01-11-2024 05:45 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 06-10-2015: التسوية أو الفراغ..

الصحافة اليوم 06-10-2015: التسوية أو الفراغ..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 06-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الاشتباك في لجنة الطاقة والاشغال النيابية، والحوار الوطني ...


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 06-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الاشتباك في لجنة الطاقة والاشغال النيابية، والحوار الوطني ...

السفير
صيغة استثنائية للترقيات.. أو موت حكومة سلام سريرياً
«سوخوي» تحرق المراحل: البر أولاً.. وجنيف ثانياً

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "«الكل يشعر بالسوخوي». في لبنان والمنطقة وربما العالم بأسره.
قبل نحو سنتين، شعر الكثيرون في المنطقة بـ «السخن». تحدثوا وتصرفوا ومن ثم راهنوا على أن الضربة العسكرية الأميركية لسوريا «باتت حتمية». سرعان ما أخرج الروسي «الوصفة» من جيبه، فتم اقفال «ملف الغوطة» من خلال آلية دولية بضمانة روسية لإخراج السلاح الكيميائي من الأراضي السورية.

سقط «الخيار العسكري الكبير»، لكن الرهان ظل مستمراً على إمكان تحقيق انتصارات متدحرجة للمجموعات السورية المسلحة بإدارة غرفتي العمليات التركية والأردنية. مرّت سنتان من المعارك لم تبدّلا في خريطة التوازنات الاستراتيجية، وبدا الرهان كبيراً على إمكان جعل المنطقة العازلة في الشمال السوري أمراً واقعاً، قبل أن تبدأ «حرب اليمن» وتقرّر السعودية، بالتزامن مع إبرام التفاهم النووي، أنها لن تعود من «عاصفة الحزم» إلا منتصرة!

لم ينس الثعلب الروسي فلاديمير بوتين جلسته الشهيرة مع الأمير بندر بن سلطان يوم استقبله في موسكو، في صيف العام 2013، بصفته رئيس الاستخبارات السعودية.. قال الأخير لبوتين إن المجموعات الشيشانية التي تهدد أمن الألعاب الشتوية المقبلة في سوتشي «نحن نتحكم بها، وهي لم تتحرك في اتجاه الأراضي السورية إلا بالتنسيق معنا».

هذا في الحسابات الروسية تهديد مباشر للأمن القومي الروسي. أكثر من عشرين مجموعة أصولية روسية من الشيشان تتحرك خصوصاً في منطقة الشمال السوري، ناهيك عن مجموعات أخرى من باقي الجمهوريات الاسلامية تتحرك بين العراق وسوريا.

وعندما تسقط سوريا أو العراق بيد المجموعات الإرهابية، فإن ذلك يضع روسيا على تماس مع حرب ارهابية بلا هوادة.

التقط الروس «الفرصة» وانخرطوا في الحرب الاستباقية. هم تأخروا وفقاً لحسابات النظام السوري وحلفائه، لكن فلاديمير بوتين يريد أن يستفيد من مجموعة وقائع جديدة تزنّر النظامين الدولي والاقليمي، من أجل تعزيز مصالح بلاده. لا يمكن عزل «الإنزال الروسي» في شمال سوريا عن اللقاء الأخير بين بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. التواضع يقود لافتراض أن الأميركيين يغضّون النظر ولكن الروس يؤكدون أنهم على تفاهم كامل مع الأميركيين وأنهم أبلغوا جميع عواصم المنطقة بما فيها تركيا والسعودية ومصر واسرائيل بقرارهم.

قد يقال الكثير عن الحشود ونوعية الأسلحة والطائرات وكل المعطيات الحربية. يكفي هنا تقديم نماذج ثلاثة:
• رسم الأميركيون ومعهم دول «التحالف» سقفا لغاراتهم الجوية ضد «داعش» على قاعدة أن هامش الخطأ ممنوع. يجب أن يضمن الطيار عدم اصابة أي هدف غير عسكري. قادهم ذلك الى الصحراء والى غارات بلا فاعلية عسكرية.
• ليس خافياً على أحد أن النظام السوري كان يفتقد لمظلّة جوية قتالية، وكان الهدف الواحد يحتاج أحيانا الى عشرين طلعة جوية وإلقاء عشرات البراميل الجوية بطريقة بدائية جدا من دون أية فاعلية ميدانية!
• عندما يعطي السوريون والإيرانيون والعراقيون و «حزب الله» احداثية معينة للروس في اطار غرفة العمليات المشتركة، تأتي النتيجة، بعد طلعة جوية واحدة، مطابقة ودقيقة وتتجاوز بقدرتها التدميرية الهدف نفسه.

ثمة تبدل نوعي في الميدان. ارتفعت معنويات النظام وهو يتصرف على قاعدة أنه بات قاب قوسين وأدنى من استعادة ادلب وجسر الشغور، برغم ما يحصل من ترنّح في المقابل لهدنة الزبداني.

ما كان مقدراً نظرياً أنه يحتاج الى شهور ثلاثة أو أربعة تبين للروس عمليا أنه يحتاج الى اسابيع وربما تصبح أياما معدودة. العنف الجوي الروسي غير المسبوق طيلة سنوات الأزمة السورية الخمس، يتسبب بانهيار في كل «الجيوش» المسلحة الممسوكة تركيا وسعوديا في شمال سوريا. النتيجة هي اختصار البرنامج الجوي وتسارع الاستعدادات البرية من النظام وحلفائه اللبنانيين والعراقيين والايرانيين.

يقول الروس إن حربهم لن تقتصر في مرحلة لاحقة على الشمال بل ستنتقل حتما الى باقي مناطق سوريا «من دون استثناء». يلمحون الى أن عمليتهم منسقة بالكامل مع الاسرائيليين. هم أعطوا ضمانات بأن ترسانتهم لن تستخدم الا في اطار الحرب ضد الارهاب. هذا الأمر متفاهم عليه بين مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال زيارة الأول لموسكو مؤخرا. الأهم أن هذه الحملة العسكرية التي يمكن أن تتوسع جوا لتقترب أكثر من الحدود اللبنانية والأردنية والعراقية، ليست تعبيرا عن قرار روسي بالحسم العسكري. المطلوب تنشيط التواصل مع الأطراف الدولية والاقليمية الفاعلة في اطار الحرب ضد الارهاب وصولا الى انجاز تسوية سياسية للأزمة السورية.

