تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 28-09-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملفات الداخلية التي تعود للتفاعل تدريجياً بعد عطلة العيد، وخاصة خطة النفايات والترقيات وغيرها من القضايا...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 28-09-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملفات الداخلية التي تعود للتفاعل تدريجياً بعد عطلة العيد، وخاصة خطة النفايات والترقيات وغيرها من القضايا...
السفير
70 ألف طن إلى الناعمة.. و«الحراك» يمانع
خطة النفايات: أسبوع «الفرز السياسي»
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "يُنتظر أن تعود الحرارة تدريجيا، بدءا من اليوم، الى أسلاك الملفات الداخلية العالقة، مع نهاية عطلة العيد التي شكلت فرصة للبنانيين كي يلتقطوا بعض الأنفاس، وإن بصعوبة، بفعل التلوث الناتج من تراكم النفايات.
وبينما استمرت المواقف التي أطلقها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله خلال مقابلته الاخيرة مع «المنار»، بالتفاعل على أكثر من صعيد داخلي وإقليمي، يُنتظر ان تشكل الجلسات المتلاحقة لطاولة الحوار في 6 و7 و8 تشرين الاول المقبل اختبارا حقيقيا لمدى إمكانية إحداث اختراق إيجابي في جدول أعمال الحوار.
وعلى خط ملف الترقيات العسكرية، أفادت مصادر مطلعة ان مؤشرات إيجابية برزت، خصوصا من «تيار المستقبل»، نحو إعادة تحريك هذا الملف ومعالجة ذيول موقف الرئيس فؤاد السنيورة، مع دنو موعد إحالة العميد شامل روكز الى التقاعد في منتصف الشهر المقبل.
في هذا الوقت، استمرت بعض الاعتراضات على المطامر المقترحة ضمن خطة الحكومة لمعالجة أزمة النفايات، فيما أكد وزير الزراعة أكرم شهيب لـ «السفير» ان تنفيذ الخطة سيبدأ هذا الاسبوع، لان النفايات تتكدس، والوقت أصبح داهماً، ولم يعد بالإمكان الصبر أكثر، منبهاً الى ان فاتورة الانتظار أصبحت باهظة الى الحد الذي يفوق قدرتنا وقدرة البيئة الصحية على التحمل.
وستطبق «خطة شهيب» على قاعدة «تلازم المسارات» بين مطامر سرار والناعمة والنقطة الحدودية مع سوريا في البقاع، انعكاسا للتوازنات الطائفية والسياسية التي باتت شرطا من شروط نجاح الخطة، على قاعدة 6 و6 مكرر، بعدما ربطت بعض الجهات موافقتها بضمان تحقيق «التوازن» المناطقي والطائفي في تحمل أعباء المطامر والنفايات.
وبينما يزور شهيب اليوم العماد ميشال عون لإطلاعه على المراحل التي بلغتها التحضيرات للمباشرة في تنفيذ الخطة، يواصل وزير الداخلية نهاد المشنوق مساعيه لتعبيد الطريق أمامها في المناطق التي يملك فيها «تيار المستقبل» نفوذا وازنا.
وقالت أوساط المشنوق لـ «السفير» إن معطياته إيجابية، وهو يتابع اتصالاته مع جميع الجهات، من دون استثناء، وبصرف النظر عن التوجه السياسي لهذا الفريق أو ذاك. وأوضحت ان المشنوق حريص على استطلاع آراء كل ذوي الصلة بخطة النفايات ومعالجة الهواجس الموجودة لدى بعضهم، وهو قطع شوطا على هذا الصعيد.
وبعد الاجتماع الموسع الذي سبق ان عُقد في «البيال» مع عدد من ممثلي عكار، يحاول المشنوق، بدعم من الرئيس تمام سلام، إقناع الفعاليات البقاعية المعنية (عنجر ومجدل عنجر والمحيط) بالموافقة على استحداث مطمر في النقطة المحاذية للحدود مع سوريا، لا سيما انها باتت تبعد كيلومتر و800 متر عن الموقع السابق في المصنع، والذي تقرر الاستغناء عنه بعدما تبين انه قريب من مصادر المياه الجوفية.
وبالترافق مع الجهود السياسية المبذولة لتسويق الخطة في المناطق المعنية، تتواصل الاستعدادات التقنية للتنفيذ، حيث يتواصل العمل في سرار لتحويل المكب الى مطمر، على ان يتم في الأثناء تجهيز «الباركينغ» الذي ستوضع فيه النفايات مؤقتا، في انتظار الانتهاء من إنشاء المطمر وفق المعايير الصحية والبيئية التي التزم بها شهيب أمام عدد من فعاليات عكار.
أما بالنسبة الى الموقع الحدودي في البقاع الذي لم يمانع «حزب الله» في اعتماده، فقد أنجزت الخرائط المتعلقة به تمهيدا لانطلاق أعمال استحداث المطمر.
وأوضح شهيب لـ «السفير» ان من بين أسباب الإصرار على بدء تطبيق الخطة هذا الاسبوع، هو ان كمية النفايات المتراكمة تزداد يوما بعد يوم، ويُخشى من ان تصل «الى حد يصعب معه على مطمر الناعمة احتواؤها ضمن مهلة الاسبوع التي التزمنا بها»، مشيرا الى ان المقدّر، وفق الخطة، نقل ما بين 50 و70 ألف طن من النفايات الى مطمر الناعمة الذي يجب ان يقفل بعد 7 أيام من فتحه، تمهيدا للمباشرة في مشروع توليد الطاقة للمنطقة المحيطة به.
ودعا شهيب معارضي الخطة الى الكثير من الواقعية والقليل من التنظير، لان الخيارات أمامنا ضيقة جدا، ولا يوجد في الوقت الحاضر بديل عملي وفوري أفضل من الخطة المقترحة.
وحول المآخذ على اقتراح الخطة تمديد عقد الكنس والجمع والنقل مع شركة «سوكلين»، اعتبر شهيب أن هذا الخيار كان ضروريا لتسيير المرفق العام ولاستحالة تلزيم هذه الخدمات فورا إلى مشغّل جديد، لافتا الانتباه الى أنّ التلزيم يتطلّب ثلاثة أشهر على الأقلّ، «فماذا نفعل بالنفايات خلال هذه الفترة وهل نتركها تتكدس في الشوارع، الى حين وضع دفتر الشروط وإجراء المناقصة وفض العروض واختيار الفائز ثم انتظاره حتى يغدو جاهزا للعمل؟».
