أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم السبت 05-11-2011
أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم السبت 05-11-2011
عناوين الصحف
- البلد
عطلة الاعياد ترجىْ الملفات الساخن
- الشرق الاوسط
المعارضة اللبنانية تحضّر لمرحلة إسقاط الحكومة ولا تستبعد اللجوء إلى خيار الشارع
- الحياة
"حزب الخضر" يخوض الانتخابات مبتعداً عن قضايا تثير خلافات
- الشرق
مخاوف ديبلوماسية متنامية من استهداف "اليونيفيل" مجددا
- الأنوار
معلومات تحذر 14 آذار من احتمال الاعتداء على عدد من قياداتها
- الجمهورية
فتح ملفّات جانبيّة لتأجيل انفجار الحكومة
- المستقبل
"الثلاثي" الصفدي ـ بيفاني ـ كنعان يتخبط في الإنفاق.. وفيلتمان يتحدث عن "قرارات قاسية" إذا لم يقرّ التمويل
- اللواء
<الأجور> تطير إلى نهاية السنة
- الإخبار
بين الرابية والسادات تاور لا تصفير خلافات
- الديار
حزب الله يرفض التمويل وفيلتمان يحذّر من عقوبات قاسية ضد لبنان
- السفير
"المحكمة الدولية" بميزان وقف تمويل منظمة "اليونسكو": يحق ّ لأميركا ما لا يحق للبنان... والتهديد بالعقوبات نموذجاً!
- النهار
هل يتراجع بري عن مبادرته؟
حول حزب الله واحتمالات العدوان
ـ السفير: استنفار دبلوماسي في موسكو... فلقاء موسع في بيروت مُطعّم بالخبز والملح.. روسيا و«حزب الله» لـ«المشوِّشين»: نعرفكم... وستتعبون!
منذ أن وطئ الأرض الروسية، شعر وفد «حزب الله» بأن يدا ما تحاول التشويش على الزيارة، في محاولة مكشوفة لمنع فتح المدى الروسي أمام «حزب الله»، إلا أن رياح الزيارة جرت بعكس ما تشتهي سفن التشويش، التي أبحرت بحمولة زائدة من الفشل. فيما عاد الوفد، كما يؤكد المعنيون بتلك الزيارة، بخارطة طريق مشتركة نحو علاقة أوثق وأوسع وأعمق بين الحزب والمسؤولين الروس.
لكن في الوقت الذي أوكلت فيه إلى «حزب الله» مهمة وضع آلية المسار التطويري للعلاقة بين الجانبين، انتقلت تلك اليد الى محاولة ضرب الزيارة في الداخل اللبناني لعلها تنجح في تحقيق ما فشلت في تحقيقه في روسيا، ولاحظ المتابعون الحزبيون كيف ان «الإعلام الازرق» حاول التبخيس بالزيارة وتقديم صورة مشوّهة عن اللقاءات التي أجراها الوفد في موسكو، وعن مستوى الشخصيات الروسية التي قابلها الوفد وعن مدة اللقاءات، وصولا الى «سيناريو» تمويل المحكمة الدولية، حيث أريد اظهار الروس كأنهم أولو الأمر الدولي لتلك المحكمة وأنهم الضاربون الوحيدون بسيفها، من خلال إلباسهم موقفا اميركيا غربيا وكلاما لطالما رددته السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيللي عن عقوبات واجراءات في حق لبنان في ما لو تخلف عن تمويل المحكمة... وصولا الى دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للاستقالة اذا تمنع عن التمويل.
تعاطى «حزب الله» مع هذا «السيناريو» على انه شهادة اضافية على نجاح زيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة الى موسكو، خاصة ان هذا التشويش الانفعالي ما كان ليحصل لو أن الزيارة لم تحقق مبتغاها. لذلك تجاهل الحزب التسريبات بشكل كلي، الى حد السخرية من الوقائع التي سربت وخاصة في ما خص المحكمة وتمويلها، وهي وقائع ذكّرت المتابعين بالسيناريوهات والروايات التي كانت تنشر في بعض الاعلام العربي والغربي حول المحكمة، لا بل انهم كانوا شبه متيقنين من أصابع المطبخ نفسه. وعلى ما يقول أحد الحزبيين، «فإن الانفعال قد اخذ من الطباخين حد توليد تعابير ومفردات تهديدية غير مألوفة لدى الروس. لقد كبروا الكذبة بما جعلها غير قابلة للتصديق»، حتى أن مراجع رسمية عدة هزئت بالكلام المنسوب الى الروس، خاصة أن الموقف الروسي لا يرمى في كل صالون وفق ما يشتهي هذا أو ذاك من اللبنانيين، بل ثمة مقاربة روسية تأخذ بعين الاعتبار مصلحة روسيا أولا، والأمن والاستقرار الاقليميين ثانيا.
