01-11-2024 05:42 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 01-10-2015: لبنان في نيويورك: عبء النزوح وملء الشغور

الصحافة اليوم 01-10-2015: لبنان في نيويورك: عبء النزوح وملء الشغور

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 01-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مشاركة رئيس الحكومة تمام سلام في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة والمواقف التي أطلقها..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 01-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مشاركة رئيس الحكومة تمام سلام في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة والمواقف التي أطلقها..

السفير
ما هي قصة جهاز التجسس الإسرائيلي المكتشف؟
«العاصفة الروسية»: قراءات لبنانية متناقضة

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والتسعين بعد الأربعمئة على التوالي.

أغلب الظن، أن عصف الغارات الروسية على أهداف للمجموعات المسلحة في سوريا سيتجاوز المدى الجغرافي للعمليات العسكرية، ليتمدد في أنحاء المنطقة التي بات القيصر فلاديمير بوتين شريكاً في رسم توازناتها ومعادلاتها، بعد عقود من الوكالة الحصرية الأميركية.

ولما كان لبنان يقع على فالق الزلازل الإقليمي، فإنه من الطبيعي أن يكون معنياً بما يجري في جواره، لا سيما أن أطرافه تنقسم أصلا بين من يدعم النظام السوري، ومن يعارضه، وهو فرز انسحب تلقائياً على المواقف من التدخل الجوّي الروسي في الحرب.

أما الحرب الأمنية بين لبنان وإسرائيل، فقد كانت أمس على موعد مع فصل جديد، بعدما تمكن الجيش والمقاومة من كشف جهاز تجسس إسرائيلي زُرع في إحدى البلدات الجنوبية، في إنجاز بارز، يثبت أن هناك من لا تزال عينه على العدو يقظة ومفتوحة، برغم الغبار الكثيف الذي ينبعث من الأزمات الداخلية والإقليمية.

التدخل الروسي: انقسام لبناني
ومع بدء الانخراط الروسي في الحرب السورية، قال النائب وليد جنبلاط لـ«السفير»: إذا كانت الغارات الروسية ستستهدف «داعش» فهذا شيء، وإذا كانت ستستهدف المعارضة السورية أو ما تبقى منها فهذا شيء آخر أنبّه الى محاذيره.

وفيما أشار الى أن موقفه معروف من الدعم الروسي للنظام السوري، اعتبر أنه من غير المقبول أن تصبح المعادلة، إما النظام وإما «داعش»، لافتاً الانتباه الى أن هناك شعباً سورياً موجوداً، خارج هذه الثنائية، يجب أن يكون هو الأساس.

وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع أن تترك التطورات المستجدة في الساحة السورية انعكاسات على الداخل اللبناني، أجاب: نحن هنا نغرق في جدال بيزنطي عبثي، ونتخبط في النفايات السياسية والعضوية والتفسيرات الملتوية للدستور من قبل بعض كبار الجهابذة والهادفة الى تعطيل التسوية مع العماد ميشال عون.

أما رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، فرأى أن التخلص من «داعش» لا يتم بانخراط طائرات جديدة في الحرب، مشدداً على أن المجتمع السوري الذي ينبذ بطبيعته التطرف وحده القادر على مواجهة الإرهاب في سوريا واقتلاعه من جذوره، في سياق بناء دولة مدنية لا يكون فيها مكان لرأس النظام الذي تسبب بكل هذه الويلات.

ولفت الانتباه الى أن 99 بالمئة من المسلمين السنّة في سوريا هم ضد «داعش» ويريدون التخلص منه، لكن يجب التنبه في الوقت ذاته الى أن هؤلاء يعتبرون أن محاربة «داعش» يجب ألا تندرج في إطار فلش السجادة الحمراء أمام بشار الأسد.

ورأى أنه لا تزال هناك فرصة أمام الروس كي يؤدوا دوراً مفيداً وإيجابياً، يلقى الترحيب والتجاوب من الشعب السوري، وهو دور المنقذ الذي يأخذ بعين الاعتبار تطلعات هذا الشعب، بحيث تصبح موسكو جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة.

ورداً على سؤال حول موقع لبنان في جدول أعمال الخارج، وسط التطورات المتسارعة في الميدان السوري، أجاب: من الواضح أننا لسنا موجودين أو مُلتقطين على أي رادار خارجي حالياً، إنما المشكلة هي في من يربط الوضع اللبناني بالعربة السورية.

في المقابل، أكدت أوساط قيادية في قوى «8 آذار» لـ «السفير» أن الدخول الروسي القوي على خط الحرب السورية سيترك أثراً كبيراً على مسار الأحداث وسيشكل نقطة تحول استراتيجية في موازين القوى الميدانية والسياسية.

وأشارت الأوساط الى أن الغارات الروسية لن تشبه من حيث مفاعيلها العملانية غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي أدت الى تمدد «داعش» في سوريا والعراق بدل تحجيمه، لافتة الانتباه الى أن التدخل الجوي الروسي سينطوي على فعالية كبرى، كما تبين من مؤشرات الدفعة الأولى على الحساب.

واستغربت الأوساط مخاوف البعض في لبنان على مصير ما تسمى «المعارضة المعتدلة» في سوريا، معتبرة أن هذه المعارضة لم يعد لها أي وجود نوعي على الأرض، ولا أحد يحسب لها حساباً في المعادلات الميدانية.

ورأت الأوساط أن بدء الغارات الروسية على أهداف محددة للمجموعات المسلحة ينطوي على رسالة واضحة بأن ما بعد التدخل العسكري ليس كما قبله، وأن قواعد اللعبة تغيرت في سوريا، بل في المنطقة.

«صرخة» سلام
في هذا الوقت، أطلق رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نداءً من على منبر الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة دعا فيه الأسرة الدولية «إلى الخروج من حالة الانتظار أو التردّد، وإلى وقف التقاتل بالدم السوري وعلى الأرض السورية، والمسارعة إلى وقف المذبحة الدائرة هناك، عبر إرساء حلّ سياسي يضمن وحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها ويلبّي تطلعات الشعب السوريّ إلى حياة حرة كريمة». وأكد ان للبنان مصلحةً أكيدةً في الحل السوري لأنه يرزح تحت العبء الهائل للنزوح، الذي وصفتْهُ الأمم المتحدة نفسها بأنه «كارثة وطنيّة».

ودعا الدول المانحة الى «الوفاء بتعهداتها، لا بَل إلى مضاعفة مساهماتِها المالية، وتقديمِ المساعدات المباشرة للمؤسسات الحكومية وللمجتمعات اللبنانية المضيفة، وذلك طبقاً لخطة الاستجابة التي أطلقها لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة في كانون الأول الماضي». وشدّد على مبدأ المسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء بين الدول، وعلى أهمية إقامة أماكن آمنة أو مناطق عازلة للاجئين في سوريا، أو مراكز تجمع لهم على الحدود.

التجسس الإسرائيلي
وفيما كان لبنان ينشغل بالسجالات السياسية العبثية، وبأزمات النفايات والترقيات العسكرية، والمؤسسات المعطلة، كان الجيش والمقاومة يحققان إنجازاً أمنياً نوعياً، تمثل في كشف جهاز تجسس إسرائيلي متطور، سواء في وظيفته أو في طريقة تمويهه.

وقد أظهرت هذه الحادثة أن أجندة اسرائيل الاستخباراتية والأمنية في لبنان لا تزال على حالها، ولم يطرأ عليها أي تعديل، وبالتالي فإن العدو يواصل العبث بأمن لبنان، بمعزل عما يدور في المنطقة، مستفيداً من حالة انعدام الوزن التي يمر فيها الواقع اللبناني، حتى يتمادى في انتهاكاته واعتداءاته.

وفي المعلومات أنه جرى ضبط كاميرات مزروعة على صخرة مموهة تمويهاً احترافياً، وتتماهى مع طبيعة الأرض، في بلدة بني حيان القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، والتي تكتسب انطلاقاً من موقعها حساسية أمنية وجغرافية.

وتستطيع هذه الكاميرات تغطية مساحات واسعة من زوايا عدة، وهي ترتبط على الأرجح بغرفة عمليات في الأراضي المحتلة، عبر صحون لاقطة مزروعة على الجانب الآخر من الحدود، تتولى نقل الصورة الى العدو الاسرائيلي.

وقد تم كشف جهاز التجسس الاسرائيلي خلال عملية مسح ميداني في المنطقة، علما أن أي شخص عادي يمر بالقرب من الصخرة المموهة لا يمكنه أن يلحظ أنها تحوي جهاز تجسس، ما يجعل اكتشافه إنجازاً حقيقياً، يسجل للجيش والمقاومة، ويؤكد جهوزيتهما العالية في مواجهة الاختراقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.

وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان أوضحت فيه أن قوة من الجيش تمكنت بعد ظهر امس، في محلة بني حيان - مرجعيون، من ضبط جهاز تنصت إسرائيلي مموّه داخل إحدى الصخور وموصول الى ركيمة كهربائية، وقد حضر الخبير العسكري الى المكان وعمل على تفكيكه، فيما بوشر التحقيق بالموضوع.

من ناحية اخرى، وعلى صعيد ملاحقة المجموعات المشتبه بكونها إرهابية، أعلن الجيش أنه أوقف مساء امس في محلة باب الرمل ـ طرابلس، اثني عشر مواطناً، للاشتباه بانتمائهم الى مجموعات إرهابية. وتم تسليم الموقوفين إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق معهم.


النهار
دعم دولي للبنان "ولا لفوضى تعمّه"
مخرج جديد لعقدة الترقيات العسكرية

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "فيما المؤتمنون على الرئاسة يعرقلون الاستحقاق، والقيمون على تسيير امور الناس يعطلون الحكومة والمجلس معا، تلقى لبنان جرعة دعم دولية كبيرة، لم تترجم بالارقام الضرورية لإخراجه من ازماته التي ضاعفها وجود لاجئين على أرضه، لكنها ترجمت بمواقف مؤيدة لحكومته، وحاضة على انتخاب رئيس، ودافعة في اتجاه المحافظة على استقراره، ولعل كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبّر بوضوح عن هذه الارادة الدولية بقوله: "لا يمكن السماح للفوضى بأن تعم لبنان".

واذا كانت قضايا اللاجئين السوريين وتداعيات الازمة السورية طغت على كلمة الرئيس تمام سلام امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، فان كلمته في الاجتماع الخامس لمجموعة الدعم الدولية جاءت ذات مذاق آخر نظرا الى توغلها ولو بإيجاز الى ازمة الفراغ الرئاسي من منطلق دعوته جميع "القادرين على التأثير الإيجابي للدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بطريقة ديموقراطية" مشددا على ان "الاوان آن للتحدث الى الاصدقاء والخصوم لفصل الانتخابات الرئاسية عن كل القضايا الاخرى العالقة في المنطقة".

واضاف: "إن لبنان الضيّق المساحة والقليل القدرات... يستضيف منذ أربع سنوات مليونا ونصف مليون نازح سوري، أي ما يقاربُ ثُلُثَ عدد سكانه. لقد استُنزِفت البنى الحكومية والمجتمعات المضيفة في لبنان إلى أقصى الحدود، في وقت تتراجع المساعدات الدولية باطراد بسبب ما نسمعه عن "تعب المانحين". إن لبنان، المتمسك بالتزاماته الدوليّة، يكرّر النداء إلى الدول المانحة للوفاء بتعهداتها، لا بَلْ إلى مضاعفة مساهماتِها المالية، وتقديمِ المساعدات المباشرة للمؤسسات الحكومية وللمجتمعات اللبنانية المضيفة، وذلك طبقاً لخطة الاستجابة التي أطلقها لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة في كانون الأول الماضي".

الترقيات: حل أو لا حل؟
لكن النظرة الايجابية الى لبنان والاحاطة الدولية به في نيويورك لم تحجبا الحال الضبابية التي تسود الاجواء الداخلية، وعندما يعود الرئيس سلام اليوم، سيجد الامور معقدة اكثر مما كانت لدى سفره، آملا في أن تنتج حركة الاتصالات توافقات تتيح له عقد جلسة لمجلس الوزراء. ذلك أن حكومته باتت مهددة، كما الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري. فعقدة الترقيات العسكرية تراوح مكانها، ولا جديد سوى ما صدر من تصريحات لتبديد ما ورد في ورقة البنود التسعة التي سرّبت واعتبرها العماد ميشال عون بمثابة فخ لم يقع فيه، خصوصاً ان القرار في الرابية أنه لن يكون تعيين للمدير العام لقوى الأمن الداخلي ما لم يكن هناك تعيين لقائد الجيش، وأنها، أي الرابية، لا دخل لها بأي صفقات وهي خارج "البازار" السياسي، بل ثمة حقوق، على حد تعبير مصدر في "التيار الوطني الحر". وقال المصدر: "نحن لم نطلب أي شيء ولا حتى قبلنا، هم عرضوا علينا وهم وضعوا العراقيل. يناورون ويقدمون مبادرات ويتراجعون عنها وحتى يهربون من التزاماتهم". وأكد المصدر: "أننا غير معنيين بالبازار المطروح في موضوع الترقيات العسكرية ولا نفاوض عليها، بل ما نريده فعلاً تحقيق الشركة الفعلية على صعيد الرئاسة وقانون الانتخاب والتعيينات".

وعلمت "النهار" ان الاقتراح البديل الذي عرض امس والذي يوافق عليه وزراء الرئيس ميشال سليمان وربما الكتائب، استنادا الى مصدر وزاري، يقضي بتأجيل تسريح العمداء الذين يبلغون سن التقاعد مدة سنة، ويتم ذلك في مجلس الوزراء بقرار من وزير الدفاع بناء على اقتراح قائد الجيش بموجب المادة 55 من قانون الدفاع. وعندها يبقى العميد شامل روكز في مكانه. واعتبر المصدر الوزاري ان هذا الحل لا يتعارض مع القوانين المرعية.

في المقابل، أكد مصدر كتائبي لـ"النهار" أن عملية ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء "فرطت، ولا يمكن أن تتمّ". وأضاف أن "مدة هذه المشكلة مع النائب ميشال عون ستكون 15 يوماً الى حين إحالة روكز على التقاعد، أما في حال ترقيته فستمتد المشكلة سنة و15 يوماً". وسئل عن رد فعل عون المتوقع، فأجاب: "ماذا يقدر أن يفعل؟ يقدر أن يعطل الحكومة وجلسات الحوار، فليعطلها ولتتحوّل حكومة تصريف أعمال. وإذا استقال وزراء تكتله فيتولى وزراء بدلاء وزاراتهم بالوكالة. في الأساس هو عطّل رئاسة الجمهورية ".

الحكومة
حكوميا، أبلغت مصادر وزارية "النهار" أن رئيس الوزراء الذي سيعود الى بيروت اليوم سيبادر الى الاجتماع بالرئيس بري للتشاور في المعطيات المتوافرة ليقرر سلام في ضوئها ما إذا كان سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء أم لا. وكان الرئيس سلام وفي اتصالاته في نيويورك تبلّغ من المراجع الدولية ضرورة تفعيل عمل الحكومة كي لا يخسر لبنان الدعم الذي سيتلقاه فضلا عن خسارته الدعم الذي سيحوّل اليه لتحمل أعباء اللاجئين السوريين. ولفتت المصادر الى ان الجهات الديبلوماسية التي حاولت في الايام الثلاثة الأخيرة أن تضغط في اتجاه إقرار تسوية الترقيات في المؤسسة العسكرية، تراجعت امس ودعت الى البحث عن مخارج جديدة.

في موازاة ذلك، علمت "النهار" من مصادر في كتلة "المستقبل" أن الرئيس بري لا يزال يعمل على أساس ان الافق ليس مسدودا امام الحلول التي من شأنها أن تنشّط الحوار النيابي والحكومة. ولم تستبعد أن يكون ثمة مجال لتسوية يقرّها مجلس الوزراء عندما ينعقد لاحقا.

جنبلاط
وعلق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على مجمل الوضع فقال لـ"النهار": "أراقب التصريحات العشوائية والهمايونية التي اذا كانت تهدف الى شيء، فهي تهدف الى ضرب التسوية السياسية التي كنا على وشك انهائها مع العماد ميشال عون والتي أجهضت في آخر لحظة". وأضاف: "كفى مزاحاً مع العماد عون. وأتفهم موقفه وكفى استنتاجات دستورية من هنا وهناك فالموضوع سياسي".


الأخبار
لبنان في نيويورك: عبء النزوح وملء الشغور

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "«يوم لبنان» في الامم المتحدة كان في ختام مشاركة رئيس الحكومة تمام سلام في اعمال الدورة السبعين للجمعية العمومية. من دون توقعات كبيرة، اوصل سلام بقدر ما استطاع صوت لبنان الى المنصة الدولية، في خضم نزاعات متفجرة في المنطقة تحيل هذا البلد هامشيا وازمته ثانوية لا تدخل في جدول اعمال المحادثات والاجتماعات.