وبينما نظمت بعض حملات الحراك المدني اعتصاما امس أمام مطمر الناعمة رفضا لإعادة فتحه، اعتبر بعض البيئيين ان هناك إمكانية للتوفيق بين ما ينادي به وزير الزراعة وما يطرحه الحراك.
النهار
هولاند لـ"النهار": نعي أزمة اللجوء على لبنان
ويجب انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "السياسة اللبنانية الداخلية في شبه اجازة فرضتها عطلة عيد الاضحى، لكن الانظار تركزت على نيويورك حيث يبدو الاهتمام الدولي منصباً على قضية اللاجئين السوريين الذين بلغوا أوروبا وهم يهددون بالوصول الى أميركا، وآخر أماكن تصديرهم لبنان الذي سعى الى ضبط حدوده في وجه المزيد منهم، ونجح جزئياً اذ نشطت مافيات تهريب الاشخاص في الفترة الاخيرة، تمهيدا لنقل كثيرين منهم بحراً وجواً الى تركيا، ومنها الى أوروبا.
واذا كان الرئيس تمام سلام الذي يشارك للسنة الثانية في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة ممثلا لبنان في غياب رئيس الدولة، لمس بعض الجدية في التعامل مع ملف اللاجئين حين ضرب على عَصب القصور الدولي في معالجة أساس الازمة واقتصار رد الفعل الدولي على بعض نواحي المساعدات من دون الذهاب الى أصول الازمة، فانه لم ينل إلاّ وعوداً في انتظار اجتماع "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان" الاربعاء.
وقد حضر الملف الرئاسي في لقاء الرئيس سلام والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء أمس انطلاقا من الدور البارز الذي اضطلعت به فرنسا في السعي الى حل الازمة الرئاسية، وقال مصدر قريب منه لـ"النهار" إن الأوروبيين سيبذلون جهوداً جديدة بعد تنسيق الدول الأوروبية مع ايران وكذلك مع السعودية من أجل التعجيل في حل هذه الأزمة، لكن يبرز من خلال اللقاءات التي يعقدها الرئيس سلام ان الجميع يربطون الوضع في لبنان بمآل التطورات السورية.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي أن مساعي ستبذل من أجل تقديم مساعدات اضافية للبنان مع الدول المانحة الاربعاء وقال: "كما تعلمون فإن فرنسا تقدمت بهذه المبادرة قبل أشهر، واليوم هناك مساع جديدة مع المانحين لمساعدة لبنان".
ورداً على سؤال لـ"النهار" على هامش قمة بروكسيل التي خصصت للبحث في ملف اللاجئين أفاد أن لبنان سيستفيد من المساعدات التي ستقدم ضمن المساعدات العامة التي تقررت للاجئي دول الجوار السوري (مليار أورو خصصت للمنظمات الاممية العاملة في هذه الدول)، لكنه تحدث عن أنواع أخرى من المساعدات يستفيد منها لبنان، من غير أن يوضح حجمها أو ماهيتها. وأقر بصعوبة الاوضاع التي يمر بها لبنان قائلاً: "أعرف حجم ما يتحمله لبنان، فمنذ ما يقرب من سنتين أو ثلاث يشكل السوريون أكثر من ربع الشعب اللبناني، وهذا ينتج منه الكثير من التوتر"، مشيرا الى حجم المسؤوليات الصعبة التي يتحملها لبنان على المستوى السياسي و"عليه انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً وأنا سأتوجه شخصيا الى لبنان خلال شهر تشرين الأول المقبل".
الحوار
داخلياً، لم يحظ حديث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى قناة "المنار" بالاهتمام السياسي الكافي لمصادفته في يوم عطلة، لولا الرد الذي اعقبه من الرئيس سعد الحريري وأثار جدلا حول بعض مضامينه. وكان نصرالله دعا المشاركين في الحوار للانتقال الى البحث في البنود التالية اذا اخفقوا في التوصل الى نتيجة ايجابية على صعيد البند الأول، أي انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك من اجل اخراج مجلس النواب ومجلس الوزراء من حال الشلل بالتوصل الى حل لمسألة الترقيات والتعيينات العسكرية، مؤيداً اعتماد قانون للانتخابات النيابية على أساس النسبية.
وجاء في رد الحريري إن نصر الله ارتكب مغالطة في حق لبنان "الذي يعتبره السيد حسن ملعباً للسياسات الايرانية بامتياز، إذ ان منطقه في مقاربة الشأن الداخلي يعني أن لا شيء سيتحرّك خطوة واحدة إلى الأمام، ولن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل معرفة المصير النهائي للرئاسة السورية".
في المقابل، قال الرئيس نبيه بري: "يخطئ الظن من يعتقد في الداخل أن طاولة الحوار هي لتضييع الوقت أو ضد الحراك الشعبي المدني: أقول إن طاولة الحوار هي لإستثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيرات المتسارعة.
ملف النفايات
وفي ملف النفايات الذي يعني اللبنانيين أكثر من ملف آلية عمل مجلس الوزراء وترفيعات الضباط وغيرهما، وبعد الاتفاق على اعلان تفاصيل الخطة التي عرفت بـ"خطة الوزير شهيب" اليوم والبدء برفع النفايات، نفذت اعتصامات عدة معترضة في أكثر من منطقة أمس، وخصوصا في الناعمة على رغم موافقة البلديات المحيطة بها على الخطة. وأفاد مصدر في اللجنة المعنية بملف النفايات ان عدد المشاركين من ابناء المنطقة بلغ 13 شخصاً، فيما أحضر الباقون من مناطق أخرى. واتهم الوزير السابق شربل نحاس والنقابي حنا غريب بعرقلة تنفيذ الخطة وصولاً الى كارثة بيئية واجتماعية مع تساقط الامطار واستغلال الواقع ضد الحكومة، في خطة باتت غير واضحة الاهداف. وقال: "لا حلول بديلة وسريعة قبل الشتاء. ونحن ننتظر دعم القوى الامنية والجيش لتنفيذ الخطة المقترحة".
أما وزير الزراعة أكرم شهيّب فأبلغ "النهار" أنه ينتظر خطة قال المحتجون أمام مطمر الناعمة أمس إنها لديهم وهو مستعد للنظر فيها اليوم. ورأى "أن على الحكومة أن تحسم أمرها وتتخذ القرار المناسب". وأضاف: "أخشى ما أخشاه أن يكون لبعض الحراك حسابات أبعد من حل مشكلة النفايات. ولكن علينا أن ننتظر إذا كانت هناك أفكار يبنى عليها من جمعيات بيئية صافية وصادقة. وما رأيته في مطمر الناعمة لا علاقة له بالبيئة، وما رأيته في عين درافيل يبنى عليه في البيئة". وأكد احترامه "لأي تحرّك لأن هذا حق ديموقراطي. كما أنه من حق الناس أن يتخلصوا من مشكلة النفايات ولنتعاون جميعاً على حلّها". ولفت الى أنه أخذ بملاحظات رفعت اليه، موضحاً أن المطمر على الحدود الشرقية هو داخل الاراضي اللبنانية وعلى 1800 متر من الحدود مع سوريا.
الأخبار
خطة بديلة للحراك: حملة إقفال المطمر في مواجهة الضغوط
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "على الرغم من رضوخ بلديات الشحار الغربي للضغوط من أجل قبول إعادة فتح مطمر الناعمة ــ عين درافيل، نجح الاعتصام التضامني مع حملة إقفال المطمر أمس في إعادة الزخم الى حركة الاحتجاج المحلية، ولا سيما أن مجموعات الحراك الشعبي أعلنت أنها أعدّت خطة بديلة تقضي بإعلان حالة طوارئ بيئية وتسلّح المتضررين من المطمر بحجج إضافية لإسقاط قرار مجلس الوزراء
تعقد مكونات الحراك الشعبي مؤتمراً صحافياً اليوم في مقر جمعية «المفكرة القانونية» للإعلان عن خطّة بديلة لإدارة النفايات. وبحسب المعلومات التي تم تداولها أمس في الاعتصام أمام مطمر الناعمة ــ عين درافيل، فإن الخطة البديلة يجري وضعها بالتعاون مع 5 خبراء بيئيين متطوعين بتكليف من المجموعات الناشطة، وتتضمن هذه الخطة خيارات بيئية مستدامة قوامها المعالجة دون الطمر وتحميل كل منطقة مسؤولية إدارة نفاياتها وإعلان حالة طوارئ بيئية في المرحلة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن فساد إدارة النفايات في المرحلة السابقة.
ويلفت رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد الى أن الخطة المقترحة يفترض أن تناقش بشكل علمي في مقابل خطة شهيب، وذلك لتجنيب منطقة الشحار الغربي كارثة حقيقية.
وكان العشرات قد شاركوا أمس في الاعتصام الداعم لحملة إقفال مطمر الناعمة، وكرروا رفضهم الضغوط على بلديات منطقة الشحار الغربي. وقد جرى الاعتصام في ظل إجراءات أمنية مشددة، وانتشار كثيف للعناصر الأمنية على مدخل المطمر. واتهم المعتصمون السلطة بأنها تعرض الإغراءات على البعض وتمارس التهويل ضد كل من يعارض خطة شهيب.
في هذا السياق، دعا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اللبنانيين الى «التجاوب مع الخطة وتسهيل تطبيقها»، معتبراً أن ذلك يساهم في «رفع فتيل متفجر تمثل بغضب الشارع». وحذر سلام من «أن الاستقرار الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي لا يزال في خطر ويتطلب الكثير من العناية لمواجهته، وإلا انزلقت البلاد في اتجاه الانهيار نتيجة استفحال الصراع السياسي الداخلي».
من جهته، استبق الوزير شهيب الخطة البديلة المقرر إعلانها اليوم، وتساءل في بيان أصدره السبت الماضي عمّا إذا كان «بعض المستفيدين من الواقع الضاغط من غير البيئيين يريد إبقاء ملف النفايات جاثماً على صدور اللبنانيين؟». وقال «إن الطرح الذي قدم باسم الحراك المدني تحت اسم حالة طوارئ بيئية يقضي باستخدام كل معامل الفرز في لبنان بطاقتها القصوى وتأهيل المقالع باستخدام العوادم، بالإضافة إلى استخدام المواد العضوية بعد معالجتها في مواقع المقالع»، وردّ على ذلك «إن تحسين نسبة الفرز لا يمكن أن يتم إلا باعتماد الفرز من المصدر، وهذا ما تبنته الخطة مع كل متطلباته» و»إن المشكلة الحالية في نفايات بيروت وجبل لبنان هي عدم توفر منشآت المعالجة الكافية وليس منشآت الفرز». واعتبر بيان شهيب «أن المقارنة الوحيدة بين الخطة التي وافق عليها مجلس الوزراء وحالة الطوارئ البيئية المقترحة هي أن حالة الطوارئ تقترح خلال المرحلة الانتقالية استبدال الطمر الصحي بمعالجة أولية في الهواء الطلق للمواد العضوية والتخلص منها بعد فترة طويلة في استصلاح المقالع وذلك في مواقع محددة في جميع أقضية جبل لبنان». وردّ على ذلك بالقول «إننا نعتقد أن الطمر الصحي، خلال المرحلة الانتقالية، هو الحل الأنسب». وأشار شهيب الى أن «أحد المآخذ على الخطة هو أنها اقترحت تمديد عقد الكنس والجمع والنقل مع شركة سوكلين»، وبرر ذلك «إن هذا الاقتراح جاء لضرورة تسيير المرفق العام ولاستحالة تلزيم هذه الخدمات بشكل فوري إلى مشغل جديد وأن التلزيم يتطلب ثلاثة أشهر على الأقل. وفي جميع الأحوال، لا نتمسك بهذا الاقتراح وندعو البلديات إلى البدء بتلزيم خدمات الكنس والجمع والنقل أو القيام بها مباشرة تمهيداً لإنهاء خدمات سوكلين تدريجياً».
نتائج الضغوط على بلديات منطقة الشحار الغربي ظهرت أمس في لقاء عُقد في ساحة كنيسة عين درافيل ــ عبيه، دعماً لخطة شهيب، بدعوة من اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار والبلديات المحيطة لمطمر الناعمة وبلديات الساحل، وبالتنسيق مع الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني وحركة «أمل». وأعلن المشاركون في اللقاء (في غياب عدد من البلديات المعنية مباشرة) وقوفهم الى جانب تنفيذ المرحلة الانتقالية من الخطة، التي تقضي بإعادة فتح المطمر لمدة سبعة أيام.
وقد علّق مختار بعورته خالد غرز الدين، الذي شارك في الاعتصام، أمس، أن رؤساء البلديات والمخاتير المشاركين في اللقاء المذكور هم «مسيّرون لا مخيّرون» بسبب ولائهم الحزبي «الأعمى»، وقال إن اللقاء «لم يستطع أن يحشد مئة شخص، في حين أن الكلمة النهائية هي للأهالي وللحراك المدني الذي احتشد مساءً»، رافضاً منطق الصفقات في سبيل إعادة فتح المطمر.
وكانت مجموعات الحراك الشعبي قد اتهمت السلطة السياسية بأنها تسوّق لخطة شهيب على أنها «خطة حتمية لا بديل منها لتفادي الكارثة البيئية الناجمة عن أزمة النفايات، وأن الحراك هو الذي يعطل قيامها من خلال رفض فتح مطمر الناعمة. وطبعاً هدفها من ذلك هو الالتفاف على الحراك، وصولاً الى معاودة استغلال النفايات من أجل الفساد تحت مظلات جديدة». وقال بيان صادر عن مجموعات الحراك «إن الحكومة لا تزال عاجزة عن لمّ النفايات المتراكمة هنا وهنالك ومعالجتها. وتؤشر سياستها الحالية الى نية في تضخيم المشكلة، لتبرير ما تريده من تدابير مشبوهة وللاستمرار في سياسة المطامر. وما يؤكد هذا التوجه يقيناً هو أن الحكومة لا تزال تغلق جميع معامل الفرز من دون أي تبرير، ما يؤدي الى زيادة حجم النفايات المتراكمة من دون معالجة. ولو كان لديها أي اهتمام بالصالح العام، لكانت اعتمدت أساليب فرز خاصة لمعالجة النفايات المتراكمة من دون تأخير، ولكانت سارعت الى إعادة فتح الكورال وتشغيل جميع المعامل بكامل طاقاتها، على نحو يخفض من كمية النفايات المتراكمة». ولفت البيان الى أن «اللجنة (الخبراء) أقرّت بغلبة الفساد لعقدين، إلا أنها عادت لتطلب الوثوق بشركاء الفساد أنفسهم في المرحلة القادمة، وفي مقدمهم مجلس الإنماء والإعمار المكلف التعاقد مجدداً مع شركة سوكلين وأخواتها، مشيراً الى «أن الحكومة لم تقم بأي خطوة إيجابية في اتجاه الفرز من المصدر، ولا في اتجاه تحرير أموال البلديات في الصندوق البلدي المستقل».
الى ذلك، تتواصل الاحتجاجات ضد إقامة مطمر في سرارــ عكار,حيث قام مجهولون بحرق جرافة كانت تعمل على شق الطريق الجديد المؤدي الى مطمر سرار, وفي المصنع في البقاع واستعمال معمل نفايات صيدا، وعقدت حملة «طمرتونا بفضلكم»، مؤتمراً صحافياً في مبرة مشحة عكار، أعلنت فيها عن «لائحة شرف» تضم أسماء الذين رفضوا نقل النفايات الى عكار، بمشاركة حملة إقفال مطمر الناعمة وحضور عدد من رؤساء البلديات ومخاتير وهيئات من المجتمع المدني وفاعليات.
ونفّذ ناشطون اعتصاماً أمس على طريق مجدل عنجر، احتجاجاً على إقامة مطمر للنفايات على السلسلة الشرقية عند الحدود اللبنانية ــ السورية. في حين أعاد رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري تأكيد رفضه دخول نفايات جديدة الى صيدا قبل تحقيق مطالب المدينة المشروعة والمتمثلة بـ»تأمين مطمر صحي للعوادم ولبقايا المعالجة، وضرورة مراقبة دخول وخروج النفايات من المدينة وإليها، والتأكد الدائم من قيام مركز المعالجة بتطبيق الشروط والمواصفات البيئية بإشراف من قبل البلدية ووزارة البيئة».
اللواء
سلام يطالب العالم بحل الأزمة السورية.. ومجلس الوزراء الجمعة
برّي يدافع عن الحوار ويتوقع حدوث خرق.. والحريري يُفنّد مغالطات نصر الله
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "تعود العجلة السياسية، بدءاً من اليوم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، التي حفلت بسلسلة من المواقف والسجالات والتحركات الاعتراضية على خطة الوزير أكرم شهيّب لمعالجة ملف النفايات، فيما أعقب الحادث المفجع الذي أدى إلى وفاة وجرح مئات الحجّاج بسبب التدافع في منى سجالاً حاداً بين طهران والرياض من جهة، وشهدت الساحة اللبنانية مثيلاً له بين الرئيس سعد الحريري والسيّد حسن نصر الله، على خلفية رفض الأول تسييس الحادث وتحميل المملكة مسؤوليته مع أنه قضاء وقدر.
وبات في حكم المؤكّد أن الرئيس تمام سلام الذي ناشد دول العالم والقوى ذات التأثير إعطاء العناية اللازمة لمساعدة لبنان في مواجهة أعباء النزوح السوري، ومساعدة لبنان على تجاوز أزماته المتلاحقة والمرتبطة على نحو وثيق بالحرب السورية وتداعياتها، أنه سيدعو مجلس الوزراء إلى الانعقاد إلى جلسة تُعقد يوم الجمعة المقبل في الثاني من الشهر المقبل، وذلك بُعيد عودته إلى بيروت من نيويورك التي يغادرها الأربعاء، وهذا اليوم هو موعد الجلسة رقم 30 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
على أن الأبرز سياسياً، كانت المواقف التي أدلى بها الرئيس نبيه برّي في مستهل الأسبوع السياسي وقبل 72 ساعة من الجلسة المقررة لانتخاب الرئيس، والتي سيكون مصيرها مثل سابقاتها، وقبل أسبوع من عودة طاولة الحوار إلى الالتئام على مدى ثلاثة أيام متتالية الثلاثاء والأربعاء والخميس، وبمعدل جلستين كل يوم، الأمر الذي جعل الحراك المدني يدرس خطة للتحرك تأخذ بعين الاعتبار حصيلة ما حصل في التحركات السابقة، وما توافر من معطيات لمنظّمي الحراك، سواء أكانوا أحزاباً أم حملات، من أن الاتجاه على طاولة الحوار يقضي بالتجاوب مع القدر الأكبر من مطالب المجتمع المدني بأحزابه وهيئاته وجمعياته، وفي مقدمها تجديد المؤسسات، بدءاً بوضع قانون جديد للإنتخابات على أساس النسبية.
ولم يُخفِ الرئيس برّي في تصريح له يوم أمس الأحد، أن طاولة الحوار ليست موجهة ضد الحراك المدني، ولا هي في الوقت نفسه مناسبة لتقطيع الوقت.
وأكد رئيس المجلس أن «الوقت لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيّرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن «طاولة الحوار قادرة على إنجاز الكثير شرط أن تتوافر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورة»، معرباً عن إيمانه، بأن النوايا صادقة لدى الجميع لإنقاذ لبنان.
وفي إشارة إلى ما يجري في نيويورك من حوار على مستوى الكبار لإنجاز التسويات، رأى برّي أن «المطلوب أن نقدّم للعالم صورة حقيقية: بأن اللبنانيين قادرون على إدارة ملفاتهم وشؤونهم وإنجاز إستحقاقاتهم مقدّمين مصلحة وطنهم والسلم الأهلي على أي مصلحة أخرى».
لقاءات سلام في نيويورك
أما في نيويورك، فقد حفلت لقاءات الرئيس سلام بزخم، حيث التقى ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشخصيات أوروبية وأميركية مولجة بمتابعة ملف النازحين السوريين، مطالباً بمساعدات في التعليم والطبابة والمياه والكهرباء، وبالإسراع في إيجاد حل للوضع في سوريا.
وشارك الرئيس سلام، أمس، في عشاء أقامه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي هاجمت طائراته مواقع لـ«داعش» داخل سوريا للمرة الأولى.
وعلى صعيد المواقف، أكد الرئيس سلام على «أهمية إيجاد حل جذري للأزمة في سوريا، لأن استقرار سوريا والمنطقة ينعكس إيجاباً على لبنان»، داعياً الأوروبيين إلى إدراك أن «الدعم يجب ألا يقتصر على الدعم المادي للاجئين أو الدول المضيفة لهم، بل الأهم هو دعم الحل الجذري للأزمة السورية»، معرباً عن حرصه على قيام أفضل العلاقات مع مملكة البحرين وجميع دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً «أن ما صدر في بيروت في حق البحرين لا يُلزم الحكومة اللبنانية ولا يُعبّر في أي حال من الأحوال عن موقف لبنان الذي يعرف مكانته ومكانة إبنائه في قلوب البحرانيين وعقولهم».
ويُشارك سلام غداً الثلاثاء في قمّة الإرهاب والتطرّف، التي تُقام على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيلقي كلمة لبنان أمامها يوم الأربعاء، وكذلك أمام مجموعة العمل الدولية لدعم لبنان.
ولفتت مصادر متابعة. إلى ان أهمية لقاء الرئيس سلام مع الرئيس هولاند، تكمن في كونها ذات صلة بالزيارة التي يعتزم الرئيس الفرنسي القيام بها إلى لبنان في تشرين الثاني المقبل، وأهميتها على صعيد الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.
يذكر في هذا السياق، ان الرئيس هولاند كان استقبل في قصر الأليزيه قبل وصوله إلى نيويورك الرئيس السابق ميشال سليمان الذي حثه على التدخل لدى الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي سيلتقيه على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كي يتدخل لدى الأطراف التي تؤثر عليها إيران وتحديداً حزب الله من أجل تسهيل انتخاب الرئيس العتيد.
ولفت الرئيس سليمان خلال لقائه مجموعة من الصحافيين في باريس الى ضرورة أن يؤخذ بالاعتبار في أي تسوية سياسية في سوريا أربعة أمور تهم لبنان، هي: ترسيم الحدود اللبنانية - السورية، ونشر مراقبين دوليين عليها، وتعويض لبنان عن الخسائر التي تكبدها نتيجة النزوح السوري إليه، وضرورة وجود نص صريح يدعو إلى عودة جميع اللاجئين والنازحين بسبب الحرب السورية، سواء أكانوا سوريين أو فلسطينيين انتقلوا من سوريا إلى لبنان.
سجال الحريري - نصرالله
على أن السجال الذي اندلع بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد نصر الله، لم يكن فقط على خلفية الحادث المأساوي الذي حصل في منى صبيحة عيد الأضحى، بل شمل أيضاً الوضع في سوريا والشأن اللبناني بطبيعة الحال، وهي ثلاثة مواضيع وصفها الرئيس الحريري بالمغالطات الثلاث في مقابلة نصر الله مساء الجمعة لقناة «المنار».
ولفت الحريري في المغالطة الأولى، «أن السيّد ذهب بعيداً في الدعوة إلى مشاركة الدول الإسلامية بإدارة شؤون الحج، وهذه دعوة إيرانية خالصة لم تشارك فيها أي دولة إسلامية، ومبعثها الحقيقي إخراج مكة المكرّمة والحرمين الشريفين من مظلة الرعاية السعودية». وقال: «إذا كان أهل مكة أدرى بشعابها، فلمكة ربّ يحميها وقيادة نذرت شبابها وشعبها لخدمتها، ولن يكون لإيران ما تنادي به مهما علا الصراخ».
وفي المغالطة الثانية، رأى الحريري أنه يتصرف في الشأن الداخلي السوري باعتباره المندوب السامي الإيراني في سوريا، ويتخذ حق التفاوض في شأن الزبداني والفوعة وسواها، وهو يتحدث عن هدنة ويعلن بنود الاتفاق، وهو يكرّس قواعد التطهير العرقي أو المذهبي المتبادل بين المناطق السنية والقرى الشيعية، ويشرح أبعاد التدخل الروسي في المعادلة السورية، ولا يجد ضيراً في التقاطع الروسي - الإسرائيلي حول المسألة.
اما المغالطة الثالثة فهي بحق لبنان الذي يعتبره السيّد حسن، على حدّ تعبير الرئيس الحريري، ملعباً للسياسات الإيرانية، مشيراً إلى أن كل منطق السيّد حسن في مقاربة الشأن الداخلي يعني أن لا شيء سيتحرك خطوة واحدة إلى الأمام.
وختم الحريري أن السيّد حسن يعلن بالمختصر غير المفيد انه لن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل معرفة المصير النهائي للرئاسة السورية، وبقية الحكي عزف على وتر الهدايا المجانية للمسيحيين واللبنانيين.
ولاحظ متابعون أن ردّ الرئيس الحريري لم يشمل كل كلام نصرالله، ولا سيما في الشأن اللبناني والمواقف الحاسمة التي أطلقها، سواء في شأن الانتخابات الرئاسية أو الانتخابات النيابية، وإفاضته في شرح فوائد النظام النسبي الذي رأى أن كل من يرفضه هو ديكتاتوري، أو في شأن موقفه من الحراك المدني.
ولاحظ نصرالله انه أمام طاولة الحوار فرصة للنجاح في بعض الملفات وليس كلها إن توفرت النوايا، موضحاً انه إذا لم نتفق في ملف الرئاسة فيمكن أن نناقش في الملفات الأخرى، وهي نقطة خلافية واضحة مع «المستقبل» الذي يرفض البحث في نقاط جدول الأعمال قبل الاتفاق على ملف الانتخابات الرئاسية، باعتبارها الممر الإلزامي لكل الملفات الأخرى.
وأعلن أن لدى «حزب الله» مجموعة مواصفات تنطبق على العماد ميشال عون، ولكن إن عدل عن ترشيحه ورشح شخصاً آخر فسندرس مدى إمكانية تطابق هذه المواصفات عليه، مشيراً إلى أن الفرصة ما زالت قائمة امام انتخاب عون رئيساً، مؤكداً انه طالما عون مرشّح للرئاسة فنحن معه بدون سقف زمني.
وكان نصرالله كشف في المقابلة، عن أن الزبداني لم تكن عصية على الجيش السوري والمقاومة، وانها كانت معرضة للسقوط بعد أسبوعين فقط من حصارها، لكن تمّ تركها لكي تكون فرصة لمعالجة الضغط على المسلحين فيها، كما كشف أن اتفاق الهدنة في الفوعة - كفريا - الزبداني موزع على مرحلتين: تشمل المرحلة الأولى خروج عشرة آلاف مدني من الفوعة وكفريا في ادلب إلى أماكن آمنة ووقف إطلاق نار تمهيداً لهدنة لمدة ستة أشهر، مؤكداً ان الأمم المتحدة تضمن تنفيذ الاتفاق الذي تم برعايتها، وبوساطة إيرانية ولاحقاً تركية.
البناء
كيري يمهّد للقاء أوباما بوتين و التسوية السورية مع الأسد
ظريف ولافروف: الجيش السوري أساس الحرب على الإرهاب
نصرالله برسائل متعدّدة... والترقيات تتقدّم لبلوغ مجلس الوزراء
صحيفة البناء كتبت تقول "على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة سيبصر النور أول تفاهم للدولتين الأعظم في العالم، حول الأزمات التي عصفت بالعالم منذ مطلع القرن، والحروب الأميركية التي بدأت بغزو أفغانستان، وطاولت احتلال العراق، وسعت لإسقاط سورية وتطويق إيران وسحق المقاومة في لبنان وفلسطين.
تعترف واشنطن بالفشل وتسير على هدي توصيات بيكر ـ هاملتون من دون أن تعلن ذلك، فمنذ توقيع الاتفاق الإطار للملف النووي مع إيران وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تسير نحو التسليم التدريجي بالمعادلات التي أفرزتها المواجهة التي قادتها شعوب ودول لإسقاط مشروع الهيمنة الأحادي الذي حملت لواءه أربع إدارات متعاقبة بولايتين للرئيس السابق جورج بوش ومثلهما للرئيس أوباما.
بعد التسليم بإيران نووية والاعتراف بها دولة إقليمية عظمى، تسير التسوية الأوكرانية بسرعة، بينما روسيا تنتزع الاعتراف من بوابة تموضعها الاستراتيجي على ضفاف المتوسط، ما كان حلماً لقياصرتها وصار بقوة الدفاع عن القانون الدولي والحقوق السيادية للدول ومحاربة الإرهاب، واقعاً قائماً يتحقق على أيدي الرئيس فلاديمير بوتين.
روسيا بشخص رئيسها بوتين تفرض حلاً أوكرانياً وحلاً سورياً وفقاً لروزنامتها، وتقطع الطريق على فرص حروب الاستنزاف، بينما إيران الشريك الإقليمي لروسيا تتقدّم كقوة صاحبة يد عليا في تسويات المنطقة وفي الحرب على الإرهاب، والشريك السوري لكليهما صنع بصموده الأسطوري فرص نصرهما الرئيسية، وكتب سطور المشهد الجديد للعالم والمنطقة.
على خلفية هذا المشهد كرّت سبحة الاعتراف بالرئيس السوري بشار الأسد عنواناً لسورية الحاضر والمستقبل على رغم الصراخ المعاكس للذين يسلّمون بدور الأسد في المرحلة الانتقالية، وعلى هذه الخلفية أيضاً عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاءاته مع وزيري خارجية إيران وروسيا محمد جواد ظريف وسيرغي لافروف مسلّماً باعتبار أنّ الحرب على الإرهاب يتقرّر مصيرها في سورية والتقدّم في الحلّ السياسي الذي يفترض أن يولد من جنيف الثالث بعد التوافق على سلوك الطريق الذي أرادته إيران وروسيا، وعنوانها الرئيس الأسد، ليسمع بوضوح قاطع أنّ الجيش السوري هو عماد هذه الحرب على الإرهاب، وأنّ الأسد عنوان هذا الجيش، والمسألة تتخطى حدود ضرورات المرحلة الانتقالية، لتتصل بموجبات الفوز في الحرب على الإرهاب وتوفير مقتضياتها وفي طليعتها وقف تمويل وتسليح وتسهيل تحرك الجماعات الإرهابية.
