؤتمر دولي عقد  العام 1972 "التوقيت العالمي المنسق" الذي يحتسب في سبعين مختبرا في العالم بواسطة 400 ساعة "ذرية" تستند إلى تردد رنين ذرة السيزيوم لضبط الوقت.
ويختلف التوقيت الذري بمعدل أجزاء من الثانية عن التوقيت المحدد من خلال دوران الأرض، علما أنه أكثر دقة.
وبالتالي، تضاف "ثانية واحدة" كل سنة تقريبا للحفاظ على العلاقة بين الوقت ودوران الأرض.
وهذه هي الثانية التي يقترح العلماء حذفها وبالتالي التخلي  عن توقيت غرينتش.


ويكتسب هذا الاقتراح أهمية بسبب عمل شبكات الاتصالات وشبكات الملاحة عبر الأقمار الصناعية مثل جهاز تحديد المواقع العالمي الأميركي "جي بي أس" وجهاز "غلوناس" الروسي وقريبا جهازي "غاليليو" الأوروبي و"بيدو" الصيني. فبعض هذه الأجهزة تزيد الثانية الإضافية بعكس البعض الآخر. مما يطرح مشكلة في تحديد الوقت.
وفي كانون الثاني المقبل، سيخضع اقتراح التخلي عن الثانية الإضافية لتصويت الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف.
وفي حال اعتماد هذا الاقتراح، سوف يبتعد التوقيت الذري تدريجا عن التوقيت الشمسي بمعدل دقيقة بعد فترة تراوح بين 60 و90 سنة وبمعدل ساعة بعد 600 سنة.