شهدت منطقة باب المندب هدوءاً حذراً بعد وقف المعارك العنيفة التي دارت بين قوات الغزو والمسلحين من جهة، والجيش و«اللجان الشعبية» الذين لا يزالون يسيطرون على المنطقة من جهة أخرى
علي جاحز
شهدت منطقة باب المندب هدوءاً حذراً بعد وقف المعارك العنيفة التي دارت بين قوات الغزو والمسلحين من جهة، والجيش و«اللجان الشعبية» الذين لا يزالون يسيطرون على المنطقة من جهة أخرى، في وقتٍ أفادت فيه مصادر لـ «الأخبار» بهروب جماعي للمسلحين من مأرب إلى الشمال بعد انسحاب القوات الإماراتية من صافر في اليومين الماضيين.
فيما تتسع رقعة الخلافات بين المجموعات المسلحة المؤيدة للعدوان، تظهر هشاشة وضعية قوات الغزو في غالبية المناطق التي لا يزالون يتحصّنون فيها، ولا سيما في مأرب التي تشهد عمليات فرار جماعي للجنود والمسلحين اليمنيين بسبب خلافات مالية مع قيادة التحالف.
وتشهد جبهة باب المندب منذ مساء أمس هدوءاً حذراً، وذلك بعد يوم من صدّ الجيش و«اللجان الشعبية» هجوماً أخيراً نفذته قوات الغزو والمجموعات المسلحة من جبل النصر، أدى إلى مقتل عدد من الجنود والمسلحين، بالإضافة إلى تدمير عدد من آلياتهم. وأكد مصدر في «الإعلام الحربي» أنّ من ضمن القتلى مجموعة حاولت التحصن في الجبل قبل أن مهاجمتها. وكانت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» قد تصدت لأكثر من عشر هجمات على مناطق عدة في محيط باب المندب خلال اليومين الماضيين، ولا سيما مناطق شعاب الجن، ذباب والصبيحة.
ويؤكد المصدر أنّ كلّها باءت بالفشل، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من قوات الغزو ومسلحيهم، مشدداً على أن باب المندب لا يزال تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية».
في الوقت نفسه، شهدت محافظة تعز غارات جوية كثيفة استهدفت أحياءً سكنية في تعز المدينة. ووردت أنباء يوم أمس عن نية العدوان إعلان تعز منطقة عسكرية، ضمن ترتيبات لاجتياحها من قبل قواته والمجموعات المسلحة. محللون وعسكريون يمنيون عدّوا تلك الأنباء مجرد شائعات تهويلية ترمي إلى إخلاء المدينة من سكانها تمهيداً لقصفها وتدميرها على غرار ما حصل في عدن. وفي هذا السياق، شن طيران التحالف غارات عدة على باب المندب والمخا وذباب في تعز، في محاولة لتقديم إسناد جوّي لقواته، من دون جدوى. وتعرضت فجر أمس محطة شركة النفط التابعة لفرع المخا ــ تعز، لقصف نفذته طائرات العدوان ضمن سلسلة غارات شنتها على تلك المنطقة بعد فشل التقدم باتجاه باب المندب. وبحسب مصدر في «الإعلام الحربي»، أدى القصف إلى تدمير مبنى إدارة المحطة والبقالة ومخزن الأدوات التابعين للمحطة. وأدانت شركة النفط اليمنية استهداف محطاتها وفروعها، مؤكدة أن تلك المحطة كانت تمون المسافرين عبر الخط الساحلي الممتد ما بين محافظتي عدن والحديدة مروراً بباب المندب والمخا.
في هذا الوقت، علمت «الأخبار» أن مأرب شهدت هروباً جماعياً لمئات الجنود والمسلحين المنضوين تحت «الجيش الوطني» الذي شكّلته السعودية والمجموعات المسلحة باتجاه شمالي اليمن. وأفاد مصدر عسكري بأن هؤلاء فروا من مواقعهم بأسلحتهم الشخصية، مرجعاً سبب فرارهم إلى عدم صرف المبالغ المالية الخاصة بهم، منذ نحو أربعة أشهر في مأرب. وأوضح أن فرار هؤلاء الجنود، تزايد بصورة لافتة منذ بدء المعارك مع قوات الجيش و«اللجان الشعبية». وتتولى دول التحالف بقيادة السعودية، تمويل حملة دعم ما تسمّيه «الجيش الوطني» و«المقاومة الشعبية»، لتسهيل دخول قوات هذه الدول الى اليمن. وكانت أوساط صحفية موالية للعدوان قد كشفت أن عناصر «الجيش الوطني» بلا مال منذ أربعة أشهر. وأشار المصدر إلى أن خلافاً حاداً وقع بين مشايخ مأرب المؤيدين للتحالف وبين السعودية بسبب اتهام الأخيرة المشايخ بالاستيلاء على أموال المقاتلين وسرقتها.
في السياق نفسه، أفاد مصدر في «الإعلام الحربي» بأن القوات الإماراتية بدأت بالانسحاب من صافر في اليومين الماضيين على دفعات. وكانت صحيفة يمنية قد كشفت أمس، معلومات نسبتها إلى مصادر خاصة تفيد بأن جنوداً إمارتيين يجري بيعهم وتداولهم بين العصابات في حضرموت مقابل مبالغ كبيرة وينتهي بهم إلى بيعهم لـ «القاعدة» الذي بدوره يبتز الإمارات عبر وساطات تقوم بها قيادات في مأرب وحضرموت.
وكانت مصادر عسكرية وأمنية قد كشفت عقب عملية صافر عن فرار عدد كبير من مقاتلي القوات الغازية من المنطقة باتجاه منفذ الوديعة، الأمر الذي أعطى فرصة لـ«القاعدة» أن تنصب كمائن للأرتال الفارة من مأرب وتأسرهم وتنهب آلياتهم. وأكدت المصادر أن مفاوضات قادها محافظ مأرب سلطان العرادة مع عناصر تنظيم «القاعدة» من أجل إطلاق سراح الأسرى، لكنها قوبلت بطلب «القاعدة» فدية باهظة من تلك الدول الخليجية، وعلى رأسها الإمارات صاحبة أكبر عدد من المقاتلين.
وفي عدن التي لا تزال تعيش وضعاً مأسوياً في ظل سيطرة «القاعدة» عليها وفشل حكومة بحاح السيطرة على زمام الأمور، أكد مصدر محلي أن اشتباكات عنيفة اندلعت أول أمس بين الفصائل المسلحة المؤيدة للتحالف داخل أحد أكبر المعسكرات التي أنشأتها القوات السعودية والإماراتية في عدن أخيراً. وبحسب المصدر، فإن مجموعات من ميليشيات «القاعدة» و«الاصلاح» وموالين لهادي من جهة، ومسلحين يتبعون الحراك الجنوبي من جهة أخرى تبادلوا إطلاق النار داخل معكسر الحزم في منطقة البريقا. وأفاد المصدر بأن تلك الاشتباكات التي استمرت ما يقارب الساعة اندلعت على خلفية خلاف حاد بين تلك الفصائل على توزيع الأسلحة حيث يتهم الحراكيون «القاعدة» و«الإصلاح» بالاستحواذ على العتاد والاستقواء به.
إلى ذلك، شنّ طيران العدوان في أبين غارات عدة على تجمّع للمسلحين في منطقة ثرة الواقعة بالقرب من عقبة ثرة القريبة من مكيراس ولودر. وأكد مصدر في «الإعلام الحربي» سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، وفيما صار من المعروف أن أبين باتت خالية من وجود الجيش و«اللجان الشعبية»، قالت وسائل اعلامية تابعة للعدوان ومؤيديه إن تلك الغارات وقعت بالخطأ.
www.al-akhbar.com
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه