22-11-2024 07:10 AM بتوقيت القدس المحتلة

هل تخلى فريق "14 آذار" عن ترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية؟

هل تخلى فريق

في احدى جلسات الحوار الوطني اللبناني في مجلس النواب، طرح رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل على المتحاورين فرضية انتخاب رجل الاعمال "كارلوس غصن" لرئاسة الجمهورية...

ذوالفقار ضاهر

في الجلسة الثانية للحوار الوطني اللبناني في مجلس النواب التي عقدت يوم 17-9-2015، وضمن النقاشات التي كانت تدور حول بند الاستحقاق الرئاسي طرح رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل على المتحاورين فرضية انتخاب رجل الاعمال اللبناني الاصل وحامل الجنسية البرازيلية "كارلوس غصن" لرئاسة الجمهورية قبل ان ترفع جلسة الحوار... فماذا يعني هذا؟

بغض النظر عن قدرات الرجل وانجازاته في المجالات الاقتصادية والصناعية، وبغض النظر عن الدخول في حسابات الاطراف اللبنانية للقبول او الرفض على الاسم المطروح، ومن دون الخوض في تقييم كارلوس غصن ومسيرته الطويلة وكيف يمكن ان يخدم لبنان هو او اي احد ممن قد يصنفهم البعض مهنيين او تكنوقراط، فلنضع كل ذلك جانبا، ولنبحث في شيء آخر بسيط وسهل: ماذا يعني ان يطرح رئيس الكتائب في جلسة الحوار اسم شخصية لبنانية غير سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، علما انه حتى اللحظة جعجع هو المرشح الوحيد لفريق "14 آذار"، أقله في العلن.

فهل جاءت اللحظة التي أعلن فيها "الكتائب" حليف جعجع عن سحب اسمه كمرشح لرئاسة الجمهورية؟ ولماذا لم يكن المرشح البديل هو رئيس الحزب الاسبق امين الجميل؟ وما هي دلالات ذلك؟ هل هو تمهيد لاعادة طرح اسم الجميل الاب بعد الاطاحة باسم جعجع المرشح الاوحد لـ"14 آذار"؟ وهل خطوة الكتائب هذه إن صحّت تكون دليلا جديدا على تمايزهم المعروف عن حلفائهم في "14 آذار"؟ ام انها خطوة تحمل في طياتها حركة "تكتيكية" تمت بالتنسيق مع باقي الحلفاء لا سيما "تيار المستقبل" ورئيسه النائب سعد الحريري لانهاء ترشيح جعجع للرئاسة؟ في خطوة قد يكون لها اسبابها لدى كل من "الكتائب والمستقبل" في آن؟  

وماذا تعني في السياسة خطوة "إسقاط" ترشيح جعجع إن صحّت؟ لا سيما ان ترشيح جعجع كان بشكل او بآخر الهدف منه الوقوف بوجه ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، فهل بسقوط ترشيح جعجع سيفتح الباب اكثر لوصول العماد عون الى قصر بعبدا؟ ام ان هذا الامر لن يتحقق مع استمرار رفض حلفاء جعجع بوصول الجنرال الى سدة الرئاسة؟

وحول هذا الموضوع، قالت مصادر نيابية من كتلة "المستقبل" إن "ترشيح الدكتور جعجع هو القائم لدى كل اطياف فريق 14 آذار حتى يتم الاتفاق على غيره والتوافق على ذلك من قبل جميع مكونات هذا الفريق"، ولفتت الى ان "الحوار يجب ان يحل معضلة الاستحقاق الرئاسي قبل الخوض في اي امر آخر"، وتابعت "ومن هذا المبدأ جاء طرح النائب سامي الجميل الذي يحاول البحث عن حلول لازمة الرئاسة"، واضافت انه "لو كان جديا طرح النائب الجميل لتطيير ترشيح الدكتور جعجع لكان الاولى هو طرح النائب الجميل لانتخاب الرئيس السابق للحزب اي والده امين الجميل".

ولكن المواقف السابقة يناقضها كلام النائب الجميل نفسه بتاريخ 23-9-2015 حيث اعتبر انه "ظل الانقسام الحاصل على مختلف المستويات في لبنان والمنطقة من المستحيل الإتيان برئيس من فريقي 8 أو 14 آذار"، وجدد الدعوة لاختيار رئيس توافقي يجمع اللبنانيين، فماذا يعني هذا الكلام؟ ألا يعني ان الجميل يعلن صراحة الاطاحة بترشيح جعجع؟

حول ذلك قالت مصادر سياسية مطلعة إن "فريق 14 آذار ما زال يراهن على تغييرات اقليمية معينة رغم فشل كل رهاناته السابقة"، واشارت الى ان "مواقف هذا الفريق في بعض القضايا قد تعكس تبادلا في الادوار بينما في قضايا اخرى قد تعكس خلافات حقيقية بينهم"، وذكّرت "كيف ان سمير جعجع رفض المشاركة في الحكومة وثم في الحوار الوطني لانه يراهن على المتطرفين العرب لاسقاط النظام في سوريا ومحاربة ايران"، وتابعت "بينما   البعض من الآذاريين احيانا يفكر بواقعية أكثر من جعجع فيحاول ترك خطوط التواصل مع الاخرين".

ولفتت المصادر الى انه "بكل الاحوال لم نسمع مواقف واضحة من فريق 14 آذار كفريق واحد موحد من مجمل القضايا المطروحة حاليا على الساحة ومنها مسألة رئاسة الجمهورية وهنا يمكن الحديث عن توزيع للادوار للوصول الى مكان ما"، واضافت ان "مواقف الكتائب تبين ان لدى هذا الحزب نوع من الضياع في الملف الرئاسي، فأمين الجميل هو كان احد الاربعة الموارنة المرشحين للرئاسة"، "فلماذا يأتي اليوم سامي الجميل ليطرح اسما آخر؟"، سألت المصادر.

واعتبرت المصادر المطلعة ان "طرح سامي الجميل هو احدى المناورات غير الواضحة وغير الجدية لايصال الاسم المطروح بل للوصول الى مكان ما يريده الجميل نفسه كمحاولة ابعاد الاسماء القوية في 8 آذار وفي طليعتها اسم العماد ميشال عون"، ولفتت الى ان "ترشيح فريق 14 آذار لسمير جعجع او حتى لأمين الجميل هو اصلا مناورة لان هذا الفريق كله يعرف ان هكذا ترشيحات متطرفة لاسماء متطرفة معناها اعلان حرب في لبنان وليس محاولة لايصال مرشح لرئاسة الجمهورية"، ولم تستبعد المصادر ان "يكون الكلام الصادر عن سامي الجميل مؤخرا ضمن الحوار او خارجه عن الرئيس الوسطي او التوافقي هو رسالة لمن يعنيهم الامر ان جعجع لم يعد مرشح فريق 14 آذار او في الحد الادنى ليس مرشح حزب الكتائب".

وحول امكانية ان يوصل الحوار الوطني الى حل للاستحقاق الرئاسي، رأت المصادر ان "الحوار الوطني لن يستطيع الوصول الى حل لمعضلة الاستحقاق الرئاسي"، واضافت انه "من غير الوارد الآن انتخاب رئيس في المدى المنظور لان هذا الامر مرتبط ببداية حل للازمة اللبنانية وهذا الحل لا يمكن ان يأتي إلا بعد بلورة مسار ومصير الازمة في المنطقة وبشكل اساسي في سوريا خاصة ان فريق 14 آذار يراهن على هذه المتغيرات الاقليمية".