22-11-2024 05:13 PM بتوقيت القدس المحتلة

أفواج الحجاج تتوجه إلى عرفات .. ويؤدون مسيرة البراءة من المشركين

أفواج الحجاج تتوجه إلى عرفات .. ويؤدون مسيرة البراءة من المشركين

بعد الغروب وبعد تعبئة روحية ينالها الحجيج في عرفات تؤهلهم لمواصلة مراحل هجرتهم إلى الله يتوجهون إلى مزدلفة الذي يحمل في معانيه معنى التقرب والزلفى ليبقوا فيه من فجر العاشر من ذي الحجة إلى طلوع شمسه.

أفواج الحجاج تتوجه إلى عرفات .. ويؤدون مسيرة البراءة من المشركين انطلقت في الديار المقدسة مناسك الحج لهذا العام حيث توجه مئات آلاف المسلمين إلى منى فعرفات للمبيت هذه الليلة هناك ثم أداء الركن الاعظم وهو الوقوف على صعيد عرفة ظهيرة يومِ التاسع من ذي الحجة حتى غروبه. مشاعر الحج تعج بالدلالات والمعاني الرمزية، وتختصر قيما لمنهجية شاملة بخطاب موجه لإنسانية الإنسان وفطرته ونزوعه التوحيدي حتى لو اختلف لونه ولغته وعرقه.

الحجاج الذين سبق أن انقطعوا عن الملذات حلالها وحرامها وتركوا دنياهم في أمصارهم التي أتوا منها بمجرد دخولهم حدود الحرم ليكونوا لله مطلقا في أيام معلومات لا يجدون في قلوبهم إلا الله ولا يفكرون إلا فيه ولا يلجأون إلا إليه .

على خطى الأنبياء عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام يتوجه المسلمون إلى عرفات استعدادا لشعيرة الحج الكبرى حيث يعمرون أوقاتهم بالدعاء والتضرع إلى الله ولا يرومون غيره في مشهد يلخص الفلسفة الإسلامية الإنسانية التي لا تقيم وزنا لفوارق طبقية أو عرقية أو اجتماعية، فالعزيز من أعزته طاعة الله والكريم من كرمته عبادته.

بعد الغروب وبعد تعبئة روحية ينالها الحجيج في عرفات تؤهلهم لمواصلة مراحل هجرتهم إلى الله يتوجهون إلى مزدلفة الذي يحمل في معانيه معنى التقرب والزلفى ليبقوا فيه من فجر العاشر من ذي الحجة إلى طلوع شمسه.

هنا يدخل الحج مرحلة أخرى هي أيام التشريق وأعمالها المكثفة في منى من رجم يمثل إعلان قطيعة مع هوى النفس ونزواتها وتضحية تمنح الإنسان ثقافة البذل والتكافل وتنأى به عن الأنانية وشح ذات اليد وحلق أو تقصير يحكي ولادة جديدة.

أول بيت وضع للناس علامة للتوحيد يستقبل الحجيج بعد خوضهم الدورة التدريبية التي تؤهلهم للعودة إلى حياتهم برؤى ومقاربات مختلفة تضع الله بين عيونهم وتقواه وورعه في قلوبهم ليطوفوا في المسجد المكي ويسعوا بين الصفا والمروة ليودع الحاج البقاع المقدسة على أمل أن تنعكس الشعائر والطقوس سلوكا ونهجا في الدنيا وقبولا وغفرانا في الآخرة.

ورغم حالة الانقطاع التي يعيشها الحاج خلال هذه الأيام عن الشأن الدنيوي إلا أن مراسم البراءة من الظلم والعدوان والتنديد بالاستكبار والمستكبرين ونصرة المستضعفين في الأرض تذكر الحجيج ومن خلالهم جميع المسلمين بمسؤولياتهم التي فرضها الدين الحنيف بتحكيم أواصر الوحدة فيما بينهم ومواجهة البغي والطغيان والإلغاء والتسلط.

بدء مراسم البراءة من المشركين في صحراء عرفات
 
وصباح اليوم الاربعاء بدأت مراسم البراءة من المشركين في صحراء عرفات بمشاركة حشد كبير من الحجاج الايرانيين. وردد الحجاج في المراسم شعارات "لااله اله الله، الله اكبر" و"اسرائيل جرثومة الفساد" و"الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل" و"الوحدة نهج المؤمنين".

وتلا حجة الاسلام قاضي عسكر في بعثة الحج الايرانية نداء آية الله السيد علي خامنئي لحجاج بيت الله الحرام، والذي اكد من خلاله ان محافل الحج العظيمة فرصة للبراءة (من المشركين) يجب إغتنامها بمشاركة جميع الحجاج وهي من أبلغ المناسك السياسية لفريضة الحج وان صنم الإستكبار العالمي وكل الأصنام التي تذل وتحط النفس البشرية ستتحطم بالصرخة الإبراهيمية "لبيك اللهم لبيك".

وطالب آية الله خامنئي في ندائه حجاج بيت الله الحرام بالتفكر في محن العالم الإسلامي لا سيما في غرب آسيا وشمال أفريقيا وان يحددوا لأنفسهم الواجبات والمسؤوليات، مشيراالى ان السياسات الاميركية وجرائم الكيان الصهيوني هما القضية الأولى للمسلمين وينبغي التمعن فيها والتعرف على الواجب الإسلامي تجاهها.

واكد على حجم المسؤولية الثقيل للغاية الذي يجب ان يتحمله علماء الدين والنخب والذي يتمثل بعدم اشعال نيران الخلافات المذهبية وان يكونوا على قدر المسؤولية، مسشيرا الى الأحداث الأليمة في العراق وسوريا واليمن والبحرين وفلسطين وبقاع أخرى من آسيا وأفريقيا والتي تمثل محن عظيمة للأمة الإسلامية.

كما أكد ان الكيان الصهيوني بلغ بسلوكه العدواني في فلسطين أعلى درجات الشقاء والخبث منتهكا حرمة المسجد الاقصى المبارك، وان السياسات الأميركية الشريرة بالمنطقة هي اليوم مصدر للحروب وإراقة الدماء والدمار والتشريد والتخلف والنزاعات القومية والمذهبية.