ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح الاثنين على جديد الحراك المطلبي. في الملف السوري تركيز على أجواء الحديث عن الدعم الروسي لسوريا ونتائجه.
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح الاثنين على جديد الحراك المطلبي الذي وصل الى مقربة من مجلس النواب بعد ان شهد بعض الاشكالات واحتكاكات مع قوى الأمن.. ولبنانياً ايضاً تناولت الصحف حفل تسلم الوزير جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر.
في الملف السوري تركيز على أجواء الحديث عن الدعم الروسي لسوريا ونتائجه. وفي الموضوع اليمني الخطاب الاستراتيجي للسيد الحوثي في وقت يحقق الجيش واللجان المزيد من التقدم النوعي.
الأخبار
الحراك يتقدم... نحو الإصلاح الأوسع
التظاهرة الكبرى التي حشدت لها مجموعات الحراك لم تنجح في الدخول الى ساحة النجمة، كما كان مقرراً، مكتفيةً بـ«إنجاز» كسر الطوق الأمني والوصول الى مدخل الساحة. هذه المرة، لم تمارس القوى الأمنية قمعها المعتاد، إنما أُوكلت المهمة إلى شبان، أجمع كثيرون على أنهم من عناصر حركة أمل، اعتدوا على المتظاهرين لدى مغادرتهم، فيما كانت القوى الأمنية تراقب من دون أن تتدخل، ما خلق حالة إرباك لدى الناس والمنظمين.
إيفا الشوفي-حسين مهدي
لم تقع السلطة هذه المرة في فخ المواجهات المباشرة مع المتظاهرين، فحملة الاعتقالات والممارسات القمعية نهار الأربعاء الفائت ارتدت عليها سلباً وأعطت زخماً قوياً للحراك. لذا لجأت الى استبدال هراوات عناصر الأجهزة الرسمية بقبضات مجموعة من الزعران وسكاكينهم، ما أدى الى إشكالات متفرقة، دفعت بقسم من المتظاهرين الى المغادرة. لكن مجموعة كبيرة أصرت على الوصول إلى أحد مداخل الساحة، ما اعتبرته إنجازاً وكسراً للطوق الأمني.
عند الخامسة، كانت أعداد المتوافدين الى نقطة التجمّع في برج حمود خجولة. خاب أمل المنظمين الذين راهنوا على حشد أكبر، إلّا أنّ البعض عوّل على أن يلاقي الناس المسيرة في ساحة الشهداء وأمام مؤسسة كهرباء لبنان. كما التظاهرات الأولى للحراك، انفصل الناس الى مجموعات، كلّ لديها مكبّر الصوت الخاص بها، وكلّ ترفع شعاراتها الخاصة بدءاً من سلسلة الرتب والرواتب، مروراً بالحق في الكهرباء 24/24، وصولاً الى القضاء على النظام الذكوري.
أثبتت المسيرة أنّ النقاش الذي فُتِح الأسبوع الفائت بين المجموعات على خلفية إزالة سياج الدالية، حول أهمية عدم تشتيت الأهداف والتركيز على مطلب النفايات، غير حقيقي. فالناس الذين أزالوا السياج حضروا بزخمٍ أمس هاتفين ضد قرار الحكومة لمعالجة أزمة النفايات، ورافعين في الوقت عينه لافتة «لا تسوية في الأملاك العامة البحرية». يؤكد هذا الأمر أنّ التحركات التي حصلت خلال الأسبوع الفائت نجحت في استقطاب المزيد من الأشخاص والقضايا.
تجاوب الناس مع خطاب الحراك التصعيدي دون التزام سقف مطالبه المتدني. ساهموا في رفع سقف المطالب من حلول بيئية لأزمة النفايات الى ضمان الشيخوخة، وقف هدر المال العام، تحقيق العدالة الاجتماعية وإجراء انتخابات وفق القانون النسبي وحتّى إسقاط الدين العام.
عن غير قصد، ساهم رئيس جمعية التجار في بيروت نقولا شماس، أو «أبو رخوصة» كما يسمّيه المتظاهرون، في تكوين نوع من الإدراك لدى الناس بمساوئ الدين العام و»حقارة» سوليدير وما أنتجته من فرز طبقي، فهتف الجميع «يا شمّاس ويا قصّار بعتو البلد للتجار».
مشى الناس في الشارع الضيّق والمحاط بأبنية تراثية قديمة، لم تمتد يد الشركات العقارية إليها بعد، هاتفين للجالسين على شرفاتهم أن ينضموا إليهم، إلّا أن غالبية هؤلاء لم ينزلوا. بقوا على الشرفات يلتقطون الصور للمتظاهرين من دون أي تجاوب. يقول رجل أربعيني لإحدى المتظاهرات التي طلبت منه أن يشارك في المسيرة إنّ «الشباب مكفيين وموفيين». لا يشعر هؤلاء بالمسؤولية تجاه الحراك. يؤيدونه، لكنهم لا يشاركون ظنّاً منهم أنّ الآخرين يمكنهم أن يقوموا بمهمة التغيير. وبعدما تعب المتظاهرون من تكرار عبارة «نزال لاقي شعبك هون» من دون أي نتيجة، عادوا الى هتافاتهم.
بعض المتظاهرين نزلوا فقط ليثبتوا حقّهم بالتظاهر والتعبير بعدما استفزّهم قمع القوى الأمنية للمتظاهرين. تقول لمى الآتية من طرابلس إنها «شاهدت نهار الأربعاء القمع الذي مارسته القوى الأمنية على المتظاهرين وحملة الاعتقالات التي حصلت، ما يهدّد حرية التظاهر والتعبير وهو ما يجب حمايته».
اقتربت المسيرة من مؤسسة كهرباء لبنان، فتسارعت خطوات القوى الأمنية المواكبة خوفاً من أي عمل مفاجئ، إلّا أنّ المفاجئ كان أن المتظاهرين مروا من أمام المؤسسة من دون أن يلتفتوا إليها، ما عدا رجلاً واحداً وقف أمام بوابة المؤسسة رافعاً مجسّماً لـ»أبو رخوصة».
فعلياً، كان الهدف الوحيد للناس أمس دخول ساحة النجمة، وهو ما واظبوا على ترداده، لكن عندما تجاوز الناس مؤسسة الكهرباء، بدأت الأخبار تنتشر عن إشكال في ساحة الشهداء مع شبان تبين أنهم من أنصار الرئيس نبيه بري. تغيّر إيقاع المسيرة ومشى المتظاهرون بسرعة في اتجاه الساحة. عززت الأخبار العاجلة التي وصلت الى هواتفهم حالة القلق والتوتر، وهو ما أرادته القوى الأمنية التي أعلنت أنها «تعمل جاهدة على فض الإشكالات بين المتظاهرين، إنما الفوضى تصعب هذه المهمة»! بنظر القوى الأمنية، الإشكالات وقعت بين المتظاهرين أنفسهم. وما بيانها عن «صعوبة المهمة» سوى تخويف للمتظاهرين من أجل المغادرة.
من تمثال الشهداء حتى مبنى جريدة «النهار»، خلت الطريق من أي عنصر من عناصر مكافحة الشغب أو قوى الأمن الداخلي، على عكس التظاهرات السابقة. فجأة، حضر شبان قال بعضهم صراحة «نحن أنصار الرئيس بري»، وصار هؤلاء يدققون في لافتات المتظاهرين الذين سبقوا المسيرة، الى أن وجدوا سيدة في منتصف الأربعينات تحمل لافتة عليها صورة «الرئيس» (الى جانب صورتين للرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط)، فتلاسن معها شبان «أمل»، وأخذوا اللافتة. حاولوا إيجاد صور أخرى، ثم تلاسنوا مع المتظاهرين قبل ان ينهالوا على بعضهم بالعصي والسكاكين، مبررين ذلك بأنهم «سبّوا الرئيس» في تظاهرات سابقة. استنجد المتظاهرون بالقوى الأمنية الموجودة، لكن قوى الأمن اعتبرت الموضوع خارج نطاق صلاحياتها. وبعد وقت ليس بطويل، حضرت قوة من مكافحة الشغب، فعملت على التفريق، والتقط المصورون لحظة توقيفها لأحد عناصر الشغب.
قبل أن تصل المسيرة الى ساحة الشهداء، أجبرت القوى الأمنية، والتوافد المستمر للمتظاهرين، الموالين لحركة أمل على المغادرة من جهة جامع محمد الأمين هاتفين «بري بعد الله»، لكنهم نصبوا حواجز تحت جسر فؤاد شهاب وقبل نفق بشارة الخوري، وأوقفوا المارة والسيارات واعتدوا على عدد من المشاركين في التظاهرة، ومن بينهم الزميل في «الأخبار» أسامة القادري.
أدرك المتظاهرون أنّ هناك مخططاً لجرّهم إلى هذه المواجهة. وما إن وصلت المسيرة الى مبنى «النهار» كانت بوادر القلق والخوف واضحة على وجوه الناس، إذ إن هجوم مناصري حركة أمل على التظاهرة فعل فعله، فغادر الكثيرون الساحة، فيما تجمّع الآخرون بعيداً عن قوى مكافحة الشغب، في انتظار قرار الدخول الى ساحة النجمة.
قرابة السابعة، دخل المتظاهرون الى الساحة، فاقتربوا من الفاصل الذي أقامه عناصر مكافحة الشغب، وبقوا وجهاً لوجه مع القوى الأمنية التي قررت فجأة أن تسمح لهم بالمرور، بعدما تراجعت الى الخلف. عند كل مرة، كانت المسيرة تتقدم، كان عناصر الشغب يتراجعون الى خلف، حتى وصل المتظاهرون الى مدخل ساحة النجمة المواجه لمحلات «باتشي». وبعد مشاورات بين عدد من المنظمين، تقرر إنهاء التحرك، على اعتبار أنه وصل الى هدفه في كسر الطوق الأمني المفروض عليهم!
عون: لن يقدروا على الفوضى
باسيل: سنزحف الى بعبدا ونريد الرئيس القوي
رفض العماد ميشال عون التهويل بوضع البنانيين أما خيار «الرئيس الدمية أو الفوضى التي لن يستطيعوا» القيام بها، فيما أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل «أننا نريد رئيساً يحارب الفساد والارهاب ويحمي الهويّة ويحفظ الأرض ويُبقي على الكيان.
رفع النائب ميشال عون سقف خطابه السياسي في كلمته أمس خلال حفل «تجديد مسيرة التيار الوطني الحر»، رافضاً «الرئيس الدمية». وقال: «لا يُهوِّلنّ علينا أحد ويخيّرنا بين الفوضى أو الرئيس الدمية، فلتكن الفوضى إذا استطاعوا... ولكن أحداً لن يستطيع»، مؤكّداً أنه «سيكون هناك رئيس من رحم معاناة المواطنين، ونبض أحلامهم».
وأمام حشدٍ من ممثلي القوى السياسية والوزراء والنواب، كرر عون موقفه بعدم شرعية مجلس النواب وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من الشعب، مؤكّداً أن «المجلس الحالي لا يستطيع أن ينتخب الرئيس، ونحن لا ولن نقبل إلا بعودة الكلمة الفصل إلى الشعب اللبناني مصدر السلطات». وذكر أن «التمديد لمجلس النواب الحالي، الذي فقد شرعيته الشعبية، أفقد السلطة الحالية إمكانية استمرارها في الحكم... ولغاية اليوم تتهرب الأكثرية الممدد لها من إقرار قانون انتخاب جديد وتريد انتخاب رئيس جديد». وأشار إلى أن «الفساد المستشري في شرايين الدولة يقلقنا، والأكثرية المسيطرة على الحكم منذ عام 1992 غيبت قواعد المحاسبة». وشدّد على ضرورة «تغيير نهج الدولة بأكمله، وهذا لن يتحقق إلا من خلال انتخابات نيابية على نتائجها تبنى كل المؤسسات».
وعرّج عون على وثيقة التفاهم مع حزب الله، مشيراً إلى أنه «منذ اليوم الأول أثيرت حول هذا الاتفاق الكثير من الشكوك غير المبررة». وأكّد أنه «على الرغم من أن التفاهم لم يشمل الجميع، فقد استطعنا أن نحفظ الأمن والاستقرار لجميع اللبنانيين، وخصوصاً في حرب تموز 2006 وما يجري في سوريا». وقال: «نظراً إلى إيماني بالوحدة الوطنية والعلاقة مع الدولة المجاورة، كانت سياسة الانفتاح مع مختلف المكونات الوطنية، ودعوتنا الحكومة إلى تحسين العلاقة مع الدول المجاورة، ولا سيما سوريا التي هي دولة شقيقة مجاورة، وتشكل حدودها مع لبنان المدخل الوحيد إلى بلدان الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إلى وجود عدو على حدودنا الجنوبية يحتل جزءاً من البلدين ويهدد أمنهما»، لافتاً الى أنه «رغم ذلك لم تسمع دعوتنا، فكانت الحرب الإرهابية على سوريا التي يطال لبنان جزء من تداعياتها». ولفت الى أنه «لا أحد يجهل ما يحصل في البلدان العربية، من فوضى هدامة ادعى من كان عرابها بأنها من أجل الديموقراطية والحفاظ على حقوق الشعوب». وأشار إلى أن «من يعاملون اللاجئين اليوم بهذه الطريقة كانوا يضغطون علينا تحت عناوين إنسانية... مع ما نسمع هذه الأيام من تصاريح للأوروبيين من تحديد أعداد اللاجئين لديهم، نسأل هل يستطيع لبنان تحمل ما عجزت الدول العربية والأوروبية عن تحمله مجتمعة؟».
بدوره، دعا رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل في كلمته إلى التجمّع يوم 11 تشرين الأول أمام قصر بعبدا، في الذكرى السنوية لـ«13 تشرين». وتوجّه إلى المقاومين، قائلاً: «حماكم الله وسنموت خجلاً ان لم تمتزج دماؤنا بدمائكم على ارض لبنان اذا اتى يوم الواجب». وللمحتلين «نقول بجيشنا وشعبنا ومقاومينا سنقاتلكم»، ووجّه رسالة إلى «أهل الشراكة» بـ«أننا عن المناصفة غير متزحزحين... ارفعوا أيديكم عن المناصفة وعن قانون انتخابي نسبي وعن رئاسة الجمهورية». وأكد «أننا نريد رئيساً يحارب الفساد والارهاب، ويحمي الهويّة ويحفظ الأرض ويستعيد الجنسية ويُبقي على الكيان». وسأل باسيل «المطالبين بالكهرباء»: «أين كنتم عندما تم تعطيل خطة الكهرباء؟»، و«للمطالبين بالمياه»: «أين كنتم عندما توقفت مشاريع السدود؟»، و«للمطالبين بحل أزمة النفايات أين كنتم عندما خسرنا التصويت مرات ومرات في مجلس الوزراء لوقف مهزلة التمديد للنفايات؟».
وبعدما قدّم ما يشبه برناج العمل لرمنصبه رئيساً للتيار الوطني الحر، شدد باسيل على أن «من يريد أن يتحدث عن مسيحيي الشرق وعن حماية الأقليات فليتحدث معنا»، وأن الذي «يدافع ويريد أن يحافظ على التعدد بالشرق عليه أن يحافظ علينا أولاً». وأكد أن «التيار أصغر من أن يمسك وأكبر من أن يحجب»، و«التيار سيكمل المسيرة على خمسة أعمدة: الشباب، المرأة، الانتشار، البلديات والنقابات»، مؤكّداً أنه «سيكون هناك 50 ألف بطاقة، وسيكون التيار أكبر تيار مسيحي في الشرق»، و«أول تيار سياسي يعتمد النسبية في انتخاباته، ويقوم على المبادئ وقضية ومؤسسة تحمل القضية». وتوجه إلى عون بالقول: «إليك يا جنرال عون نقول، أنت الحلم الذي انتظرناه والحلم لا يشيخ. والجنرال عون لا يشيخ».
إسرائيل أمام تحوّل استراتيجي روسي: هذه مخاوفنا
يصل نتنياهو اليوم في زيارة خاطفة إلى موسكو في مسعى منه للحد من المفاعيل السلبية للتدخل الروسي العسكري في سوريا. وينطوي قرار الزيارة وتركيبة الوفد الإسرائيلي على اقرار بأن تل ابيب باتت أمام تحول وواقع جديد في سوريا، سيلقي بظلاله على مجمل المقاربة الاسرائيلية للساحة السورية والمنطقة.
علي حيدر
على وقع المفاجأة التي احدثتها ترجمة التوجهات العملانية الروسية في الساحة السورية، انطلقت موجة من التقارير الاسرائيلية التي تحاول ان تستكشف معالم هذا الحدث المفصلي في حركة الصراع في سوريا والمنطقة، وخاصة أن أولى نتائجه المتوقعة كبح الانجراف وراء الاوهام «التفاؤلية»، التي هيمنت على تقديرات ومواقف قوى ودول وزعماء اقليميين ازاء مستقبل الصراع في سوريا في المدى المنظور على الاقل.
لذا يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كذلك، تأتي الخطوة الاسرائيلية المستعجلة على وقع حقيقة أن اسرائيل لا تستطيع أن تتجاهل وجود قوات روسية عسكرية في الساحة السورية، وخاصة أن الاندفاعة الروسية ووتيرة تسارعها، تنطويان على قرار وتوجه عملاني جديد يشمل الاراضي السورية في مواجهة الجماعات التكفيرية. وتدرك تل ابيب، أنّ هذا المسار سوف تترتب عليه تداعيات على مسار التطورات الميدانية لمصلحة النظام السوري وحزب الله ومحور المقاومة. وأكثر ما يفترض أنه حضر في وعي صانع القرار السياسي والامني في تل ابيب، مفاعيل الحضور الروسي على المعادلات القائمة مع اسرائيل، ومدى استفادة محور المقاومة منه سواء لجهة تحصين موقع النظام، أو المظلة التي سيوفرها لتواصل وتسارع وتيرة مراكمة القدرة النوعية والكمية... على الاقل هذا ما يؤرق القيادة الاسرائيلية.
وأوضح مستشار الامن القومي لرئيس الوزراء الاسرائيلي، يوسي كوهين، أن السبب الذي دفع نتنياهو للسفر الى موسكو هو الخشية من أن «تنتج روسيا في المنطقة واقعاً جديداً لم يكن قائماً في المنطقة منذ عشرات السنوات». ووصف كوهين قرار نتنياهو باصطحاب رئيس اركان الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالخطوة غير المألوفة. ولفتت مصادر سياسية الى أن هدف اصطحاب قادة عسكريين أن يستمع الروس الى مخاوف اسرائيل من الجهة المهنية الاكثر ارتباطاً بالموضوع. وكشفت ايضاً عن أن اسرائيل تشعر بالقلق من أنه في حال حصول احتكاك بين الجانبين الاسرائيلي والروسي سيؤدي ذلك الى نشوب أزمة تحرص اسرائيل على تجنبها.
وذكر موقع «واللا» العبري أن نتنياهو سيقدم أمام الرئيس الروسي الخطوط الحمراء الاسرائيلية ازاء الساحة السورية بما يشمل شنّ عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من سوريا، ونقل اسلحة كاسرة للتوازن الى حزب الله أو انزلاقها الى منظمات ارهابية. وسيقدم رئيس الاستخبارات المعلومات التي بحوزة الجيش عن دور إيران في تمويل وتوجيه ودفع عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من هضبة الجولان، وأن اسرائيل تولي اهمية بأن يكون الروس على صورة كاملة ازاء هذه القضية.
في السياق نفسه، اكدت مصادر امنية، بحسب ما ورد في «واللا»، أن سلاح الجو الاسرائيلي بدأ بالفعل انشاء جهاز تقني يعني بتنسيق النشاطات الجوية مع الروس فوق السماء السورية، وبهدف منع الاحتكاك بين الجيشين. وذكر الموقع العبري نفسه، بأنهم في الاجهزة الامنية يقدرون بأن وتيرة النشاط العسكري للجيش الروسي في الساحة السورية، ستتغير عندما يعزز «المتمردون» وعلى رأسهم «داعش»، هجماتهم ضد القوات الروسية والحاق خسائر بشرية في صفوفهم. ويوضحون في المؤسسة الامنية الاسرائيلية ان «التنسيق بين الجيشين، الروسي والاسرائيلي، مطلوب ويحظى باهمية حاسمة في هذه المرحلة، على خلفية هذه التقديرات».
وفي الاطار نفسه، ذكر المعلق العسكري في صحيفة «معاريف»، عمير ربابورت، بأن ضعف ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما يضع اسرائيل حالياً أمام وضع اشكالي «وتحديدا في ظل أن التطورات في الشرق الاوسط ليست لمصلحتنا». ورأى في مشاركة رئيس الاركان ورئيس الاستخبارات في الوفد الى موسكو، تعبير عن اتجاه دراماتيكي في الشرق الاوسط، بفعل تراجع مشاركة الولايات المتحدة وتصاعد مكانة روسيا الاقليمية.
وعلى المدى الفوري يأتي قرار الزيارة على خلفية المعلومات بأن روسيا على وشك ارسال طائرات حربية ومروحيات