عنصر الوقت يحسب الروس حسابه. لم يتبق من عمر ولاية باراك أوباما الا نحو سنة. يجب أن توضع سوريا في مطلع العام 2016 على سكة التسوية. قد تحتاج الى سنوات ولكن لا بد من بداية ما. هذه البداية تحتاج الى شراكة بين النظام و «المعارضة السورية». عندما تُخلع أنياب المعارضة، أي المجموعات المسلحة التي كانت تشكل بايقاعها، مهما كانت مسمياتها، رافعة لخطاب معظم المعارضين، لا بد من جنيف جديد بمشاركة معارضين تحدد موسكو لوائحهم الأخيرة ولا يتجاوز عددهم الأربعين اسما، ويكون لزاما عليهم القبول بالخطة الروسية.

وفق المتداول تقوم الخطة الروسية على وحدة أراضي سوريا أولاً. لا يوجد في قاموس فلاديمير بوتين شيء اسمه «سوريا المفيدة». ثانياً، الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية. ثالثاً، تقديم تنازلات تضع سوريا على سكة التسوية السياسية (اجراء انتخابات نيابية مبكرة وتشكيل حكومة ذات قاعدة تمثيل وتعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة).

يتقاطع أكثر من متابع عند نقطة مركزية: الخلاف يتمحور حاليا بين موسكو وواشنطن حول مسألة مستقبل الرئيس بشار الأسد. لا يمانع الأميركيون والأوروبيون وحتى الأتراك والسعوديون أن يكون جزءا من مرحلة انتقالية محددة زمنيا، لكنهم يشترطون أن ينتهي دوره بعد انتهاء هذه المرحلة. في المقابل، يؤكد الروس أن الأسد جزء لا يتجزأ من الحل السياسي ويفضلون ترك مصيره الى مرحلة لاحقة نظرا لصعوبة الفصل بين المؤسسات العسكرية والأمنية ورأس النظام. هم يتفقون الى حد كبير في هذه النقطة مع الايرانيين، ولو كانت تعبيراتهم مختلفة أحيانا.

سيبلور الروس تصورهم مع عواصم عربية. بوتين سيستقبل الأميرين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في سوتشي على هامش سباق «فورمولا وان» الذي تستضيفه روسيا حاليا. التواصل الروسي المصري مستمر وثمة رسالة بعث بها الرئيس عبد الفتاح السيسي الى الرئيس الأسد يدعوه فيها الى المبادرة والقيام بخطوات ايجابية تساعد على تسريع التسوية السياسية.

في ظل هذا الاحتدام السياسي والعسكري والأمني في المنطقة، أدرك الجميع في لبنان أن الملف اللبناني ليس في آخر سلم أولويات «الدول» بل غير موجود اطلاقا. لذلك، وبرغم اصرار فريق سياسي على ترك ملف انتخاب الرئيس مطروحا على جدول الأعمال، فان جلوس الايرانيين والسعوديين على طاولة واحدة بات رهن «حرب اليمن» التي لا يبدو انها ستنتهي قريبا، ولن تحسم عسكريا مهما بدت الانجازات كبيرة في لحظة ما. لا بد من تسوية واذا كانت متعذرة مع الحوثيين، «لا بديل من التفاوض مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يملك نفوذا كبيرا في الجيش، وهو الذي بناه بالطريقة ذاتها التي بني بها الجيش السوري»، على حد توصيف مرجع وسطي لبناني، مستشهدا بدروس التاريخ التي أثبتت ان كل جهة خارجية دخلت اليمن خرجت منه مهزومة، وبالتالي فمن الافضل اختصار المراحل والمعاناة عبر تسوية سياسية تراعي مصالح جميع الاطراف الداخلية والاقليمية وتحفظ وحدة اليمن واستقرار الخليج.

«لا بد من صنعاء مهما طال السفر». بهذه العبارة يلخص مسؤول لبناني مخضرم حاجة جميع الأطراف الى الاقدام على فتح الأبواب وإيجاد صيغة استثنائية لأزمة الترقيات تؤدي الى برمجة الأخطاء (الدستورية والسياسية) اللبنانية في سياق يخدم الاستقرار وألف باءه اعادة تفعيل حكومة تمام سلام وفتح أبواب مجلس النواب.

هذا الأمر يقتضي من سعد الحريري أن يقول الأمر لي وأن التسويات تحتاج الى شجاعة استثنائية تفوق بكثير شجاعة الاشتباك الذي لم يعد يحتاج لبنانيا سوى الى دقائق تلفزيونية بدليل الفضيحة التي شهدتها أروقة مجلس النواب، أمس، بين نواب «المستقبل» و»تكتل التغيير».

هل يملك أحد ترف اجهاض التسويات؟
هذا السؤال طرحه المشاركون في حوار عين التينة على أنفسهم، وهم خرجوا من جلسة الأمس وبيدهم صيغة توافقية تحتاج الى تسويق سياسي خلال ساعات أو أيام قبل أن تنتهي المهل ويعلن موت الحكومة سريرياً.


النهار
الاشتباك المكهرب تأجيل للمواجهة الفضائحية
بان كي - مون لظريف: رئيس بأسرع ما يمكن

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "فوق خطوط التوتر العالي التي فجرت الاشتباك المكهرب في لجنة الطاقة والاشغال النيابية، تحولت المهمة العاجلة لحوار عين التينة، الذي انعقد مساء أمس، الى استنقاذ حوار مجلس النواب في ثلاثية جلساته التي تنطلق اليوم وتستمر حتى الخميس مبدئيا ما لم يطرأ ما يقطع برنامجها المحدد سلفاً.

وكشفت مصادر في الحوار النيابي من فريق 14 آذار لـ"النهار" ليلاً أنها تعتبر الجلسة اليوم حاسمة لجهة المضي في البحث في البند الأول من جدول الاعمال ألا وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فإذا ذهبت المناقشات في اتجاه تحديد مواصفات الرئيس المقبل، فسيسير الحوار في المسار المقرر في الجدول الذي وضعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإلا فإن فريق 14 آذار لن يقبل الانتقال الى أي بند آخر. ولفتت المصادر الى ان بند الرئاسة إذا ما مضى في الاتجاه المطلوب فسيفتح الباب أمام تطبيق باقي البنود المتعلقة بعمل الحكومة ومجلس النواب ووضع قانون جديد للانتخاب. واعتبرت أن تلكؤ الفريق الآخر في الذهاب جدياً الى البند الرئاسي يعني الاصرار منه على مخالفة الدستور.

ويشار في هذا السياق الى أن الملف الرئاسي اللبناني لا يزال يتفاعل دوليا منذ زيارة رئيس الوزراء تمّام سلام لنيويورك واجتماع مجموعة الدعم الدولية الاسبوع الماضي. وأفاد مراسل "النهار" في نيويورك ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون شدّد في اجتماع عقده مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أمس في نيويورك على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية للبنان "بأسرع ما يمكن".

وجاء في بيان أصدره الناطق بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الأمين العام ووزير الخارجية الايراني "ناقشا مواضيع عدة"، وشدد الامين العام على "الحاجة الى ملء الفراغ الرئاسي في لبنان بأسرع ما يمكن".

الاشتباك "الكهربائي"
أما انفجار الاشتباك "الكهربائي" بين نواب من "تكتل التغيير والاصلاح " و"تيار المستقبل" في اجتماع لجنة الطاقة والاشغال بأعنف نبراته و"مفرداته"، فأثار الكثير من الريبة في الالتباسات التي واكبته والتي غلبت عليها انطباعات مؤداها ان الاشتباك كان مفتعلا بقصد مزدوج: الأول تطيير جلسة كان مقيضاً لها ان تتوغل في التفاصيل والجزئيات المالية التي من شأنها تعرية ملف الكهرباء وقت لا تسمح الظروف المحتدمة بتحمل حرب اتهامات متبادلة لن توفر معظم الافرقاء ولو حصرت ظاهراً ببضعة افرقاء في شأن الكارثة الفضائحية للكهرباء. والثاني تحوير وجهة الصراع من مواجهة بين نواب "التكتل" ووزير المال علي حسن خليل على خلفية التداعيات التي فجرتها الجلسة السابقة للجنة بينهما الى انفجار "بديل" بين "التكتل" ونواب "المستقبل" لئلا ينفجر الحوار النيابي في ثلاثيته المقررة من اليوم ويطاح كلاً في حال مقاطعة رئيس "التكتل" النائب العماد ميشال عون جلسات الحوار.

ولا يمكن في أي حال تجاهل "المشهدية" التي انفجرت تحت الرصد المباشر للكاميرات التلفزيونية كأنه اريد تعميم وقائع الاشتباك عند الاحتكاك الاول حيث اندلع الشجار بين نواب من "التكتل" ورئيس اللجنة النائب محمد قباني مقروناً بتصاعد نبرة الاتهامات من العيارات المختلفة، ثم بلغ ذروته مع العراك بين النائبين زياد اسود وجمال الجراح عقب "هجوم" الاول على الثاني وتحول الاجتماع مسرحا ًللهرج والمرج قبل انفراطه.

وفي رأي نواب "المستقبل" أن الاشتباك كان مقصودا لتطيير الجلسة وتجنب المواجهة مع وزارة المال (وعبرها مع الرئيس بري) وديوان المحاسبة، فيما اعتبر نواب "التكتل" ان الفريق الاخر هو من طيّرها تجنبا لملف كامل اعده "التكتل" رداً على اتهامات رئيس اللجنة وما سيق في الجلسة السابقة من اتهامات طاولت "التكتل" ووزراءه. ولكن بدا واضحاً ان الجلسة كانت تكتسب أهمية لجهة حضور رئيس ديوان المحاسبة القاضي احمد حمدان والذي كان من المرجح ان يبدي رأيه في التعديلات التي اضافتها وزارة الطاقة الى العقد المتعلق بتلزيم معمل دير عمار والتي قررت انها غير اساسية.

الحوار
وعلمت "النهار" انه حتى ساعة متقدمة من ليل أمس لم يكن ثمة قرار من الرابية بمقاطعة الحوار اليوم، وسيشارك العماد عون فيه شخصياً. وقال مصدر في "التيار الوطني الحر" ان سبب المشاركة يكمن في ان الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط ات يزالان يقومان بمساع لحل عقدة الترقيات العسكرية في مقابل تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب. لكن العقدة الاساسية تكمن في آلية عمل الحكومة وتحديداً في اتخاذ القرار بالأكثرية في ظل غياب او رفض مكونين في الحكومة أي قرار، وهذا ما يرفضه العماد عون وهو المطالب بالعودة الى الاتفاق المرن في اتخاذ القرارات، علماً ان لا ارتباط بالنسبة الى الرابية بين آلية عمل الحكومة والترقيات العسكرية.

كذلك علمت "النهار" أن رئيس الوزراء تمّام سلام سيطرح اليوم في جلسة الحوار سؤالاً: هل تريدون أن تبقى الحكومة؟ فإذا كان الجواب إيجاباً فسيدعو المتحاورين الى ترجمة ذلك بالتوافق على تمكين الحكومة من الانتاج. ونقل زوار رئيس الوزراء عنه قوله امس انه استعان بصبره فأرجأ دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد الى حين انبلاج نتائج الحوار النيابي، وإذا لم تكن النتائج بعد ثلاثة أيام كما هو مأمول منها فهو لن يقف مكتوفاً.

أما في ما يتعلق بالترقيات العسكرية، فلا يزال الموضوع في دائرة التعقيد. وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" في هذا الصدد إن أي خطوة ناقصة ستؤدي الى زعزعة الوضع الحكومي وخصوصاً في ضوء معلومات تتحدث عن اعتبار "اللقاء التشاوري" الذي يضم ثمانية نواب يضم فقط مكوناً أساسياً واحداً لا يشكّل عقبة تحول دون إقرار تسوية الترقيات المطروحة على بساط البحث. وهذا المكوّن هو وزراء حزب الكتائب الثلاثة إنطلاقاً من الواقع النيابي للحزب. أما وزراء الرئيس ميشال سليمان الثلاثة فهم لا يشكلون مكوّناً لعدم صلتهم بالتمثيل النيابي. كما اعتبر الوزيران بطرس حرب وميشال فرعون لا يشكلان مكوّنا أيضاً لكونهما يمثلان شخصيهما فقط. وقد ردت أوساط "اللقاء" على هذا التقويم بالقول إن الرئيس سليمان هو من الموقعين الاساسيين لتشكيل الحكومة كما أن الوزيرين حرب وفرعون هما من أعضاء الحوار النيابي الجاري حالياً، وتالياً فإن أي تجاهل لهذيّن الفريقين ستكون له عواقب مزعجة.

الجلسة الـ 19
أما جلسة الحوار الـ 19 التي انعقدت ليل أمس في عين التينة بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، فخلصت بعد نحو ساعتين ونصف ساعة من انعقادها الى البيان الآتي: "بحث المجتمعون في الازمة السياسية وجرى تأكيد أهمية الحوار الوطني وتأثيره الايجابي على الوضع، وكذلك التشديد على ايجاد المخارج المناسبة لاعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت".


الأخبار
عون يختبر جلسة الحوار: التسوية الآن أو التعطيل!

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "هل تكون جلسة الحوار اليوم آخر جلساته بحضور العماد ميشال عون؟

بحسب المصادر السياسية، ستكون جلسة اليوم حاسمة لجهة تحديد مصير تسوية السلة الكاملة لأزمة التعيينات الأمنية وآلية العمل الحكومي وفتح أبواب مجلس النواب، في ظلّ عدم الوصول إلى حلّ لاعتراض الرئيس السابق ميشال سليمان على التسوية.

وعلى الرغم من الإيجابية التي طبعت جلسة الحوار بين تيار المستقبل و»حزب الله» ليل أمس برعاية الرئيس نبيه بري، خصوصاً لجهة تأكيد موافقة الأطراف الثلاثة على التسوية، إلّا أن أجواء التيار الوطني الحرّ عكست قدراً من التشاؤم، وسط ما سمّته مصادر التيار «حرص الفريق الآخر على منع الجنرال عون من تحقيق أي مكسب».

وحرص الرئيس نبيه بري أمام زواره على القول إنه يدعم والنائب جنبلاط إقرار خطوات من شأنها دعم العماد عون. وينفي بري أن تكون له أي صلة بالنقاط التسع التي اتهم تيار «المستقبل» بتسريبها إلى الصحافة بقصد تفجير الأزمة. وقال بري لزواره إنه كان واضحاً مع قيادة «المستقبل» بأنه لا مجال لإمرار صفقة تعيينات قوى الأمن الداخلي من دون التسوية الشاملة، وأن موقف العماد عون واضح، وسيحظى بدعم أكيد من حزب الله ومن آخرين، ما سيعطل التسوية.

وكانت جلسة أمس بين المستقبل والحزب انتهت إلى تأكيد «أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي في الوضع، والتشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت».

على صعيد جلسة الحوار العامة اليوم، قالت المصادر إن العماد عون سيكون حاضراً اليوم، إلّا أنها جزمت بأنه «لن يناقش بند التعيينات والتسوية التي اقترحوها هم». وأضافت: «قد تكون جلسة الحوار الأخيرة، إذا لم يكن هناك جواب واضح على التسوية، وبعدها لا حكومة ولا أي شيء آخر. فعدم الجواب يعني أن كل الذي شهدناه كان توزيعاً للأدوار»، مشيرةً إلى أن «سعد الحريري يوافق، فؤاد السنيورة يتحفظ، وميشال سليمان يعترض». وسألت المصادر: «هل يريدوننا أن نصدق أنه يمكن سليمان الوقوف في وجه جميع القوى السياسية، أو أن نصدق أن الوزير ميشال فرعون يخضع لتأثير سليمان أكثر من تأثير الحريري؟».

بدورها، قالت مصادر وزارية في 8 آذار لـ «الأخبار» إن «المواقف لا تزال على حالها من التسوية ومواقف جميع القوى السياسية الرئيسية المشجعة لها، لكن الأمور لم تحسم بعد لجهة المخرج من اعتراض سليمان، وهل يمكن الذهاب إلى التصويت في مجلس الوزراء بمعزلٍ عن موقفه». فيما تقول مصادر أخرى إن «وزير الدفاع (سمير مقبل) هو المعنيّ برفع الاقتراح ليجري التصويت عليه في مجلس الوزراء، وبالتالي الأمور سوداوية في ظلّ تمسك مقبل وسليمان بموقفهما، مع احتمال عدم الوصول إلى التسوية قبل تسريح العميد شامل روكز».

وفي وقت يجري الحديث فيه عن احتمال عدم اعتبار الرئيس تمام سلام كتلة وزراء سليمان كمكوّن أساسي في الحكومة كباقي الكتل الأساسية، مع ما يعني الأمر من عدم احتساب اعتراض سليمان عائقاً أمام اتخاذ الحكومة قراراً بالسير بالتسوية، قال الوزير رشيد درباس إن «وزراء الرئيس سليمان كل يمثل نفسه، وإذا قرر عدد كبير من الوزراء ترقية العميد روكز فهذا قرار قانوني، لأن الآليات الدستورية تقول إن هذه القرارات تحتاج فقط إلى أكثرية، وبعد ذلك يجب أن تنسحب على القرارات الباقية لكي تستقيم الأمور ويعود عمل مجلس الورزاء محكوماً بالأصول الدستورية، وهذا ما قاله الرئيس السنيورة بعد انتهاء طاولة الحوار».

وعن تلويح وزراء حزب الكتائب بالاستقالة في حال ترقية روكز، رأى أن «هذه الحكومة مركبة بطريقة دقيقة جداً وكل حجر في هذا البناء أساس وإذا سحب حجر تعرض البناء للاهتزاز كله ولا يمكن الاستغناء عن أي وزير من وزراء الحكومة».


اللواء
التعطيل العوني يهدّد اللجان و«إستقالة سلام» على الطاولة من جديد
3 مؤشّرات إيجابية في الجلسة 19 بين المستقبل وحزب الله .. وعبوة ناسفة بسيارة تقلّ مقاتلين إلى سوريا

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "يربط الرئيس تمام سلام الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء بمعرفة نتائج جلسات الحوار المقررة على مدى ثلاثة أيام بدءاً من اليوم. ويربط النائب ميشال عون المشاركة في جلسات الحوار والموافقة على جلسات التشريع، والمشاركة في جلسات الحكومة بترقية العميد شامل روكز، وفقاً لما تصفه الاوساط العونية على أساس قانون الدفاع، ومن دون إعطاء أي مقابل، أو وضع قيد أو شرط، ويربط الرئيس نبيه برّي استمرار الحوار بالميثاقية المسيحية. وتربط قوى 14 آذار الاستمرار في الحوار في حدّ ذاته، بعدم الانتقال الى بند قانون الانتخاب قبل الاتفاق على بند رئاسة الجمهورية.

وبين هذه الترابطات - الاشتراطات، ينقل عن وزير الزراعة المكلف بوضع خطة النفايات موضع التنفيذ، اكرم شهيب، بأنه اقترب من درجة اليأس، وانه يصارع في الساحة لعدم الوصول إلى الطريق المسدود، او الاستقالة من هذا الملف، وفقاً لنصائح شخصية مرموقة أبلغته بأنه ليس ملزماً بمتابعة موضوع دونه صعوبات وقد لا يصل إلى أي نتيجة، مع عودة حملات الحراك المدني إلى وسط بيروت مساء الخميس في الثامن من تشرين الحالي.

وفي أجواء الملفات الملحة والمتعثرة هذه، طرأ تطوران على درجة من الخطورة في مستهل الأسبوع:
الأوّل أمني ويتصل بتفجير عبوة ناسفة على طريق شتورة بحافلة نقل عناصر تابعة لحزب الله في إطار عملية التبديل في سوريا، وهذا الحادث على خطورته مرتبط، كما يقول مصدر أمني، بالمعارك الجارية في سوريا، والتي دخلت مرحلة بالغة الخطورة مع الدخول العسكري الروسي المباشر هذه الحرب، سواء بالقصف بالطيران أو المشاركة في عمليات القنص، أو الاشراف على استخدام الأسلحة الروسية المتطورة في حرب الشوارع.

والتطور الثاني، سياسي، وهو نقل التيار العوني الاشتباك إلى ساحة اللجان النيابية الوحيدة التي ما زالت تعمل، في ظل شلل حكومي وتشريعي وشغور رئاسي مفتوح على المجهول.

وفي تقدير مصادر نيابية ان افتعال اشتباك على مرأى من الكاميرات والمصورين على طاولة لجنة الطاقة والاشغال النيابية، في استعادة مشوهة للاشكال الذي افتعله الوزير جبران باسيل على طاولة مجلس الوزراء مع الرئيس تمام سلام، يهدف الى:
1- إفشال اجتماع لجنة الطاقة الذي كان من المقرّر ان يتطرق إلى الأزمة بين وزارتي المال والطاقة على خلفية الاتهامات المتبادلة بعرقلة المشاريع وعدم تمويلها، ورد المالية بأن المسؤولية تقع على عاتق المسؤولين في وزارة الطاقة الذين لم يزودوا ديوان المحاسبة بالمشاريع المطلوب تغطيتها مالياً.

علماً أن رئيس ديوان المحاسبة كان جاهزاً ولم يتسن له كشف أوراقه ومستنداته.
2- إيصال رسالة ضغط إلى طاولة الحوار التي تجتمع اليوم، بان الموقف لا يمكن ان يستمر على حاله ما لم يعلن المتحاورون حول الطاولة موقفاً مباشراً من طروحات النائب عون ليبني على الشيء مقتضاه، أي مقاطعة طاولة الحوار.
3- شد عصب الشارع العوني المترهل على بعد خمسة أيام من التظاهرة العونية امام القصر الجمهوري «المهجور» لمناسبة 13 تشرين الأوّل، وهو تاريخ يعني للعونيين سقوط مشروعهم عام 1989 باخراج عون من قصر بعبدا عنوة، عندما كان رئيساً للحكومة العسكرية.

حوار حزب الله - المستقبل
على ان هذا المشهد المضطرب ليس هو وحده الذي ميز يوم أمس، فقد بعثت الجلسة 19 للحوار بين تيّار المستقبل و«حزب الله» برسالة اعتراضية على هذه الأجواء التشاؤمية، سياسياً وبيئياً ونيابياً، بالتشديد، بعد الاجتماع، على ثلاث نقاط، تُشير إلى تمسك الطرفين بالاستقرار السياسي والحفاظ على حكومة الرئيس تمام سلام.

وهذه النقاط هي عدم التفريط بالحوار سواء الثنائي أو العام، وإيجاد المخارج لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية، أي استئناف جلسات مجلس الوزراء، وحسم مسألتي الترقيات والآلية، والاستعداد للمشاركة في جلسات مجلس الوزراء، بدءاً من 20 الشهر الحالي، سواء بإعادة تشكيل أو التمديد للجان النيابية، أو ملامسة بعض المواضيع الملحّة في تشريع الضرورة، واستمرار الجهود لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إضافة إلى عدم التأخير بعقد جلسة لمجلس الوزراء، وإزالة كل العراقيل من أمام خطة النفايات مع مراعاة عامل الزمن، لا سيما مع انطلاق موسم الأمطار بدءاً من اليوم، والحاجة إلى تسيير مصالح المواطنين عبر جلسة يجب أن تعقد الأسبوع المقبل لمجلس الوزراء.

وأوضح البيان المقتضب كالعادة الذي صدر في أعقاب جلسة الحوار، والتي لم يغب عنها أحد من المتحاورين من الفريقين في عين التينة، أن «المجتمعين بحثوا الأزمة السياسية، وجرى التأكيد على أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي على الوضع، والتشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت».

الحوار الوطني
أما بخصوص الجلسات الحوارية التي ستعاود إجتماعاتها اليوم في ساحة النجمة، فإن الأوساط العونية أوضحت أن قرار المشاركة ومعايير هذه المشاركة وظروفها السياسية بات محصوراً بالنائب عون نفسه، على اعتبار أن القرار يتوقف على الاتصالات الجارية مع «حزب الله» حول كل الملفات العالقة، والتي باتت عناوين توتر العلاقة بينه وبين تيّار «المستقبل»، وحتى مع الرئيس نبيه برّي، وفي ضوء معلومات لم تتأكد عن أن عون يمكن أن يكون التقى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، عشية جلسات الحوار.

لكن مصدراً وزارياً لاحظ أن الوضع يتجه نحو المزيد من التأزم، لافتاً إلى أن صورة جلسات الحوار تبدو ضبابية أو حتى قاتمة، متوقعاً أن يحضر عون جلسة اليوم، ويبقى كل فريق يتمسك بمواقفه، مما يعني ان الجلسات الحوارية قد تتوقف وقد تؤجل لمزيد من المشاورات، خصوصاً وإن أولويات البحث لا تزال متباعدة ولا نقاط مشتركة يجتمع عليها قادة الحوار. وتخوف المصدر الوزاري من أيام غير مريحة تنتظر البلد في ظل كثرة الخلافات.

من ناحية ثانية رفض مصدر نيابي ربط ما حصل في جلسة الاشغال النيابية أمس باستباق انعقاد جلسة الحوار، مشيرا الى ان غاية نواب تكتل والاصلاح هو إفشال اطلاع الرأي العام على المعلومات التي يملكها ديوان المحاسبة والتي تفضح تصرفات الوزير باسيل وفساده عندما كان وزيراً للطاقة.

وأعلن رئيس اللجنة النائب محمّد قباني لـ«اللــواء» انه سيدعو إلى اجتماع جديد للجنة بعد انتهاء جلسات الحوار في ساحة النجمة هذا الأسبوع، مؤكداً انه لا يريد أن يصب زيتاً على النار، موضحاً بأنه يرغب بأن يكون هذا الاجتماع علنياً، لكن هذا الأمر يعود إلى قرار من اللجنة نفسها بحسب النظام الداخلي، وإذا كان الرئيس برّي يوافق على ذلك، لافتاً النظر إلى ان علنية الجلسة لا تعني وجود الكاميرات والنقل المباشر، بل يعني ان التغطية الإعلامية ستكون مؤمنة من قبل الصحافيين المعتمدين في المجلس.

الاستقالة المطوية
من ناحية ثانية، كشف زوّار الرئيس سلام أمس ان البحث يتركز راهناً في موضوع معالجة أزمة النفايات على استحداث مطمر جديد في البقاع على المقلب الشرقي للسلسلة الشرقية، وأن اتصالات تجري مع «حزب الله» لدرس الوضع من الناحية الامنية، موضحين بأن مطمر «سرار» ما زال موضع خلاف، وأن الاتصالات تتكشف لاحداث خرق يؤدي إلى اعتماد هذا المطمر، لا سيما وأن مصلحة الأرصاد الجوية توقعت حصول عواصف وشتاء في غضون الـ48 ساعة المقبلة.

وفي الشأن الحكومي نقل زوّار السراي عن الرئيس سلام انه لن يدعو إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل معرفة نتائج الحوار هذا الأسبوع وإذا لم يلمس حصول نتائج إيجابية سيستخلص العبر، لأنه يريد انطلاقة صحيحة وليست مؤقتة للحكومة، موضحاً انه تلقى وعوداً بحصول تفاهم في الحوار لاطلاق عمل الحكومة.

وانه في حال لم يحصل فإن الهيكل سيسقط على الجميع في هذه المرحلة الدقيقة، بما في ذلك الاستقالة المطوية حتى الساعة.

وكشف الزوار ان الرئيس سلام تلقى دعوات من مراجع دبلوماسية دعته للتروي في أخذ أي قرار في موضوع الحكومة وقرار الاستقالة، وكان لسان حال رئيس الحكومة «انا الغني واموالي المواعيد»، وهو سأل من تمنى عليه التروي: أين المال للنازحين السوريين، واين المساهمات التي أقرّت للبنان في مؤتمرات نيويورك، والكويت واحد واثنين، والمانيا.

وأوضح الرئيس سلام امام زواره ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبلغه بأنه سيشكل لجنة مصغرة لمتابعة موضوع الأموال المخصصة للبنان، وانه تمنى ان تكون النتائج سريعة.


البناء
باريس ترضخ لموسكو وتضمّ «النصرة» للمطلوب استهدافهم... و«القاعدة» تتوعّد
تل أبيب تقرّر المواجهة حتى النهاية... والفلسطينيون لتجديد الانتفاضة
عون للحوار ومهلة الترقيات للأحد... وقناني مياه بين العونيين و«المستقبل»

صحيفة البناء كتبت تقول "تتالت الغارات الروسية بنتائجها النوعية على مواقع تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش»، وشكل مشهد فرار المسلحين وتهاوي قلاعهم ومستودعاتهم والتدفق عبر الحدود التركية والأردنية عكسياً من سورية، سمة مشتركة لدى مسلحي «داعش» و«النصرة» وسائر مسمّيات «القاعدة».

بدأ الغرب يحسبها جيداً، فلا قدرة على التصدّي لروسيا وحملة التحالف الذي يضمّها مع إيران وسورية والعراق، ولا قدرة على التصدّي لإحراج لوائح الجماعات المسلحة المرسلة من موسكو إلى عواصم الاحتجاج على الغارات ومطالبتها بتسمية من يعتبرهم المعترضون «معارضة معتدلة»، ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يسخر علناً من كذبة «الجيش الحر»، قائلاً: دلُّونا على مواقعه لندير معه اتفاقات ميدانية، ونحيّد مواقعه من لوائح أهدافنا، ومعلوماتنا أنه مجرد يافطة لا وجود لها في الميدان.

لم يتبقّ للغرب سوى التأقلم، كما بدأت الإشارة الفرنسية بقبول ضمّ المواقع التابعة لـ«جبهة النصرة» إلى لائحة الاستهداف، أملاً بتحييد ما يمكن تحييده، و«النصرة» هي الأشدّ إحراجاً في اللائحة كفرع رسمي معتمَد لتنظيم «القاعدة»، بينما بدأ تنظيم «القاعدة» التصرف على أساس معادلة حرب مفتوحة مع روسيا، بدءاً بمحاولة تفجير السفارة الروسية في أفغانستان، وصولاً إلى الإعلان عن جوائز مالية لكلّ من يساعد في خطف جنود روس في سورية.

هذا بينما فلسطين تشتعل لليوم الرابع، وتحمل الصحافة «الإسرائيلية» نقلاً عن مصادر حكومية وعسكرية ومخابراتية، ما وصفته بخلاصة مستوى القرار، بالسير في المواجهة حتى النهاية، لأنّ مسألة مصير القدس يجب عدم التهاون فيها، فيما تواصلت المواجهات في أنحاء الضفة الغربية والقدس، وبدأت صفحات النشطاء الفلسطينيين تمتلئ بالدعوات للانتفاضة الثالثة، والضغوط في غزة والضفة على القيادات الفلسطينية للخروج من لغة البيانات إلى ساحات المواجهة، وأكدت لـ«البناء» مصادر في فصائل المقاومة أنّ الوضع في غزة لن يلبث في حال الهدوء طويلاً وستحمل الأيام المقبلة مفاجآت نوعية في الدفاع عن القدس وأهلها في وجه غزوات المستوطنين المدعومين من قوات الشرطة وجيش الاحتلال.

في لبنان تستردّ طاولة الحوار حيويتها اليوم مع تأكيد مشاركة العماد ميشال عون فيها، مقابل تمديده للمهلة المتاحة لحسم أمر الترقيات التي يتوقف عليها موضوع بقاء أو تسريح العميد شامل روكز من المؤسسة العسكرية، حتى يوم الأحد ليعلن عون أمام التجمّع الذي سينظمه التيار على طريق قصر بعبدا، موقفه النهائي من الاستمرار في الحكومة وطاولة الحوار، وقالت مصادر متابعة إنّ العماد عون بعد ترتيب ملف العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فعندما يقرّر مغادرة الحوار سيفعل ذلك لقناعته بلا جدوى الحوار مع تيار المستقبل. وأضافت المصادر أنّ جلسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، التي شهدها مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، كانت مخصّصة لتسهيل تخطي العقد من أمام مسألة الترقيات، والإفادة من مهلة الأيام المتبقية قبل الأحد لتظهير تسوية لائقة.

عون يحضر جلسة الحوار اليوم تحت عنوان الفرصة الأخيرة
تنطلق اليوم الجلسة الأولى من جلسات الحوار الوطني الثلاث التي حدّدها الرئيس نبيه بري في السادس والسابع والثامن من تشرين الاول الجاري. وتبلّغ رئيس المجلس أمس من المتحاورين حضورهم الجلسة بمن فيهم رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، تحت عنوان الفرصة الأخيرة فإذا لمس أنّ هذا الحوار أصبح مضيعة للوقت فلن يُكمل به.

وعشية الجلسة، التأمت في عين التينة طاولة حوار ثنائية جمعت حزب الله وتيار المستقبل حضرها المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل، وفي حضور المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل، وبحث المجتمعون الأزمة السياسية، وجرى التأكيد على أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي على الوضع، وكذلك التشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت.

حزب الله لـ«المستقبل»: الترقيات مدخل لتفعيل عمل الحكومة
وعلمت «البناء» أنّ ملف الترقيات شكل محور المحادثات، حيث تمنّى حزب الله على تيار المستقبل الموافقة على تسوية الترقيات، المدخل الرئيس لتفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب.

14 آذار: تسوية الترقيات دُفنت
وإذ أكدت مصادر مقربة من الرابية لـ«البناء» أنّ أي تسوية سوف تتخذ يجب أن تحترم قانون الدفاع، والقوانين المرعية والدستور، لفتت مصادر في 14 آذار لـ«البناء إلى «أنّ تسوية الترقيات دفنت، خصوصاً بعد الذي جرى في مجلس النواب امس بين نواب تكتل التغيير والإصلاح من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى، وأنّ الحوار يترنح».

«ساحة» ساحة النجمة
إلى ذلك تحوّلت ساحة النجمة إلى ساحة عراك، إذ شهدت جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية فور التئامها برئاسة النائب محمد قباني وحضور النواب الأعضاء والوزيرين علي حسن خليل وارتور نظاريان وديوان المحاسبة تراشقاً بزجاجات المياه بين نواب التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، لتتحوّل غرفة الصحافة منبراً للسجالات الكلامية بين الطرفين عبر المؤتمرات الصحافية عقب رفع قباني الجلسة، بعدما كان منتظراً أن تشهد الجلسة إشكالاً بين وزير المال ونواب «التغيير والإصلاح».