برغم ذلك، شعر الروس بإساءة معنوية كبرى، وبأن هناك اطرافا لبنانيين وآخرين غير لبنانيين يتعمدون تلك الاساءة من خلال فبركة سيناريو ينسب الى الخارجية الروسية تهديدا للبنان بأن مجلس الامن الدولي سيلجأ الى فرض عقوبات عليه ما لم يفِ بالتزاماته حيال المحكمة. لقد شعر الروس بأن ثمة من يتدخل في شؤونهم، وان ثمة من يريد ان يسيء الى دورهم وحضورهم في لبنان، والى ضرب مصداقيتهم في علاقاتهم سواء مع الدولة اللبنانية او مع القوى السياسية في لبنان. ولم يكن صعبا عليهم الاستنتاج انّ ثمة من هو مستاء جدا من الانفتاح الروسي على «حزب الله»، ويحاول من خلال التشويش ان يوصل رسالة بهذا المعنى الى موسكو، وهذا ما اعتبرته تدخلا فاضحا في شؤونها، علماب أن مستشارا لمرجع حكومي سابق، وهو شبه مقيم في العاصمة الروسية، تلقى لوما من دائرة سياسية ضيقة، على خلفية اخلاله بقضايا نوقشت معه ربطا بزيارة وقد «حزب الله» الى موسكو.
وتبعا لذلك، اعلنت الخارجية الروسية قبل ايام قليلة ما يمكن اعتباره «استنفارا دبلوماسيا»، الغاية منه، من جهة، ردّ تلك الاساءة بما يوازيها او اكثر، وايصال رسالة «جوابية «قاسية الى «الاطراف المسيئة» اللبنانية وغير اللبنانية وتكاد تكون معروفة بالاسماء ومحل الاقامة، تذكـِّر فيها بأنّ التدخل في الشأن الروسي ممنوع. ومن جهة ثانية ، الحؤول دون ان يخلق هذا التشويش، اي ارتدادات من شأنها ان تصيب العلاقة مع «حزب الله» بأي أضرار، فضلا عن حرص موسكو على نجاح تجربة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وأن يستمر الاستقرار في لبنان محصنا في هذه المرحلة.
وقد تبدى الاستنفار الدبلوماسي الروسي في المراسلات التي جرت ما بين موسكو وبيروت في الايام القليلة الماضية، والتي ابرزت الآتي:
أولا، استغراب الجانب الروسي ما هو منسوب للخارجية الروسة من كلام حول المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري وربط عدم تمويلها بفرض عقوبات على لبنان.
ثانيا، ادراك روسيا حساسية موضوع المحكمة الدولية في لبنان، لذلك هي لا تقاربه من زاوية استفزازية لأي فريق في لبنان.
ومن المعلوم ان روسيا الى جانب الصين وجنوب افريقيا واندونيسيا وقطر، امتنعت عن التصويت لصالح القرار 1757 المتعلق بانشاء المحكمة، وكان للمندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين موقف لافت للانتباه وقتذاك، بتحذيره من «ان تشكيل محكمة دولية بقرار احادي الجانب ينتقص من سيادة لبنان، وكان ينبغي أن يؤكد نص القرار على أحكام الاتفاق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة وليس الدخول في حيز التنفيذ. كما ان الصيغة الحالية تشوبها الشبهات وتمس بسيادة لبنان ولا نعتبر أن ثمة مبرراً للفصل السابع.. لقد تم اللجوء الى الفصل السابع في يوغوسلافيا ورواندا على اعتبار ان الجرائم التي جرت هناك ضد الإنسانية ويتم التعامل معها من جهة دولية. أما المحكمة اللبنانية فهي لغرض لبنان ولا بد من الإصغاء الى كلّ الأصوات اللبنانية، وكان من الواجب عدم الاكتفاء بالاستماع إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بل الى الرئيس اميل لحود ايضاً».
