بعض الأبحاث أظهرت أن الإنسان الذكي وغير الجاهل هو من يقول "لا أعلم" مع ضرورة إبداء الرغبة في المعرفة والحصول على الجواب.
يعتقد كثيرون منّا أن الذكاء يتجلى من خلال المعرفة الشاملة والإلمام في كل المجالات. نحاول في العمل إعطاء أسرع الأجوبة حينما يطرح أحدهم علينا سؤالاً – المدير خصوصاً- غير أن بعض الأبحاث أظهرت أن الإنسان الذكي وغير الجاهل هو من يقول "لا أعلم" مع ضرورة إبداء الرغبة في المعرفة والحصول على الجواب.
وبحسب مقال نشره الموقع المتخصص Business Insider، فإن مؤلفا كتاب "Freakonomics"، ستيفن ليفيت وستيفن دابنر، قد أشارا في كتابهما إلى أن المخاطب بطبيعته الإنسانية يريد الإجابة عن أي سؤال يطرح عليه بشكل سريع وآني. غير أنهما لفتا إلى ضرورة أن يتروّى الإنسان ويقول إنه لا يعرف مع إظهار إرادته في البحث عن الجواب الصحيح. وقد عقّبا أنه علينا إبداء أقلّ ما نعرفه قبل الذهاب للبحث عن الإجابة الدقيقة.
أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يظهرون على أنهم يعلمون كلّ شيء وهم في الحقيقة عكس ذلك، فيقول المؤلفان إنهم يبدون أذكياء صحيح، لكنّهم سيبقون في الظلّ لفترة طويلة لأن الزملاء والمديرين خصوصاً يعلمون أنهم يخبّئون جهلهم بطريقة ذكية. هذا منافٍ لضرورات التقدّم في السيرة المهنيّة.
في المقابل نشرت مجلة Forbes، مقالاً لكريستي هيدجز حول الطرق التي يمكن التعبير فيها عن الجهل بثقة تامة. ومن بين الاقتراحات التي عرضها المقال يمكن الموظف أو أي شخص الإجابة على النحو التالي "هذا سؤال مهم، إنما لا أريد أن أعطيك نصف جواب، اسمح لي أن أعود إليك في هذا الموضوع قبل نهاية اليوم". أو يمكنك أن تقول إنك تعمل حالياً على هذا الموضوع وتسعى إلى إيجاد الحل الممكن. هذه الطرق التي طرحها المقال تبيّن أن الموظف يقوم باستثمار وقته ومعرفته للبحث عن مزيد من الأجوبة والمعلومات المتعلقة بمضوع معيّن. ذلك كلّه بعيداً من الادعاء بالمعرفة الكاذبة.
ووفقاً للمؤلف ليفيت، فإذا كنت تعطي أهمية للنتائج والوصول إلى الحقيقة فإن الاعتراف بجهلك لا يضعك في خطر إنما يظهرك صادقاً وعلمياً تسعى إلى الإجابات الدقيقة من دون ادعاءات مزيفة.