أبرز ما تناولته الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم الاثنين 5-10-2015
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم 5 تشرين الأول 2015 أبرز التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، لا سيّما الأحداث المتسارعة في فلسطين المحتلة، والانتهاكات التي تمارسها سلطات الإحتلال بحق الفلسطينيين وحملة الإعتقالات الواسعة.
هذا وكان رصد لآخر تطورات الحملة الجوية الروسية في سوريا عبر محاربتها للتنظيمات الارهابية.
الأخبار
الضفّة تشتعل... نصرة للأقصى
نفّذ الشهيدان مهند حلبي وفادي علون عمليتَي طعن في مدينة القدس. الأولى أسفرت عن مقتل إسرائيليَّين، والثانية عن إصابة مستوطن بجراح متوسطة. عمليات حركت أبناء الضفة الغربية، فاندلعت المواجهات على كل نقاط التماس مع الاحتلال ومستوطنيه
قاسم س. قاسم
«أوصيكم بالأقصى، وأوصيكم بنساء القدس». بهذه الكلمات أوصى الشهيد مهند شفيق حلبي رفاقه في جامعة القدس أبو ديس ضمن فعالية أقاموها تضامناً مع المرابطين في المسجد الأقصى. لم يكن رفاق حلبي يعرفون أنه عندما طلب «الميكرفون» للكلام، فإن كلمته هذه ستكون الأخيرة وأن ما يسمعونه ليس شعراً بل هي وصية الشهيد الأخيرة لهم.
السبت مساء، انتشر خبر تنفيذ حلبي عملية طعن وإطلاق نار ضد إسرائيلين في أسواق القدس القديمة قتل فيها مستوطنَين وجرح اثنين آخرين. من يعرف الشهيد وقربه وتأثره باستشهاد صديقه ضياء التلاحمة الذي قتل بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال قبل أسبوعين، يعرف أنه لن يختار الموت إلا بهذه الطريقة. ففي جولة سريعة على صفحته على الفايسبوك، يظهر مدى تأثر الشهيد بما يجري في القدس والأقصى، وتحديداً لما تتعرض له النسوة المرابطات داخل الحرم من اعتداءات، وهو ما عبّر عنه بشكل واضح في آخر تعليق كتبه على صفحته: «حسبما أرى فإن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت، ما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا، وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أنّا شعب يرضى بالذل، الشعب سينتفض، بل ينتفض». هكذا، خرج الشهيد من منزله ليلاً، سار في أسواق القدس القديمة فرأى مجموعة من الصهاينة. سحب حلبي سكينه وطعن المستوطن نحامياه بينيت وزوجته وابنته الكبرى، تاركاً ابنته الصغيرة دون استهدافها، فأصيبت لاحقاً برصاصة في قدمها من شرطة الاحتلال بينما كانوا يطلقون النار على الشهيد، الذي تبناه الجهاد الإسلامي في وقت لاحق.
سمع الحاخام في الجيش الإسرائيلي نحاميا ليفي الصراخ خارج كنيس «بيت شارون» (وهو منزل صادره رئيس الحكومة السابق أرئيل شارون وحوله الى كنيس) فخرج حاملاً مسدسه، لكن الشهيد استطاع سلب ليفي مسدسه، فأطلق عليه وعلى العائلة الرصاص.
في تلك اللحظة، سارعت شرطة الاحتلال واستهدفت الشهيد الذي قال إعلام الاحتلال إنه استغل فترة التبديل وخلو الشارع من الجنود لتنفيذ عمليته. بعد استشهاد حلبي، اشتعل الشارع الفلسطيني وخصوصاً في مدينة البيرة وأحياء الخليل وبيت لحم والقدس، كما اندلعت المواجهات مع المستوطنين الذين حاولوا اقتحام القرى الفلسطينية المحاذية لمستوطناتهم في بيت أمر وسردا وبيت إيل. وفي فورة الغضب، نفذ شبان من الخليل عملية طعن قرب مستوطنة كريات أربع، وتبين لاحقاً أن المطعون، لسوء حظه، عربي من أراضي 1948 ويحمل الجنسية الإسرائيلية. كما ضرب أحد أبناء الخليل في منطقة بيت عنون مستوطناً ببطيخة تزن 20 كيلوغراماً على رأسه، ونقل على أثرها الى مستشفى كريات أربع.
بدورهم، قطع المستوطنون الطرقات المحاذية لمستوطناتهم واستهدفوا مركبات الفلسطينيين المارة، كما وقع تضارب بالأيدي في مجمع «ماميلا» التجاري بين صهاينة هاجموا العمال العرب في المجمع. وصعّد المستوطنون من هجماتهم على بيوت المواطنين في حي سلوان، ملقين الحجارة عليها، وكاتبين شعارات ضد العرب.
وخوفاً من تكرار مجزرة حرق عائلة الدوابشة أو هدم بيت الشهيد حلبي، بقي الشبان الفلسطينيون على المفارق والطرقات لمنع جنود الاحتلال من الدخول الى قرية سردا، لكنهم فشلوا في ذلك بعدما دخل الجيش منزل الشهيد حلبي وصادروا حاسوبه الشخصي. وبينما كان العدو يفرغ حقده ضد الفلسطينيين، نشرت فاطمة الزهراء، أخت الشهيد حلبي، صورة شقيقها على موقعها على الفايسبوك، معلقة «حبيبي يا أخوي يكسر إيدهم»، وقبلها تعليق «وصار اسمي أخت الشهيد، الله يرحمك يا أخوي».
هكذا، وبينما كانت الضفة تشتعل، كان هناك شهيد آخر يودع حبيبته، ويخبرها عن نيته تنفيذ عملية طعن والاستشهاد؛ فعند ساعات الفجر الأولى، أعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تنفيذ عملية طعن في محطة وقود في القدس، وإصابة مستوطن بجراح متوسطة واستشهاد منفذ العملية. وقد تبين لاحقاً أن منفذ العملية هو فادي علون، ابن منطقة العيسوية في القدس.
كان علون قد كتب على صفحته على الفايسبوك «اللهم إني نويت الشهادة أو النصر في سبيل الله. اللهم اغفر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات. نويت التوبة بإذن الله والشهادة الله أكبر». وقد أخبر علون حبيبته في حديث خاص بأنه صلّى الفجر وأعلن توبته ونوى تنفيذ عملية طعن. طلبت منه الفتاة البقاء في المنزل والتفكير بوالدته. أنهى علون حديثه قائلاً «بدي أروح يلا سلام».
بعد تنفيذه عملية الطعن، أطلق جنود الاحتلال سبع رصاصات على الشهيد الذي سرعان ما ركض المستوطنون باتجاهه وبدأوا بركل جثته وهم يشتمونه صارخين «عرافيم» عربي).
وأعلن جيش الاحتلال أمس، رفضه تسليم أهل الشهداء جثامين أبنائهم. كما حاول جنود العدو أمس اقتحام منزل علون في العيسوية، ما أسفر عن إصابة مراسلة قناة «الميادين» الزميلة هناء محاميد بقنبلة صوتية في وجهها.
وفي السياق نفسه، اندلعت المواجهات أمس في كل مناطق الضفة؛ وأشدها كانت في مخيم جنين الذي حاول جنود الاحتلال اقتحامه للقبض على الأسير «الحمساوي» المحرر قيس السعدي الذي نجح في الهرب. وفي كلمة مصورة له، طلب السعدي من الأجهزة الأمنية الفلسطينية إطلاق سراح المقاومين المحتجزين لديها والكف عن مطاردتهم.
ليلاً، شهدت مدينة القدس ورام الله مواجهات بين جنود الاحتلال وفلسطينيين. وبحسب إحصائية الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن طواقمه عالجت في الضفة والقدس 395 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 30 إصابة بالرصاص الحي، 118 إصابة بالرصاص المطاطي، و234 حالة اختناق من قنابل الغاز المسيلة للدموع، و11 إصابة بالضرب المبرح، كما تعرضت سيارتان تابعتان للهلال الأحمر لإطلاق نار من قبل جنود العدو الإسرائيلي. وفي وقت متأخر من ليل أمس، حذّر الاحتلال المستوطنين من التوجه الى المدينة القديمة في القدس وذلك بعد ورود « إنذارات باحتمال وقوع عمليات».
هكذا أظهرت الأحداث في الأيام الماضية، أن الانتفاضة المقبلة سيكون وقودها شبان لم يعيشوا أو يعرفوا ما جرى عام 2000. هذه المرة ستلاقي انتفاضة الأقصى الثانية صواريخ من غزة، لتعيد المقاومة ربط ما حاول الاحتلال والسياسة تفريقه الضفة الغربية بالقطاع المحاصر.
السفير
القدس ممنوعة عن أهلها ونتنياهو أمام التراجع.. أو الهروب إلى الأمام!
الهبّة الفلسطينية تُسقط استراتيجية «إدارة النزاع»
أفشلت الهبة الشعبية الدائرة في القدس والأراضي المحتلة عموما نصرة للأقصى استراتيجية «إدارة النزاع» التي يقودها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وأكدت التطورات الأخيرة، والعمليات التي نفذها فلسطينيون، واستمرار تغول سوائب المستوطنين، أن الحديث عن تخفيف اللهيب ليس أكثر من لغو، وأن بوسع القدس والقضية الفلسطينية أن تجر الجميع إلى دائرة الاهتمام.
وشهدت الاراضي الفلسطينية خلال اليومين الماضيين هبة شعبية، قدم خلالها الفلسطينيون شهيدين في عمليتي طعن جديدتين، في القدس المحتلة، أسفرتا عن مقتل مستوطنين اثنين وإصابة ثلاثة، في وقت عمت المواجهات مناطق الضفة الغربية، حيث أصيب العشرات في حملات أمنية واعتداءات استيطانية استهدفت المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، بينما اتخذت السلطات الاسرائيلية إجراءً خطيراً تمثل في إغلاق البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وبات واضحا أن إسرائيل تقف أمام مفترق طرق حاسم: إما التراجع عن خطواتها وإما الهروب إلى الأمام بتصعيد الموقف والعودة لاحتلال مدن الضفة الغربية، فالفلسطيني اليوم، في السلطة أو المعارضة، يجد نفسه مهددا أكثر من أي وقت مضى ويحارب وظهره إلى الحائط.
ومن الواضح أن نظرية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون في «إدارة النزاع» ومنع التقدم باتجاه أي حل وفرض وقائع تدريجية على الأرض قد فشلت فشلاً مدوّياً بنشوب هبة الأقصى.
ومن غير المستبعد أن تهديد نتنياهو والمقربين منه بـ «سور واقٍ 2» كالذي أعقب انتفاضة الأقصى في العام 2000 ليس أكثر من محاولة هروب إلى الأمام في ظل الوضع الإقليمي والدولي الراهن.
ويتحدث كثيرون عن أن اتهامات نتنياهو للرئيس الفلسطيني محمود عباس لا تبعد عنه مسؤولية الفشل، خصوصا أنه سوّق نفسه للجمهور الإسرائيلي على أنه «السيد أمن» الفائق الحزم.
ولا تخفي أوساط سياسية إسرائيلية تخوفها من أن تصاعد التوتر في الضفة والقدس، واحتمالات الانزلاق إلى حرب في غزة، والخشية من تسخين الحدود الشمالية، قد يدفع قوى دولية لزيادة التدخل، ومحاولة فرض حل خلافا لما تريد إسرائيل. كما لا تخفي قلقها من واقع أن سياسة نتنياهو في تيئيس الفلسطينيين قد تدفعهم إلى اللجوء لخطوات أكثر عنفا وتشددا.
ويبدو أن أحداث القدس ونابلس فاجأت الحكومة الإسرائيلية التي قرر رئيسها عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري المصغر لبحث التطورات الأمنية في الضفة الغربية والقدس. وسارعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى إجراء مداولات بقصد الاستعداد لتقديم خطة متكاملة للاجتماع الأمني. ولكن ذلك لم يسهل على اليمين الإسرائيلي استيعاب اللحظة ومتطلباتها فسارعت بعض قوى اليمين الأشد تطرفا، خصوصا في البيت اليهودي، إلى توجيه الاتهامات للحكومة ورئيسها بالتخاذل. وبدا أن الليكود اضطر للرد على منتقدي رئيس الحكومة من داخل الائتلاف بعدما أدرك أن «أغراضا فئوية» تدفع أعضاء في الائتلاف لتوجيه انتقادات «لا تستند إلى أساس».
ويعيش الائتلاف الإسرائيلي الحاكم واحداً من أحلك أيامه نظرا لتدهور الوضع الأمني عموما وازدياد مخاطر خروج الوضع عن السيطرة وتعاظم الخلافات حول سبل العمل لمواجهته. ورغم أن كلا من نتنياهو ووزير دفاعه يواصلان إطلاق التهديدات ويرسلان تعزيزات من الجيش لقمع الهبة إلا أن اليمين المتطرف، حتى داخل الحكومة، يستخف بهذه الإجراءات ويطالب باتباع ما يسميه «سياسة القبضة الحديدية».
ومن أبرز الأصوات التي انتقدت نتنياهو زعيم «البيت اليهودي» نفتالي بينت، ما استدعى ردا من مقربي نتنياهو يفيد بأن الرجل «لا يفهم معنى عضويته في الحكومة والمسؤولية النابعة منها». كما حمل مقربو نتنياهو على وزراء «البيت اليهودي»، واتهموهم بالسعي لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة عبر توجيه الاتهامات.
وكان بينت قد كتب عبر صفحته على موقع «فايسبوك» أنه مطلوب من الحكومة بعد مقتل المستوطنين ثلاثة أمور: «الكف عن تقييد أيادي الجنود وإسناد قادتهم فعليا، وبناء مستوطنة أو حي استيطاني كي يفهم أبو مازن، وإعادة محرري (الجندي الاسرائيلي جلعاد) شاليت ومن أفرجت عنهم إسرائيل إلى المعتقل».
واندفع بعدها وزراء «البيت اليهودي» وفي مقدمتهم وزيرة العدل إييلت شاكيد التي اتهمت الحكومة في حديث تلفزيوني «بأنها لا تفعل ما فيه الكفاية» لفرض الأمن. وقال وزراء «البيت اليهودي» إن «إسرائيل تتعرض لهجوم إرهابي ولا وقت لدينا للسياسة. لقد طرحنا مطالب أمنية وسنتابع أمر تنفيذها».
وإذا كانت هذه حال رئيس الوزراء الاسرائيلي مع قسم من ائتلافه، فإن حاله أسوأ مع معارضيه، إذ حمل زعيم المعارضة اسحق هرتسوغ على نتنياهو وقال إنه «فقد السيطرة على مواطني إسرائيل والقدس». وأضاف أن «حكومته تظهر الفشل التام في معالجة الأمن، وفي المهمة القومية في حماية أمن القدس وسلامتها. فالخطابات والأقوال لا تحقق الأمن لإسرائيل». أما زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان فكتب عبر صفحته على «فايسبوك» خمس كلمات معبرة: «هكذا يبدو فقدان السيطرة والردع».
وبرغم اتهام زعيم «هناك مستقبل» يائير لبيد لأبو مازن بالتحريض على العمليات ضد الإسرائيليين، إلا أنه أضاف أن «هذه الحكومة فشلت في توفير الأمن لمواطني إسرائيل. فشلت في توفير الأمن لسكان يهودا والسامرة، وفشلت في توفير الأمن لسكان القدس، وفشلت في توفير الأمن لسكان غلاف غزة. إنها حكومة مشغولة بصراعاتها الداخلية بدل توفير الأمن للسكان».
وقاد الوضع الأمني المتدهور في القدس والمخاوف من انزلاقه إلى أماكن أخرى إلى احتشاد متظاهرين ضد نتنياهو بسبب «العجز» وجراء الفشل في توفير الأمن. وأحيط مقر نتنياهو في القدس المحتلة بعدد من التظاهرات التي نظمها اليمين المتطرف والتي تطالب بخطوات تصعيدية ضد الفلسطينيين وبإنشاء مستوطنات جديدة. ويتظاهر أيضا حول بيت نتنياهو العشرات من شبان «حزب العمل» الذين يهتفون: «نتنياهو فشلت.. انصرف إلى بيتك».
وفور وصول نتنياهو من زيارته للولايات المتحدة الليلة الماضية، عقد اجتماعا طارئا في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب بمشاركة وزير الدفاع ووزير الأمن الداخلي ورئيس الأركان ونائب المفتش العام للشرطة. وكل هذا تمهيد لاجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي سيعقد مساء الاثنين. وقد سبق الاجتماع تنفيذ الجيش الإسرائيلي أوسع حملة اعتقالات في الضفة الغربية بعدما عزز قواته. وقد قيدت الشرطة الإسرائيلية يوم أمس في خطوة نادرة حصر الدخول إلى البلدة القديمة في القدس بمواطني إسرائيل والسياح وفقط الفلسطينيين المقيمين داخل البلدة القديمة أو يدرسون فيها أو لديهم حوانيت». وقيدت أيضا سن الدخول إلى المسجد الأقصى بما لا يقل عن خمسين عاما وفقط عبر بوابة واحدة.
ولمواجهة تصاعد الغليان الشعبي الفلسطيني، توصي المؤسسة الأمنية بتشكيل آلية للمزج بين قوات الجيش والشرطة والشاباك لتنفيذ عمليات أمنية واسعة على أساس معلومات استخبارية.
ومن بين التوصيات تعزيز الحضور الأمني في القدس لتعميق الشعور بالأمان وتقييد حركة الفلسطينيين إلى القدس عبر إعادة نشر الحواجز وإجراء فحوصات أكثر وتنفيذ حملات اعتقال واسعة في صفوف من يعتبرون محرضين وتقييد دخول الأفراد من الضفة إلى القدس وإسرائيل.
ومع ذلك فإن الأوساط الأمنية الإسرائيلية تخشى من أنه بعد انتهاء فترة الأعياد الإسلامية سيغدو شهر تشرين الأول فترة اختبار للمساعي الإسرائيلية التي تصطدم بزيادة التوتر السياسي مع السلطة الفلسطينية.
تركيز على إدلب وتساؤل روسي عن «المعتدلين»
موسكو تتجاهل الغرب: نكثّف غاراتنا
تجاهلت موسكو انتقادات الدول الغربية لها، معلنة أنها ستكثف غاراتها على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» بعد استهدافها مواقع في الرقة وأرياف إدلب وحمص وحماه، متحدثة عن «خفض القدرات العسكرية للإرهابيين إلى حد كبير»، ومحاولة مئات المسلحين الفرار إلى أوروبا.
وفي حين تكثف الطائرات الروسية من غاراتها في سوريا، شدَّد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «خبر» الإيرانية بثت أمس، على ضرورة أن «يكتب النجاح» للتحالف القائم بين سوريا وروسيا والعراق وإيران ضد «المجموعات الإرهابية وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها لا دولة أو دولتين»، معرباً عن اعتقاده بأن «فرص نجاح هذا التحالف كبيرة وليست قليلة».
واعتبر الرئيس السوري أن حملة الضربات الجوية الغربية والعربية على أهداف تابعة لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا «لم تحقق أهدافها»، موضحاً «بعد عام وبضعة أشهر لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب نرى نتائج معاكسة، فالإرهاب توسّع برقعته الجغرافية وبزيادة الملتحقين به».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، «خلال الساعات الـ24 الماضية قامت طائرات سوخوي 34 وسوخوي 24 أم وسوخوي 25 بعشرين طلعة جوية»، مؤكدة «ضرب 10 أهداف من بنى تحتية لجماعات داعش».
وأوضحت أن «الطائرات هاجمت معسكرا للتدريب في محافظة إدلب ودمرت مخابئ للإرهابيين، وورشة تصنيع عبوات ناسفة من بينها أحزمة انتحارية ناسفة»، كما «ضربت ثمانية مرافق للدولة الإسلامية في منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب». كما تم قصف مركز قيادة ومخزن ذخيرة قرب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب. وهاجمت الطائرات معسكر تدريب ومخزن ذخيرة للتنظيم في محافظة الرقة مستخدمة قنابل موجهة ودمرت الموقع.
وأعلنت الوزارة أن «المقاتلات استخدمت صواريخ تخترق الخرسانة المسلحة ضد الدولة الإسلامية»، موضحة أنه تم «تدمير أربعة مواقع قيادة لجماعات داعش المسلحة بمساعدة قنابل بيتاب ـ 500» التي تخترق التحصينات.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الروسية العقيد إيغور كليموف إن المقاتلات الروسية «تستخدم في سوريا صواريخ جو ـ أرض من طراز «إكس ـ 29 أل»، موضحاً أن هذه الصواريخ تتميز بالدقة العالية في إصابة الهدف، بفضل تزويدها بالرأس الموجه ذاتيا بواسطة الليزر. وتابع إن «وزن القسم القتالي للصاروخ يبلغ 500 كيلوغرام، وله قدرة تدميرية ضخمة بفضل احتوائه على مواد انشطارية شديدة الانفجار».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان أمس: «نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل السبت الأحد ضربات عدة على مناطق في شمال مدينة الرقة، كما شنت طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات عدة استهدفت قريتَي الغجر وام شرشوح في ريف حمص الشمالي». وتسيطر فصائل مسلحة، بينها «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا، وفصائل إسلامية متشددة على ريف حمص الشمالي. كما استهدفت الطائرات بلدة القريتين في محافظة حمص. وأشار «المرصد» إلى أن الطائرات الروسية استهدفت منطقة في شرق حماه يسيطر عليها «داعش».
وذكرت «جبهة النصرة»، في بيان، أن مقاتلين في المنطقة بالقرب من تلبيسة في ريف حمص «بدأوا تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتنسيق العمليات»، فيما أفاد بيان منفصل باسم عشرات من ضباط «الجيش السوري الحر» أنهم سيشاركون في القيادة المشتركة «للتصدي للاحتلال الروسي والإيراني».
وقال المسؤول في رئاسة الأركان الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف، أمس الأول، إن روسيا لا تستهدف إلا «الإرهابيين» في سوريا. وقال إن «سلاح الطيران الروسي نفذ أكثر من ستين ضربة في سوريا مستهدفا أكثر من خمسين موقعا لبنى تحتية لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، بينها مخازن ذخيرة ومتفجرات ومعسكرات تدريب».
وأضاف: «لقد نجحنا في خفض القدرات العسكرية للإرهابيين إلى حد كبير. لقد بدأ الذعر ينتابهم وسجلت حالات فرار في صفوفهم»، مضيفا أن «حوالى 600 مسلح من الدولة الإسلامية غادروا مواقعهم، ويحاولون الفرار إلى أوروبا».
وتابع كارتابولوف: «لن نواصل الضربات فحسب، ولكننا سنزيد من كثافتها أيضا»، موضحاً أن روسيا حذرت الولايات المتحدة قبل شن غاراتها، ونصحت الأميركيين بوقف طلعاتهم الجوية في المناطق التي يعمل فيها سلاح الجو الروسي. وتابع: «قال لنا الأميركيون خلال المناقشات إنه لا يوجد أحد في تلك المنطقة باستثناء الإرهابيين».
وأبدى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أسفه لعدم تمكن الدول الغربية حتى الآن من أن تشرح لموسكو من هم المعنيون بـ «المعارضة المعتدلة». وقال، للتلفزيون الروسي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه الرئيسَين الفرنسي والألماني في باريس «أعرب عن اهتمامه الكبير بهذه المسألة، وسأل عن الفرق بين المعارضة المعتدلة وغير المعتدلة. وحتى الآن، لم ينجح أحد في تفسير ما هي المعارضة المعتدلة».
تركيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا
وتشكك تركيا والدول الغربية بنوايا موسكو، منتقدة إستراتيجيتها التي ترى أن هدفها دعم النظام السوري أكثر من استهداف «داعش». ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبيل سفره إلى باريس، «الخطوات التي تقوم بها روسيا وحملة القصف في سوريا بأنها غير مقبولة بأي شكل من الأشكال»، معتبرا أن روسيا «ترتكب خطأ جسيما»، ومحذرا من أنها «ستؤدي إلى عزل روسيا في المنطقة». وقال: «روسيا وإيران تدافعان عن الأسد الذي ينتهج سياسة تقوم على إرهاب الدولة».
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقابلة مع شبكة «بي بي سي»، موسكو إلى «تغيير موقفها»، متوجها إلى الروس بالقول: «انضموا إلينا لمهاجمة الدولة الإسلامية، لكن اعترفوا بأنه إن أردنا منطقة مستقرة فإننا بحاجة لزعيم آخر غير الأسد».
ودعا رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس روسيا إلى وجوب «ضرب الأهداف الجيدة، وتحديدا داعش». وقال، في طوكيو: «إذا كان داعش هو العدو الذي يهاجم مجتمعاتنا، وهذا صحيح بالنسبة لفرنسا، فإنه يمكن أن يكون صحيحا أيضا بالنسبة لروسيا، وبالتالي يتعين ضرب داعش، وندعو الجميع إلى عدم ارتكاب خطأ في الهدف».
وحدها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شذت عن القاعدة، داعية إلى إجراء محادثات مع جميع أطراف النزاع في سوريا، مؤكدة أن «الجهود العسكرية» ضرورية في سوريا لكنها غير كافية لإنهاء الحرب، مضيفة: «نحتاج إلى عملية سياسية، لكن هذا لا يسير بشكل جيد حتى الآن». وأكدت أنه من الضروري إشراك النظام السوري في المحادثات.
النهار
حل النفايات يتقدم ومحاولة إنعاش للتسوية حوار الفرصة الأخيرة غداً ينتظر قرار عون
بدا واضحاً أن الخلافات المستمرة في مجمل الملفات، والتي أدت الى حال التفكك في أواصر الدولة، دفعت الملفات الى الانفجار دفعة واحدة في وجه الحكومة أولا، وفي وجوه المسؤولين من نواب وعسكريين وأمنيين واداريين ثانياً، ومعها تقفل طرق جديدة وتتوالد الحراكات الشعبية المعترضة على كل شيء تقريبا. وقد شهدت عطلة نهاية الاسبوع سلسلة من التحركات توزعت بين رفض اقامة مطامر ومكبات في البقاع وعكار، واعتراض على وضع الكهرباء أمام معمل الجية، ومطالبة بتحسين خدمة الضمان الاجتماعي أمام مقره في وطى المصيطبة، واعتصام في دالية الروشة. وكان التحرك الابرز لأهالي العسكريين المخطوفين الذين مضى عليهم 14 شهراً، ولا يزال مصير المخطوفين منهم لدى "داعش" مجهولا بعدما سدت كل منافذ المفاوضات. وقد أقفل هؤلاء بصفة نهائية بالعوارض الحديد شارع المصارف المؤدي الى ساحة رياض الصلح، بعدما كانوا اقفلوا طريق المطار بعض الوقت بعد الظهر. وينفذ الحراك المدني اعتصاماً مركزياً الخميس المقبل تزامناً مع الجلسة الاخيرة من مؤتمر الحوار الذي ينعقد ثلاثة أيام.
الحوار
والحوار الذي يشكل الفرصة الاخيرة لتسويات عدة منها آلية العمل الحكومي والترقيات العسكرية والعودة الى العمل التشريعي، يصطدم بجدار جدول أعماله، إذ يصر فريق مسيحيي 14 آذار على عدم تجاوز ملف الرئاسة الى نقاط أخرى قبل التوصل الى اتفاق الحد الادنى فيه، وهو ما يبدو متعثراً، مما يدفع الى الانتقال الى استكمال جدول الاعمال، ومحاولة فرض فريق 8 آذار إجراء انتخاب مجلس نواب جديد ينتخب الرئيس العتيد، وهو ما عبر عنه النائب علي فياض إذ قال: "قد تكون الفرصة في أن نتفق فعلا على نظام انتخابي، أن نطلق دينامية سياسية في البلد تفضي إلى انفراج سياسي في الملفات العالقة وخصوصا في ما يتعلق بانتخاب الرئيس، لذلك نحن ندعو إلى مناقشة هذه النقطة والتركيز عليها مناقشة مسؤولة وإيجابية".
واذا كان العماد ميشال عون لوّح الاسبوع الماضي بمقاطعة الحوار، فإن مصادر متابعة توقعت عبر "النهار" ان يشارك غداً الثلثاء في أولى الجلسات، لكنه سيكون متصلباً في مواقفه "بعدما تراجع متحاورون عما اتفق عليه بعد الحوار السابق برعاية الرئيس نبيه بري، وانفراط عقد التسوية". وبرز هذا التشدد في مقدمة نشرة اخبار "او تي في" مساء التي رأت ان "ما كان ممكناً قبل أسبوع على صعيد الحلحلة السياسية ومتفرعاتها في الحكومة والمجلس والترقيات، قد يصبح من الماضي تماما كما الرهان على التفاهم الايراني - السعودي ومعه أحلام الحوار وأوهام الرئاسة العالقة في الاليزيه".
وعلمت "النهار" ان غياب العماد عون، اذا حصل، سيضرب مؤتمر الحوار في أساسه، وسيدفع الرئيس بري الى تأجيله، تماما كما سيفعل فيما لو حضر الوزير جبران باسيل منفرداً "لأن بري مصر على حضور عون ولو الجلسة الاولى". واعتبر رئيس المجلس "ان تعطيل الحوار من اي جهة هو بمثابة من يقدم على اقفال غرفته على نفسه".
وقال بري: "لم يبق شيء سوى الحوار وهو الاوكسيجين الذي نتنفس بواسطته". ويردد أمام زواره أنه "في الجلسة السابقة سجلنا اختراقاً، ولكن، ويا للأسف، ثمة من عمل على تعطيله وتمت اضاعة هذه الفرصة والاستفادة منها على أكثر من محور".
وشدد على أنه لا يقبل المراجعة في أي موضوع "قبل الانتهاء من أزمة النفايات وتطبيق الخطة التي وضعتها الحكومة". وأبلغ هذا الموقف الى رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام قبل اسبوعين. وكرره في اتصال جرى بينهما بعد عودة الثاني من نيويورك.
ويقول بري إنه "في الجلسة السابقة للحوار أيد جميع الافرقاء الى الطاولة تنفيذ الخطة ولم تظهر أي اعتراضات من أي جهة". وسيذهب الى الجلسة المقبلة للحوار "وأنا ما زلت على موقفي. وعلى السلطات المعنية تنفيذ الخطة حتى لو حصلت اعتراضات من هنا وهناك، لأن النفايات اجتاحت البلاد والشتاء على الابواب".
الحوار الثنائي
واستدراكاً لحراجة الوضع الذي بات يهدد بالتعطيل الشامل، قدم "المستقبل" و"حزب الله" موعد الحوار الثنائي بينهما الى مساء اليوم بدل غد. وسيسعى ممثل الرئيس بري الوزير علي حسن خليل الى تحضير أرضية تفاهم بين الفريقين تساعد في انجاح الحوار الموسع غداً.
الحكومة
أما حكومياً، فقالت مصادر لـ"النهار" إن الرئيس سلام تبلغ تمنياً من الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط أن يتريث في الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء في انتظار نتائج الاتصالات الجارية لتذليل عقدة الترقيات العسكرية. وعليه، ستكون هناك فترة إنتظار حتى نهاية الاسبوع المقبل لتقرير الموقف الواجب اتخاذه، خصوصا وأن الصيغ المطروحة للترقيات لم تنل القبول من الاطراف المعنيين.
النفايات
وعشية الاجتماع البيئي في السرايا اليوم، صرح وزير الزراعة أكرم شهيّب لـ"النهار" بأن التحضير مستمر في موقع سرار بعكار ليكون مطمراً بكل المواصفات العلمية وفي الوقت نفسه إعادة فتح مطمر الناعمة سبعة أيام فقط، على أن تستمر الجهود لمعالجة الاعتراضات التي ظهرت في موقع المصنع. وحذر شهيّب من أن موضوع النفايات "لا يتحمّل الترف السياسي، وإن على الجميع أن يعلموا أنه إذا لم تحلّ هذه المشكلة فلن يحلّ شيء في البلد وعندها سنقول على الدنيا السلام". وشدد على "أن لا رجعة عن المضيّ في تنفيذ الخطة المطروحة والمستوفية الشروط العلمية"، مبدياً الاسف لـ"بعض الاصوات التي تصاعدت وكنا نأمل أن تكون مؤازرة لنا. ومع ذلك نؤكد أننا لن نيأس وسنستمر في بذل الجهود لأن الشعب اللبناني يستأهل منا حل مسألة النفايات التي لو نظرنا اليها بصورة علمية لتبين أنها عملية صناعية تعود بالفائدة وليس بالضرر كما يصوّر في صورة خاطئة".
اللواء
سلام يتجاوب مع الدعوات لتأخير إنعقاد مجلس الوزراء
عون يقترب من الإعتكاف .. وصِيغ إبقاء روكز في الخدمة أمام الفرصة الأخيرة
بعيداً عن سياسة «تهبيط الحيطان» العونية، والتسريبات المتكررة من أن النائب ميشال عون يتجه إلى الاعتكاف في الرابية وعدم المشاركة في جلسات الحوار المقررة هذا الأسبوع وعلى مدى ثلاثة أيام، بقي الترقّب سيّد الموقف، على الرغم من أن تفاقم مخاطر التدخّل العسكري الروسي في سوريا، آخذة بالتزايد مع إجراءات الردّ الأميركي على الخطوة الروسية والغضب التركي والإقليمي من استهداف الجماعات المعارضة المعتدلة.
وسط هذا الترقّب تنعقد اليوم الجلسة رقم 19 للحوار الثنائي بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» مع إدراك الطرفين أن لا تقدّم حصل حتى الآن، سوى أن «الكحل أفضل من العمى»، وأن التواصل أفضل من الإنقطاع على حدّ تعبير الرئيس فؤاد السنيورة، فضلاً عن أن توقف الحوار الثنائي يُخشى أن يفسّر بمثابة إطلاق نار على طاولة الحوار التي يرعاها إلى جانبه الرئيس نبيه برّي.
لجنة الأشغال
ووسط هذا الترقّب أيضاً، تنعقد لجنة الأشغال والطاقة النيابية، للتدقيق في الخلافات القائمة بين وزارتي المال والطاقة، في ما خص الرقابة أو تبديد أموال أو تأخير إعطاء المتعهدين في هذه الوزارة ما هو مقرر من أموال لتنفيذ مشاريع كهربائية الأمر الذي انعكس سلباً على مشاريع الإنتاج في المعامل العكسية في الذوق والجية ومعمل دير عمار-2 وفقاً لمصدر نيابي عوني.
والجديد في اجتماع اللجنة اليوم، هو مشاركة رئيس ديوان المحاسبة القاضي أحمد حمدان لتقديم ما لديه على هذا الصعيد، لا سيما تحديد مكامن المسؤولية والصح والخطأ، في ما خص تأخير إنتاج الطاقة عبر المعامل المشار إليها.
وتوقع مصدر نيابي في اللجنة أن يتم التوصّل إلى بت الخلاف إذا صفت النيّات، لكن من دون أن يجزم بحصول ذلك، مع الإشارة إلى أن على نتائج الاجتماع يتوقف قرار النائب عون في المشاركة في الحوار غداً أم لا، وهو بعض ما نقله وزير التربية الياس بوصعب إلى الرئيس برّي، أمس الأول، في إطار تبادل الرسائل بين الطرفين.
ولفت بوصعب، في مقابلة لتلفزيون «الجديد»، مساء أمس، إلى انه إذا لم تحصل سلبيات حتى غد الثلاثاء، يمكن أن يُشارك عون في جلسات الحوار.
وأكد مصدر مقرّب من عين التينة لـ«اللواء» أن المسألة ليست شخصية، وأن الخلاف بين وزارة الطاقة ووزارة المالية خلاف تقني، ويمكن أن يعالج في الاجتماعات، في ضوء إبراز الملفات ومراجعة الرسائل والكتب المتبادلة بين الوزارتين.
أزمة النفايات
أما في ما خص البند الثالث على جدول أعمال هذا النهار، فهو يتعلق بالإجتماع الثاني بين الرئيس تمام سلام والوزيرين نهاد المشنوق وأكرم شهيب، لمتابعة حصيلة الاتصالات التي جرت في عطلة نهاية الأسبوع، حول إزالة الاعتراضات من امام خطة إنهاء أزمة النفايات.
وفي هذا السياق، نقل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن الوزير شهيب تشاؤمه من إمكانية وضع خطته على سكة التنفيذ، لأن كل القوى السياسية عاجزة عن تنفيذ قرارها.
ولاحظ الوزير درباس ان معظم القيادات السياسية أعلنت موافقتها على الخطة، لكنها لم تستطع ان «تمون» على «جماهيرها»، لا في البقاع، ولا في عكار، متسائلاً: هل هناك بلد في العالم لا يستطيع ان يطمر نفايات إلا نحن، وهل يعقل ان لا نستطيع ان نتخلص من نفاياتنا لا في البحر ولا في الجو ولا حتى على الأرض؟ ولماذا لا تكون هناك مؤازرة أمنية للتخلص من النفايات غداً قبل هطول الأمطار؟
وقال: «بصراحة، يبدو ان كل الأطراف، القوى السياسية من ناحية والحراك المدني من ناحية ثانية، تريد لهذا البلد ان يفرط».
أما أوساط الرئيس تمام سلام فقد جددت تأكيده لـ «اللواء» انه غير متشائم، لكنه مستاء من الاوضاع غير المريحة التي يمر بها البلد في الفترة الراهنة بسبب الضغوطات الخارجية من ناحية، والمواقف التصعيدية لبعض المسؤولين في الداخل من ناحية اخرى والتي لا تسهل ايجاد الحلول بل تعمل على عرقلتها.
الرئيس سلام وحسب اوساطه اعتبر ان من حق الناس معرفة ما يجري من امور لا سيما ان مصالحهم متوقفة، مجددا التأكيد ان لا دعوة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع مشيرا الى انه علينا انتظار ما ستسفر عنه جلسات الحوار التي ستعقد هذا الاسبوع، مؤكدا ان المشاورات بين القيادات السياسية تجري على قدم وساق من اجل الوصول الى قاسم مشترك على النقاط المختلف عليها قد ترسم لمرحلة انفتاح تنقذ البلد.
وردا على سؤال حول عدم اجتماعه برئيس مجلس النواب نهاية الاسبوع كما كان متوقعا، قالت اوساط سلام لـ«اللواء»، في الاساس لم يكن هناك اي موعد مع الرئيس بري ولكن المشاورات والاتصالات متواصلة معه بطبيعة الحال.
على صعيد الاجتماع الذي عقد يوم السبت الماضي في السراي بين الرئيس سلام والرئيس نجيب ميقاتي أكدت مصادر اطلعت على تفاصيل الاجتماع، ان لا خلاف سياسياً بين الرجلين بل اتفاق كامل على المواقف. واطلع رئيس الحكومة ميقاتي على نتائج لقاءاته في نيويورك والاجواء الدولية هناك.
وأشارت المصادر الى ان البحث تركز على الشق الإنمائي لمدينة طرابلس، ولفتت الى ان الزيارة جاءت بعد اعلان رئيس الحكومة السابق عن المشروع الكهربائي الذي سينفذ في مدينة طرابلس من اجل تغذية المدينة بالتيار ، فبعد زيارة وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الى ميقاتي للاطلاع على الخطة كان هناك اتفاق على ضرورة اطلاع سلام على تفاصيلها خصوصا ان هناك مشاريع انمائية في طريقها الى التنفيذ في عاصمة الشمال ان كان المنطقة الاقتصادية الحرة الى سكة الحديد الى تحسين واجهة وسط المدينة في طرابلس وتحديدا منطقة التل، وكل هذه المشاريع تخدم العاصمة الثانية في المرحلة المقبلة وتحديدا بعد انتهاء الحرب في سوريا حيث ستكون طرابلس نقطة الارتكاز.
الترقيات
ورداً على سؤال من «اللواء» حول انه في حال وصلنا إلى موعد إحالة العميد شامل روكز على التقاعد في 15 تشرين الأوّل، من دون الوصول إلى حل لقضيته، ردّت أوساط سلام بالقول: «حينذاك لكل حادث حديث».
لكن مصادر بارزة أكدت لـ «اللواء» أن هناك تسوية جدية تتعلق بملف الترقيات العسكرية يعمل عليها حالياً، رافضة الكشف عن فحواها من أجل نجاحها كما قالت، مشيرة إلى ضرورة تليين المواقف لا سيما أن الخسارة لن تكون لفريق بل ستكون للبلد كلّه.
وفي المعلومات، أن الصيغة الجديدة تقوم على تأخير تسريح العميد روكز، على أن يتم ذلك بالتوافق بين كل الاطراف.
وأوضح مصدر المعلومات أن هذه الصيغة تختلف عن الاستدعاء من الاحتياط في حال إحالة روكز على التقاعد، لأن ذلك يفقده إمكانية تعيينه في قيادة الجيش بعد انتخاب رئيس للجمهورية.
غير أن مصدراً نيابياً، أوضح أن صيغة تأخير التسريح سبق أن اقترحها وزير الشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي في مبادرة شخصية منه، تقضي بتأخير تسريح كل العمداء الذين يحالون إلى التقاعد لغاية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن الرئيس ميشال سليمان رفض الاقتراح، كما رفضه أيضاً النائب عون واعتبرها اهانة لصهره العميد روكز، وأصر على ترفيعه إلى رتبة لواء لأنه يراها الطريقة الوحيدة لضمان وصوله إلى قيادة الجيش
وفي اعتقاد المصدر المشار إليه، أن «تسوية» الترقية باتت مستحيلة، على الرغم من موافقة تيّار «المستقبل» عليها، لافتاً النظر إلى أن عون اخطأ في فهم موقف «المستقبل» من الترقية، لأنه يهدف اساساً إلى تحصينها عبر احترام الدستور، باعتبار أن التسوية تتطلب اقراراً في مجلس الوزراء، وأن إصرار عون على آلية الإجماع في مجلس الوزراء من شأنه أن يضع العصي في دواليب التسوية، طالما أن هناك مكونين سياسيين يعترضان عليها، وهما وزراء الرئيس سليمان وحزب الكتائب.
ورأى المصدر أن عون اخطأ أيضاً بالاعتراض على بند تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن وتشكيل مجلس قيادة جديد، لأن تعيين مجلس قيادة يجعله يتحكم بقرارات قوى الأمن، من خلال أعضاء المجلس الذين سيتم تعيينهم ونصفهم من المسيحيين، وربماً أيضاً يكونون محسوبين عليه.
المجلس الشرعي
على صعيد آخر، برز أمس أوّل موقف إسلامي لبناني رافض للتدخل العسكري الروسي في سوريا، عبّر عنه بيان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي انعقد السبت في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، حيث استنكر المجلس اقدام روسيا على زيادة تدخلها في سوريا، معتبراً أن «لا نتيجة لهذا التصرف الذي يشبه الاحتلال غير زيادة القتل والتهجير لأبناء الشعب السوري الذي تشردت الملايين منه خلال السنوات الخمس الماضية، مستغرباً وصف الكنيسة الروسية للحملة العسكرية بأنها «حرب مقدسة»، في وقت كثرت الحروب المقدسة على اجساد وأرض الشعوب العربية في فلسطين والعراق وسوريا من جانب «داعش» وإيران وروسيا.
وأكّد المجلس الشرعي أن «حروب الآخرين المقدسة على الأرض العربية ستزيد بلاء التطرف في أوساط الشباب، وستجعل من المستحيل الوصول إلى حلول سياسية عادلة ومفيدة للوحدة والاستقلال والاستقرار.
ملف العسكريين المخطوفين
وعلى صعيد ملف العسكريين المخطوفين الذين أعاد اهاليهم تحريكه عبر عودتهم لقطع الطرقات في شارع المصارف وطريق المطار، كشفت مصادر معنية بالملف ومطلعة على تفاصيله أن كل المفاوضات متوقفة منذ فترة وليس هناك اي خيط تواصل مع الخاطفين من أجل إنهاء هذا الملف.
وأكّد المصدر أن من حق الأهالي التصعيد لأن ابنائهم هم أبناء الدولة ولكن حالياً كل المفاوضات متوقفة.