15-11-2024 04:35 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 09-11-2011: المبادرة العربية امام منعطف حاسم

الصحافة اليوم 09-11-2011: المبادرة العربية امام منعطف حاسم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء المبادرة العربية للحل في سورية والتحديات التي تواجهها من تعطيل غربي وانتقادات سورية لآداء الجامعة العربية وأمينها العام

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء المبادرة العربية للحل في سورية والتحديات التي تواجهها من تعطيل غربي   وانتقادات سورية لآداء الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي، مقابل مزاعم عربية لسورية ألمحت إلى عدم التزام دمشق بها.

السفير

المبادرة العربية أمام تحدي التنفيذ السوري ... والتعطيل الغربي

كتبت السفير " بدا أمس ان الخطة العربية لتسوية الازمة السورية امام منعطف حاسم، بعدما دعت اللجنة العربية الى اجتماع طارئ في القاهرة السبت المقبل، وألمحت الى عدم التزام دمشق بتنفيذ بنود الخطة وهو ما نفته الحكومة السورية ووجّهت انتقادات جديدة لأداء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ومساعده أحمد بن حلي، من دون أن ترفع من مستوى انتقاداتها الى قطر أو رئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم، كما أكدت على استمرار عملها وفق المبادرة العربية، ولكن من دون توضيح كيفية تنفيذها وآلية هذا التنفيذ".
 
وأضافت: "وقال الأسد، خلال لقائه وجهاء ورؤساء عشائر في محافظة الرقة بعد أدائه صلاة العيد الاحد الماضي في أحد مساجدها، إن «وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والإرهاب والتدخل الخارجي، والتمسك بالمبادئ والمعتقدات القائمة على الحقوق المشروعة، هو أساس صمود سوريا في وجه ما يحاك ضدها من مؤامرات».

ونقلت «سانا» عن الرئيس قوله إن سورية «قوية بشعبها وخياراتها الوطنية وقرارها الحر، ومصرة على العمل على استعادة حقوقها الوطنية كاملة»، مضيفاً أنه «لا يوجد خيار أمامنا سوى أن ننتصر في أي معركة تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني».

وأشارت الوكالة الى ان الاسد اجتمع بعد ذلك «مع مختلف الفعاليات في محافظة الرقة، ودار الحديث خلال اللقاء حول الأوضاع الخدماتية في المحافظة وسبل الارتقاء وتطوير العمل فيها بما ينعكس على المواطنين في هذه المحافظة».

المعلم

ووجّه المعلم رسائل إلى وزراء خارجية روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وإلى رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن يعلمهم فيها بأنه «بعد أن اتخذت الجمهورية العربية السورية خطوة مهمة جداً لوقف العنف بأن دعت حملة السلاح إلى تسليم سلاحهم وأن يصار إلى إخلاء سبيلهم فوراً، فوجئت سوريا بتاريخ 4 تشرين الثاني بدعوة الناطقة بلسان وزارة خارجية الولايات المتحدة (فيكتوريا نولاند) لهؤلاء المسلحين بعدم تسليم أسلحتهم إلى السلطات السورية».

وأضاف المعلم في رسائله إن «سورية ترى في دعوة الخارجية الأميركية المسلحين لعدم تسليم أسلحتهم تورطاً مباشراً للولايات المتحدة في أحداث الفتنة والعنف التي كلفت الشعب السوري جيشاً وشرطة ومواطنين الكثير من الضحايا الأبرياء».
وأوضح المعلم أن «سورية ترى في دعوة الولايات المتحدة هذه تشجيعاً للمجموعات المسلحة على الاستمرار في عملياتها الإجرامية ضد الشعب والدولة، ونفياً واضحاً لسلمية التحركات في سورية ورغبة وعملاً ومحاولة لتعطيل عمل جامعة الدول العربية ومبادرتها التي تعمل على وضع حد للأزمة في سورية واستعادة الأمن والاستقرار للمواطنين»."

ونقل وزير الخارجية «بأن الحكومة السورية قد تعاملت بإيجابية مع مبادرة الجامعة العربية وتبذل كل الجهد لتطبيقها، وتأمل منهم أخذ العلم بتورط الولايات المتحدة الفعلي في الأحداث الدامية في سوريا وإدانة هذا التورط، وعمل كل ما يلزم لوضع حد له، ومساعدة الحكومة السورية على توفير البيئة المناسبة من أجل تنفيذ الاتفاق الذي جرى بين سوريا والجامعة العربية».

وفي السياق، قال مندوب سورية في الجامعة العربية السفير يوسف احمد ان «سورية تسجل استغرابها للتصريحات التي أدلى بها (أمين عام جامعة الدول العربية) العربي و(مساعده أحمد) بن حلي، وخاصة أنهما يعرفان جيداً أن الورقة التي اتخذت عنوان «خطة العمل العربية» جاءت نتيجة جهد كبير بذل بين اللجنة الوزارية العربية والقيادة والمسؤولين في سورية عبر سلسلة من اللقاءات التي جرت في دمشق والدوحة، من أجل مساعدة سورية في الخروج من الأزمة الحالية وليس من أجل استنزاف طاقاتها ومقدراتها وصولاً الى ضرب موقعها العربي والاقليمي، وتشويه الحقيقة المشرفة لمواقفها القومية ودعمها للحق العربي».

وأضاف أحمد، في حديث للتلفزيون السوري، «من المفروض أن تقوم الأمانة العامة للجامعة العربية بالدور التنسيقي بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية، وليس أن تنصّب نفسها طرفاً في مواجهة الحكومة السورية، وخاصة أننا زودنا ونزود الامانة العامة بكل المعلومات التي تظهر الاعتداءات التي تمارسها المجموعات الارهابية المسلحة ضد المدنيين وقوات الامن». وأشار الى «أن الامانة العامة، وبهذه التصريحات تخلق التباساً وتداخلاً ليس في محله مع مضمون خطة العمل العربية، وكذلك تمارس دوراً يعتبر تجاوزاً للصلاحيات التي خوّلها لها ميثاق الجامعة العربية».

ودعا احمد «الامين العام ونائبه الى قراءة خطة العمل العربية قراءة متفحصة ومتأنية، والتي اعتبرتها سورية بداية لتعاون مستمر وشفاف وصادق، ينطلق من حرص حقيقي عبرت عنه اللجنة على أمن سورية واستقرارها ووحدتها وازدهار شعبها وتحقيق مطالبه وتطلعاته انطلاقاً من إدراك هذه اللجنة بأن ما يصيب سورية من خير سيصيب العرب جميعاً، وما يصيبها من شر سيصيب العرب جميعا أيضاً».

وأعرب سفير سورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عن دهشته من أن العربي وبن حلي «لم يلحظا بنية صادقة، وانطلاقاً من المسؤولية القومية، التحريض الأميركي السافر للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية على عدم تسليم أسلحتهم والاستفادة من العفو السوري».

الجامعة العربية

ودعا رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء السبت «للنظر في مستجدات الوضع في سورية في ضوء استمرار أعمال العنف وعدم قيام الحكومة السورية بتنفيذ الالتزامات التي وافقت عليها في خطة العمل العربية لحل الأزمة في سورية».

وذكرت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان، أنه «من المقرر أن تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية اجتماعاً الجمعة برئاسة الشيخ حمد لتدارس الموقف قبيل انعقاد اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري السبت».

النهار

 المعارضة السورية لـ"موقف قوي" للجامعة، وهزيم يرفض الدعوات إلى الحماية الدولية

من جهتها تناولت النهار المواقف المعلقة على ما يجري في سورية فكتبت " اطلق "المجلس الوطني السوري" ما سماه "تحركا واسعا" لدفع جامعة الدول العربية الى تبني "موقف قوي" ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وحدد خمسة مطالب بينها "تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية" و"فرض عقوبات اقتصادية وديبلوماسية من الدول الاعضاء على النظام السوري" و"نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الابادة إلى المحكمة الجنائية الدولية".

عقوبات اوروبية

في غضون ذلك، يحضر الاتحاد الاوروبي لتجميد قروض المصرف الاوروبي للاستثمار المخصصة لسوريا، في اطار حزمة جديدة من العقوبات على دمشق.

وقال ديبلوماسي ان العقوبات الجديدة تشمل تعليق اي قرض يعتزم المصرف منحه لسوريا، الى تجميد الافراج عن اي دفعة من اي قرض اقر سابقاً لدمشق ووقف كل المساعدات التقنية التي كان المصرف يقدمها لسوريا (تمويل دراسات الجدوى الاقتصادية والتدقيق المالي...).
ومن المقرر ان تتم المصادقة رسميا على هذه العقوبات الاثنين خلال اجتماع وزراء الخارجية لدول الاتحاد في بروكسيل.

هزيم

وقال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم أن التيار الأجنبي الذي يقول إن المسيحيين مضطهدون في سوريا مرفوض، وان مسيحيي سوريا يعيشون بأمان ويخافون فقط الدعوات الدولية الى حمايتهم،  مبينا أن الرد على هذه الدعوات يكمن في الواقع السوري الذي يعيش بمحبة.

ورفض في حديث الى التلفزيون السوري الأصوات التي تطالب بالتدخل الخارجي، داعيا إياها إلى الحوار وتأكيد الروح الوطنية. وأعلن الوقوف بجانب مسيرة الإصلاح التي يقودها الرئيس السوري بشار الأسد لأنه "إنسان صادق ومحب يعيش مع الناس ويرافقهم في حياتهم". واضاف أن السوريين يشاركون بعضهم بعضاً فرحة الأعياد على اختلاف انتماءاتهم فلا أحد منهم غريب عن الآخر والعيد مشترك الأمر الذي يمكن أن يلاحظه أي إنسان يتابع تاريخ الأعياد في سوريا.

وشدد على أن السوريين يحاربون كل ما من شأنه أن يحولهم إلى غرباء بعضهم عن البعض، فالعيش المشترك أمر ليس جديدا بالنسبة اليهم بل جزء من تاريخهم وما يحاول الأجانب إشاعته لم يكن في أي وقت من الأوقات حقيقيا. وتمنى للسوريين تجاوز آلامهم والتمسك بالأعمال الروحية القائمة على المحبة والتي تنبذ القتل. وقال إنه يؤكد للوفود الأجنبية التي يلتقيها أن ما تواجهه سوريا من حوادث مؤلمة هي حالات فردية قد تحصل في أي بلد من وقت الى آخر وعلى زوار سوريا أن يفتحوا عيونهم جيدا لرؤيتها على حقيقتها وأن يلمسوا التعايش السلمي في هذا البلد.

وكان الاسد زار مدينة الرقة في اول ايام عيد الاضحى وشارك في صلاة العيد مع ابنائها والتقى وجهاءها.

الامن

وبينما تحدثت أنباء عن مقتل 14 شخصا في اعمال العنف وخصوصاً في حمص المحاصرة، بينهم ثمانية من افراد الجيش والامن، قالت السلطات السورية إن قوى الأمن قتلت مسلحين في حي بابا عمرو في مدينة حمص، واعتقلت مجموعة أخرى.

واكدت مصادر مطلعة في المحافظة إن الجهات المختصة فككت مستشفى ميدانيا ضخما في الحي ، كان مجهزا بمعدات إسعاف وأجهزة تنفس الى "تخزين مجموعة من أسلحة البومب أكشن والرشاشات وقاذفات الأر بي جي فيه". وأضافت أن هذه الجهات فككت أيضا" ألغاما أرضية ونحو 50 عبوة ناسفة زرعها المسلحون داخل الحي". واشارت الى أن "المسلحين فجروا سيارة مفخخة بواسطة جهاز تحكم من بعد في شارع اسكندرون بحي جب الجندلي بحمص، من غير أن ترد معلومات عن إصابات وقعت إثر التفجير".

واشنطن

وفي واشنطن، أكد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن موقف الولايات المتحدة من النظام السوري معروف جيداً، مشيرا إلى أن الرئيس الأسد فقد شرعيته في الحكم وينبغي أن يتنحى.

وقال: "من المؤكد أن النظام ينبغي أن يوقف أعماله العنيفة ضد مواطنيه، وهي أعمال غير مقبولة ونحن نستنكرها... لقد عملنا مع شركائنا الدوليين وحلفائنا من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل لايضاح هذه الرسالة للسوريين، وممارسة الضغط على النظام السوري، نظام الأسد، لتغيير سلوكه والسماح للشعب السوري بتحديد مستقبله بنفسه".