ثالثا، صدور قرار عن الخارجية الروسية يقضي بتكذيب قاس لكل السيناريو المفبرك والتأكيد على عدم مشاركة موسكو في اي شائعات مرتبطة بالمحكمة او بالواقع اللبناني، وهو ما تجلى في «البيان التكذيبي» الذي صدر قبل ايام عن السفارة الروسية في بيروت.
رابعا، حرص روسيا على الاستقرار في لبنان، ورفضها كل ما من شأنه المس بهذا الاستقرار والاضرار به.
خامسا، تأكيد روسيا جدية توجهها نحو علاقة وطيدة مع «حزب الله»، واعتبار الزيارة الناجحة التي قام بها الوفد النيابي من «حزب الله» الى موسكو، قاعدة اساسية يبنى عليها لعلاقات ثنائية اكثر تطورا وعمقا.
سادسا، صدور توجيهات من الخارجية الروسية الى السفير في بيروت، بالتواصل المباشر مع «حزب الله»، واولى ترجمات هذا الامر، كانت في لقاء ثنائي موسع جرى قبل اقل من اسبوع وتخلله خبز وملح، بين وفد من «حزب الله» (ومن ضمنه اعضاء الوفد النيابي الى موسكو)، ووفد موسع من السفارة الروسية في بيروت ضم السفير الروسي وبقية الطاقم السياسي في السفارة، وشكل بمضمونه تتمة موضوعية لمحادثات الجانبين في موسكو، وخرج بخلاصة تؤكد جدية الطرفين واهتمامهما بالذهاب الى علاقة وثيقة ومتطورة، وتوطيدها وتنميتها والانتقال بها الى مراحل متقدمة. وفكرة عقد اللقاءات الدورية قائمة، لا بل اكثر من واردة وقابلة للترجمة في الآتي من الايام.
سابعا، ارتدت محاولات التشويش على العلاقة بين الروس و«حزب الله» سلبا على المشوشين انفسهم، اذ انها قرّبت مواعيد وشكلت حافزا لكليهما لبث المزيد من الحرارة والدفء في العلاقة ومزيد من الثقة المتبادلة بينهما. وفي الوقت نفسه، تم توجيه رسالة لمن يهمه الأمر، بأن من يحاول التشويش وافتعال اعمال الشغب على ما بات يربط بينهما سيتعب كثيرا. وسمعت مستويات رفيعة في «حزب الله» ما حرفيته: «لقد فتح امامكم المجال الروسي، وكذلك المجال الصيني، وبالتالي بات لـ«حزب الله» حضوره اللافت للانتباه على المستوى الدولي، وما لا شك فيه ان ثمة لبنانيين وغير لبنانيين ممتعضون من هذا الحضور، لكن يجب الا نفاجأ بأن امتعاضهم هذا طبيعي بلا ادنى شك، فهو امتعاض كبير بحجم الحضور الكبير لـ«حزب الله» على الساحة الدولية».
ـ الأخبار: جنبلاط ــ سوريا ــ حزب الله: حِفظ الجميل
بين زعيم المختارة وسوريا وحزب الله قصة طويلة. اختلط فيها التحالف بالعداء، والرهان بالتخويف، لكنهم اختبروا مراراً حاجة كل منهم إلى الآخر. اكتشفوا دقة التلازم بين عامي 2005 و2008، ثم بين عامي 2010 و2011. اليوم باتت المعادلة تنوء تحتهم: جنبلاط تتجاذبه الخيارات، وسوريا تخاف على نظامها، وحزب الله محاصر
حدّد رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط خيارات جديدة للمرحلة المقبلة، بعض المعنيين بها نفروا منها، والبعض الآخر استوعب صدمتها أو يكاد، والبعض الثالث صفق لها. فَصَلَ بين علاقته بسوريا وتلك التي بحزب الله، متخطياً شروط مصالحته مع دمشق في آذار 2010، عندما طابقت الموقف من سوريا مع الموقف من حزب الله. لم يُحالف أحدهما كي يعادي الآخر.
كان الشرط نفسه الذي فرض على الرئيس سعد الحريري، قبل جنبلاط، وحمله هو الآخر إلى دمشق في كانون الأول 2009، وتصالح مع الرئيس بشّار الأسد، ثم أخذ عليه الأخير في لقاءاتهما الأربعة مذ ذاك حتى آب 2010، أنه يفصل علاقته الشخصية والسياسية بالأسد عن علاقة حلفائه في قوى 14 آذار بسلاح حزب الله. إلى أن انهارت المصالحة، فالتحق الحريري بالرهان على إسقاط نظام الأسد، بحثاً عن تشفٍّ خبأه في أكثر من مبرّر.
عندما قرّر جنبلاط أخيراً الانحياز إلى المعارضة السورية ضد النظام، من غير أن يوصد هو أبواب حوار مقطوع مع دمشق منذ حزيران الماضي بحجة تباطؤ النظام في إجراء إصلاح داخلي لبلاده، لم يُقرن هذا الانحياز بإشهار تخليه عن حزب الله وسلاحه. لا يزال يقول بدعمه إياه، ويسمّي المقاومة باسمها، ويتمسّك بمناقشة الاستراتيجيا الدفاعية لحماية لبنان على طاولة الحوار الوطني إلى أن يحين أوان تخلي الحزب عن سلاحه.
لم تستفز هذه المواقف حزب الله. إلا أنه لم يرتح إلى وجهة النظر السلبية من النظام السوري. ولاحظ الحزب أن جنبلاط غالى كثيراً ـــــ شأن ما فعل بين عامي 2005 و2008 وأخفق، ثم اعترف بإخفاقه ـــــ في الرهان على تقويض نظام الأسد. لم يضع علاقته بالزعيم الدرزي على المحك، ولا قرّر ـــــ كدمشق ـــــ قطع الاتصال والحوار به. وعندما ذهب جنبلاط إلى مقابلة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله في 13 تشرين الأول، توخّى التأكيد له أن الاختلاف في الرأي السياسي من أحداث سوريا لا يفضي حكماً إلى إعادة مناقشة العلاقات الدرزية ـــــ الشيعية في ضوئها، ولا وضع هذه العلاقات في مهب تغيّرات إقليمية تهدّدها بين حين وآخر.
كان قد بلغه كلام من هذا القبيل، أشعره برغبة البعض في حزب الله في إعادة الخوض في العلاقة مع جنبلاط والتلميح إلى طائفته، واستعادة أزمة العلاقات الشيعية ـــــ الدرزية وتجربتها بين 7 أيار 2008 و11 منه، حينما مرت بالامتحان الأصعب لكليهما لأول مرة.
ردّ الزعيم الدرزي على ما أوحي إليه به بأن ملف علاقته، كما علاقة طائفته، بحزب الله والشيعة يناقشه مع نصر الله. بيد أنه جزم بتمسّكه بدعم المقاومة وحماية الاستقرار الداخلي، لكن الإشارة الأبلغ التي أطلقها جنبلاط، بعد لقائه الأمين العام لحزب الله، ثم في الجمعية العمومية للحزب التقدّمي الاشتراكي في 30 تشرين الأول، أن من حقه امتلاك هامش تحرّك وحرية موقف ومبادرة لا تنقض تحالفاته، وتمكّنه في الوقت نفسه من تحديد خياراته في ملفات شتى، من بينها سوريا.
بعض مَن راقب مواقفه من الأزمة السورية، لاحظ أن تصعيد جنبلاط نبرة تأييده المعارضة يُكسبه أكثر ممّا يُخسّره: إذا صمد نظام الأسد يخرج مخلّعاً بلا مخالب، وإذا سقط انتهى. في الحال الأولى لا يخسر شيئاً، وفي الثانية يربح الصولد كله.
مع ذلك يدين حزب الله، وكذلك سوريا، لزعيم المختارة بالكثير الذي يجعلهما يبتلعان الصدمات القوية التي يجبههما بها، ويستوعبانها بسرعة، ولا يفتحان الباب أمام أي طرف آخر للتلاعب بالعلاقة الملتبسة. وقد تكون بضعة معطيات رافقت مصالحة جنبلاط مع حزب الله وسوريا خير معبّر عن مغزى الصبر على حسكة علقت في الحلق:
1 ـ تحفظ له سوريا وحزب الله دوره الرئيسي، الجوهري، في تكوين الأكثرية النيابية الحالية، بل يستعيد البعض الواسع الاطلاع عبارة معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف من أن الرهان على جنبلاط قَلَبَ الأكثرية النيابية رأساً على عقب، وأدى إلى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة.
من دون جنبلاط لم يكن في الإمكان إقصاء سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، ولا توفير النصاب الكافي لتسمية ميقاتي، رغم أن الزعيم الدرزي لم يُوصِ وزراءه الثلاثة في حكومة الحريري بالاستقالة على غرار ما فعل الوزراء الـ11 لقوى 8 آذار. من جهة، تجنّب جنبلاط موقفاً شخصياً وسياسياً مؤذياً للحريري بالمساهمة في إطاحته، واستجاب من جهة أخرى، لرغبة القيادة السورية في ترجمة تحالفه معها بالانتقال بكتلته النيابية من موقع إلى نقيضه.
غداة إطاحة حكومة الحريري في 12 كانون الثاني الماضي، تلاحقت الاتصالات: اتفق رئيس المجلس نبيه بّري مع جنبلاط على ترشيح ميقاتي. مساء الخميس 13 كانون الثاني أوفد برّي إلى الرئيس السوري معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين الخليل لتزكية ترشيح ميقاتي: ليس لدى قوى 8 آذار 65 صوتاً لضمان الغالبية النيابية. لا يأتي إليها جنبلاط إلا بأربعة نواب، وفي أحسن الأحوال خمسة، ويأتي ميقاتي بأصوات ثلاثة نواب سنّة. وافق الأسد، وكان في حلب حينذاك.
من مساء السبت 15 كانون الثاني دار التفاوض الذي شمل برّي ونصر الله وجنبلاط وميقاتي، الذي التقى مع نهايته، مساء الأحد 16 كانون الثاني، الأمين العام لحزب الله. وسعياً إلى إنجاح قلب توازن القوى تماماً في مجلس النواب، تمنت دمشق والأفرقاء المفاوضون على رئيس الجمهورية ميشال سليمان تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة أسبوعاً، وكانت مقرّرة في 17 كانون الثاني. بعد أيام، في 21 كانون الثاني، حسم جنبلاط اللعبة بإعلان وقوفه إلى جانب سوريا والمقاومة في المواجهة مع المحكمة الدولية.
كانت تلك إشارته إلى موقعه في الغالبية الجديدة التي صنعها هو.
2 ـ من دونه لم يكن متاحاً تأليف الحكومة الحالية التي كانت مطلباً سورياً ملحاً. رفضت دمشق الحريري على رأس الحكومة، ولم تكن سهلةً تسمية خلف له يتحوّل عبئاً على الأكثرية الجديدة، وعلى الشارع السنّي كالرئيس عمر كرامي. كانت مكافأة جنبلاط في حصص الحكومة الجديدة الأكثر مدعاة للانتباه: ثلاث حقائب أساسية، كلٌّ منها كافية وحدها لإدارة انتخابات نيابية عامة وتمويلها.
3 ـ مثلت العلاقة مع جنبلاط بقعة حوار وجدل متناميين داخل القيادة السورية، وعكست وجهتي نظر متعارضتين بين مؤيد لتلقفه، ومتحفظ عن تقلب خياراته. إلا أن ناصيف، قبل أن يعهد إليه الأسد إدارة علاقته بدمشق منذ آذار 2010، ظلّ يتعاطف مع الزعيم الدرزي، ويقول لمحاوريه في القيادة السورية، في أحلك أوقات انهيار العلاقة بين عامي 2005 و2008، إنه من قلة من الزعماء اللبنانيين لا يتخلى عن سوريا عندما يتعلق الأمر باللحم الحيّ، مؤكداً كذلك أن جنبلاط لا يبرح الخط القومي.
بعد المصالحة مع الرئيس السوري صحّ توقع معاون نائب رئيس الجمهورية. إلا أن المواقف الأخيرة للزعيم الدرزي من النظام السوري، ومن اندفاعه في تأييد المعارضة، ورفضه تقبّل وصف ما يجري في سوريا بالمؤامرة، شجّعت وجهة النظر المناوئة لناصيف، كي يعيد أصحابها التشكيك في جدّية علاقة ثابتة ومستقرة وموثوق بها معه.
ما خلا نصر الله، عرفت دمشق باستمرار أن بوابة عبور الزعيم الدرزي إلى الرئيس السوري كانت من خلال شخصيتين في موقعين مختلفين: اللواء محمد ناصيف، وصديقه القديم الرئيس السابق للأركان العماد حكمت الشهابي، الذي جمعته به علاقة مميّزة لم تهرم مع إحالة الأخير على التقاعد وتقدّمه في السنّ. يستشيره كلما تسنّى له الاجتماع به، وكان جنبلاط قد زاره في دمشق للمرة الأخيرة في 16 نيسان الماضي، على هامش لقائه بناصيف. كان الشهابي من ذوي النصائح المسموعة بتلقف جنبلاط واستعادته إلى سوريا. في المقابل قدّر الزعيم الدرزي لناصيف دوراً مهماً هو ضمانه عودة الشهابي إلى دمشق وحمايته والسماح له بتمضية ما تبقى من حياته فيها، بعدما سيقت ضده اتهامات شتى. كان قد رفض الانضمام إلى خطة نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدّام في الانقلاب على النظام، وأصرّ على البقاء في ظلّ نظام رأى الشهابي أنه من صانعيه وحماته، ولا يريد المشاركة في تقويضه.
ـ الجمهورية: رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: الإنتخابات الطالبية تظهر أن المسيحيين مع الله وضد حزب الله
شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على "أننا انتصرنا في جامعة سيدة اللويزة على الآخرين بقوتنا مئة في المئة وليس بقوة غيرنا، وبالتالي هذا انتصار عن اليوم والأمس، وانتصار الغد تحصيل حاصل".
واعتبر جعجع، في كلمةٍ ألقاها أمام وفد طالبي من جامعة سيدة اللويزة، في معراب، ان "نتائج الانتخابات الطالبية في الجامعة اليسوعية لم تأتِ ظاهرياً كما نريدها ولكنها عملياً مماثلة للنتيجة التي نلتموها، فرفاقنا في اليسوعية ربحوا معركتهم بينما المعركة كانت في مكان آخر تماماً، فمن يرغب بالتباهي بانتصار غيره هو حرّ، ولكن نحن لن نتباهى الا بانتصارنا الذي انجزناه بالأمس واليوم وسنعيدهُ غداً".
ورأى ان "أي انتخابات طالبية تُعبّر عن واقع مجتمع بأكمله، فمرة تلو الأخرى يتبيّن ماذا يريد المسيحيون، يتبيّن أنهم مع مين أو ضد مين؟، يتبيّن أنهم مع شو وضد شو؟، يتبيّن أنهم بشكل كبير مع الدولة ضد الدويلة، وأنهم مع الأمن والاستقرار وضد الخطف والحروب المتواصلة، وأنهم مع لبنان أولاً وليس مع التضحية بلبنان أولاً، وأنهم مع الحرية والديمقراطية كما كانوا دوماً وليس مع العمل لإعادة نظام الوصاية، وأنهم مع الربيع العربي ضد أنظمة القهر والاستبداد، وأنهم ضد الفساد ومن يتاجر بالفساد، وأنهم مع الاصلاح الحقيقي وضد كلّ من يتاجر بالإصلاح، وأهم شيء يتبيّن أنهم مع الله ولكنهم ضد حزب الله".
الوضع الداخلي السوري وانعكاساته
- مصدر دبلوماسي عربي لـ"السفير": ثمة معلومات يجري التدقيق فيها وتفيد بأن تركيا بدأت عمليا تقديم مساعدات مالية وعسكرية ولوجستية للمعارضة السورية
اعلن مصدر دبلوماسي عربي " انه "بعد صمت تركي امتد نحو شهر تجاه الاحداث في سوريا، "عادت وتيرة الانتقادات والحملات الاستفزازية لتطل برأسها مجددا وعلى لسان كبار المسؤولين الأتراك، علما ان مسار الحل العربي انطلق مع الموافقة السورية على خريطة الطريق التي اقترحتها الجامعة العربية واللجنة الوزارية العربية برئاسة قطر، والتي جرى التفاوض حول صيغتها النهائية مع الجانب السوري، وهذه العودة التركية لتصعيد اللهجة تجاه سوريا انما تنم عن توجه غربي، بدأت تتوضح معالمه يوما بعد آخر". واوضح المصدر لصحيفة "السفير ان "ثمة معلومات يجري التدقيق فيها وتفيد بأن تركيا بدأت عمليا تقديم مساعدات مالية وعسكرية ولوجستية للمعارضة السورية بتغطية من جهات خليجية وبطلب أميركي، حيث ترسل الاموال الخليجية الى تركيا التي تقوم بدورها بتوزيعها واستثمارها في بناء منظومة عسكرية وأمنية لأطياف المعارضة السورية على أراضيها". واضاف المصدر ان "تركيا بدأت عمليات تدريب للمعارضة السورية في معسكرات مخصصة لذلك على اراضيها، بالقرب من الحدود الجنوبية، تمهيدا لإنشاء منطقة عازلة داخل الاراضي السورية أيا كان حجمها ومساحتها، فالسيناريو الذي سيعتمد يبدأ بالتركيز المتواصل على مزاعم عن ارتكاب النظام السوري جرائم ضد الانسـانية، ويــترافق ذلك مع دعوات مكثفة للتدخل الاجنبي عبر فرض حماية جوية ومنطقة حظر جوي فوق سوريا". ويكشف المصدر ان "الخطة الاساسية تقوم على توغل قوات تركية داخل الاراضي السورية قرب الحدود بين البلدين بهدف جر القيادة السورية الى اتخاذ قرار بإرسال وحدات من جيشها للتصدي لهذا الاعتداء على الاراضي السورية، ما يتيح لتركيا بالاستناد الى اتفاقية إنشاء الحلف الاطلسي، الاستنجاد بالحلف بحكم عضويتها فيه، وأحد بنود اتفاقية إنشائه تنص على التدخل إذا طلبت احدى الدول الاعضاء ذلك، وما نفي الحلف لذلك حاليا إلا عملية صرف للانظار عن هذا السيناريو". واشار المصدر الى انه "في موازاة ذلك تقوم المعارضة السورية باستهداف مواقع للجيش السوري والمخابرات العسكرية بالتزامن مع خروج تظاهرات تطالب بتدخل الحلف الاطلسي مستفيدة من بنود الاتفاق الذي أقر في الجامعة العربية لحل الازمة السورية والذي ينص على سحب الجيش من المدن ووقف العنف وإنهاء المظاهر المسلحة". ولفت المصدر الانتباه إلى أن "التوقعات حسب السيناريو المعتمد، ان تكون الحرب طويلة، ذلك أن ثمة اتفاقا أميركياً ـ تركياً بإفقاد سوريا أوراق قوتها الإقليمية وبالتالي موقعها ودورها كقوة إقليمية فاعلة في المنطقة". وأكد المصدر أن "ما يمكن أن يعوق سيناريو كهذا، هو أكثر من عنصر ولكن لا بد من الأخذ في الحسبان دور المستوى الأمني والعسكري التركي، الذي لا تزال قنواته مفتوحة حتى الآن، مع القيادة السورية، السياسية منها والعسكرية، وهناك شخصيات عربية ولبنانية التقت مسؤولين سوريين ولمست لهجة إيجابية في الحديث عن دور الجيش التركي وكذلك المخابرات التركية، حيث تزداد ملاحظات المستوى الأمني على أداء القيادة السياسية وتحديدا وزير الخارجية داود أوغلو". وختم المصدر بالقول ان "الأتراك سمعوا من الايرانيين ومن غيرهم كلاما واضحا بأن أية محاولة لاستدراج سوريا الى مواجهة عسكرية تحت عنوان إنساني ?