في «يوم لبنان»، رغم توجّه الانظار الى الاحتفال برفع علم فلسطين في باحة المنظمة الدولية، اجتمعت مجموعة الدعم الدولية للبنان للمرة الثالثة في نيويورك منذ 25 ايلول 2013، والسادسة بعد اجتماعات نيويورك وباريس وروما وبرلين.

وشأن ما ردده امام زعماء دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية التقى بهم في زيارته، وجه الرئيس تمام سلام امام مجموعة الدعم ثم امام الجمعية العمومية رسالتين: اولى نادت بمساعدة لبنان على جبه عبء النزوح السوري الى اراضيه من خلال تعزيز سبل استيعاب هذا النزوح ماديا وانسانيا وتقاسمه مع دول اخرى، وثانية حضت المجتمع الدولي على اخراج لبنان من استقطاب النزاعات الاقليمية بفصل ازمة الشغور الرئاسي عن صراعات دول المنطقة. على ان ابرز ما افضت اليه مداخلات اجتماع مجموعة الدعم الذي غاب عنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الاشادة باستقبال لبنان النازحين السوريين ووعود بمساعدته، وتأكيد تأييد سلام وحكومته ودعم الجيش.

سبق الاجتماع لقاء بين سلام ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير، تلاه لقاء قصير مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وبعد كلمة مقتضبة لبان في افتتاح الاجتماع، أكّد سلام «ان القرارات والخطوات التي ستتخذونها هذه المرة، ترتدي اهمية اكثر من اي قت مضى بسبب التهديدات المتزايدة التي يواجهها لبنان، وتتمثل باستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية والوضع الامني الدقيق، فضلا عن خطورة الوجود الارهابي على حدودنا الشرقية.

وقد انتج غياب رئيس الجمهورية سلبيات متراكمة ادت الى شلل شبه كامل للسلطة التنفيذية، وتعطيل خطير للعمل التشريعي». وشدد على ان «الجيش اللبناني يتحمل مسؤوليته كاملة في مواجهة التهديد الخطير الذي يمثله المقاتلون المتطرفون. تمكنّا بفضل دعم بعض الدول الممثلة في هذا الاجتماع من تعزيز قدراتنا للدفاع عن ارضنا وحماية سيادتنا. لكن السؤال يبقى مطروحا عن حجم محاولات الاعتداء التي سيكون على الجيش التصدي لها في حال حصول مزيد من التدهور للوضع السوري». ودعا الى «مواصلة دعم الجيش». كذلك حض «جميع القادرين على التأثير الايجابي للدفع في اتجاه انتخاب رئيس الجمهورية بطريقة ديموقراطية. آن الاوان لوضع الخلافات جانبا. آن الاوان للتحدث الى الاصدقاء والى الخصوم. آن الاوان لفصل الانتخابات الرئاسية عن كل القضايا الاخرى العالقة في المنطقة».

وفي كلمته، ثمّن شتانماير جهود لبنان في التعامل مع ازمة اللاجئين السوريين. ودعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اللبنانيين الى «التمسك بالثوابت الوطنية من خلال الحوار لتحقيق التوافق المطلوب لانتخاب الرئيس». ونوّه وزير خارجية ايطاليا بـ»الجهود الاستثنائية التي بذلها لبنان حيال النازحين»، وايد مساعي الحوار. وأشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بسلام وجهوده «في الظروف الصعبة»، وحضّ الاطراف الاقليميين على تسهيل انتخاب الرئيس. وقال: «اللبنانيون اصدقاؤنا ويحتاجون الى مساعدة وسنكون الى جانبهم». وأكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «دعم لبنان كي ينعم بالسيادة ومعالجة ازماته بلا تدخل خارجي»، وقال: «علينا تجنب فراغ السلطة ونرحب بالحوار الذي لا بد منه من اجل الاتفاق السياسي بين الافرقاء». ودعا الى «الحؤول دون الفوضى التي تفيد المتضررين»، واعلن دعم بلاده الجيش في مواجهة الارهاب و»خصوصا داعش وجبهة النصرة على الحدود مع سوريا». واعتبرت ممثلة الاتحاد الاوروبي فيديركا موغيريني «ان مساعدة لبنان مسؤوليتنا المشتركة»، تلاها ممثل عن الخارجية الاميركية حيا سلام على «شجاعته لانه يريد تحقيق الوفاق السياسي»، واكد دعم القوات المسلحة، مشيرا الى المساعدات العسكرية التي تقدمها بلاده للبنان «بسخاء». وشدد على حماية لبنان من «المجموعات التخريبية»، وقال: «يمكنكم ان تعتمدوا على صداقة اميركا ودعمها». ثم ممثل بريطانيا فقال ان لبنان «في حاجة الى رئيس والى تعزيز المساعدات لمواجهة ازمة النازحين»، داعيا الافرقاء اللبنانيين الى «وضع الخلافات الطائفية جانبا»، ولفت الى ان لبنان «يواجه تهديدات على الحدود مع داعش». وأكد ممثل الصين ان بلاده تتابع عن كثب تطورات لبنان، مشددا على «سلامته الاقليمية».

وبعد الظهر تحدث سلام في الجمعية العمومية، فاعتبر «ان الحل الافضل والاقل كلفة على سوريا والدول المجاورة والعالم، الذهاب مباشرة نحو المأساة ومعالجتها من اصلها. ان لبنان يجدد الدعوة الى الاسرة الدولية، وبخاصة جميع القوى المؤثرة في العالم، الى الخروج من حال الانتظار او التردد، ووقف التقاتل بالدم السوري وعلى الارض السورية، والمسارعة الى وقف المذبحة الدائرة هناك، عبر ارساء حل سياسي يضمن وحدة البلاد واستقلالها وسلامة اراضيها، ويلبّي تطلعات الشعب السوري الى حياة حرة كريمة». ولفت الى ان «اوروبا بامكاناتها الهائلة ورحابتها الانسانية ارتبكت امام آلاف النازحين الذين حلوا في مدنها على حين غَرة، فكيف لبنان الضيق المساحة والقليل القدرات يستضيف منذ اربع سنوات مليونا ونصف مليون نازح سوري، اي ما يقارب ثلث سكانه». واضاف: «لبنان المتمسك بالتزاماته الدولية، يكرر النداء الى الدول المانحة للوفاء بتعهداتها، لا بل مضاعفة مساهماتها المالية وتقديمِ المساعدات المباشرة الى المؤسسات الحكومية والمجتمعات اللبنانية المضيفة طبقا لخطة الاستجابة التي اطلقها لبنان بالتعاون مع الامم المتحدة». وشدد على «مبدأ المسؤولية المشتركة وتقاسم الاعباء بين الدول، واهمية اقامة اماكن آمنة او مناطق عازلة للاجئين في سوريا او مراكز تجمع لهم على الحدود». وجدد التزام «محاربة الارهاب باشكاله المختلفة»، مؤكدا استعداده «اي تعاون في اطار الجهود الدولية التي يقوم بها مجلس الامن لمكافحة الارهاب واجتثاث مصادر تمويله». كما اكد التزام لبنان القرار 1701، مطالبا المجتمع الدولي بالزام اسرائيل «وقفَ خروقاتها للسيادة اللبنانية».


اللواء
سلام للعالم: فصل الرئاسة اللبنانية عن تصفية الحسابات الإقليمية
وزراء «اللقاء التشاوري» يرفضون الترقيات.. والمشنوق يتخوّف على الحوار والإستقرار

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "يعود الرئيس تمام سلام إلى بيروت اليوم آتياً من نيويورك التي غادرها ليل أمس، بعد يوم حافل بالمواقف والخطابات والاجتماعات تناولت الوضع في لبنان والمنطقة، وعلى وجه أخص قضية النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وما يمكن ان يقدمه المجتمع الدولي من مساعدات سياسية لوقف الحرب في سوريا، أو على الأقل إيجاد مناطق آمنة للنازحين السوريين داخل سوريا، للحد من النزوح في لبنان والدول المجاورة، بعدما استنفرت أوروبا جيوشها ودبلوماسييها واعلامها، معلنة عن عجزها عن استيعاب عشرات ألوف النازحين الذين ركبوا البحر والمخاطر، بحثاً عن أرض تحويهم في أوروبا وتأويهم من شر الحرب، وتوفر لهم الصحة والتعليم والعمل.

ومع عودته، يتوقع ان تتكثف الاتصالات، سواء عبر الوزراء الوسطاء، كوزير الصحة وائل أبو فاعور، أو عبر الوزراء الذين يعترضون من حيث المبدأ على بعض ما هو مطروح على صعيد الترقيات، وما يشوبها من خلافات دستورية أو قانونية أو استنسابية.

ووفقاً لمصادر مقربة من الرئيس سلام، فإنه أصبح من المتعذر عقد جلسة لمجلس الوزراء غداً الجمعة، نظراً لعدم نضوج المساعي أو تعثر بعضها، لا سيما بعد الاجتماع الذي سيعقده اللقاء التشاوري بعد ظهر اليوم في الأوّل من تشرين الأوّل، والذي سيتطرق إلى مسألة الترقيات، وما أبلغه وزراء اللقاء على نحو منفرد للوزير أبو فاعور الذي كان التقى وزير الاتصالات بطرس حرب وقائد الجيش العماد جان قهوجي في ما خص موقفهم من الترقيات.

وسيعلن الرئيس ميشال سليمان هذا الموقف في مؤتمر صحفي في أعقاب «لقاء الجمهورية» الذي سيجتمع في فندق «لانكستر بامار» في غاليري سمعان عند الرابعة من بعد ظهر اليوم.

وكانت معلومات تحدثت عن ان الرئيس سليمان ووزير الدفاع سمير مقبل قد يسيران بالتمديد لعدد من العمداء، من بينهم العميد شامل روكز ولكن من دون الترقية من رتبة عميد إلى رتبة لواء.

ولئن كانت أزمة النفايات باتت بحكم السالكة على طريق الحل، وربما لا تحتاج لجلسة لمجلس الوزراء، إلاَّ ان أوساط الرئيس سلام أكدت سعيه للعمل الحثيث من خلال اتصالاته التي سيكثفها في الأيام المقبلة من أجل فتح ثغرة إيجابية على صعيد العمل الحكومي، مع الأخذ بعين الاعتبار ان الأسبوع المقبل سيكون حافلاً يعقد جلسات حوارية على مدى ثلاثة أيام.

وأكّد مصدر وزاري قريب من السراي ان هناك ترابطاً بين تحقيق تقدّم في الملفات الحكومية العالقة (الترقيات والآلية) ومشاركة كل الأطراف في جلسات الحوار، بعدما كان النائب ميشال عون هدّد بمقاطعة هذه الجلسات.

وعلى هذا الصعيد، أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بعد لقاء الدكتور سمير جعجع في معراب «اننا نسير بما يوافق عليه الرئيس سعد الحريري بما خص الترقيات العسكرية متخوفاً من وجود خطر على الاستقرار السياسي»، مشيراً في التصريح نفسه إلى ان «لدينا ثقة بالرئيس نبيه برّي وادارته لكل مسائل الوطن، لكن الظروف المحيطة بقادة الحوار لا تساعد كثيراً»، ملاحظاً حكمة بتأجيل زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى بيروت، وفي الوقت نفسه رأى «حكمة أيضاً بتأجيل زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى باريس». يُشار في هذا المجال، إلى أن رئيس الديبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس لم يرَ جديداً في شأن ملف الفراغ الرئاسي في لبنان.

سلام في نيويورك
دولياً، جدد الرئيس سلام دعوة الأسرة الدولية في كلمة لبنان في الدورة السبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، إلى الخروج من حالة الانتظار، ووقف التقاتل بالدم السوري على الأرض السورية والمسارعة إلى وقف المذبحة، لأن في ذلك مصلحة للبنان الرازح تحت عبء النزوح الذي نعتته الأمم المتحدة «بالكارثة الوطنية»، مكرراً النداء للدول المانحة إلى الوفاء بتعهداتها انطلاقاً من مبدأ المسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء بين الدول، وعلى أهمية إقامة أماكن آمنة أو مناطق عازلة للاجئين في سوريا.

وشدّد سلام على أن حماية الكيان اللبناني هي حماية لأبرز ما تبقى من تجارب التعددية في الشرق، وأن تثبيت الاستقرار فيه، بما له من نتائج سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية، يستدعي من الأشقاء والأصدقاء إبعاد لبنان عن الاستقطاب الإقليمي ومساعدة اللبنانيين على إنهاء حالة الفراغ والشلل الحالية، وإعادة الانتظام إلى عمل المؤسسات الدستورية، من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية دون مزيد من التأخير.

وكرر الرئيس سلام بعض هذه المواقف في كلمته في اجتماع مجموعة الدعم الدولية لأجل لبنان، معتبراً أن التهديدات التي تواجه بلده تتمثل باستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية والوجود الإرهابي على الحدود الشرقية والشلل شبه الكامل لعمل السلطة التنفيذية وإلى تعطيل خطير للعمل التشريعي، متوقفاً عند الاحتجاجات اليومية في الشارع، وعند قدرة القوى الأمنية على حماية حق المواطنين في التظاهر، متخوفاً من التدهور المتسارع في الوضع الاقتصادي، مطالباً الدول التي ساعدت الجيش اللبناني مشكورة إلى مواصلة دعمها بنفس الوتيرة، لأننا في الخط الأمامي من المواجهة، داعياً القادرين من الدول إلى التأثير الإيجابي للدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية بطريقة ديموقراطية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي افتتح أعمال المجموعة بكلمة له أشار إلى أن دعم الجيش اللبناني سيؤدي إلى استقرار المنطقة ولبنان، خاصة في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني تمكّن من الانتشار على الحدود الشرقية لمنع امتداد الحرب من سوريا، وحثّ جميع الشركاء لمدّ المساعدة للجيش لتمكينه من الدفاع ودرء المخاطر، آملاً من المجموعة إصدار قرارات تساعد القادة في لبنان على انتخاب رئيس.


البناء
بوتين يترجم «الأمرُ لي» ويفرض على واشنطن التفاوض لتحديد «أهداف العدو»
إعلان عمليّات روسي سوري مشترك... وتصعيد في التوتر الإيراني السعودي
السنيورة يستدرج عون لمواجهة مع بري... وسلام يشارك في مؤتمر بلا تفويض

صحيفة البناء كتبت تقول "لم تمرّ ساعات على المعادلات التي رسمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقواعد الحرب على الإرهاب في سورية والعراق، بعد التموضع العسكري الروسي الجديد في سورية وتشكيل غرفة العمليات المشتركة، ومجموعة العمل الاستخباري المشتركة الروسية الإيرانية السورية العراقية، والتي تختصر بإعلان فشل الاستراتيجية الأميركية للحرب والتشكيك في جدّيتها وتحميلها مسؤولية تجذّر الإرهاب، وإعلان النية لتقديم النموذج البديل، حتى بادر الرئيس بوتين إلى وضع معادلة «الأمرُ لي» قيد التطبيق، فبينما كانت الرئاسة السورية تعلن الطابع الشرعي والقانوني للوجود العسكري الروسي في سورية كتلبية لطلب سوري رسمي، كان المجلس الاتحادي الروسي يصادق على طلب الرئيس بوتين بتكليف القوات الروسية بمهمات خارج الحدود، وكانت أسراب من الطائرات الروسية والسورية تستهدف مواقع تواجد مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة» ومتحدّرة منه، ليتشكل البدء الرسمي للانخراط الروسي في الحرب على الإرهاب خارج حدود روسيا للمرة الأولى، منذ الانسحاب السوفياتي من أفغانستان.

واشنطن وحلفاؤها في حال ذهول وارتباك، فالرهان على جعل الحرب على «داعش» اختصاراً لمفهوم الحرب على الإرهاب، لم يعد ممكناً مع الدور الروسي الذي يلتزم تعريفاً واضحاً يطاول كلّ القوى والتنظيمات والجماعات المصنّفة لدى الأمم المتحدة كتنظيمات إرهابية، وهذا يعني أنّ «جبهة النصرة» خصوصاً، ولاحقاً «أحرار الشام» لن تكون مواقعهما، كما «داعش»، بمنأى عن الاستهداف الروسي، وعبّر عن هذا الارتباك الإعلان الأميركي عن استهداف الغارات الروسية وحدات من المعارضة، بينما خرج الائتلاف المعارض ليعلن أنّ القصف طال مواقع لـ«الجيش الحر»، ما يعني أنّ توسع القصف الروسي لمواقع تابعة لـ«جبهة النصرة» و«داعش» أربك الحسابات الأميركية التي قال الجنرال دايفيد بترايوس الرئيس السابق للمخابرات الأميركية إنها تراهن على «النصرة» لقتال «داعش»، بينما قال السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد إنّ الرهان معقود على «أحرار الشام»، لتتأرجح الحماية الأميركية بين «النصرة» التي تعلن رسمياً أنها فرع تنظيم «القاعدة» و«أحرار الشام» التي اعتبرت الملا عمر قائدها ومثالها الأعلى.

التفاوض على تحديد «معسكر العدو» صار ضرورة لا مفرّ منها تنتظر كشف الأوراق الأميركية التي تسبّب الإحراج، بينما المنظومة الأوراسية الجديدة التي تقف روسيا في صفها الأول وتضمّ إيران والعراق وسورية، تضع خطة حربها خارج هذه الأوراق المخفية، وتجبر واشنطن على الانصياع.

الخلاصة واضحة للمراقبين السياسيين والعسكريين، وهي أنّ زمناً جديداً للحرب على الإرهاب في سورية قد بدأ للتوّ، وانّ زمن إخضاع هذه الحرب للحسابات الأميركية القائمة على عدم إحراج الحضن التركي الدافئ لـ«داعش» أو التبنّي «الإسرائيلي» الرسمي لـ«النصرة» أو التمويل السعودي لكليهما ولـ»أحرار الشام» معهما، قد انتهى، وصار للانضمام إلى معسكر الحرب على الإرهاب تعريف لا يضعه المتلاعبون، وصار الخيار إما التنسيق مع سورية بواسطة روسيا أو ارتضاء فرط الأحلاف الخاصة والذهاب إلى عمل منسّق تحت قبة الأمم المتحدة.

بالتوازي كانت واشنطن تحاول تنشيط حلفها الخاص بعقد مؤتمر لمكافحة الإرهاب يضمّ المنضوين تحت رايتها في هذه الحرب، وهو ما اعتبرته موسكو خروجاً عن القانون الدولي، وكانت مشاركة لبنان لافتة عبر رئيس الحكومة ووزير الخارجية في هذا المؤتمر الذي يعني خروج لبنان من معادلة رفض سياسة المحاور والتورط بالانضمام إلى المفهوم الأميركي للحرب على الإرهاب في زمن الصعود الروسي، ما قد يضع لبنان أمام تبعات وتداعيات لا مبرّر لها، ما استدعى أن يقرّر عدد من الوزراء بطلب مساءلة الوفد اللبناني إلى نيويورك عن تفسير هذا التصرف الانفرادي دون تفويض من مجلس الوزراء.

المشاركة اللبنانية تمّت كما يبدو بطلب سعودي، في توقيت سيّئ يتصل بتهديدات سعودية أطلقها وزير الخارجية عادل الجبير بشنّ حرب على سورية ملوّحاً بخيار عسكري ينهي رئاسة الرئيس السوري، وفي توقيت أسوأ يتصل بتأزّم حادّ يحكم العلاقة السعودية بإيران على خلفية تداعيات كارثة الحج التي نال النصيب الأكبر منها الحجاج الإيرانيون، الذين يحتلّ الكثير منهم مواقع قيادية في هيكل الدولة الإيرانية، ولا تزال السعودية ترفض التعاون مع إيران لتسليم جثامين ضحاياها، أو الاستعداد لتحقيق يجلي الحقيقة ويزيل الالتباسات، ما أدّى إلى ارتفاع نبرة الخطاب الإيراني وصولاً إلى تحذير وجّهه السيد علي خامنئي للسعودية بنتيجة تجاهلها لكلّ النداءات والمحاولات الجادّة لكشف الحقيقة، ليتولى كبير مستشاريه الدكتور علي ولايتي تأكيد أنّ التحذير يطال السعودية وداعميها، وتعلن القوات المسلحة الإيرانية جهوزيتها لأيّ عمل يستدعيه الوضع الناجم عن كارثة الحج موجهة أصابع الاتهام إلى السعودية بالوقوف وراء استهداف كوادر وقادة إيرانيين.

في قلب هذا المشهد المتّجه إلى مزيد من التعقيد، تراجعت مناخات التفاؤل اللبنانية بقرب إقرار الترقيات لعمداء في الجيش إلى رتبة لواء بينهم العميد شامل روكز ضمن تفاهم على تفعيل العمل الحكومي والمجلسي، بعدما نجح الرئيس فؤاد السنيورة بتسريب نصّ لتسوية تتضمّن تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي والإيحاء بأنها تحظى برضى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورغم تأكيد بري مفاجأته بما نُشر ومجافاته لحقيقة ما تمّ التفاهم حوله، بقي التأزم لأنّ العماد عون قد أطلق مناخات سلبية تطال العلاقة ببري محورها وزارة المال، وصارت معالجتها بذاتها تتطلب وقتاً وجهداً قبل أن تتسنّى العودة للبحث بفرصة للترقيات.

لبنان في مرحلة ترقُّب
دخل لبنان في مرحلة ترقب بعد التطورات العسكرية الروسية في سورية. وإذ تتجه الأنظار إلى ما ستكون عليه الفترة الفاصلة، فإنّ طاولة الحوار باتت مهددة بشكل كبير، لا سيما أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بدأ يشعر أنها طاولة لاستهلاكه واستهلاك الوقت من دون أن يعوّل على أيّ نتيجة، على رغم أنه لا يزال يعطي المهل والفرص لغاية 15 تشرين الأول موعد إحالة العميد شامل روكز على التقاعد، فبعده سيكون عهد آخر.

وتشير مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أنّ ما يجري هو عملية ابتزاز للعماد عون لن يسمح بها حزب الله، وأنّ الجنرال لن يقبل بتعيين مدير عام للأمن الداخلي مقابل ترقية العميد روكز إلى رتبة لواء من دون وظيفة». وإذ اعتبرت المصادر «أنّ الرئيس فؤاد السنيورة هو من دسّ بند تعيين مدير عام الأمن الداخلي، وأنّ أحد وزراء اللقاء التشاوري سرّبها»، لفتت المصادر إلى «أنّ عون لن يدخل في باب المقايضات مع أحد، وأنه لن يقبل بأيّ تسوية لا تراعي الدستور والميثاق والقوانين».

بري لقهوجي: حسابات قيادة الجيش تختلف عن حسابات الرئاسة
وإذ أشارت المصادر إلى الخلاف الجديد الذي ظهر بين الرئيس بري والعماد عون على خلفية الأداء المالي الذي أعلن عنه الأخير أول أمس عقب الاجتماع الأسبوعي لـ«التكتل»، لفتت المصادر لـ«البناء» إلى «أنّ العماد عون تبلغ من مصادر دبلوماسية داعمة لفريق 8 آذار أنّ الرئيس بري لا يختلف في الموقف السياسي والاستراتيجي معه، وأنّ الخلاف لا يتعدّى الحيّز التقني»، مشيرة إلى «أنّ قائد الجيش العماد جان قهوجي طرح مع الرئيس بري في إحدى الزيارات التي قام بها إلى عين التينة الملف الرئاسي، غير أنّ جواب بري كان أنّ حسابات قيادة الجيش ليست هي نفسها حسابات رئاسة الجمهورية».

وعلمت «البناء» أنّ الرئيس بري أبدى أمس «استياءه من الموقف المتشدّد الذي أعلنه العماد عون وتهديده بالانسحاب من الحوار، علماً أنّ تسوية الترقيات لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بهيئة الحوار». ويشدّد بري على «أنّ التسوية التي نشرت في جريدة «السفير» مضافاً إليها بند تعيين مدير عام لقوى الأمن الداخلي، هي مدسوسة وتعبّر عن نيات سيئة، لا سيما أنّ اقتراحه لم يتضمّن هذا البند بأيّ شكل من الأشكال، وأنّ المتحاورين في عين التينة على علم بأنّ التسوية تقتصر على الترقيات وتفعيل عمل الحكومة وإنهاء الشلل في المجلس النيابي».

«المستقبل» يتّخذ من المجلس منبراً للتهجّم على عون
من ناحية أخرى، شكلت الجلسة التاسعة والعشرون لانتخاب رئيس للجمهورية أمس، والتي أرجئت إلى 21 تشرين الاول الحالي، منبراً جديداً للسجالات النيابية بين 14 آذار والتيار الوطني الحر، حيث اتخذ تيار المستقبل من قاعة الإعلاميين في المجلس النيابي منبراً للتهجّم على العماد عون. وقال النائب أحمد فتفت متوجهاً إلى عون: «إذا كان البعض يرفض منطق العيش المشترك والديمقراطية التوافقية، فلا يستطيع أن يفرض لنفسه حق «الفيتو» في مجلس الوزراء ولا أن يعطل انتخابات المجلس النيابي ولا تعطيل مجلسي النواب والوزراء كلياً». وسأل: «هل نحن في بلد ديمقراطي يؤمن بالعيش المشترك والتوافقية أو في ديكتاتورية؟». وردّ عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب حكمت ديب معتبراً «أن الديمقراطية التوافقية هي ألا تلغوا الآخر وان تدعونا إلى المشاركة الفعالة في السلطة وتحترمونا، وليست فقط إعلانات كاذبة».

وتعقد قيادات فريق 14 آذار اجتماعاً يوم غد الجمعة في بيت الوسط للتشاور في عدد من الملفات في ضوء ما يجري في سورية، ومن المتوقع أن يصدر موقفٌ عن المجتمعين في ما خصّ الترقيات العسكرية. كما يعقد وزراء اللقاء التشاوري الثمانية اجتماعاً في الأولى من بعد ظهر اليوم في دارة الرئيس السابق ميشال سليمان في اليرزة لبحث ملف الترقيات العسكرية.

سلام: لإبعاد لبنان عن الاستقطاب الإقليمي
ومن نيويورك شدّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أنّ «احتياجات لبنان كبيرة ومتزايدة»، محذراً من أنّ «عدم تلبيتها سيؤثر عليه». ودعا كي مون، خلال اجتماع لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، إلى «زيادة الدعم لمكافحة الإرهاب في المنطقة». ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بدوره «أنّ لبنان كان وسيظلّ نموذجاً فريداً للنظام الديمقراطي»، مؤكداً تضامن الجامعة مع لبنان، ومشدّداً على «وجوب دعم الجيش اللبناني لمواجهة الصعوبات التي يواجهها البلد». وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديركا موغريني ضرورة تجديد الدعم للبنان وللجيش اللبناني، لافتة إلى أنّ «هذا الأمر مهمّ للسلام في لبنان والمنطقة».

وأكدت «ضرورة دعم جهود الحكومة اللبنانية في استضافة النازحين السوريين». وشدّدت على ضرورة إيجاد حلّ سياسي في لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مضيفة: «نحن مستعدّون لدعم مبادرات لحلّ هذه الأزمة السياسية وحث اللاعبين الدوليين والإقليميين على ذلك»، قائلة: «لبنان بحاجة إلى رئيس واستعادة الثقة لمواجهة التحديات».

وأوضح رئيس الحكومة تمام سلام من جهته، «أنّ أهمّ تهديد يواجه لبنان هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية»، وقال: «لقد استطعنا حتى الآن ضمان حماية حق التظاهر لكن الأوضاع الاقتصادية تتدهور بسرعة». وأشار إلى «أنّ تثبيت الاستقرار فيه، بما له من نتائج سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية، يستدعي من الأشقاء والأصدقاء، إبعاد لبنان عن الاستقطاب الإقليمي، ومساعدة اللبنانيين على إنهاء حالة الفراغ والشلل الحالية، وإعادة الانتظام إلى عمل المؤسسات الدستورية، من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية دونَ مزيدٍ من التأخير».

وأمل «أن يفتح الاتفاق الأخير بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، صفحة جديدة في العلاقات الدولية، ويشكلَ بدايةً لتحسين المناخات الإقليمية، بما ينعكس إيجاباً على أوضاعنا السياسية في لبنان».

والتقى سلام في مقرّ الامم المتحدة رئيس وزراء السويد ستيفان لوفن، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. واختتم رئيس الحكومة محادثاته في نيويورك بلقاء ثنائي جمعه إلى الأمين العام بان كي مون.