التقى زعيم حزب «هناك مستقبل» الإسرائيلي يائير لبيد في نيويورك أمس بالأمير السعودي تركي الفيصل، حيث تداولا في إنشاء مؤتمر إقليمي للسلام بين إسرائيل والدول العربية.
حلمي موسى
التقى زعيم حزب «هناك مستقبل» الإسرائيلي يائير لبيد في نيويورك أمس بالأمير السعودي تركي الفيصل، حيث تداولا في إنشاء مؤتمر إقليمي للسلام بين إسرائيل والدول العربية.
ويعتبر هذا اللقاء من اللقاءات العلنية النادرة التي يجريها مسؤولون سعوديون مع مسؤولين إسرائيليين، برغم أنه ليس اللقاء الأول للأمير تركي مع مسؤولين إسرائيليين. وقد جرى اللقاء بعد أيام قليلة من إعلان لبيد تأييده اعتبار المبادرة العربية للسلام أساساً لمفاوضات إقليمية لتحقيق السلام، وبعد أيام من رفض الأمير تركي فكرة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول تعاون إسرائيل مع الدول العربية السنية من دون تحقيق السلام مع الفلسطينيين.
وأشار موقع «يديعوت احرونوت» الإخباري، في نبأ لمراسله في واشنطن اسحق بن حورين وللمراسل السياسي أطيلا شومفلبي، إلى أن السفير السعودي السابق في لندن وواشنطن ورئيس الاستخبارات الأسبق تركي الفيصل التقى بزعيم «هناك مستقبل» في نيويورك.
وسيصل لبيد لواشنطن اليوم لإجراء سلسلة لقاءات مع عدد من السيناتورات وأعضاء مجلس النواب، من الديموقراطيين والجمهوريين، وأيضاً مع مسؤولين في الإدارة الأميركية. وينوي لبيد أيضاً عرض خطته للسلام التي تقوم على أساس تفعيل المبادرة العربية للسلام. وقد تكون هذه الخطة بين أسباب ومبررات اللقاء مع تركي الفيصل.
وقال لبيد، في معرض تبريره للقاء مع الفيصل، إن السعوديين «يعرفون أنني لن أقبل بحق العودة، وتقسيم القدس ولن نتحدث عن الانسحاب من الجولان، ولكن هناك أساس لمفاوضات إقليمية وليس فقط فلسطينية». وأضاف أن اللقاء تم ترتيبه كجزء من سيرورة عمل تجري في واشنطن، وأنه «كان واضحاً أنه (تركي) لم يصل ممثلاً لنفسه. ليس هناك في السعودية شيء كهذا».
وحسب لبيد فإن اللقاء تم من أجل التقدم نحو تحقيق خطوات، وهو ما لا تحاول أي جهة إسرائيلية أخرى فعله. وقال «نحن نحتاج إلى بديل وليس فقط أن نقول لا، وإنما أن نعرض أيضاً ما ينبغي فعله. وينبغي للجمهور الإسرائيلي أن يعرف أنه توجد خطة. يمكن الجدال حولها، ولكنها موجودة. وفي كل الاستطلاعات هناك أكثر من 70 في المئة يفهمون وجوب الانفصال عن الفلسطينيين، لأن ابتلاع 3.5 مليون إنسان يهدد الأمن والهوية اليهودية. ينبغي أن نحافظ على الكتل الاستيطانية وأن نقيم ترتيبات أمنية صلبة».
وبرغم أن لبيد، المؤيد لاعتبار المبادرة العربية أساساً للمفاوضات، يتناقض بمواقفه التي ترفض الانسحاب إلى حدود 67 وترفض تقسيم القدس المحتلة وإخلاء الكتل الاستيطانية مع المبادرة العربية إلا أنه لا يرى هذا التناقض. وقال «أثناء الحديث مع الأمير السعودي عرض كل واحد منا مواقفه، ولا جدوى للحديث عن ذلك الآن. والتحفظات ستثار عندما سنجلس في قصر في القاهرة أو الرياض. وهم يعرفون موقفي».
وقد اعتبرت مواقع إسرائيلية أن لقاء لبيد بتركي الفيصل في نيويورك تم على خلفية محاولة زعيم «هناك مستقبل» تسويق خطته السياسية للسلام الإقليمي. وتقوم خطة لبيد على أساس الحفاظ على «مصالح دولة إسرائيل وضمان استمرار وجودها كدولة يهودية، وتسمح لإسرائيل بالاستعداد، سوية مع دول عربية معتدلة، لمواجهة منظمات الجهاد العالمي، وعلى رأسها داعش، ولمواجهة خطر سماح الاتفاق النووي لإيران بزيادة مساعيها للتحول إلى قوة إرهاب عظمى إقليمية».
وكان لبيد قد عرض هذه الخطة في خطاب له أمام جامعة بار إيلان، معتبراً أنها مبنية على «الإستراتيجية العليا» لإسرائيل. وتؤكد الخطة «السعي لتسوية إقليمية تقود إلى علاقات طبيعية مع دول عربية وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل». وفي رأيه فإن هذه التسوية بحاجة لتجند كل من السعودية ومصر والأردن ودول الخليج وبحاجة إلى رعاية أميركية وأوروبية وروسية.
assafir.com
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه