تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 02-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملف الداخلي وخاصة عرقلة تسوية "السلة الكاملة" لحلّ أزمة التعيينات الأمنية وآلية العمل الحكومي وفتح مجلس النواب..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 02-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملف الداخلي وخاصة عرقلة تسوية "السلة الكاملة" لحلّ أزمة التعيينات الأمنية وآلية العمل الحكومي وفتح مجلس النواب..
السفير
مناقصة الخلوي تفتح قطاع الاتصالات أمام إسرائيل؟
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "من سيفوز بمناقصة إدارة رخصتَي الخلوي؟
في 8 تشرين الأول الجاري يُفتَرَض أن يُعلن اسم الفائز. لكن ذلك سيفتح الباب أمام إشكاليات عدة، كان يفترض معالجتها قبل الوصول إلى الموعد المحدد لفض العروض.
قطاع الاتصالات ليس قطاعاً اقتصادياً بحتاً. أهميته، لا بل خطورته، تكمن في بعده الأمني. لذلك، فإن أي مقاربة للقطاع تتخطى علاقته الجوهرية بالأمن الوطني هي مقاربة ناقصة. هذا معيار تضعه كل الدول التي تحترم سيادتها الوطنية.
في وزارة الاتصالات تأكيد أن المناقصة «تخضع للقوانين اللبنانية، لا سيما قانون مقاطعة إسرائيل»، لكن ذلك لا يستوي مع قبول ثلاث شركات اتصالات (في المناقصات) على علاقة بإسرائيل، هي «أورانج» الفرنسية، «فودافون» الإنكليزية و «داتاكوم» الألمانية.
وإذا كانت حملات مقاطعة إسرائيل حول العالم قد بدأت تفعل فعلها، خصوصا في القارة الأوروبية، ردا على الجرائم وحملات الاستيطان الاسرائيلية، فإن شركة «أورانج» التي تملك شركة «موبينيل» المصرية نالت نصيبها من هذه المقاطعة أيضاً. كما تعرضت لضغوط كبيرة من حملة مقاطعة إسرائيل في مصر لفض شراكتها مع شركة «بارتنر» الإسرائيلية.
فالحملة المصرية، أعلنت أن شركة «أورانج»، إضافة إلى بنائها محطاتها في المستوطنات الإسرائيلية، تدعم وحدتَين عسكريتَين في الجيش الاسرائيلي، إحداها اقتحمت رفح وقتلت 250 فلسطينيا، وقدمت دقائق مجانية لجنود الاحتلال أثناء حرب غزة الأخيرة، ودعمت الجيش بمحطات تقوية متحركة. وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن قائد وحدة عسكرية أن «منصة إيزوز» الخاصة بـ «أورانج» «وفرت لجنودنا دعمًا هائلاً خلال مهاجمة منازل تحصن فيها عناصر من حماس في بلدة دير البلح وتسويتها بالأرض».
أين لبنان من دور شركة شريكة في قتل الفلسطينيين؟ وأين هو من شراكة «أورانج» مع الاحتلال الإسرائيلي؟
إذا لم يكن ذلك كافياً لإقناع البعض، فأين لبنان من حماية أمن مواطنيه اللبنانيين، خصوصا أنه لا يتوقع من شركة منغمسة بالمصالح الإسرائيلية الى هذا الحد أن تلعب دورا حيادياً في الحرب الأمنية المحتدمة بين لبنان وإسرائيل.
صحيح أن الشركة الفرنسية ترد على منتقديها بالتأكيد أن الشراكة تقتصر على استخدام علامتها التجارية، لكن الأكيد أيضاً أن الرئيس التنفيذي للشركة، وبعد أن أعلن من مصر استعداده لفض الشراكة مع «بارتنر» عاد ورضخ للضغط الإسرائيلي، معلناً أن «أورانج باقية في إسرائيل»، مضيفاً: «نحن نحب إسرائيل»، فكيف سيصرف هذا «الحب» في لبنان؟
سؤال على المعنيين بالمناقصة الإجابة عنه، علماً أن «أورانج» الإسرائيلية تصر على تقوية البث باتجاه الأراضي اللبنانية، وهو ما يعرفه معظم أهالي الجنوب، الذين يلتقطون إرسالها من قراهم. وعليه، هل ثمة من يتخيل كيف سيكون الوضع مع تداخل إشارات البث للشركتين اللبنانية والإسرائيلية؟ وحتى مع افتراض أن لبنان قادر على ضبط أمن الشبكات، وهو ما يستبعده معظم العاملين في القطاع، هل ثمة من يضمن تخلي إسرائيل عن هذه «الفرصة الأمنية»؟
لم ترقَ علاقة «داتاكوم» و «فودافون» مع إسرائيل إلى مستوى علاقة «أورانج» بها، لكن الظن بهما واجب. فالشركة الإنكليزية تملك فرعاً هناك أيضاً. كما تقدم خدمات الملاحة لعدد من الشركات الإسرائيلية. أما شركة «داتاكوم» («داتش تيليكوم») فترتبط بمشاريع مع جامعات إسرائيلية، لا سيما منها جامعة بن غوريون. لكن الأهم بالنسبة للبنان، أنه عايش تجربة مباشرة مع الشركة التي كانت تدير «ألفا»، خصوصاً أن المديرة التنفيذية لشركة «فال ديتي» وممثلة الشريك الألماني «داتش تيليكوم» انيكي بوتر غادرت في العام 2008 لبنان، من دون إبلاغ وزارة الاتصالات وإدارة الشركة والموظفين. حينها تردد أن قسماً من «الداتا» قد اختفى، كما تم التطرق إلى دور مشبوه لها في حرب تموز 2006.
الحرص واجب، والقطاع الذي يشكل كنزاً استخبارياً بالنسبة للأجهزة الأمنية في الداخل، هو أيضاً كنز استخباري لإسرائيل التي تثبت التجربة أنها لم تترك وسيلة إلا وحاولت من خلالها اختراق الشبكات اللبنانية. المشكلة الأساس، بحسب خبير اتصالات مطلع على ملف الخروقات الإسرائيلية، أن الدولة اللبنانية لا تزال تتعامل مع الموضوع باستخفاف. وعليه، فإن على المعنيين الإجابة على السؤال التالي: هل يمكن تطوير القطاع من دون سد الثغرات الأمنية، أم أن الأولوية تبقى للصفقات، ولو على حساب أمن اللبنانيين؟
النهار
سلام يخشى العراقيل ويلوّح بـ"قلب الطاولة"
950 ألف لبناني ولاجئ يحتاجون إلى مساعدة
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "الدعم الدولي للبنان لن يترجم أرقاماً على أبواب فصل شتاء تتوقّع المراصد الجوية ان يكون أكثر قسوة من سابقه، والدعم المعنوي لن يدفع في اتجاه اتمام الاستحقاق الرئاسي، الأمر الذي ينعكس سلباً على كل نواحي العمل الرسمي، من الحكومة الى مجلس النواب. ويبدو لبنان غارقاً بوتيرة سريعة في المنزلقات التي تدفع المنطقة المحيطة به الى مزيد من التأزم، ومقتحماً ثلاجة الانتظار على ما أبلغ الرئيس الايراني نظيره الفرنسي بدعوته الى تأجيل البحث في الملف اللبناني الى منتصف تشرين الثاني المقبل في أقرب تقدير.
والرئيس تمّام سلام، الذي عاد ليلاً من نيويورك، يخشى في ظل هذه الصورة القاتمة "ان تتراكم المصائب أكثر فأكثر، وكذلك العراقيل، في ظل عدم التوصل الى توافق سياسي داخلي ولو على صعيد تيسير مشاكل الناس والمواطنين، فيما ينعكس تعثر السلطة عليهم". ويضيف: "من هنا كان كل كلامي وعرضي لوضعنا ينتهي بالتحذير الجدي من الانهيار والذهاب الى المجهول".
ويبدي سلام أسفه لعدم وجود متابعة لاجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان "والسنة الماضية سمعنا أيضاً مواقف مماثلة والتزامات كثيرة، ولكن اذا لم يُبذل جهد بين الدول لتحقيق هذا الامر، فسيبقى فقط في تظاهرة سنوية، والمطلوب ان يكون هناك متابعة مركزة لم تتبلور بعد ويا للأسف".
وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن رئيس الوزراء يلوح باتخاذ قرار بـ"قلب الطاولة" بسبب الاجواء المحيطة بعمل الحكومة. فهو يسمع من كل الاطراف دعوات الى الصمود، لكن أحداً منهم لا يسهّل مهمته. ورأت ان هذه الحال التجاذبية ستتضح نهايتها مطلع الاسبوع المقبل حداً أقصى.
اللاجئون
وفي موضوع اللاجئين، حذر متصاعد من التداعيات المرتقبة لحلول فصل الشتاء في التقرير الخاص الذي تصدره المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أبرز المستجدات المتصلة بأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان والذين، استناداً الى التقرير، صار عددهم رسمياً في لبنان 1٫113٫941، بعدما عمدت المفوضية إلى إبطال تسجيل أكثر من 58000 وحذفهم من قاعدة بيانات التسجيل في لبنان، عقب عملية تحقق دامت أشهراً للتأكد مما إذا كانوا لا يزالون داخل البلاد.
ويورد التقرير ان الوكالات الدولية والحكومة اللبنانية طالبت بـ1٫87 مليار دولار أميركي في خطة لبنان للتصدي للأزمة التي نقحت وخفضت قيمتها من 2٫1 ملياري دولار أميركي. وبحلول 24 أيلول 2015، أفادت المنظمات أنها تلقت 763 مليون دولار أميركي (40% من المبلغ المطلوب).
ويقّدر العاملون في برامج المساعدات والاغاثة أن أكثر من 190000 عائلة لبنانية وسورية وفلسطينية ضعيفة اقتصادياً (950 ألف شخص) ستكون عرضة للبرد وستحتاج إلى المساعدة الأساسية وعمليات تحسين المساكن وتجهيزها لمقاومة العوامل الجوية خلال الشتاء.
الترقيات
حكومياً، ينتظر رئيس الوزراء لقاء الرئيس نبيه بري اليوم أو غداً للوقوف على نتائج الاتصالات التي أجراها في الملفين المتعثرين، الترقيات العسكرية والنفايات.
وعلمت "النهار" أن "اللقاء التشاوري" الذي انعقد أمس في دارة الرئيس ميشال سليمان خلص الى رفض حل ترقية ثلاثة عمداء لأنه يضرب التراتبية في الجيش، إذ ثمة 21 عميداً مسيحياً يتقدمون العميد شامل روكز في أحقية الترقية، وانه يحل في الرقم 45 بين العمداء المستحقين من كل الطوائف. وعرضت اقتراحات عدة للبحث منها تعيين روكز قائداً للجيش شرط ان تسبق التعيين جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، أو تعيينه مديراً عاماً للامن العام أي في المنصب الذي يطالب عدد من الموارنة باسترجاعه، او تأجيل التسريح لكل عميد يبلغ سن التقاعد.
وعرض وزير الدفاع سمير مقبل لشكاوى 17 عميداً في الجيش أبدوا انزعاجهم من موضوع الترقية، وابدى عدد منهم استعداده لنقض القرار أمام مجلس الشورى بعد استقالته. وصرح وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم لـ"النهار": "لن نمضي في ضرب المؤسسة العسكرية، وليستقيلوا من الحكومة، وتصبح حكومة تصريف أعمال. لا مشكلة لدينا".
في المقابل، رفض مصدر في "التيار الوطني الحر" هذه الطروحات قائلاً: "لا تعنينا. هم يريدون الايقاع بيننا وبين حلفائنا. ولن نسقط في هذا الفخ. ولن نرد عليهم".
النفايات
في ملف النفايات، لم تفض لقاءات الوزير أكرم شهيب والجمعيات البيئية حتى الساعة الى ايجابيات، ولا تزال الهوة كبيرة على رغم الاتفاق على عدد من النقاط. واذا كان العمل جارياً لاعداد موقع سرار وتحويله مطمراً صحياً، فقد علمت "النهار" أن مفتي البقاع الشيخ خليل الميس دعا الى اجتماع في أزهر البقاع الحادية عشرة قبل ظهر غد السبت، يشارك فيه نواب ورجال دين وفاعليات، لتقرير الموقف من المطمر المزمع إنشاؤه في خراج بلدة مجدل عنجر قرب الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا.
وسبقت هذا الاجتماع حركة احتجاج واسعة من أهالي مجدل عنجر ورجال الدين فيها والذين رفضوا إنشاء مطمر في المنطقة التي تعلو عن سطح البحر 1100 متر وتتصل بنبع شمسين الذي يسقي عشرات البلدات والقرى في المنطقة. وعلم من مصادر نيابية ان هناك اعتراضاً من فاعليات المنطقة على أن يكون "حزب الله" الطرف الذي يمنح الاذن بإنشاء المطمر إنطلاقاً من وجوده العسكري فيها، في حين أن مناطق واسعة من البقاع الشمالي تقع في دائرة نفوذ الحزب وتصلح لتكون مكاناً للمطامر ولا تؤثر على البيئة.
وأبلغ وزير العمل سجعان قزي "النهار" أن "اللقاء التشاوري" توقف عند ملف النفايات وطالب بتنفيذ خطة الوزير شهيب من دون إبطاء. وأضاف: "لا أصدق أن عرقلة الخطة تأتي من مجموعة بيئية لا صفة تمثيلية لها. كما لا أصدق أن تيار "المستقبل" بنفوذه النيابي والبلدي والاختياري والشعبي لا يستطيع أن يمون على البيئة في عكار لكي تسهل العمل في مطمر سرار".
الأخبار
عون: لا تسوية... لا حكومة
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "نجح الرئيس السابق ميشال سليمان في عرقلة تسوية «السلة الكاملة» لحلّ أزمة التعيينات الأمنية وآلية العمل الحكومي وفتح مجلس النواب. النائب ميشال عون، ومع أنه يرى التسوية «مجحفة»، لكنّه ليس في وارد السكوت على إقصاء العميد شامل روكز، وأول الغيث مقاطعة الحكومة، وربما جلسات الحوار الأسبوع المقبل.
ويبدو أن الرئيس السابق يتمسّك في الوقت الضائع بفرصته الأخيرة للتأثير السياسي، بوصفه متعهداً لثلاثة وزراء في الحكومة، لعلمه أن تأثيره سيخف مع أي تسوية، وسينتهي مع أي تغيير حكومي، لافتقاره إلى أي حيثية شعبية أو سياسية، ما يجعله «ضابطاً سابقاً لا أكثر»، بحسب مصادر وزارية بارزة في قوى 8 آذار.
وتبدو حجّة سليمان واهية برفض ترفيع العميد شامل روكز وعمداء آخرين لأن «في الجيش 481 عميداً، يحتل روكز المرتبة 59 بينهم، والمرتبة 19 بين مئة عميد ماروني» كما أكّد وزير الدفاع سمير مقبل لـ «المركزية» أمس.
إذ أن «روكز هو العميد الوحيد بين 430 عميداً في السلك الذي حصل على أقدمية لأعمال حربية إثر حوادث عبرا، كما أن اسمه وارد على لائحة أقدميات حوادث عرسال التي لم تصدر بعد»، كما تقول مصادر وزارية في التيار الوطني الحر. وتشير المصادر إلى أن العماد جان قهوجي عندما عُيّن قائداً للجيش «كان يتقدّمه 40 عميداً مارونياً» فيما كان يتقدم على سليمان «أكثر من 60 عميداً مارونياً»، و«ومأثرته الوحيدة لاختياره رئيساً بحسب وزير الدفاع السابق الياس المر في وثائق ويكيلكس، أنه كان الضابط صاحب الشخصية الأضعف»!
والى سليمان الذي «ينتقم من الرئيس سعد الحريري بسبب تهميشه» كما تقول مصادر وزارية في 8 آذار، فإن الكتائبيين أيضاً «حردانون» لأن خلوة الرئيس نبيه برّي بعد طاولة الحوار الأسبوع الماضي في مجلس النواب لم تشملهم، والنائب سامي الجميّل الذي لم يقنعه اتصال السفير الأميركي دايفيد هيل لحثّه على القبول بالتسوية، ولا الاتصال المطوّل مع السفير السعودي علي عواض العسيري، لم يقنعه أيضاً وسيط النائب وليد جنبلاط الوزير وائل أبو فاعور بعد، مع عدم وجود تقدير لدى القوى السياسية الأخرى لمدى جدية المعارضة الكتائبية. وفي حين تتذرع الكتائب علناً بحجّة سليمان لجهة «الحرص على الجيش»، قالت مصادر وزارية كتائبية لـ «الأخبار» إن «الحزب منسجم مع القوات اللبنانية وتيار المردة في عدم استفزاز قهوجي، مع أن المردة لا يريدون أن يزعل عون أيضاً». تعنت سليمان والكتائب، لا يلغي استمرار الأخذ والردّ مع الوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون، العضوين في لقاء سليمان «التشاوري». إذ علمت «الأخبار» أن أحد المعنيين في تيار المستقبل حاول إقناع حرب وفرعون أمس بالخروج من نادي المعترضين، علماً بأن الأول صرّح سابقاً في مجلس الوزراء أنه لن يقف في وجه ترقية روكز لأنه «ابن ضيعته». وفيما ارتفع عدد الوزراء المعترضين واحداً، مع إعلان الوزير أشرف ريفي رفضه التسوية، لا يبدو الوزير رشيد درباس «مضموناً» في نادي المعترضين. وهو قال لـ «الأخبار» إنه «لا يمكن أن أعرقل تسوية تضمن سير العمل الحكومي وفق آلية دستورية».
وفي تناقض مع ذرائع سليمان بحرصه على المؤسسة العسكرية، سرّب فريقه ليل أول من أمس معلومات لموقع «ليبان كول» عن موافقته والكتائب على تأجيل تسريح أي عميد يبلغ سنّ التقاعد، ومن بينهم روكز، في محاولة لـ «تخفيف الضغوط» و«إضافة عامل تأزيم جديد»، كما تقول مصادر وزارية بارزة. إذ يسبب تأجيل التسريح تخمة في عدد العمداء ويكبّد الدولة أعباء مالية كبيرة، ويحرم عقداء من استلام مناصب يطمحون لها فور ترقيتهم إلى عمداء. علماً بأن العماد ميشال عون لا يمكن أن يقبل بمثل هذا العرض، خصوصاً أنه يرى أصلاً في تسوية ترفيع روكز إلى رتبة لواء «اجحافاً وتأجيلاً للمشكل». وكذلك الأمر بالنسبة لروكز الذي أمضى يوم أمس في مناورة لفوج المغاوير في بلدة العاقورة في جبيل. ونقل «ليبان كول» عنه أنه «غير معني بما يحصل، وملتزم بتعليمات القيادة حتى آخر يوم خدمة».
وفيما تثير الأنباء عن جمود التسوية، وربّما موتها مع اقتراب تسريح روكز، استياء بري القلق على طاولة الحوار، وقلق جنبلاط من جمود التسوية، عبّر عون أمام أكثر من زائر إنه «إذا لم يرغبوا في الاعتراف بنا وبحقوقنا، فلا حكومة ولا أي شيء آخر»، في إشارة إلى احتمال مقاطعة طاولة الحوار، مع وجود شعور لدى عون بأن موقف سليمان منسقّ مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي لا يزال يعارض التسوية، لكنه لم يعد يجاهر بذلك بسبب موقف الرئيس سعد الحريري المؤيّد لها. وأكّدت مصادر وزارية في التيار الوطني الحر لـ «الأخبار» موقف عون لجهة مقاطعة أي جلسة للحكومة ما لم يتمّ الوصول إلى تسوية. وبحسب أكثر من مصدر، فإن حزب الله لم يُفعّل أي قناة اتصال حتى الآن، خصوصاً بعد أجواء التوتر بين بري وعون، وهو انتظر عودة الوزير جبران باسيل من نيويورك أمس لفتح خطوط الاتصال.
اللواء
الضربات الروسية لبنانياً: سقوط الترقيات وترنح النفايات
14 آذار تجدّد رفضها القفز فوق بند الرئاسة.. وسليمان يحذر من تحويل الجيش إلى قالب جبنة
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "ترنّحت التسويات والنفايات، ولا تُخفي مصادر سياسية واسعة الإطلاع أن هذا الترنّح ترتّب على الضربات الجوية الروسية في سوريا، في ظل صمت إيراني مطبق، وتوجّس عربي من النتائج التي من شأنها أن تُحدث خللاً في المعادلات القائمة في المنطقة، وترقّب أميركي يتوزّع بين التوريط الروسي في الحرب وتحاشي وقوع احتكاك في الجو، بعد معلومات ترددت عن أن إحدى الغارات أصابت مجموعات سورية معارضة درّبتها وسلّحتها الولايات المتحدة.
وإذا كان الرئيس تمام سلام الذي عاد إلى بيروت من نيويورك خلد إلى الراحة، بانتظار أن يلتقي اليوم الوزيرين نهاد المشنوق وأكرم شهيّب ومعهما العقبات التي تواجه خطة النفايات التي أقرّتها الحكومة، وما يمكن القيام به لمعالجة هذه العوائق، وإلا فإن لكل حادث حديث، وفقاً لمصدر مقرّب من الوزيرين اللذين اجتمعا أمس للتداول في حصيلة المشاورات الجارية، لا سيما ما توصل إليه الوزير المشنوق مع رؤساء بلديات واتحادات البلدية في عكار، فإن مصادر قريبة من الملف تتخوّف من إنهيار خطة الوزير شهيّب، في ضوء تولّد قناعة لدى وزير الزراعة أن المهمة التي أخذها على عاتقه بدت معقّدة أكثر مما تصوّر.
ووفقاً لهذه المصادر نفسها، فإن الحلول لأزمة النفايات آخذة بالتلاشي في ضوء الفرق الشاسع ما بين الأقوال ووضع العصي في الدواليب على الأرض، فالمعنيون سياسياً بالمطامر المقترحة، سواء في عكار أو برج حمود أو البقاع يواجهون وضعاً إنقسامياً على الأرض وشدّ حبال يجعل من كلام الليل يمحوه النهار:
1- ففي عكار تتحكّم المصالح المتضاربة سياسياً وبلدياً وإنمائياً بالموافقة حيناً والمعارضة أحياناً ضمن توزيع أدوار، في ما خصّ مطمر سرار، على الرغم من تعهد وزير الداخلية بتحويل مكب سرار إلى مطمر صحي، والموافقة على إعطاء البلديات والمجتمع المدني حق المراقبة والمحاسبة.
2- وفي البقاع تطالب الفعاليات والبلديات في عنجر والمصنع بعدم حصر المطمر بالبقاع الأوسط، بل يجب أن يكون هناك مطمر آخر في البقاع الشمالي، بحيث يتوزع العبء البيئي في كل المناطق ولا يقتصر على فئة أو منطقة واحدة.
3- وحسب معلومات هؤلاء المعنيين، فإن تكتل الإصلاح والتغيير يقف وراء البلدات والهيئات الرافضة لمطمر برج حمود، مما يعني أن الرفض سياسي وليس بيئياً.
4- حتى بالنسبة لمطمر الناعمة الذي تلحظ الخطة 7 أيام لإعادة تشغيله فقط، ما تزال حملات الحراك المدني تتصلب في رفض إعادة تشغيله.
وهذه المعطيات بددت القناعة لدى الوزير شهيّب والقوى البيئية الداعمة لخطته، من أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن تضارب المصالح والمزايدات المذهبية والمناطقية وشدّ الحبال السياسي، وضعا الخطة على طريق شائك، الأمر الذي جعل اللقاء اليوم بين الرئيس سلام والوزيرين المعنيين لا يبحث في ساعة الصفر، بل في ثني الوزير شهيّب عن رغبته في التخلّي عن هذه المسؤولية، خصوصاً وأنه يعتزم، بحسب ما كشفت معلومات، الطلب من رئيس الحكومة مؤازرة من الجيش وقوى الأمن لرفع النفايات من الشوارع والطرقات وإيصالها إلى المطامر المخصصة لذلك في الناعمة وسرار والمصنع.
الترقيات
وعلى جبهة الترقيات، الوضع ليس بأفضل حال من النفايات، ففضلاً عن المقاربات المتباعدة للتعيينات من وجهة دستورية أو قانونية أو عسكرية محضة، فإن تراجع الجهود الديبلوماسية، لا سيما الأميركية منها، وهو تراجع مفاجئ، رفع من فرص التشدّد داخل المكونات الوزارية والمعارضة أصلاً لها إلى التشدّد الذي بلغ حدّ الرفض، الأمر الذي قرأته المصادر العونية بأنه محاولة «لتحطيم ميشال عون» ودفعه إلى الاصطدام بطاولة الحوار.
وفي معلومات «اللواء» أن تراجع الضغط الديبلوماسي الأميركي وغيره عن السير «بتسوية العميد شامل روكز» أبلغ ليل أمس الأول إلى كل من الرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وإلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، ما يفسّر الموقف المتصلّب والرافض بشدة لهذه التسوية من جانب «اللقاء التشاوري» الذي اجتمع أمس في دارة الرئيس سليمان بمشاركة مباشرة من النائب الجميّل. علماً أن هذا التراجع المفاجئ تزامن مع ما نُسب إلى الرئيس نبيه برّي من أن «حزب الله» لم يعد يهتم بأي تسوية في هذه المرحلة، بانتظار تبلور الأمور في سوريا بعد التدخل العسكري الروسي المباشر.
واستبعد مصدر نيابي في قوى 14 آذار لـ«اللواء» أن يؤثر الإنقلاب المفاجئ لمسار تسوية روكز على وضعية الحكومة، باستثناء بقائها في وضعية تصريف الأعمال، لكنه لاحظ أن الخطر على الحكومة ممكن أن يأتي من حزب الكتائب الذي يتعرّض لضغوط شعبية لإنهاء مشكلة النفايات في مناطقه، كاشفاً بأن الحزب أبلغ المعنيين أن بقاء الحكومة أو رحيلها لم يعد يعنيه بشيء.
ووصف المصدر بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» الذي اتهم «تيار المستقبل» بالإرتهان لجهات خارجية والإنقلاب على ما يتم الإتفاق عليه في الحوارات الداخلية وتحميله مسؤولية الشلل الذي أصاب مؤسسات الدولة، بأنه «إفتراء واضح»، نافياً أن يكون «المستقبل» تراجع عن «تسوية روكز»، مؤكداً عدم مسؤولية الرئيس سعد الحريري أو الرئيس فؤاد السنيورة عمّا نشر من تسريب لبنود التسوية، موضحاً بأن إضافة بند تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي جاء من جهة ليست معروفة من قبل «المستقبل»، وربما جاء من جهة تريد تخريب هذه التسوية، فكانت قد علمت بطريقة ما برغبة المدير العام الحالي اللواء إبراهيم بصبوص بإعفائه من مهماته لأسباب شخصية، وبالتالي فإن هذا البند المتجدد ليس شرطاً، لكنه قد يكون مفيداً لكل الأطراف.
وجدّد المصدر التأكيد بأن «المستقبل» لا يمانع حتى الساعة من السير في التسوية تحت سقف الدستور ووفق آلية عمل مجلس الوزراء، مشيراً إلى انه إذا وافق وزراء عون، كإفتراض، على التصويت على التسوية بالأكثرية، باعتبار انها لا تحتاج إلى أكثرية الثلثين، فإن هذا الأمر يجب أن ينسحب على جميع الجلسات.
وتوقع المصدر بأن تشهد الحكومة من الآن وحتى 15 تشرين أول لحالي، موعد إحالة روكز على التقاعد، مرحلة من الشد والرخي، وبعد ذلك يمكن أن تدخل الحكومة فعلياً مرحلة تصريف أعمال، وإن لم يقدم الرئيس سلام استقالته فعلياً.
وكان اللقاء التشاوري الذي انعقد في دارة الرئيس سليمان قد أكد بصريح العبارة ضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن سياسة المراضاة والمحاصصة، مجدداً رفضه أي تسوية على حساب هيكلية الجيش والتراتبية العسكرية فيه، فيما سأل الرئيس سليمان الذي ترأس بعد ذلك الخلوة الخامسة للقاء الجمهورية، عمّا إذا كان يجوز أن يتحوّل الجيش إلى «قالب جبنة» تتقاسمه المحاصصة السياسية، لافتاً إلى ضرورة عدم إدخال بنود جدول أعمال الحوار الوطني، وبخاصة عمل مجلس الوزراء والمجلس النيابي في تسويات جانبية.
طاولة الحوار
وعكست إشارة الرئيس سليمان هذه، إلى ضرورة إبعاد ما يثار من أحاديث عن تسويات عن طاولة الحوار، بقصد تحصين هذا الحوار، لكي يُركّز مداولاته على انتخاب رئيس الجمهورية للخروج من الأزمات المتراكمة، على أن يلي ذلك تشكيل حكومة جديدة، لتأتي الانتخابات النيابية فور إقرار قانون انتخابي نسبي وعمري.
وفي هذا السياق، علمت «اللواء ان قوى 14 آذار التي اجتمعت مساء أمس في «بيت الوسط» على مستوى القيادات، اتخذت قراراً وصف بأنه حازم ونهائي، وهو عدم البحث في أي موضوع على جدول أعمال الحوار، إلا بعد بت موضوع رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن هذا الموقف يعني رفض القفز من بند رئاسة الجمهورية، إلى البنود الأخرى، ومنها البحث بقانون الانتخاب والذي طرحه النائب ميشال عون، بحيث تكون الأولوية للانتخابات النيابية وليس لرئاسة الجمهورية.
ونفى مصدر شارك في اجتماع «بيت الوسط» لـ«اللــواء» أن يكون هذا الموقف يعني الانسحاب من الحوار في حال أصرّ فريق 8 آذار على السير ببقية البنود إذا لم يؤد الحوار إلى اتفاق على رئاسة الجمهورية، وإنما يعني ان الحوار سيكون من طرف واحد، وعلى حدّ تعبير المصدر هذا يعني «أحكوا لحالكم».
البناء
الغارات الروسيّة على «النصرة» فضحت علاقة الغرب والسعودية بـ«القاعدة»
تهديد خامنئي جلب الرياض إلى بيت الطاعة.. وبدء تسليم جثامين الضحايا
سليمان ينسف الترقيات.. وشهيّب ينسحب من «النفايات».. وبري قد يُرجئ الحوار
صحيفة البناء كتبت تقول "نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنقلة شطرنج جديدة في حشر الغرب وعلى رأسه إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما في زاوية صعبة، والتمهيد لنقلة ثالثة ستغيّر مسار الحرب على الإرهاب والحرب في سورية معاً، فقد تحقق للرئيس بوتين ما أراده في النقلة الأولى بنشر وحدات عسكرية روسية في سورية بالتنسيق مع الدولة السورية وفرض حضور روسيا شريكاً شرعياً معترفاً به من خارج التحالف الذي تقوده أميركا، ليقيم حلفاً جديداً في وجه خطر الإرهاب، أما النقلة الثانية فهي قيام الطيران الروسي باستهداف مواقع «جبهة النصرة» المصنفة على اللوائح الأممية والأميركية كفصيل إرهابي، باعتبارها الفرع الرسمي لتنظيم «القاعدة»، تحيّدها طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن من الاستهداف طوال سنة من حربها على «داعش»، بينما يخرج مدير المخابرات الأميركية السابق الجنرال ديفيد بترايوس ليدعو إلى اعتمادها كبديل قادر على خوض الحرب ضدّ «داعش»، ويقيم كلّ حلفاء واشنطن في السعودية والأردن وتركيا و«إسرائيل» أفضل العلاقات معها، ويبذلون كلّ المساعي لدعمها، فجاءت الغارات الروسية لتفتح جدالاً فضح النفاق الغربي في الحرب على الإرهاب من دون أن يجرؤ أحد على تسمية «النصرة»، مكتفين بالقول إنّ من استهدفهم الطيران الروسي هم معارضون للحكومة السورية، بينما جاء الردّ الروسي على لسان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بأنّ الذين استهدفوا هم مصنفون على اللوائح الأميركية للإرهاب.
لم تفلح الحملة الغربية والسعودية بثني موسكو عن تصميمها فواصلت عملياتها بالمعايير ذاتها لليوم الثاني، لتستجيب واشنطن لدعوة روسية للتنسيق في تعريف الإرهاب، وتحديد استراتيجية موحدة للحرب على الإرهاب.
لن يكون سهلاً على واشنطن التنصّل من تصنيف «النصرة» فصيلاً إرهابياً، وهذا يعني تشريع استهدافها بما يعني بدء النقلة الثالثة التي يستعدّ لها الروس، وصولاً إلى تغيير معادلة الحرب برمّتها، فـ»النصرة» هي القوة التي تتولى استنزاف الجيش السوري، بعدما تلاشت فصائل المعارضة الأخرى وتحوّلت إلى مجرد يافطات، وضرب «النصرة» سيجعل الحرب محصورة في سورية عملياً بين الجيش السوري و«داعش»، وعلى الغرب عندها الاختيار بين الفريقين، بعدما كان يتولى تسمين «النصرة» لتقديمها بديلاً للجيش السوري و«داعش» معاً.
بالتوازي مع النجاح الروسي، نجاح إيراني يضع قواعد حلّ مع السعودية، لنتائج كارثة الحج التي نال إيران أكثر من نصف ضحاياها، وفوق ذلك إدارة ظهر سعودية لكلّ المناشدات الإيرانية للتعاون في جلاء مصير الحجاج الإيرانيين، وتسليم جثامينهم، وبالغت السعودية في التصعيد بالإعلان عن نية دفن جميع الضحايا في مقبرة جماعية في مكان قريب من مكان وقوع الكارثة، ما دفع بمرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، لتهديد السعودية بردّ قاس، وإعلان قادة عسكريين إيرانيين بعمل عسكري كبير، وبدأ التغيير السعودي باتصال تلقاه أمس وزير الحج الإيراني من نظيره السعودي يدعوه لزيارة الرياض سعياً للتفاهم، حيث تمّ تسليمه فور وصوله لائحة بأسماء الضحايا الإيرانيين وإبلاغه الموافقة على البدء بتسليم جثامينهم.
لبنانياً، ترنّحت المناخات الإيجابية التي سادت ليومين ماضيين، بعدما خرج الرئيس السابق ميشال سليمان ومن خلفه عدد كافٍ من الوزراء لتعطيل النصاب في اجتماع الحكومة إذا طرحت ترقيات ضباط الجيش اللبناني من رتبة عميد إلى رتبة لواء، من بينهم العميد شامل روكز، والوزراء الحضور في أغلبهم من المنتمين إلى قوى الرابع عشر من آذار ما يضع علامات استفهام كبرى حول الموقف الفعلي لـ«تيار المستقبل» من التسوية التي أعلن قبولها وحاول رئيس كتلته الرئيس فؤاد السنيورة نسفها بتسريب مفخخ لمضمونها وأثار أزمة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد ميشال عون، لم ينجلِ غبارها إلا أمس، بعد مداخلات ومساعٍ حثيثة لوسطاء وأصدقاء مشتركين، وبمحاولة الرئيس بري امتصاص الأزمة تغليباً لمساعي التسوية في قضية الترقيات، تمهيداً لشقَّي التسوية المتصلين بتفعيل العمل الحكومي وإعادة الحياة البرلمانية.
وتكاملت مؤشرات السلبية بما صدر من تلويح عن وزير الزراعة أكرم شهيّب، بإمكانية سحب يده من ملف النفايات، وما لاح من احتمال مبادرة الرئيس بري إلى تأجيل جلسات الحوار إذا بدا أنّ التشنّج سيد الموقف بانتظار عودة الواقعية والعقلانية وسيادة التهدئة.
هذا التحوّل المفاجئ من مؤشرات التفاؤل نحو التأزّم طرح في أوساط المتابعين تساؤلات حول مدى اتصاله باعتبارات محلية صرفة، في ضوء التصعيد السعودي الذي استهدف الدور الروسي في سورية، وربما وجد في الغبار اللبناني ضالته المنشودة كصندوق بريد لشدّ أوتار الساحة الوحيدة التي لا يزال يملك تأثيراً فيها.
منظومة التوتير الداخلي إلى مزيد من التعقيد
هل سترتّب الرهانات الاستراتيجية للعماد ميشال عون نتائج كاسرة للواقع الحالي للبلد وتأخذه إلى مكان آخر؟ وكيف سينعكس المشهد المتحرك في المنطقة والتداعيات الهائلة على الواقع اللبناني؟
بانتظار أن ينجلي المشهد في سورية يبدو أنّ منظومة التوتير الداخلي إلى مزيد من التعقيد، والحديث عن اختراقات إيجابية في ملف الترقيات لم تكن في أفق اتصالات يوم أمس التي استمرّت حتى منتصف الليل، فلم يطرأ أيّ جديد على الموضوع الذي من المؤكد أنه طُوي وأن لا ترقيات لأيّ ضابط من رتبة عميد الى رتبة لواء، ما يعني أن لا ترقية للعميد شامل روكز، إذ إنّ حزب الكتائب مُصرّ على عدم السير بأيّ تسوية تؤثر على المؤسسة العسكرية، وأنّ رئيسه النائب سامي الجميّل التزم بهذا الأمر أمام المعنيين في تيار المستقبل، والرئيس السابق ميشال سليمان، بحسب ما علمت «البناء»، ما زال موقفه على حاله برفض الترقيات ويربط ذلك إذا ما حصلت ترقية العميد وديع الغفري وإلا لا ترقيات ولا من يحزنون. ودعا «اللقاء التشاوري» الذي يترأسه في البيان الذي تلاه وزير الدفاع سمير مقبل، إلى إبعاد المؤسسة العسكرية عن سياسة المراضاة والمحاصصة، وتركها للقيّمين عليها، مجدداً رفضه أي تسوية على حساب هيكلية الجيش والتراتبية العسكرية فيه.
وفي السياق علمت «البناء» أن سليمان طرح تأجيل تسريح العميد روكز مع 26 عميداً لمدة سنة واحدة على أن ينتهي مفعول ذلك عند انتخاب رئيس للجمهورية. إلا أنّ السؤال هل سيوافق على هذه التسوية كلّ من العماد عون والعميد روكز؟ وفق مصادر عونية لـ«البناء» فإنّ التسوية أصبحت وراء ظهر العماد عون الذي بات على قناعة بأن لا ترقيات، وأنّ العميد روكز من جهته، يرفض تسويات كهذه، خصوصاً أنه قد يُنقل من قيادة فوج المغاوير في حال التمديد للعمداء، مع الإشارة إلى «أنّ قادة الأفواج في الجيش هم من رتبة عقيد وما دون وأنّ ظاهرة العميد روكز هي استثنائية».
ولفتت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» إلى «اتصالات جرت في محاولة العودة إلى الوراء ونزع عناصر التفجير التي أحدثتها تسوية البنود التسعة وتجاوز الخطأ الفادح الذي فجرها وحصر المقاربة بالبنود الثلاثة المتعلقة بالحكومة والمجلس النيابي وترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء مع حق الضباط الأكثر اقدمية، ووفق آلية دستورية بأن تتمّ ترقيتهم الى رتبة لواء». وتلفت المصادر إلى «أنّ محاولة استجابة الجنرال عون للمبادرات باتت صعبة جداً لا سيما انّ ما جرى كان بمثابة الإساءة الشخصية له ضمن خطة مدروسة سلفاً».
وفي السياق، جدّدت كتلة الوفاء للمقاومة تحميلها حزب «المستقبل» المسؤولية الكاملة عن الشلل الذي أصاب مؤسسات الدولة وما يجرّه ذلك من تعطيل لمصالح المواطنين، مؤكدة أنّ ارتهان حزب «المستقبل» للنظام السعودي يبقي قراره معلقاً على مصالح النظام وحروبه الخاسرة ما يعطّل الحلول الداخلية. واعتبر الوزير وائل ابو فاعور «أنّ التسوية عالقة حول إيجاد أصوات كافية في مجلس الوزراء»، مشيراً الى أن هناك «موقفاً يصل حتى العداء بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون والرئيس السابق ميشال سليمان يعرقل الحلّ».
مَن سيتولى أولاً تفجير الحوار؟
وعليه، باتت طاولة الحوار التي من المفترض أن تنعقد ايام السادس والسابع والثامن من الشهر الحالي محط تساؤل كبير، لجهة مصيرها. فهل سينجح حزب الله قبل يوم الاثنين في ترطيب الأجواء وإعادة المياه الى مجاريها بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد عون؟
وتشير مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أنه لا يمكن القول إنّ الحوار محكوم بالسقوط النهائي بمعزل عن السقوط الحكومي»، صحيح «أنّ وظيفته لم تعد تعني إحداث خرق في بنود جدول الاعمال، لكن السؤال يبقى عمن سيتولى أولاً تفجير قنبلة الانسحاب منه؟ فما يحصل هو تقاذف لكرة التعطيل ومراعاة لنظرة الحلفاء إلى الموضوع». وترى المصادر «أنّ الساعات الـ 72 المتبقية من جلسة الحوار لن تشهد سقوطاً لمعادلات افلاطونية تكسر الواقع السيّئ، وربما تكون جلسة الثلاثاء ساعة الانفجار الحقيقي، بحيث يذهب المتحاورون إلى الحوار وتنفجر بينهم ويطير الحوار. وهذا أكثر من احتمال، أو أن يقرّر الرئيس بري تأجيل الجلسة لإعطاء فرصة للاتصالات بدلاً من انفجار الحوار في ظلّ الواقع المتفجر في المنطقة».
ودعا الرئيس بري بحسب ما نقل عنه زواره، الى «التمثل بحوار الولايات المتحدة وروسيا وايران وغيرها التي تسعى اليوم الى حلّ مشكلاتها من خلال المحادثات الثنائية والدبلوماسية». ويؤكد بري «أنّ طاولة الحوار في لبنان ليست مجرد تقطيع وقت، إنما هي فرصة حقيقية لإعادة إنعاش المؤسسات وتسيير شؤون البلاد والعباد»، وهي من خلال «اتفاق الترقيات الأمنية» قد حققت خطوة، وان تمكّن البعض من خربطة الأمور. وإن ذلك «يبقى دليلاً دامغاً إلى إمكانية التوافق وإنجاز الكثير من جدول أعمال وبنود طاولة الحوار».
تخلّي شهيّب عن ملف النفايات
ويضع وزير الزراعة اكرم شهيّب رئيس الحكومة تمام سلام اليوم في آخر ما تمّ التوصل إليه في الملف لتصل الأمور إلى خواتيمها السعيدة ويبدأ بالتنفيذ. ويعتزم أن يطالب رئيس الحكومة بمؤازرة من الجيش وقوى الأمن من أجل تطبيق خطة معالجة النفايات المتراكمة في الشوارع والطرقات وإيصالها إلى المطامر المخصصة لذلك في الناعمة وسرار والمصنع، وانه في حال عدم الاستجابة لهذا الطلب سيتجه للتخلي عن هذا الملف وترك المعالجة لغيره من الوزراء. وأكد شهيّب بعد لقائه وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ العمل مستمرّ لإزالة كل العقبات أمام خطة النفايات، وان من يمثل الحراك المدني حصل على كلّ الأجوبة على الأسئلة التي طرحها. في المقابل، لا يزال الحراك المدني يدرس الردّ النهائي حول النقاط المتقاطعة مع خطة شهيّب من دون التوصل الى أيّ جواب حتى الآن. وأكدت مصادر في الحراك الشعبي لـ«البناء» عقد مؤتمر صحافي اليوم في ساحة رياض الصلح عند الساعة الواحدة ظهراً لتحديد موقف الحراك من خطة وزير الزراعة. وأشارت المصادر الى «أننا نرى ثغرات كثيرة في هذه الخطة لا سيما من الناحية التقنية»، مجددة «رفضها لهذه الخطة»، وداعية الى «أخذ الخطة التي قدمها الحراك بالتعاون مع الحركة البيئية ولجنة خبراء في البيئة بعين الاعتبار لأنها الخطة الأمثل». وشدّدت المصادر على «أنّ أهالي المناطق لا سيما عكار والناعمة رفضوا تطبيق خطة شهيّب رغم موافقة البلديات».