01-11-2024 05:43 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 07-10-2015: تسوية الترقيات..

الصحافة اليوم 07-10-2015: تسوية الترقيات..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 07-0-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الحوار الوطني الذي انعقدت طاولته بالأمس في مجلس النواب بجلستين صباحية ومسائية


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 07-0-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الحوار الوطني الذي انعقدت طاولته بالأمس في مجلس النواب بجلستين صباحية ومسائية، والحديث عن مستجدات التسوية في ما خص الترقيات..

السفير
تحقيقات 22 آب في عهدة القضاء.. وملف النفايات «يختمر»
«تسوية الترقيات» تترنّح بانتظار الحريري أو الرياض؟

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "ما بين أزمة النفايات وبعض العناوين الرئاسية والسياسية تنقّل الحوار الوطني في جلستيه، أمس، على أن يتمحور النقاش في جلستي اليوم حول مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية، تمهيداً للانتقال في مرحلة لاحقة الى غربلة الأسماء التي تنطبق عليها تلك المواصفات.

يحصل ذلك، برغم أن جميع المتحاورين يدركون في قرارة أنفسهم أن ما يفعلونه لا يتعدى حدود «التسالي السياسية» وأن لعبة «الكلمات المتقاطعة» لن تنتهي الى الكشف عن هوية الرئيس الذي سيظل اسمه رهينة عواصم القرار الإقليمية والدولية.. في انتظار التوقيت المناسب للإفراج عنه.

ولم يتردد أحد اطراف الحوار في القول لـ «السفير» إنه لا يتوقع حدوث أي خرق في ملفي الرئاسة وقانون الانتخاب، لافتاً الانتباه الى أن الإنجاز الواقعي الوحيد الذي يمكن تحقيقه في هذه المرحلة هو تفعيل عمل مجلسي النواب والوزراء بالترافق مع إتمام تسوية الترقيات.

لكن، وبينما كانت المؤشرات النهارية توحي بأن هذه التسوية تتقدم، لاسيما بعد اللقاء الناجح بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون صباح أمس، وجلسة الحوار الإيجابية بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» أمس الاول.. عاد منسوب التفاؤل لينخفض ليلاً، بعدما واجهت الصيغة المعدّلة التي تمّ الاتفاق عليها حول الترقيات وآلية اتخاذ القرار الحكومي، مشكلة سياسية ـ تقنية تتمثل في أن ترقية العمداء الى ألوية تتم بتوصية من قائد الجيش وبمرسوم يحمل توقيع وزير الدفاع، وهو التوقيع الذي لا يزال يحجبه الوزير سمير مقبل بطلب من الرئيس ميشال سليمان الذي يرفض الصيغة المطروحة.

وأبلغت أوساط واسعة الاطلاع «السفير» خشيتها من ضياع الفرصة، لافتة الانتباه الى ان السباق مع الوقت بلغ نقطة حساسة، والمطلوب تدخل فوري من الرئيس سعد الحريري او القيادة السعودية لدى سليمان لإقناعه بتسهيل صدور المرسوم وإقرار التسوية، تحت طائلة انهيار الحكومة، لاسيما أن اسبوعاً واحداً تقريباً يفصل عن انتهاء خدمة العميد شامل روكز.

وفي المقابل، ابلغت مصادر مواكبة للاتصالات «السفير» أن احتمال عقد جلسة لمجلس الوزراء، غداً الخميس، قائم ووارد، مشيرة الى ان تسوية الترقيات العسكرية وُضعت على نار حامية، ومن المفترض ان تنضج، إذا صفت النيات.

وعلم أنه عندما ناقش بري أمر التسوية مع عون، قبل انطلاق جلسة الحوار، تمنى الجنرال على رئيس المجلس ألا يطرح الموضوع امامه على طاولة الحوار، لانه لا يريد ان يدخل في بازار حوله، مؤكدا ان المعيار الاساسي لديه هو القانون.

وقد الحّ الرئيس تمام سلام خلال جلسة الحوار الصباحية أمس على ضرورة انعقاد مجلس الوزراء، لإقرار التعديلات التي طرأت على خطة النفايات، وإطلاق مسار تنفيذها.

وحظيت الخطة بقوة دفع من طاولة الحوار، حيث أكد اطرافها بالاجماع تقديم كل الدعم لها وضرورة الاسراع في تطبيقها، ما دفع سلام الى التساؤل عن هوية المعترضين عليها في الشارع ومرجعياتهم ما دام جميع الموجودين على الطاولة إيجابيين، متوقفا عند بعض التحفظات التي كان قد أبداها بعض الوزراء.

وفي ملف النفايات تحديدا، سُجل أمس تقدم على طريق تذليل العقبات التي لا تزال تعترض تطبيق خطة الوزير أكرم شهيب الذي أكد لـ «السفير» ان العمل جار على قدم وساق لتجهيز مطمر سرار، فيما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق يتبلغ الموافقة على استحداث المطمر من وفدي بلديات عكار ومخاتيرها، استنادا الى الشروحات التي قدمها لهما، خلال اجتماعه بهما أمس.

وتفيد المعلومات، ان بدء تنفيذ الخطة ينتظر حسم مكان المطمر المفترض في منطقة البقاع، لتكتمل بذلك سيبة الشراكة والتوازن من الناعمة الى سرار مرورا بأحد المواقع الحدودية البقاعية.

وعلم ان اجتماعا عقد أمس بين شهيب ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، في إطار التعاون لإيجاد نقطة آمنة، بيئيا وأمنيا في البقاع.

وقال شهيب إن المباشرة في تنفيذ الخطة باتت مسألة ايام معدودة، لافتا الانتباه الى ان المعطيات التي تجمعت لديه أمس تشجع على التفاؤل، لاسيما ان دائرة التفهم للخطة تتسع في المناطق المعنية بها.

مراوحة
وإذا كانت أزمة النفايات قد طغت على جلسة الحوار، قبل الظهر، فإن الملف الرئاسي استعاد في جلسة بعد الظهر موقع الأولوية، إنما من دون تسجيل جديد بارز في المواقف، بعدما أعاد كل فريق تكرار «معزوفته»، مع مرور سريع على مسألة قانون الانتخاب الذي تناوله الرئيس بري، مؤكدا ضرورة اعتماد النظام النسبي لان الوضع لم يعد يحتمل إعادة انتاج قانون أكثري.