موسكو

وفي موسكو، نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى افريقيا ميخائيل مارغيلوف ان الحكومة السورية بدأت تعاوناً مع المجتمع الدولي استجابة لنداء الجامعة العربية. واضاف ان موسكو استقبلت ثلاثة وفود من المعارضة السورية، مشيراً الى مواصلة روسيا اتصالاتها مع الحكومة السورية من اجل انهاء الازمة. وعن استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد صدور قرار في مجلس الامن عن سوريا في 5 تشرين الاول الماضي، برر مارغيلوف تلك الخطوة بقوله "ان هذا هو الاجراء الاخير الذي يسمح بالمحافظة على الوضع القائم في سوريا"، وابرز أهمية بدء حكومة الاسد اجراء اصلاحات فعلية وحوار حقيقي مع المعارضة."

الأخبار

الشارع السوري والمبادرة العربية: حذر وترقّب المجهول

تحت هذا العنوان كتب محم شبلي في الأخبار "حال الازدحام الذي حفلت به شوارع العاصمة السورية دمشق وساحاتها في يوم الأضحى، سبقتها حال مماثلة قبل أيام العيد، عندما غصت محطات انطلاق المسافرين بأعداد كبيرة من المغادرين إلى كافة المحافظات والمناطق السورية. غير أن مجمل محادثات السوريين ممن لم يتمكنوا من زيارة الأقارب في المناطق البعيدة، تحولت عبر وسائل الاتصال إلى أشبه بتقارير إخبارية عن أحداث العنف أو التظاهرات والمواجهات مع الأجهزة الأمنية، والى طمأنة متبادلة، جعلت التهانئ بالعيد في آخر قائمة المحادثة.

أما وسائل الإعلام والفضائيات، فبثت أخباراً عن خروج تظاهرات مختلفة في عدد من المدن والمحافظات السورية، مثل حمص وحماه ودرعا، وبعض المناطق في ريف دمشق وضواحي العاصمة، مع اختلاف واضح حول تفاصيلها ومجرياتها. كل محطة منها قدمت الأحداث على طريقتها الخاصة والمختلفة حسب سياستها وتعاملها مع الحدث السوري.

وتحوّلت الاتفاقية التي توصلت إليها جامعة الدول العربية مع النظام السوري، إلى الشغل الشاغل، وحديث الساعة لدى الشارع السوري في مختلف أطيافه وتوجهاته. روايات وقراءات مختلفة قدمها عدد من المواطنين السوريين من مختلف المناطق والمحافظات السورية لـ«الأخبار» للمبادرة العربية، ومدى تأثيرها على الأرض.

المواطنة السورية كوليت شخاشيرو، من سكان مدينة اللاذقية الساحلية، وصفت موافقة النظام السوري على المبادرة العربية بـ«الخطوة الإيجابية التي تحسب للنظام، المعروف عنه رفض التدخل في شؤونه الداخلية». وعن احتمال تكرار السيناريو الليبي في الأزمة السورية رأت أنه «من الصعب جداً إن لم يكن مستحيلاً، أن نشهد تكراراً للسيناريو الليبي في سوريا، بسبب عوامل كثيرة ومتعددة، أهمها موقع سوريا الاستراتيجي، ودورها السياسي الهام في استقرار المنطقة كلها». لكن أكثر ما انتقدته شخاشيرو في ممارسات الأنظمة العربية بعد الاتفاق والتوقيع على المبادرة العربية هو «التجييش الإعلامي الذي لا يزال يهيمن على مجمل الفضائيات الإخبارية العربية، ضد النظام والشعب السوري الذي يقف وراء حكومته في مسيرة الإصلاح».

وعن السبب الكامن وراء هذه التجييش الإعلامي، قالت «أعتقد أن مجمل هذه الفضائيات خرجت عن سيطرة الحكومات التي تنفق عليها ملايين الدولارات، أو أنها عاجزة تماماً عن التراجع عن مواقفها، أو السياسة التي انتهجتها في التعامل مع الأزمة السورية، حتى لا يكتشف مدى كذبها وفبركتها في تقديم الأحداث والمجريات».

لعل أكثر بنود الاتفاقية أهمية حسب وجهة نظر شخاشيرو، هو «سحب المظاهر العسكرية من مجمل المدن السورية، لأن ذلك يكسبني، مثل الكثيرين غيري، الثقة والقوة، بعكس تواجدها الذي يفتح باباً لأسئلة لا تنتهي».

لكن سارة الطالبة في جامعة دمشق، وجدت أن الاتفاقية وبنودها المختلفة بقيت بعيدة عن الشارع السوري المنتفض، قائلة: «بالقراءة السريعة لبنود الاتفاقية وحيثياتها، يمكن القول إنها تحاول التوفيق وحل الأزمة بين طرفين كلاهما بعيد تماماً عن حركة الاحتجاج في الشارع. النظام السوري الذي لم يستطع فهم مطالب الشارع المحتج حتى الآن، والمعارضة التي لم تنجح على الرغم من محاولاتها الكثيرة في التقرب من الشارع والمتظاهرين، لذلك بقيت المعارضة بمختلف أطيافها، لا تمثل إلا نسبة ضئيلة جداً من المتظاهرين على الأرض».

وبعيداً عن أجواء المبادرة العربية وطريقة تعامل النظام السوري معها، أكدت سارة أنه «يمكن القول إن النظام السوري فقد نسبة كبيرة من مؤيديه، وإن لم يعلنوا ذلك صراحة، لكن الخوف من الممارسات القمعية والاعتقالات المستمرة، يمنع التصريح بذلك. ولو تبدلت الأحوال والتزم النظام السوري حرية التظاهر وحماية المتظاهرين، وهو احتمال شبه مستحيل، سنشهد بالتأكيد تظاهرات كبيرة الحجم ربما تفوق أعدادها المسيرات المؤيدة للنظام».

ويحاول النشطاء السياسيون في سوريا التعامل مع المبادرة العربية بإيجابية مفتعلة، على الرغم من معرفتهم مسبقاً باستحالة تطبيق النظام وأجهزته الأمنية، وقف العنف والسماح بالتظاهر. هذا ما اكده الناشط السياسي أحمد الزبير، الذي اعتقل مع بداية الأحداث. ويقول الزبير: «أعتقد أن هذه المبادرة تنطلق من فلسفة النظام باستمرار الحل الأمني إلى الأبد، والتي أراها مثل الكثيرين غيري، أحد أكبر أخطائه الدبلوماسية بالتعامل مع الثورة السورية، لأنها ستغلق باب الكذب والادعاء أمام الرأي العام العربي والعالمي، كما أنها ستغير من الموقف الروسي الصيني، الذي دعم سلسلة المبادرات العربية». وبالتالي لم يعد أمام الدول المناصرة للنظام سوى المضي وراء الجامعة العربية، التي يعتقد أنها ستكون الذراع المحركة للعقوبات، والإجراءات اللاحقة التي ستفرض على النظام لاحقاً.

وأضاف الزبير «ما حدث بعد إعلان المبادرة في سوريا من استمرار للعمليات الأمنية المكثفة على حمص وغيرها من المدن، هو ما يدعم وجهة النظر السابقة ـــــ حول الاستمرار في الحل الأمني ـــــ ويؤكد أن المبادرة برمتها تحولت إلى فرصة حقيقية منحت النظام السوري وأجهزته الأمنية مزيداً من الوقت للاستمرار بممارساته القمعية ليس أكثر».

بدوره، لم يبد الكاتب السوري الساخر خطيب بدلة، تفاؤلاً يذكر في تحقيق بنود الاتفاقية العربية، وقال لـ«الأخبار» إن «النظام السوري يمر في محنة قد تؤدي إلى انقسامه على نفسه خلال الأيام القليلة المقبلة. إن تركيبته البنيوية لا تسمح له بأن يعيش بغير الطريقة التي كان يعيش بها قبل 15 آذار 2011، واستمراره في الحكم بهذه الطريقة مرفوض، والخلاف الداخلي والخارجي يضيق عليه».

وتوقع الكاتب السوري أن المبادرة العربية سيفشلها النظام السوري نفسه، وستنفتح القضية على احتمالات أخرى، منها التدويل، ومنها تزايد العنف المسلح، ومنها الانقلاب العسكري، أو الانشقاقات العسكرية الكبرى.

الناشط السياسي السوري فراس الشاطر، لديه مواقف وقراءة تبدو متفردة للأحداث السورية، والمبادرة العربية على حد سواء. فبعد اعتقاله مرات عدة لمساهماته في تظاهرات تنسيقيات الثورة السورية وأنشطتها، تعرّض أخيراًً إلى اعتداء جسدي وصفه بـ«الهمجي» على أيدي مجموعة من «الثوار» السوريين، بعد اتهامه بـ«الخيانة والعمل لحساب أجهزة الأمن السورية». عن تجربته يقول: «التشكيك والتخوين بدآ يتفشيان بين صفوف المعارضين السوريين، وانتقلا إلى توجيه تهم الخيانة والعمالة مباشرة، من دون وجود وثائق أو أدلة ثابتة، إنما لمجرد تكهنات أو تصرفات غريبة قد يرتكبها أحدنا». تردد الشاطر كثيراً في الحديث عن تجربته ووجهة نظره، لكنه برر ما حدث معه قائلاً: «جميعنا نعيش حالة ولادة جديدة، لا يعلم أحدنا ماذا يجب عليه كي يتصرف بنحو صحيح». وعن قراءته للمبادرة وتداعياتها على الأرض، قال إن «المؤامرة في سوريا موجودة، لكن من قبل الدول العربية والعالمية لإبقاء النظام القاتل والفاقد للشرعية، وإعطائه مزيداً من الوقت، لتحقيق الحل الأمني والقمعي الذي لن يتراجع عنه». وعن قراءته لواقع المعارضة السورية في ظل المبادرة العربية، أشار الى انعدام الثقة بين صفوف المعارضة، سواء كانت من داخل أو خارج. وقال إن «المعارضة بحاجة إلى وسائل إعلام لها حضورها وتواجدها على الساحة، لا أن تبقى تعتمد على القنوات العربية مثل الجزيرة والعربية وغيرهما».

وأكد الشاطر أن المبادرة العربية ولدت ميتة تماماً «لأن النظام غير قادر على تقديم تنازلات، لأنها تعني موته. وفي حال سحب الجيش من المدن والمناطق السورية، سيحاول إيجاد بديل أكثر بطشاً ودموية من سابقها».

أما الناشط السياسي محمد خليل، فقد وجد أن مبادرة العربية لا تملك رصيداً أو حضوراً فعلياً على الأرض، وأراها فاشلة سلفاً «لأنها قدمت اقتراحات كثيرة، لكنها لم تضع أي آليات وخطط زمنية واضحة، تضمن التنفيذ». وتوقع الناشط السوري دخول الأزمة والأحداث السورية في منطقة أكثر دموية وعنفاً في المرحلة القريبة المقبلة، وأن اللجنة الوزارية العربية التي ستعقد اجتماعاً بعد أيام قليلة، ستنفذ ما لمحت إليه في حال فشل المبادرة العربية «لكن من يتوقع أن المتظاهرين سيرتدعون وينهون مظاهر الاحتجاج، وأن النظام سيتوقف عن أسلوبه في حل الأزمة في سوريا فهو خاطئ». لذلك رأى خليل، مثل الكثيرين غيره، أن المبادرة العربية لا تتعدى مهلة إضافية منحتها جامعة الدول العربية للنظام السوري، «وسنشهد مجدداً تصعيداً عربياً وصولاً إلى ما هو أخطر. نخشى جميعاً تكرار السيناريو الليبي على الأراضي السورية».

أما الناشطة السياسية غنوة حسن، فأبدت استغرابها لصمت جامعة الدول العربية كل هذه المدة: «كيف نفسر صمت الدول العربية الذي طال اكثر من ستة شهور؟ وفجأة بدأ تحرك الجامعة، لكن ليس بهدف حماية المتظاهرين والشعب السوري، بل حتى لا يقال ان الجامعة العربية مصابة بحالة عجز وشلل».