وأكد النائب جمال الجراح لـ«البناء» أنّ نواب التيار الوطني الحرّ تعمّدوا افتعال مشكلة مع النائب قباني فور دخول الكاميرات إلى جلسة لجنة الأشغال النيابية، عندما وجدوا أن ديوان المحاسبة سيحضر الجلسة وسيفضح المخالفات التي ارتكبها وزير الطاقة السابق جبران باسيل ويستكملها مستشاروه اليوم في وزارة ارتور نظاريان المشهود له بالكفاءة.

ولفت إلى «أنّ الكهرباء غير موجودة على رغم دفع المليار و200 مليون لوزارة الطاقة لتأمين الكهرباء، والسبب عدم تنفيذ القوانين الموجودة أو فرض الرقابة». وإذ أشار الجراح إلى «أنّ وزير المال أكد في الجلسة أنه لو كانت هناك دولة لكان هناك أناس يجب دخولهم السجن»، طلب من الرئيس بري رفع السرية عن مداولات تلك الجلسة.

في المقابل أوضح عضو التكتل النائب فادي الأعور لـ«البناء» أن قباني رفع الجلسة على رغم مطالبتنا بعدم رفعها، لعدم تبيان الحقائق للبنانيين»، لافتاً إلى «أنه لا يمكنه رفع الجلسة بوجود وزيري الطاقة والمال». وإذ أشار إلى «أننا نعاني من تصرفات قباني الفئوية، وضع ما جرى في خانة التراكم التاريخي لعمل لجنة الأشغال، متمنياً موافقة الرئيس بري على رفع السرية عن مداولات اللجنة وان تعقد الجلسات المقبلة بحضور الإعلام. واذ تحدث عن التاريخ الأسود للحريرية السياسية، ذكّر الأعور بأن تيار المستقبل ضيّع على لبنان 850 كلم مربع من المياه الاقتصادية الخالصة المليئة بالثروات الطبيعية، حين هرّب خريطة تحدّد الحدود إلى قبرص على رغم التفاوض بينها وبين «إسرائيل» حول المياه الإقليمية.

هيئة التنسيق إلى الإضراب
ودعت هيئة التنسيق النقابية في مؤتمر صحافي إلى الإضراب في كلّ المؤسسات العامة والوزراء في 20 و26 تشرين الأول و4 تشرين الثاني، وأكدت أنها ستعلن عن خطواتها التصعيدية في حال لم تتمّ الاستجابة لمطالبها. كما دعت الهيئة طاولة الحوار الى «الاتفاق على انتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار المشاريع الحياتية وفي مقدّمها سلسلة الرتب والرواتب بالصيغة التي طلبتها هيئة التنسيق النقابية».

على صعيد أزمة النفايات تستكمل لجنة المتابعة لملف النفايات عملها لتحضير مكبّ سرار وتحويله مطمراً، يعقد اليوم عند العاشرة والنصف من قبل الظهر اجتماع لمتابعة ملف النفايات في السراي الحكومية برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الزراعة أكرم شهيّب ولجنة الخبراء وأصحاب الاختصاص بملف النفايات. وأكد شهيّب أن لا رجعة عن المضيّ في تنفيذ الخطة وأنّ التحضير مستمر. في المقابل لا تزال هذه الخطة محط اعتراض الحراك المدني وأهالي المناطق وبعض البلديات، أكد الناشط في الحراك أيمن مروة لـ«البناء» أن «ليس من مسؤولية الحراك وضع خطة للسلطة السياسية لحلّ مشكلة النفايات، وشدّد على أنّ الحراك يرفض رفضاً تاماً سياسة المطامر التي تتبعها السلطة، لكن كيفية رفع النفايات من الشوارع والمكبّات العشوائية هي مسؤولية السلطة والمؤسسات».

وأشار مروة الى «أنّ أهالي المناطق المحيطة بالمطامر هم الذين يقرّرون الموافقة على إقامة المطامر. وهم رفضوا ذلك ونحن كحراك مدني نقف معهم بأن لا لسياسة المطامر مهما كان الثمن».

وأوضح ناشطون بيئيون لـ«البناء» أنّ «هناك مساحة كافية في النورماندي تبلغ 200 ألف متر مربع وعلى الدولة فضّ العقود مع شركة سوكلين وإجبارها على استخدام إمكاناتها العينية والتقنية لرفع النفايات واعتماد عملية التعليب البلاستيكي في هذه المنطقة، ولفتت المصادر إلى أن لا نية للسلطة بفسخ العقود مع سوكلين».

… وأهالي العسكريين إلى التصعيد اليوم
وبعد الخطوة التصعيدية التي تمثّلت بقطع طريق المطار القديمة الأحد الماضي، أعلن أهالي العسكريين المختطفين في بيان عن نيتهم التحرك ظهر اليوم انطلاقاً من ساحة الشهداء لإعادة الأولوية لملفهم.

وأكد حسين يوسف والد الجندي المخطوف في الجيش محمد يوسف لـ«البناء» أن «أياً من المسؤولين في الدولة لم يتصل بأهالي العسكريين باستثناء اتصال رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الذي اطمأن خلاله الى الأهالي، لكنه لم يقدم لنا أي معلومة عن المفاوضات في الملف».

وأشار يوسف إلى «أن قراراً حاسماً ونهائياً اتخذه الأهالي بالتصعيد حتى جلاء المعلومات الحقيقية في هذا الملف والعمل جدياً لإعادة أبنائنا المخطوفين»، مؤكداً أن التحرك اليوم سيكون عبارة عن قطع بعض الطرقات الحيوية كما حصل من خلال قطع طريق المطار القديمة».

ولفت إلى أن «الحديث عن وسيط قطري والوصول الى صفقة بين الدولة والجهات الخاطفة كان مجرد كلام ووعود ولا شيء عملي، ونفى تلقي الأهالي أي إشارة أو طلب قطري للتحرك في الشارع والضغط على الحكومة».