وجدد كل طرف تقديم تصوره لمواصفات الرئيس المقبل، وتزاحمت على الطاولة مفاهيم «الوسطي» و «المحايد» و «القوي بتمثيله» و «القوي بانفتاحه»، وما الى ذلك.

وما أمكن رصده أمس، وفق انطباعات بعض المشاركين، هو ان ممثلي فريق «14آذار» حاولوا الإيحاء بأن اسم عون أصبح خارج التداول الرئاسي، لأن شرط التوافق الإلزامي لا ينطبق عليه، باعتبار أن هناك جزءاً من القوى السياسية ليس في وارد القبول به، وهو الأمر الذي تصدى له بشكل اساسي النائب سليمان فرنجية الذي اعتبر انه «لا يجوز ان نلغي أحدا، ونحن ندعم بوضوح العماد عون، وعلى كل حال دعونا أولا نحسم المواصفات، وبعد ذلك نرى من هو الأكثر ملاءمة لها».

وعلم أنه عندما اضطر عون الى المغادرة خلال الحوار الصباحي، في أعقاب العارض الصحي الذي ألمّ به،(يرافقه النائب ابراهيم كنعان) «استغيبه» عدد من ممثلي «14آذار»، معتبرين أنه لا يصح ان يبقى متشبّثاً بترشيحه، فأشار فرنجية الى انه من غير الجائز في الشكل التطرق الى عون في غيابه.

وقارب النائب وليد جنبلاط النقاش من زاوية تحديد الثوابت التي ينبغي ان يلتزم بها الرئيس المقبل، لافتا الانتباه الى ان هناك ثوابت لا خلاف عليها من قبيل العداء لاسرائيل، وأخرى لا تزال موضع خلاف كتلك التي تتعلق بسلاح المقاومة، ليخلص الى القول إنه من المستحيل حاليا التوصل الى اتفاق حول الرئيس، وبالتالي من الافضل في هذا الوقت ان ننكبّ على معالجة هموم الناس.

وأكد الرئيس فؤاد السنيورة أن «موقفنا من اسرائيل معروف»، مستعيدا تجربة حكومته في حرب 2006، ومنتقدا سلاح «حزب الله» الذي يشارك الدولة في القرار، فيما شدد كنعان الذي مثّل عون في الجلسة المسائية على وجوب احترام الشراكة الوطنية التي يعتريها الخلل منذ نشأة الجمهورية الثانية، داعيا الى تصحيح الخلل الميثاقي انطلاقا من الرئاسة، او من قانون عادل للانتخابات النيابية .

تحقيق «الأمن الداخلي»
الى ذلك، وبينما نفّذت بعض حملات «الحراك المدني» اعتصامات مباغتة امام مبنى الواردات في وزارة المال، ومصرف لبنان، انتهت الى اعتقال الناشط أسعد ذبيان ثم الافراج عنه.. علمت «السفير» أن وزير الداخلية نهاد المشنوق سلم نتائج التحقيق الذي أجرته قوى الامن الداخلي في حوادث 22 آب الماضي الى مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود الذي يُفترض ان يبادر الى اتخاذ الاجراءات القضائية المناسبة.

وفي سياق متصل، زار السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل وزير الداخلية واطلع منه على حصيلة التحقيقات. وعُلم ان هيل أبدى تقديره لآداء قوى الإمن الداخلي بعد حوادث 22 آب، واصفا إياه بـ «الممتاز» .


النهار
دعوة مجلس الوزراء اليوم مؤشّر للتسوية؟
الاتصالات لإطلاق العسكريّين المخطوفين مقطوعة

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "إذا كانت النفايات تقدمت كل الموضوعات المطروحة علنا، فان ملف الترقيات العسكرية كان نجم الاتصالات همساً، كممر إلزامي الى إعادة تفعيل العمل الحكومي والتشريعي في وقت واحد.

واذا كان العماد ميشال عون غادر الجلسة النهارية من الحوار الثلاثي الايام "لأسباب صحية عابرة" فإنه قال من الرابية ان الحوار ماشي، متمنيا ان تكون نتائجه جيدة.

واذا كان الرئيس تمام سلام لم يدع بعد الى جلسة لمجلس الوزراء، فانه ينتظر الدخان الابيض من ساحة النجمة اليوم، ليبني على الشيء مقتضاه، بدعوة المجلس الى الانعقاد عصر الخميس، او تطيير الدعوة والامل في تفعيل العمل الحكومي معاً.

واذا كان البحث اليوم سيتركز على مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية، ولن يقدم جديدا، فان التركيز ينصب على الانتقال الى البند التالي أي قانون الانتخاب لانتاج مجلس نواب جديد ينتخب بدوره الرئيس العتيد.

هذه هي خلاصات النهار الطويل امس، والذي تجاوز "مواجهة" الاثنين في لجنة الطاقة والاشغال النيابية، وأسبغ على الوضع العام مسحة أمل، وخصوصا في ظل تأييد أقطاب الحوار خطة الحكومة لمعالجة النفايات بعد مداخلة طلب فيها الرئيس سلام المؤازرة السياسية لانقاذ البلد من واقع خطير، داعياً إلى جلسة حكومية يقتصر البحث فيها على النفايات بنداً وحيداً، وأعلن الوزير أكرم شهيب عن استحداث موقع جديد في البقاع لاقامة مطمر صحي لم يحدد مكانه تجنبا لاعتراضات محلية "خنفشارية"، بعد معالجة الاعتراضات في سرار والناعمة بمسعى من وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب وليد جنبلاط.

الحوار
في ما يتعلق بالحوار، علمت "النهار" أن جلسة اليوم ستخصص لمواصفات رئيس الجمهورية المقبل بعدما لامس المتحاورون الموضوع امس فقرر الرئيس بري الذهاب اليه اليوم تفصيلا. وكان لافتا ما قاله رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد من أن بت مواصفات الرئيس المقبل لا يعني أن وظيفة الحوار انتهت لأنه لا يزال هناك بحث يجب أن يتابع في مشروع قانون الانتخابات النيابية وإجراء هذه الانتخابات وباقي بنود الحوار. فتدخل الرئيس بري مؤيدا هذا الطرح قائلا إن الحوار سيمضي على شاكلة حوار الدوحة عام 2008 عندما "اتخذنا سلسلة إجراءات تضمنت انتخاب رئيس الجمهورية ووضع قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر والحكومة".

وقالت أوساط 14 آذار لـ"النهار" إن موقف ممثليها اليوم سينطلق من ان الاتفاق على مواصفات رئيس الجمهورية يتيح الذهاب الى اختيار المرشح الذي تنطبق عليه هذه المواصفات، ومن ثم انتخابه ثم الذهاب الى ملفات الانتخابات والحكومة وغيرها. وبناء على اتفاق مسبق تولى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل التعليق باسم 14 آذار على مداخلة النائب رعد الذي قال إنه يجب أن نأتي برئيس للجمهورية نتفاهم معه على الاستراتيجية السياسية، فقال: إذا نحن متفاهمون على ضرورة معرفة الاستراتيجية السياسية وترجمتها في المواصفات التي يأتي على أساسها الرئيس المقبل.

الترقيات العسكرية
واذا كان النائب وليد جنبلاط شدد في مداخلته في الحوار على ضرورة تسهيل التسوية نظراً الى دقة الظروف التي يمر بها البلد، أبدى النائب سليمان فرنجيه تفاؤله بقرب التسوية، فقد علمت "النهار" ان عقبة قانونية جديدة برزت بعد ظهر أمس من شأنها ان تطيح كل الأجواء التفاؤلية التي خلفتها الاتصالات والاجتماعات، وهي انه بموجب المادة المتعلقة بالترقية الى رتبة لواء في قانون الدفاع، يفترض ان تأتي هذه الترقية بمرسوم عادي ومن خارج مجلس الوزراء، اي يجب ان يقترحها ويعد مرسومها وزير الدفاع وان يوقّع المرسوم هو ووزير المال ورئيس الوزراء قبل ان يمرّر على سائر أعضاء الحكومة الذين يحلون محل رئيس الجمهورية لتوقيعه مكانه، وتاليا لا يمكن لرئيس الوزراء أن يعرض الموضوع من خارج جدول الاعمال.

وفهم أيضاً ان الرابية على علم بالامر ويجري درس امكان اتخاذ القرار استثنائيا "بمرسوم يصدر عن مجلس الوزراء او بإقناع الرئيس ميشال سليمان والكتائب بتوقيعه. وتسود أجواء تفاؤل الرابية في ضوء الاتصالات الجارية من اجل ترجمة التوافق السياسي بآلية مناسبة. كما تشير مصادر قريبة من "حزب الله" الى ان فرص التوصل الى تسوية صارت مرتفعة والعقد المتبقية امام الحل يعمل كل الأطراف على تذليلها.

وتقضي التسوية بترقية ستة عمداء الى رتبة لواء، ثلاثة منهم يعينون في المراكز الشاغرة في المجلس العسكري وثلاثة آخرون من بينهم العميد شامل روكز، على ان يسلم قيادة الكلية الحربية.

وكان عون قال في الاجتماع الذي سبق الحوار في مكتب بري، إنه لا يدخل في البازار السياسي، وهو مع مبدأ التعيين في المراكز الشاغرة، ويريد حلاً بموجب القانون وهو لا يعنيه من يوافق ومن يرفض واذا وجد توافق سياسي على موضوع الترقيات العسكرية واقتراح بترقية الضباط المستحقين وملء المراكز الشاغرة في المجلس العسكري فلا يمانع.

الحراك في الشارع
وتزامنا مع جلسة الحوار، نفذ الحراك المدني مسيرة رمزية انطلقت من مركز الواردات في وزارة المال، الى مصرف لبنان، وطالب المعتصمون وزير المال بايداع أموال البلديات المصرف المركزي، ودعوا الى جلسة طارئة لمجلس الوزراء يكون البند الوحيد فيها، ايجاد حل سريع لمشكلة النفايات، في غضون ذلك، أوقف الناشط أسعد ذبيان بجرم تحقير العلم اللبناني، كما اعلنت قوى الامن الداخلي، مما دفع زملاءه الى قطع الطريق امام وزارة الداخلية، الى حين اطلاقه.

وعلى خط مواز، تحرك أهالي العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الارهابية في جرود عرسال، فتوجهوا من شارع المصارف الى منطقة الروشة حيث قطعوا الطريق بعض الوقت مما تسبب بزحمة سير خانقة. وعلمت "النهار" ان الاهالي قرروا تفعيل تحركهم بعدما أبلغهم أحد أعضاء "خلية الازمة" التي تتابع قضية أبنائهم، بأن الاتصالات مقطوعة نهائيا، ولا مفاوضات، ولا تطمينات، ولا مساع من دول أجنبية.


الأخبار
حوار بلا تسوية

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "يستكمل اليوم في الحوار الوطني البحث في مواصفات رئيس الجمهورية النشود، فيما لم تسجّل تسوية الترقيات الأمنية أي تقدّم، بل على العكس، يستمر الرئيس السابق ميشال سليمان في اعتراضه، مما يدفع بالتيار الوطني الحر إلى الاتجاه لمقاطعة الحكومة.

سَجَّلَت الجولة الرابعة من جلسات الحوار الوطني أمس، والأولى لهذا الأسبوع، اختراقاً «متواضعاً» في ملفّ رئاسة الجمهورية، بعد موافقة الأطراف المشاركة على حصر نقاش الرئاسة بمواصفات الرئيس، على أن يُستكمل النقاش اليوم، إضافة إلى دعم خطة الوزير أكرم شهيب لحل أزمة النفايات. وحفلت الجلستان، عند الظهر ومساءً، بمواقف أغلبها مكرّر.

لكن «الإيجابية» كانت سمتها الأبرز، عدا كلمة الرئيس فؤاد السنيورة طبعاً، الذي يحور ويدور ثم يعود إلى ربط كلّ أزمات البلاد بسلاح المقاومة، فيما أقرّ النائب وليد جنبلاط، الذي بدأ في الجلسة الماضية التمهيد لانسحابه من «الحرب السورية» على وقع التحولات الجديدة، بفشله في إشعال «الثورة».

غير أن الأجواء التي حرص الرئيس نبيه بري في الأيام الماضية على تنقيتها، لا سيما خلال زيارة الوزير الياس بو صعب لعين التينة السبت الماضي، لم تنسحب على تسوية السلة الكاملة لحلّ أزمة الترقيات الأمنية وآلية العمل الحكومي، مع استمرار «اللقاء التشاوري» الذي يرأسه الرئيس السابق ميشال سليمان في معارضة التسوية، لا سيما وزير الدفاع سمير مقبل، المعني الأول بقرارات ترقية الضباط.

فعلى رغم الاتفاق الذي جرى في الحوار بين المستقبل وحزب الله أول من أمس على ضرورة تذليل العقبات، لم تصل الضغوط المستقبلية إلى نتيجة بعد في إقناع سليمان والكتائب. حتى الوزير بطرس حرب أكد أمام الصحافيين أمس أن «المستقبل لا يمون عليّ»، فيما يجري الحديث عن ليونة مستجدة في موقف الوزير ميشال فرعون. وطُرحت أمس الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء غداً، لمعالجة أزمة النفايات وحدها، لكون تسوية الترقيات الأمنية لم تنضج بعد، إذ لا يزال يعترضها رفض سليمان، وبالتالي مقبل، المعني الأول، والذي يتمسّك بحجج قانونية واعتراضات داخل الجيش. فالترقية تحتاج إلى توقيع وزير الدفاع ورئيس الجمهورية، ما يعيد البحث في آلية العمل الحكومي، فضلاً عن إصرار سليمان ومقبل على تعويم اعتراضات عدد من الضباط ممن يطمحون إلى الترقية، ورفضهما ترقية العميد شامل روكز دون غيره من الضباط الموارنة، ما يمنع دخوله إلى المجلس العسكري، ويطرح مشكلة جديدة حيال الموقع الجديد الذي سيتولاه، فيما تعتمد مسألة تأجيل التسريح على قرار من وزير الدفاع وحده، بناءً على اقتراح من قائد الجيش. وأيضاً لا ينوي مقبل وسليمان في حال السير بهذا الحلّ تأجيل تسريح روكز وحده، ما يخلق مشكلة في الجيش وأزمة مالية كبيرة.

التيار الوطني الحر غير مقتنع بأن سليمان ومقبل لا يخضعان لضغط المستقبل إذا وجدت النية للتسوية، في وقت تؤكد فيه مصادر معنية لـ«الأخبار» أن مقبل هدّد في الاجتماع الاخير لـ«اللقاء التشاوري» بالاستقالة «من اللقاء في حال وافق على التسوية». وتحمّل مصادر التيار الحر تيار المستقبل مسؤولية موقف سليمان ومقبل، مؤكّدة أنه إذا «لم تتم ترجمة الاتفاق الذي جرى في حوار عين التينة، فإنه يتكرر النكث بالوعود التي جرى الاتفاق عليها سابقاً بين عون والرئيس سعد الحريري بتعيين روكز قائداً للجيش والعميد عماد عثمان مديراً لقوى الأمن الداخلي». ولم تؤكّد مصادر التيار الوطني الحر إن كان وزيراه ووزيرا حزب الله سيحضران أي جلسة للحكومة تبحث في النفايات، لكنها سألت عن الفرق بين القرارات التي قد تصدر وتلك التي صدرت سابقاً؟ وما الضمانة أنه إذا اتخذ أيّ قرار جديد، سينفذ؟».

في الحوار، افتتح بري الجلسة بشرح حكاية الخلوة التي تلت الجلسة الماضية باقتراح من جنبلاط، فأكد أنها ليست موجهة ضد أحد. وطرح أزمة النفايات على النقاش، لأنه «لا بدّ من حلها»، فيما أشار السنيورة إلى أن «الأزمات التي نحصدها هي نتيجة الفراغ في الرئاسة». وسأل النائب طلال أرسلان عن «سبب تأخر تنفيذ خطة شهيّب رغم اتخاذ قرار في مجلس الوزراء؟»، فيما لفت النائب سليمان فرنجية سلام كـ«رئيس للسلطة التنفيذية الى ضرورة تكليف الإدارات المعنية بتنفيذ الخطة». وطلب الجميّل أن تصدر عن طاولة الحوار توصية بالأمر.

بدوره، عرض سلام للاعتراضات الشعبية على الخطة، والتي تتداخل فيها «الطائفية والمناطقية والمذهبية»، واقترح عقد اجتماع للحكومة وعلى جدول أعماله بند النفايات وحيداً، فاقترح بري طرح النفايات ومواضيع أخرى.

وفيما تردّد أن رئيس تكتّل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون غادر بعد هذا الجدل لأسباب صحيّة، إلا أنه توجّه إلى الرابية حيث عقد اجتماعاً لتكتله. وأكّدت مصادر أن عون أبلغ بري منذ السبت أنه لن يحضر الجلسة المسائية التي مثّله فيها النائب إبراهيم كنعان، وتصدّر جنبلاط المتكلّمين فيها حول مواصفات الرئيس، مؤكّداً أنه «ضد حياد لبنان في الصراع العربي ــ الإسرائيلي، والرئيس يجب أن يكون ملتزماً بهذا الخيار». وأشار إلى أنه يتعاون مع أرسلان بشأن جبل الدروز، «حتى لا تحدث انعكاسات في لبنان». وقال: «لا أخفيكم، حاولت أن أقوم بثورة في جبل العرب، لكنني فشلت... أنا لا أمون على جبل الدروز». وأشاد جنبلاط بـ«الثوابت» التي طرحها النائب محمد رعد في الجلسة الماضية، رغم أنه يختلف مع المقاومة «على بعض القضايا». وقال إن «الثوابت هي أن إسرائيل هي العدو... هذا موقف كمال جنبلاط ولا أقبل البحث بغير هذا. ولا أقبل الحديث عن حياد لبنان في الصراع مع إسرائيل»، في إشارة إلى ما ذكره السنيورة في الجلسة الماضية. ولمّح إلى أن «التسوية التي تم إفشالها الأسبوع الماضي، كان يمكن أن تنشط المؤسسات كلها».

وبحسب أكثر من مشارك، أزعج كلام جنبلاط السنيورة الذي أوضح أن «الحياد لا يعني الحياد في الصراع العربي ــ الإسرائيلي، بل عن المحاور في المنطقة»، لافتاً إلى «الميليشيات التي تتحكّم في البلد»، في إشارة إلى المقاومة، مشيراً إلى أنه كان يؤيد سلاح المقاومة، «لكن بعد التحرير صرنا نختلف على الآليات». وهنا خاطبه بري: «رح يطلع معك إنو المقاومة مسؤولة عن كل الأزمات، وهي المسؤولة عن أزمة النفايات».

وكرّر فرنجية «ضرورة حلّ الأزمات التي يمكن أن نحلها»، والحديث عن مواصفات الرئيس التي طرحها مع رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان في الجلسة الماضية. إلّا أن الجميل كرّر الطرح حول «الرئيس التوافقي». وقال كنعان: «منذ 25 سنة، هناك من لا يحترم الشراكة الوطنية، ولا يحترم ضرورة أن تكون للرئيس صفة تمثيلية، وقانون الانتخاب لم يحل المشكلة، ما يعني أننا أمام وضع نبحث فيه عن حلول غير ميثاقية. الأزمة لا تحل إلّا بالعودة إلى الناس». وأيّد رعد كلام كنعان، مشيراً إلى أن الصفة الأساسية للرئيس هي أن يكون قوياً، «ومع طرح مواصفات الرئيس وقانون الانتخاب».

وطالب السنيورة بـ«رئيس توافقي يتفاهم مع الجميع، ولا نقبل أن يفرض علينا رئيس»، فردّ أرسلان: «أتينا إلى هنا لنحاول أن نتفق، والكلام عن عدم قبولكم عون بالمطلق مرفوض». وقال فرنجية: «إذا كنتم تريدون رئيس جمهورية وسطياً، يجب أن يكون رئيس الحكومة وسطياً»، فيما اعتبر الجميل أن «عون لا تنطبق عليه صفة التوافق».


اللواء
«المستقبل» يؤيّد ترقية روكز.. ومفتاح التسوية عند مقبل
بند قانون الانتخاب يهدّد الحوار اليوم.. وإجماع المتحاورين على دعم خطة شهيب

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "اجتازت طاولة الحوار اليوم الأوّل من ثلاثية الجلسات المقررة هذا الأسبوع، من دون خسائر، لا في النصاب ولا في الانسحاب، ولا حتى في جدول الأعمال، فيما استأثرت حركة أهالي العسكريين المخطوفين في الشارع وجماعة الحراك المدني، امام مصرف لبنان، ولاحقاً امام وزارة الداخلية حيث اوقف الناشط أسعد ذبيان لبعض الوقت، باهتمام المعنيين بمصير الاستقرار اللبناني، في ضوء إصرار الكرملين على التفرد بتوجيه ضربات جوية وبرية واستخباراتية لتنظيم «داعش» في سوريا، مع إبداء الرغبة بضربات لمواقع التنظيم في العراق، في وقت كانت عدن عاصمة الجنوب اليمني، ومقر الحكومة الانتقالية الحالية الخاضعة لسلطات الرئيس عبد ربه منصور هادي تتعرض لاخطر اهتزاز أمني منذ بدء «عاصفة الحزم» وصولاً إلى «عاصفة إعادة الامل».

وبانتظار اليوم الثاني من حوار الطاولة في الطبقة الثالثة من مبنى مجلس النواب، حيث من المتوقع حدوث مفاجآت على خلفية جدول الأعمال، كانت قضية الترقيات داخل المؤسسة العسكرية التي من شأن اجرائها ضمان استمرار العميد شامل روكز في الخدمة العسكرية، تشغل القيادات السياسية المعنية، حيث ان فريقاً كان يبذل جهوداً فوق العادية لتمرير تسوية الترقيات، وفتح الباب على مصراعيه، امام عقد جلسة للحكومة مساء الخميس او الجمعة على أبعد تقدير، وفريقاً آخر يحتفظ باوراقه حتى اللحظة الأخيرة، مع ترجيح خيار عدم السير في التسوية، بسبب موانع سياسية وقانونية وعسكرية، مع العلم ان قيادة الجيش، وفي غضون ثلاثة أيام، ستعين بديلاً للعميد روكز في قيادة فوج المغاوير، حيث ان العرف العسكري يقضي باتخاذ مثل هذا الاجراء قبل أربعة أيام على الاقل من صدور مرسوم تسريح من يتولى المسؤولية على رأس هذا الفوج، حتى يتاح له الاطلاع على الأوضاع التنظيمية واللوجستية والميدانية في قيادة الفوج.

قصور على رمال
وإذا كانت مصادر وزارية نصحت بعدم الذهاب بعيداً ببناء قصور من التفاؤل بقرب ولادة تسوية الترقيات على الرمال المتحركة، سواء على طاولة الحوار أو خارجها، فإن هذا الموضوع بالإضافة إلى قضية النفايات شغل البلاد والقيادات على حدّ سواء، وكان آخر الاتصالات، الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس ميشال سليمان بالرئيس فؤاد السنيورة ليل أمس، حيث أوضح له ان قانون الدفاع المعمول به حالياً يعطي في إحدى مواده (المادة 42) صلاحية الترقية لوزير الدفاع بمرسوم عادي، من دون حاجة لمرسوم يصدر عن مجلس الوزراء.

وعلمت «اللواء» من مصدر سياسي بارز ان تيّار « المستقبل» حسم بصورة نهائية موقفه الإيجابي لمصلحة حصول الترقيات، بما فيها ترقية العميد روكز.

وأكّد المصدر انه خلال الجلسة 19 لحوار «المستقبل» - «حزب الله» أكّد ممثلو المستقبل التزام الكتلة والتيار والرئيس سعد الحريري بتسوية الترقيات وعدم الرجوع عنها، على ان يصوت وزراء التيار، عندما تطرح هذه القضية في مجلس الوزراء بالموافقة على ترقية روكز، منعاً لأي محاولة للإصطياد بالماء العكر، أو تحريف الموقف والتشويش عليه.

وكشف قطب سياسي شارك في طاولة الحوار أن موضوع الترقيات لم يُطرح على الطاولة، أمس، لكن المجتمعين تبلّغوا بأن الرئيس سعد الحريري إتصل بالمتحاورين في عين التينة، مؤكداً أنه شخصياً وتيار «المستقبل» ماضٍ في موضوع الترقيات، خلافاً لكل ما يتردّد.

واستناداً إلى هذا الإتصال، كما يبدو، تردّدت معلومات عن لسان مصادر في قوى 8 آذار، بأن الموضوع وُضع على نار حامية، بانتظار التفاهم على عقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء.

لكن عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت كشف لـ«اللواء»، أن الموضوع تعقّد بسبب الآلية التي توضحت لدى المعنيين لإتمام التسوية، ذلك أن المادة 42 من قانون الدفاع تُوضح بأن الترقيات يجب أن تصدر بمرسوم عادي يوقّعه وزير الدفاع، كما يوقّع عليه رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية لكي يصبح نافذاً.

وبحسب فتفت، الذي التقى أمس الرئيس سلام، فإن موضوع الترقيات لا يحتاج إلى مجلس الوزراء، لكن تعيين أعضاء المجلس العسكري الثمانية، بحسب قانون الدفاع الصادر في العاك 1979، يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء.

وقال إن مجلس الوزراء يمكن أن يجتمع ليعطي شرعية لموقع قائد الجيش، على اعتبار أن الترقية يجب أن تأتي بناء لاقتراح قائد الجيش. وأوضح فتفت أن موضوع الترقيات لم يُبحث في الحوار، لكن النائب طلال أرسلان حاول إثارته، فتم قطع الطريق أمامه.

ولاحظ أن الموضوع بات أكثر صعوبة من قبل ليس فقط بسبب رفض وزير الدفاع الذي هو من كتلة الرئيس سليمان، على رغم الضغوط التي ستُمارس عليه، بل لأن المرسوم يحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية الذي ينوب عنه وكالة حالياً الوزراء الـ24 في حكومة سلام.

وأكد مصدر وزاري ليلاً لـ«اللواء» أن هناك صيغاً تُبحث لتمرير موضوع الترقيات إنما لا شيء مضموناً إلى الآن، حيث ما زال البحث مستمراً.

ولفت إلى أن مفتاح هذا الملف بيد وزير الدفاع سمير مقبل، وأن الرئيس سليمان ما زال رافضاً لأية تسوية في هذا المجال. وكشف المصدر عن وجود 37 عميداً في الجيش يرفضون الترقيات التي يصفونها بالإعتباطية.

الحوار
أما الجلسة الرابعة لطاولة الحوار، والتي وصفها مصدر شارك فيها، بأنها كانت ترداد لمواصفات رئيس الجمهورية، ولم يتخللها أي اختراق لافت، سوى مداخلة الرئيس تمام سلام في أول نصف ساعة من الجولة الصباحية، والذي كان غاضباً ومتأثراً جداً من الوضع الذي بلغته أزمة النفايات التي أرهقت الجميع، داعياً المسؤولين إلى تحمّل مسؤولية هذا الملف الذي هو بمثابة كرة نار، طالباً منهم التعاون لإنقاذ البلد كي ننقذ أنفسنا جميعاً، كما قال.

وأبلغ قطب سياسي مشارك في طاولة الحوار «اللواء» بأننا ما زلنا نراوح مكاننا، بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية، واصفاً الجلسات بأنها عبارة عن ربح للوقت بطريقة منظمة يقوم بها الرئيس برّي الذي يبدو أنه ينتظر شيئاً ما، وهو يعرف أنه ليس أمامنا خيار سوى أن نتحاور حول البيضة أو الدجاجة.

ولاحظ أن الجلسة أمس شهدت «عجقة» مواصفات لرئيس الجمهورية المقبل، مع أن هذه المواصفات يحددها الدستور، مبدياً اعتقاده أن الدخول في لعبة المواصفات تكتيك هدفه إلغاء النائب ميشال عون من المعادلة، باعتبار انه ليس مقبولاً من الجميع، وهي الصفة التي شدّد النائب سامي الجميل على وجوب توفرها في الرئيس الجديد.

وأوضح القطب ان أزمة النفايات طرحت بقوة في الجلسة الصباحية في ضوء مداخلة الرئيس سلام التي كانت عبارة عن «نعوة» للحكومة، وأظهر المجتمعون مساندتهم لرئيس الحكومة، مع التأكيد بأن الأزمة ووسائل معالجتها أو التخلص منها من مسؤولية الحكومة.

ومن جهته، أوضح مصدر شارك في الحوار ان موضوع دعوة مجلس الوزراء للاجتماع للبحث في بند وحيد هو أزمة النفايات، طرح من عدد من المتحاورين، بعد مداخلة الرئيس سلام، لكن النائب إبراهيم كنعان الذي ناب عن العماد عون بعد انسحابه لأسباب مرضية، استمهل لإعطاء الجواب إلى اليوم، ما إذا كان تكتل الإصلاح والتغيير سيوافق على عقد الجلسة أم لا.

ونفى المصدر ان يكون قد حصل مساءً اجتماع في مكتب الرئيس برّي شارك فيه الرئيسان سلام والسنيورة ووزراء، لافتاً إلى ان ما حصل كان مجرّد مشاورات على الواقف.

وقبل رفع الجولة المسائية إلى الجلسة الخامسة اليوم قال الرئيس برّي اننا سنتابع غداً (اليوم) البحث في موضوع مواصفات رئيس الجمهورية، لكن النائب محمّد رعد طلب الانتقال إلى بند قانون الانتخاب على أساس ان الحوار هو سلّة متكاملة، كما حدث في مؤتمر الدوحة، فرد عليه ممثلو قوى 14 آذار رافضين مثل هذا الأمر، واصروا على رفض الانتقال إلى أي بند قبل التطرق إلى الأسماء والاتفاق على كيفية إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وعزت مصادر مقربة من النائب عون لـ «اللواء» أسباب عدم مشاركته بجلسة الحوار أمس إلى شعوره «بالغثيان» بسبب كثرة الحديث عن النفايات، وقد أبلغ النائب كنعان انه لن يتمكن من مواصلة حضوره الحوار الذي لم يكن ملف النفايات مدرجاً على جدول أعماله.

وأشارت المصادر إلى ان موقف عون من خطة الوزير اكرم شهيب واضح وسبق ان وافق عليها مع بعض التحفظات، نافية وجود نية لديه بمقاطعة أعمال الحوار.

اما بالنسبة إلى ملف الترقيات، فأوضحت ان الحديث عن أي تفاؤل أو تشاؤم هو في غير محله، مؤكدة ان المساعي لا تزال تبذل لكن أي حل حتى تاريخه لم يطرح.


البناء
تنسيق روسي ـ أميركي يقرّ بضمّ «النصرة» إلى الحرب على «داعش»
فلسطين تدخل انتفاضتها لليوم الخامس... والاحتلال إلى تصعيد
الحوار يمهّد لتسوية «روكز» والنفايات تتعقَّد... والحراك «ذبيان»

