شدد الأزهر على رفضه الرسوم العنصرية البغيضة، التي تحول دون اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"ضرورة إدانة هذه الأعمال الاستفزازية، والتي لا تقل في خطورتها عما تقوم به بعض الجماعات المتطرفة
أعرب "الأزهر الشريف"، أكبر مؤسسة دينية في مصر والعالم الإسلامي، عن إدانته لقيام حركة تطلق على نفسها اسم "أوقفوا أسلمة الدنمارك"، بتنظيم معرض يتضمن "رسوماً مسيئة" للنبي محمد (ص)، في العاصمة كوبنهاغن.
وحذر الأزهر، من أن "مثل هذه الممارسات من شأنها تأجيج مشاعر الكراهية، بما تمثله من استفزاز للمسلمين حول العالم، فضلاً عن كونها تتنافى مع قيم الاحترام المتبادل والتعايش السلمي المشترك."
وشدد الأزهر على رفضه للرسوم العنصرية البغيضة، التي تحول دون اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية، مطالباً المجتمع الدولي بـ"ضرورة إدانة هذه الأعمال الاستفزازية، والتي لا تقل في خطورتها عما تقوم به بعض الجماعات الإرهابية من تهديد للسلم العالمي."
وكانت دعوات أطلقها نشطاء في الدنمارك مؤخراً، لإدراج رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد (ص) في المناهج التعليمية، قد جددت أزمة "الرسوم المسيئة"، التي أثارت غضباً إسلامياً واسعاً، في وقت حذرت فيه القاهرة من أن الخطوة قد تؤدي إلى مزيد من الاستفزاز لمشاعر المسلمين.
جاءت الدعوة "المثيرة للجدل" بعد أسابيع قليلة من الهجوم الذي شهدته كوبنهاغن، في 17 فبراير/ شباط الماضي، والذي استهدف رسام الكاريكاتير المثير للجدل، لارس فيلكس، وعدداً من أنصاره، خلال ندوة عن "حرية التعبير"، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
وأثارت الرسوم، التي نشرت للمرة الأولى في صحيفة "يولاندس بوسطن" عام 2005، غضباً عارماً بين المسلمين، كما كانت أحد أسباب الهجوم على صحيفة "تشارلي إيبدو" بالعاصمة الفرنسية باريس، في الثامن من يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي أسفر عن سقوط 12 قتيلاً، غالبيتهم من العاملين بالصحيفة.
وفي رد فعل على تلك الدعوات المتزايدة في الدنمارك، أعلنت "دار الإفتاء المصرية" إدانتها لما وصفتها بـ"الدعوات المتطرفة"، التي "تسعى لنشر الكراهية في المجتمع الدنماركي، الذي يضم ما يزيد على 359 ألف مسلم"، وصفهم البيان بأنهم "جزء لا يتجزأ من المجتمع."