ولإيضاح هذا المشهد وتفاصيله كانت إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي تطرّق إلى الوضع الميداني في سورية والتموضع الروسي الاستراتيجي ومعاني التبدّلات في الموقف من الرئيس الأسد، وصولاً إلى ما يتهدّد القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، وما جرى من كارثة في موسم الحجّ، وانتهاء بالملفات اللبنانية الرئاسية والحوارية وفي طليعتها قانون الانتخابات النيابية.
لبنانياً وإقليمياً بقي كلام السيد نصرالله محور ردود أفعال، بينما لبنان ينتظر انعقاد مجلس الوزراء الذي أكدت مصادر متابعة أنه سيكون أمام إنجاز التفاهم على ترقية عمداء في الجيش اللبناني من بينهم العميد شامل روكز، كمدخل لفتح باب استئناف العمل الحكومي وتزخيم الفرص للتفاهمات على طاولة الحوار خصوصاً ما يتصل بقانون الانتخابات.
تنشط الحركة السياسية اعتباراً من اليوم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى وسط تكدّس الملفات والاستحقاقات الداهمة على المستويين السياسي والمطلبي، حيث من المرجح أن يدعو رئيس الحكومة تمام سلام فور عودته من نيويورك إلى جلسة لمجلس الوزراء، لتفعيل العمل الحكومي ومعالجة المشاكل الحياتية، فيما يعود المتحاورون إلى طاولة الحوار الوطني بجلسات متتالية أيام السادس والسابع والثامن من شهر تشرين المقبل، لاستكمال النقاش في الملفات الخلافية.
إطلالة السيد نصرالله خرقت الجمود الداخلي
رتابة المشهد السياسي الداخلي خرقته إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي وجه من خلالها جملة مواقف من التطورات المحلية والإقليمية والدولية الأخيرة، فقد جدد التأكيد بأن الفرصة ما زالت قائمة وستزيد لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لافتاً إلى أنه الأقوى تمثيلاً وحضوراً، ومشدداً على أنه طالما عون مرشح للرئاسة فنحن معه من دون سقف زمني.
وفي لقاء مباشر على قناة «المنار» حمّل السيد نصرالله السعودية المسؤولية الكاملة عن حادث الحج في منى كونها تدير مناسك الحج وترفض مشاركتها بذلك.
وفي الشأن السوري، لفت نصرالله إلى أن «صمود سورية وحلفائها لمدة خمس سنوات من الحرب الكونية هو سبب التحوّلات الحاصلة اليوم في المواقف الدولية». ووصف الوجود القتالي وليس الاستشاري لروسيا في سورية بأنه تطور كبير، لافتاً إلى انه لم يكن وليد الساعة وتم التحضير له مع الدول المعنية منذ أشهر وأن حركته كانت منسقة».
وفيما أوضح أنّ الزبداني لم تكن عصية على الجيش السوري والمقاومة وأنها كانت معرّضة السقوط بعد أسبوعين فقط من حصارها، كشف السيد نصرالله بأنه تمّ تركها لكي تكون فرصة لمعالجة ملف الفوعة كفريا. مشدداً على «أننا كمقاومة سنكون حيث يجب أن نكون ولن نتخلى عن هذا المبدأ».
وتطرق السيد نصرالله إلى الملف اللبناني، محدداً مجموعة مواصفات لرئيس الجمهورية وهي «الرئيس القوي والحاضر والذي لا يباع ويشترى، وقال: «وجدنا أن هذه المواصفات تنطبق على عون ولكن إن عدل عن ترشيحه ورشح شخصاً آخر فأيضاً سندرس مدى إمكانية تطابق المواصفات عليه».
وأشار إلى أن «من يرفض قانون النسبية هو ديكتاتوري لأنه يرفض في منطقته وفي طائفته شريكاً له ويفرض تمثيله على طائفته، بينما النسبية تتيح أن يكون له شريك»، مشدداً على أن «طاولة الحوار شكّلها الرئيس بري وهي فكرته وهو استشارنا كما استشار بقية الأطراف»، موضحاً أنه «إذا لم نتفق في شأن ملف الرئاسة سنتناقش في شأن الملفات الأخرى».
أهمية ظهور السيد في إدارة الصراع
وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» في تعليقها على كلام السيد نصرالله، إلى أنه «في سياق المعركة الكبرى الدائرة في المنطقة فإن شخصية السيد نصرالله تفوق الاعتبار اللبناني لتصبح شخصية محورية في إدارة الصراع الكبير في المنطقة وحضورها في معادلة المواجهة بين محور المقاومة والمحور الآخر الذي يتآمر على المقاومة، بالتالي باتت لإطلالة السيد فواصل زمنية محددة يجب أن لا تترك أي فراغ في الخطاب الإعلامي والسياسي والمعنوي لا سيما أن هناك 3 شخصيات تناوبت مؤخراً على الإطلالات الإعلامية في إدارة المعركة وهي الإمام علي الخامنئي والرئيس الأسد والسيد نصرالله وتكاملت مع إطلالة الرئيس فلاديمير بوتين خصوصاً بعد تفعيل الحضور الميداني الروسي في سورية والتي تشكل نقلة نوعية في قلب الصراع في سورية والمنطقة».
ولفتت المصادر إلى التنوع في إطلالات السيد، منبرية أو خلال مناسبات وأحياناً في حلقات تلفزيونية لتبقى منظومة التواصل بين القيادة التي تدير الصراع وبين الجمهور وكذلك توجيه الرسائل لأطراف الصراع على مستوى المنطقة والعالم».
وأضافت: «واضح أنّ الإطلالة المستفيضة والتي أخذ السيد مداه ليتحدث عن المرحلة في زمنها الحالي واستشراف المستقبل، أولاً حرص السيد على وضع حادث الحج في إطار مباشر وحمّل المسؤولية للسعودية ومقاربته أتت تأكيداً على الاشتباك السياسي مع المملكة وأسقطت رهان فريق لبناني على أيّ حوار سعودي- إيراني قريب يكفل فرض حلّ الملفات العالقة ومنها رئاسة الجمهورية، كما وضع السيد الحادثة في إطار خطير وتشكيك بقدرات السعودية على الإدارة المباشرة لملف الحج، ما سيفتح نقاشات مهمة في هذا الشأن لما للسيد نصرالله من حضور على مستوى العالم الإسلامي».
ولفتت المصادر إلى أن السيد نصرالله «وضع ملف الزبداني وكفريا والفوعة في نطاقه الصحيح وكشف أسراره وظروفه لقطع دابر التأويل والإشاعات وضرب كلّ الحملات الإعلامية التي روّجت لسيناريوات تتحدث عن فشل الحزب والجيش السوري في حسم هذه الجبهة بل الربط بين الزبداني وبين كفريا والفوعة واضح وأنّ التقدّم الواسع في الزبداني استغلّ لإنقاذ شريحة واسعة من السوريين المحاصرين».
وركزت مصادر أخرى لـ«البناء» على حديث السيد نصرالله في الشأن المحلي، وأكدت أنه «أفرد الوقت لمسألة قانون الانتخاب على أساس النسبية. وحديثه التفصيلي فيه، وهو قائد على مستوى المنطقة، يعتبر ترميزاً مستقبلياً بأن مسار نجاح أي نظام سياسي جديد يكون من خلال هذا القانون النسبي وبالتالي فهو نقلة نوعية برؤية حزب الله إلى الدولة والنظام السياسي فيها». واعتبرت المصادر أن حديث السيد عن الحوار قطع دابر التأويل بحصر الحوار بملف الرئاسة بل منذ تسلم حزب الله للدعوة تبلغ تنوع عناوين الحوار.
جمود حكومي بانتظار عودة سلام
في الشأن الحكومي لا جديد في انتظار عودة الرئيس سلام من نيويورك، حيث من المتوقع أن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، إلا أن الاتصالات بموضوع تفعيل العمل الحكومي وإنضاج تسوية التعيينات الأمنية لم تلحظ أي تقدم بل تراوح مكانها ضمن الشروط والشروط المقابلة.
وفي السياق، أكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أن الوزراء لم يتبلغوا رسمياً أي دعوة لجلسة لمجلس الوزراء لكنه شدد على أن سلام سيدعو إلى جلسة فور عودته من نيويورك، ومن المرجح أن تكون يوم الخميس المقبل ما يتيح المجال أمام استكمال الاتصالات لحلحلة ما على الصعيد الحكومي. وأشار إلى أن «هناك فريقاً يربط بين ملف التعيينات الأمنية وبين حضوره لجلسات مجلس الوزراء على رغم أن لا ضرورة لهذا الربط، ودعا جريج هذا الفريق إلى حضور أول جلسة حكومية بلا شروط مسبقة».
ونفت مصادر وزارية لـ«البناء» ربط تيار المستقبل تسوية ترفيع الضباط ومنهم العميد شامل روكز بتشكيل مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي وتعيين مدير عام قوى الأمن الداخلي.
وحذر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في تصريح من «مغبة استمرار التعطيل على مستوى السلطة التنفيذية لما لذلك من ضرر مباشر وأكبر من شلل رئاسة الجمهورية ومجلس النواب»، آملاً في «أن ينعكس الحوار القائم إيجاباً على عمل مجلس الوزراء».
طاولة الحوار قادرة على إنجاز الكثير
واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه «يخطئ الظن من يعتقد في الداخل أن طاولة الحوار هي لتضييع الوقت أو ضد الحراك الشعبي المدني، بل هي قادرة على إنجاز الكثير شرط أن تتوافر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورين، وإنني مؤمن بأن النوايا الصادقة لدى الجميع لإنقاذ لبنان».
خطة النفايات إلى التنفيذ اليوم
على صعيد ملف النفايات، من المتوقع أن يبدأ اليوم تنفيذ خطة الوزير أكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات، بعد الموافقة النهائية لأهالي المناطق المعنية بالخطة، على رغم استمرار اعتراض هيئات المجتمع المدني.
وفي السياق، أوضح أهالي عين درافيل وفي بيان «أننا استجبنا وقبلنا بفتح مطمر عين درافيل لمدة سبعة أيام فقط، استناداً إلى الوعد بأن تكون هذه الأيام السبعة هي الأخيرة بعمر المطمر وأن تتم فوراً الإجراءات اللازمة لإقفاله».
في المقابل تجمع عدد من الشبان أمام مطمر الناعمة رفضاً لخطة النفايات التي قدمها شهيب والتي تقضي بإعادة فتح المطمر سبعة أيام فقط. كما نظمت هيئات المجتمع المدني اعتصاماً على طريق مجدل عنجر احتجاجاً على إقامة مطمر للنفايات على السلسلة الشرقية عند الحدود اللبنانية السورية.
ودعا الرئيس سلام في تصريح اللبنانيين إلى «التجاوب مع خطة الوزير أكرم شهيب في شأن النفايات لتسهيل تطبيقها، بالتالي رفع فتيل متفجر تمثل بغضب الشارع». ورجحت مصادر وزارية في حديث إلى «البناء» أن يبدأ التطبيق العملي للخطة اعتباراً من اليوم.
للحراك مصلحة باستمرار أزمة النفايات
وأشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لـ«البناء» إلى أن «هناك أطراف متعددة لا مصلحة لها بالوصول إلى حل لموضوع النفايات على رغم التوافق بين جميع الأطراف داخل الحكومة على خطة شهيب، وأكد الحجار أن لا حلول بديلة عن الخطة المطروحة في ظل ضيق الوقت، قائلاً: من لديه حل بديل أفضل فليطرحه للنقاش لا أن يعمل إلى تضييع الوقت وإثارة المشاكل، وتساءل الحجار عن اعتراض بعض الأشخاص على إعادة فتح مطمر الناعمة طالما الأمر برعاية البلديات التي سيعود لها الحق بتولي الموضوع لاحقاً وطالما أن الخطة ستكون تحت إشراف اتحاد بلديات المنطقة وأن فتح المطمر لـ 7 أيام فقط».
وإذ أكد أن موافقة النائب وليد جنبلاط على فتح المطمر وهو الذي أعطى التوجيهات بإقفاله في تموز الماضي، جاءت في إطار خطة شهيب للحل، اعتبر الحجار أن هناك مصلحة للحراك المدني بإبقاء مشكلة النفايات قائمة لتحقيق أهداف سياسية ولتبرير التحركات في الشارع».