صحيفة البناء كتبت تقول "مع دخول الحرب الروسية على الإرهاب يومها الخامس، وتصاعد نتائجها الواضحة في زعزعة سيطرة الجماعات المسلحة التابعة لفكر وتنظيم «القاعدة» على مناطق شمال سورية، في ظلّ ثبات روسي على أولوية تعريف المجموعات الإرهابية لضمان نجاح ايّ تعاون دولي إقليمي في هذه الحرب، أعلنت كلّ من واشنطن وموسكو التوصل إلى تفاهم على التعاون يتخطى حدود التنسيق الميداني منعاً للتصادم، فقبلت واشنطن أن يشمل مفهوم الحرب «جبهة النصرة» باعتبارها التنظيم الذي يمثل «القاعدة» رسمياً في سورية والعراق والجوار، على أن يجري تدقيق وضع كلّ جماعة بمفردها وإضافة الجماعات التي يتوصل الخبراء الروس والأميركيون إلى انطباق توصيفات تبعيتها لفكر وتنظيم «القاعدة» عليها إلى اللائحة، وفقاً لما قالت مصادر متابعة، مفسّرة التنسيق الراهن بين الأميركيين والروس، بمواصلة الطيران الروسي غاراته على مواقع «النصرة» وتكثيف الغارات الأميركية على «داعش»، وإمكانية الطلب المتبادل بين الطرفين لضرب أهداف يسهل على طيران الطرف الآخر النيل منها، وفقاً لنقاط انطلاق طائراته ومساراتها تجاه الأهداف المعنية، بحيث تتولى الطائرات الأميركية ضرب مواقع تطلبها روسيا لسهولة استهدافها من الحدود التركية، بينما تتولى الطائرات الروسية استهداف مواقع يطلبها الأميركيون لسهولة بلوغها من الجهة السورية.

مع هذا الإنجاز الروسي، دخلت مناقشات موسكو وواشنطن إلى ملف التحضير مجدداً لجنيف الثالث الخاص بالحلّ السياسي في سورية ومواصفات المرحلة الانتقالية التي نص عليها بيان جنيف، وهو ما سيكون على جدول أعمال لقاء متوقع هذا الأسبوع بين نائبي وزيري الخارجية الروسي والأميركي ميخائيل بوغدانوف ودانييل روبنشتاين.

وعلى إيقاع التطورات السورية المتلاحقة، زاحمت أنباء المواجهات في فلسطين الخبر السوري على وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، حيث دخلت الانتفاضة الفلسطينية يومها الثالث بشموليتها للضفة الغربية والقدس، بينما تتابعت المواقف «الإسرائيلية» التصعيدية تقدّم التغطية للارتبكابات الوحشية للجنود والمستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين، بينما بدأت تحركات النشطاء الفلسينيّين تظهر أسماء جديدة لمكونات الانتفاضة، مثل شباب للحسم، وعمّت المواجهات البيرة ونابلس والقدس وبيت لحم وسواها من مدن الضفة ومخيماتها، وبدأت تظهر في المواجهات الليلية المتواصلة حالات فرار لجنود الاحتلال إلى تخوم مدن الضفة ومخيماتها، وتتالت بيانات مجموعات المقاومة وخصوصاً حركة الجهاد الإسلامي عن ردود قريبة على الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين.

لبنانياً شكل انعقاد جلسة الحوار الوطني بحضور العماد ميشال عون مؤشراً على المهلة التي منحها عون حتى يوم الأحد لحلحلة العقد التي تعترض التسوية المنتظرة لعدم تسريح العميد شامل روكز من المؤسسة العسكرية منتصف الشهر الحالي، بمعزل عن طبيعة هذه التسوية، ومنح حضور عون حظوظاً جدية لمتابعة الوسطاء مساعيهم الحثيثة التي قال متابعون إنها تحرز تقدّماً، بينما حلّ أزمة النفايات وفقاً لخطة وزير الزراعة أكرم شهيّب، يتعثّر رغم قرار المشاركين في هيئة الحوار الإعلان عن دعم مساعي الحكومة لتطبيقها تلبية لطلب رئيس الحكومة الذي أصرّ على منح حكومته الغطاء السياسي للسير بالخطة، لكن لا تزال مشكلة رفض أهالي البقاع لمطمر مجدل عنجر تشكل العائق الأبرز مثلها مثل مطمر عكار، للحؤول دون إطلاق إشارة البدء بالتنفيذ، بينما لم يظهر نشاط الحراك في الساحات بما يشبه زخمه مع جلسات الحوار السابقة، واقتصر الأمر على تجمّع عشرات المشاركين قرب وزارة الداخلية، انتهى بتوقيف أسعد ذبيان بعد كتابتة شعار «طلعت ريحتكم» على العلم اللبناني ليجري الإفراج عنه لاحقاً.

جلستان للحوار بلا نتائج
انعقدت طاولة الحوار الوطني ظهر أمس في جلستين، الأولى ظهراً والثانية مساءً في المجلس النيابي، بحضور جميع رؤساء الكتل المدعوة باستثناء «القوات اللبنانية» التي أعلنت مقاطعتها لها.

وبحث المتحاورون ملفَي النفايات والرئاسة، وتم التوافق على استمرار الحوار ويبدو أن هناك دعوات للانتقال الى ملفات أخرى، لأن الملف الرئاسي لن يتم التوصل الى حل بشأنه في المدى المنظور وسيتكرر ما حصل في ملف قانون الانتخابات الذي تم بحثه في اللجنة النيابية، فكل طرف أعطى مواصفات تتناسب مع مواصفات الفريق الذي ينتمي اليه، فيما الاتصالات مستمرة لإيجاد حل لملف الترقيات العسكرية، رغم تأكيد وزراء اللقاء التشاوري والرئيس ميشال سليمان رفض هذه الترقيات لاعتبارها مخالفة للدستور. كما تم تحديد موعد لجلسة حوار اليوم الساعة 12 ظهراً وجلسة ثانية بعد الظهر.

وقد سبق الجلسة لقاء جمع الرئيس بري والعماد عون وانضمّ اليهما النائب رعد.

وأكد عون بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل «التغيير والإصلاح» في الرابية: «ليس لدينا الكثير من الكلام لنقوله باعتبار ان الحوار ماشي، لذا لا يمكننا استباق النتائج ونتمنى أن تكون هذه النتائج إيجابية».

ودعا عون جميع اللبنانيين الى المشاركة في ذكرى 13 تشرين يوم الأحد المقبل في 11 تشرين الأول أمام قصر بعبدا، تكريماً للتضحيات التي لا يقدّمها إلا الجيش اللبناني من أجل الوطن وسيادته وحريته واستقلاله».

«الترقيات» تنتظر موافقة «الكتائب» وسليمان
وأشارت مصادر في 8 آذار لـ«البناء» الى «أن تسوية الترقيات تنتظر موافقة حزب الكتائب والرئيس سليمان، وهناك اتفاق يعمل عليه لكن مضمونه لم يتضح بعد، وحذرت المصادر من تأثير هذه التسوية على هيكلية الجيش ومعنوياته، إذا شملت ترفيع عدد كبير من العمداء الى رتبة لواء، أما إذا رفع 5 عمداء فقط فلا مشكلة بذلك».

ولفتت المصادر الى أن «تيار المستقبل هو الذي يرفض التسوية ويضع سليمان في الواجهة بسبب الكيدية السياسية من جهة وحساسية منصب قائد الجيش ونظرة الدول الخارجية الى هذا الموقع من جهة ثانية، فهي تبني عادة علاقات مع قادة الجيوش للتأثير في القرار الأمني في البلاد ولاستثمارهم في السياسة لاحقاً».

اجتماعات مفتوحة لتطبيق الخطة
بيئياً، بقيت اجتماعات اللجنة الوزارية المكلفة معالجة أزمة النفايات مفتوحة لاستكمال بحث التفاصيل الميدانية لتطبيق خطة معالجة النفايات وسط استمرار اعتراض أهالٍ وبلديات في بعض المناطق وحملات الحراك المدني. وفي السياق، ترأس رئيس الحكومة تمام سلام أمس في السراي الكبير، اجتماعاً للجنة، حضره وزيرا الداخلية نهاد المشنوق والزراعة أكرم شهيب ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، وتم عرض لآخر المساعي القائمة لتنفيذ خطة النفايات التي أقرها مجلس الوزراء سابقاً.

شهيب
بعد الاجتماع قال شهيب: «العمل يتقدم في مطمر سرار يومياً، والموقف أصبح جاهزاً، أما المطمر الثاني، فلا أستطيع الكشف عن مكانه لكي نتجنب ردات فعل المعترضين الخنفشارية». ولفت شهيب الى أن «موضوع أزمة النفايات معقد وصعب ومعالجته ليست سهلة»، مؤكداً أن «الأمطار لن تؤثر على النفايات»، مشيراً الى أن «اجتماعات اللجنة الوزارية مفتوحة».

حالة الطوارئ تفرض الحل الموقت
وعبر وزير الاقتصاد ألان حكيم لـ«البناء» عن تفاؤله بتطبيق «الخطة» لناحية تأمين مطامر مجهزة تراعي الشروط البيئية، وشدّد حكيم على ضرورة أن تتحمل كل منطقة في لبنان النفايات، «لأننا بحالة طوارئ خصوصاً مع حلول فصل الشتاء وللعمل على إنهاء تفشي الأوبئة والأمراض جراء تراكم النفايات في الشوارع، وبعد ذلك يبدأ العمل لوضع خطة بيئية سليمة على المدى الطويل».

وحذّر من أن «الأمطار ستؤثر على انتشار النفايات في الطرقات، وبالتالي انتشار الجراثيم في المياه والتربة، لذلك نحتاج اليوم الى حل مؤقت وطارئ للأزمة».

وأسف حكيم لعدم استخدام النفايات في لبنان في إنتاج الطاقة كسائر دول العالم، عازياً السبب الى أن «كل ملف في البلد يدرّ الأموال يدخل في الفساد، وثانياً عدم قدرة الحكومات السابقة والمسؤولين على الوصول في هذا الملف الى خطة شاملة، باستثناء خطة العام 2010 لكن لم يتم تطبيقها بسبب المصالح الشخصية والسياسية والخصخصة والفساد».

الحراك أمام «الداخلية» والمصرف المركزي
وتزامناً مع جلسة الحوار، نفّذ الحراك المدني مسيرة رمزية انطلقت من مركز الواردات في وزارة المالية، الى مصرف لبنان، وطالب المعتصمون وزير المال بإيداع أموال البلديات في المصرف المركزي، ودعوا الى جلسة طارئة لمجلس الوزراء يكون البند الوحيد فيها، ايجاد حل سريع لمشكلة النفايات، معلنين «اننا سنتحرك اليوم وغداً وكل يوم».

وفي غضون ذلك، أوقف الناشط أسعد ذبيان لساعات في جرم تحقير العلم اللبناني، وفق ما اعلنت قوى الامن الداخلي، ما دفع بزملائه الى قطع الطريق امام وزارة «الداخلية»، حتى الساعة الخامسة عصراً حينما أُبلغوا بقرار الإفراج عنه.

واكيم
ولفت رئيس «حركة الشعب» النائب السابق نجاح واكيم لـ«البناء» الى أنّ «خطة شهيب لن تطبّق في ظلّ رفض أهالي المناطق، ولأنّ كلّ حلول السلطة فاشلة وليست عملية وبيئية، وهي مسكنات فقط، لانها تعالج نتائج الأزمة وليس أسبابها التي تبدأ بمحاسبة المسؤولين عن السرقة والهدر، فضلاً عن أنها تستبعد اشراك البلديات بالحل بل محورها البحث عن المطامر». وإذ شدد واكيم على أن «رفض المواطنين إنشاء مطامر قرب مناطقهم أمر طبيعي»، واستنكر إلقاء القبض على ذبيان، تساءل: «إذا كانت كتابة شعار على العلم اللبناني اهانة، أليست سرقة أموال الشعب اعتداء على لبنان واهانة؟».

لا حلّ قريب لملف المخطوفين
من جانبهم، عاد أهالي العسكريين المخطوفين الى خطة قطع الطرق للتذكير بقضية أبنائهم، فعمدوا الى قطع طريق الروشة – عين المريسة رافعين صور أبنائهم، بعد اعتصام نفذوه قبل الظهر في ساحة رياض الصلح، ثم توجّهوا الى منزل الرئيس بري في عين التينة لتنفيذ وقفة رمزية، مذكرين بأحقية مطلبهم، ومعلنين الاستمرار في الاعتصام حتى انتهاء الملف.

وأشار مصدر عسكري لـ«البناء» الى أن «لا حل لملف العسكريين المخطوفين في المدى المنظور وكل الكلام الذي قيل في السابق عن صفقات وتسويات للملف مجرد كلام وغير واقعي، لأن الملف بيد الجهات القطرية والتركية وليس بيد الجهات الخاطفة وهاتان الدولتان تعملان على استغلاله سياسياً».

واستبعد المصدر لجوء الدولة اللبنانية الى الخيار العسكري لتحرير عسكرييها بعد فشل الوساطات، «لأنه لو كانت تريد ذلك لفعلت منذ وقت طويل».

كما نفى المصدر ما تردّد حول طلب روسي من الجيش اللبناني تحديد مكان وجود العسكريين المخطوفين لقصف مواقف المسلحين، مشدداً على أن «الأراضي اللبنانية لا تدخل ضمن مسرح عمليات الجيش الروسي إلا في المناطق الحدودية».