رأى العلامة السيّد علي فضل الله أنّ ما يواجهنا كأمّة في اقتحام العدوّ للمسجد الأقصى الشَّريف قد يكون آخر الاختبارات في هذه المرحلة
رأى العلامة السيّد علي فضل الله أنّ ما يواجهنا كأمّة في اقتحام العدوّ للمسجد الأقصى الشَّريف قد يكون آخر الاختبارات في هذه المرحلة، مشدّداً على أن تتحمَّل الشّعوب العربيّة والإسلاميّة مسؤوليّاتها في دعم الشَّعب الفلسطينيّ لإنتاج انتفاضة جديدة، مشيراً إلى أنَّ أخطر ما تواجهه الأمّة في هذه المرحلة، يتمثَّل في الفتن المذهبيَّة والسياسيَّة وانقساماتنا الداخليَّة كمحاور وجهات متناحرة.
واصل سماحته استقبال وفود وحملات الحجاج في مقرّ بعثة مؤسَّسات المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله في مكَّة المكرمة، حيث استقبل على التوالي: وفداً من الحجّاج القادمين من كندا، مجموعة من الحجاج اللبنانيين القادمين من البرازيل، وفداً من علماء البحرين، ووفداً آخر من علماء منطقة الإحساء في المملكة العربية السعودية، ووفوداً من الحجاج العراقيين، ووفداً من الحجاج اللبنانيين القادمين من الولايات المتحدة الأميركية، وحجاج آخرين قادمين من أبيدجان وفرنسا.
وألقى سماحته في وفود الحجيج كلمةً أشار فيها إلى ضرورة ألا نكتفي من الحجّ بالجانب الشّكليّ للعبادة، بل أن نحرص على التفاعل مع روح هذه العبادة بكلّ رموزها وأبعادها، مشدداً على أن نستفيد كأمة من هذا الاجتماع الإسلاميّ الكبير، حتى نخرج من واقع التخلّف والتمزّق إلى فضاء الوحدة والعلم، مشيراً إلى ضرورة أن يقوم الحجّ بدور في تغيير حياة الفرد والأمة معاً، كونه فرصة كبيرة للتخطيط ولتغيير واقعنا، سواء في منطقتنا العربية والإسلامية أو من خلال تعاطينا مع البلدان التي تستضيفنا في الغرب.
وأكَّد أنَّ المسؤوليَّة باتت كبيرة على عاتق الجالية الإسلاميّة الّتي تعيش في البلدان الغربيّة، وخصوصاً بعد اهتزاز صورة الإسلام في هذه البلدان، بفعل عمليات التَّشويه الإعلاميّ والثّقافيّ من جهة، والمجازر الَّتي تُرتكب في بلادنا ويعمل الكثيرون على إلباسها لباساً إسلاميّاً من جهة ثانية، حيث يحاول البعض تأكيد أفكار سبق أن سوّق لها، بأنَّ الإسلام هو المسؤول عن إنتاج هذه الحالات المتطرفة والمدمنة على القتل والعنف، والإسلام براء من كلّ هؤلاء.
ودعا سماحته إلى أن نستفيد من التاريخ الإسلامي ومن حركة رسول الله(ص) الذي جاء رحمة للناس كافة، والذي عفا عن الذين قاتلوه وأخرجوه من مكة.. كما دعا إلى أن نعيش الوحدة الرسالية من خلال هذا التاريخ الذي صنعه المسلمون الأولون.
ورأى أنَّ من أخطر ما يواجهنا في هذه المرحلة، هو الفتن التي تضرب بلاد المسلمين، والَّتي قسّمتهم سياسياً ومذهبياً وطائفياً، وأدخلتهم في صراع المحاور الدّوليَّة والإقليميَّة، مشيراً إلى ضرورة أن يستعيد المسلمون شخصيَّتهم ويتوحّدوا في الداخل بدلاً من أن يكونوا أتباعاً للخارج، وأن يتحوَّلوا إلى محور واحد بدلاً من أن تتواصل انقساماتهم وتمزّقاتهم، في الوقت الّذي يعمل الكيان الصّهيونيّ على تغيير الواقع كلياً في آخر المعالم الإسلاميَّة الكبرى في المسجد الأقصى الشريف.
وأكّد أنَّ ما يجري في الأقصى الشريف يمثل امتحاناً للأمة في هذه المرحلة، كي تستفيق من كبوتها، وتعيد رصّ صفوفها، وترسم بتلاحمها ووقفتها التضامنيّة مع الأقصى الشريف ومع الشعب الفلسطيني آفاق المراحل المقبلة، لافتاً إلى أنَّ العدوّ الصّهيونيّ يحاول استفزاز الشّعب الفلسطينيّ بعدما اطمأنّ إلى صمت الدول العربيّة والجامعة العربيّة والكيانات الرسميّة العربيّة والإسلاميّة، ويحاول اختبار هذا الشعب، ليعرف إذا كان قادراً على الصمود.. داعياً الشعوب العربية إلى أن تقول كلمتها وتدعم الشعب الفلسطيني لإنتاج انتفاضة جديدة تحاصر كيان العدو وتضع العالم العربي والإسلامي أمام مسؤوليّاته الجسام.
وكان سماحة العلامة السيد علي فضل الله قام على رأس وفد من البعثة، بزيارة بعثة المرجع الديني السيد محمود الهاشمي الشهرودي، حيث كان في استقباله السيد محمود الخطيب، والسيد علاء الهاشمي الشهرودي. كما قام الوفد بزيارة مقرّ بعثة الحج العراقيّة، حيث كان في استقباله أركان البعثة، وعلى رأسهم سماحة الشيخ خالد العطية، كما زار أيضاً حملة التوحيد الكويتية وبعض الحملات التابعة لحجاج إماراتيين.