ويشير الناشط السياسي احمد حسن إلى «أن الجامعة العربية لا تمتلك آليات للضغط وتنفيذ المبادرة سوى احالة الملف إلى الأمم المتحدة، ولنقف مجدداً أمام الفيتو الروسي أو الصيني». "

اللواء
معركة حمص وضحاياها تهدّد بسقوط تعريب الأزمة السورية

هذا ما عنونته اللواء وكتبت: "اعلن المجلس الوطني السوري المعارض انه بدأ <تحركا واسعا> لدفع جامعة الدول العربية الى تبني "موقف قوي" ضد نظام الرئيس بشار الاسد في حين اسفرت اعمال العنف عن سقوط 14 قتيلا امس في عدد من المدن السورية. من جهتها، اعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ان اعمال القمع في سوريا اوقعت اكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف آذار الماضي.

وقال المجلس الوطني السوري في بيان انه "بدأ تحركا سياسيا واسعا بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للاوضاع داخل سورية، وخاصة في مدينة حمص" التي تحاصرها القوات السورية.

واوضح ان خطة تحركه "تشمل القيام بزيارات مستعجلة الى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والاردن والامارات وليبيا والكويت لاطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق".

من جهة اخرى، قال المجلس في البيان نفسه ان وفدا من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل "مطالب الشعب السوري"."

ونقلت اللواء "وفي جنيف، اعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة رافينا شامداساني في مؤتمر صحفي ان "القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا اودى بحياة اكثر من 3500 شخص حتى الآن".

وقالت شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان في جنيف في لقاء خاص بالجزيرة نت إن المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي ستخاطب مجلس الأمن اليوم حول الأوضاع الأخيرة في سوريا وإن لجنة تقصي الحقائق الأممية حول سوريا ستقوم برفع تقريرها حول الأوضاع هناك إلى مكتب المفوضة في كانون الأول القادم.

..من جهة ثانية قال مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون إنه لا يستبعد استقالة الرئيس السوري "بعد أن يبدأ في اتخاذ خطوات إصلاحية بشكل تدريجي، وبعد إجراء انتخابات نزيهة وحرة، وبعد السماح بإنشاء أحزاب مستقلة" على حد تعبيره.

وأضاف حسون في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية "عند حدوث انتقال سلمي (للسلطة) يمكنه أن يكون مستعدا للتخلي عن منصبه".

وأضاف أنه ليس رئيسا مدى الحياة، وأن طبيب الرمد السابق (الأسد) يريد العودة إلى وظيفته الأولى."

 

المستقبل

 المجلس الوطني يسعى الى موقف عربي قوي ضد نظام الأسد

وكعادتها تناولت جريدة المستقبل الأوضاع السورية فكتبت "أعلن المجلس الوطني السوري المعارض... أنه بدأ "تحركاً واسعاً" لدفع جامعة الدول العربية في اجتماعها السبت المقبل، الى تبني "موقف قوي" ضد النظام السوري.
..وفيما حذر الرئيس التركي عبدالله غول النظام السوري من استخدام المسلحين الأكراد ضد بلاده، جدد البيت الأبيض أن الرئيس السوري فقد شرعيته في الحكم وينبغي أن يتنحى، وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن إدانة بلاده الشديدة للقتل المستمر في سوريا مشدداً على أن ما يحصل دليل ساطع على أن الديموقراطية لن تعرف طريقها إلا برحيل الأسد عن السلطة."

وتابعت المستقبل: "وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس أن موقف الولايات المتحدة من النظام السوري معروف جيداً، مشيراً إلى أن الرئيس الأسد فقد شرعيته في الحكم وينبغي أن يتنحى.

وفي رد المتحدث باسم البيت الأبيض على سؤال بشأن تقرير الأمم المتحدة في جنيف أمس حول مقتل 3500 سوري خلال حملة القمع في سوريا وما إذا كان البيت الأبيض سيتبع نهجاً مختلفاً في ما يتعلق بالتعامل مع الأحداث الأخيرة في سوريا، قال كارني "من المؤكد أن النظام ينبغي أن يوقف أعماله العنيفة ضد مواطنيه وهي أعمال غير مقبولة ونحن نشجبها"، وأضاف "لقد عملنا مع شركائنا الدوليين وحلفائنا من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل لتوضيح هذه الرسالة للسوريين وممارسة الضغط على النظام السوري.. نظام الأسد.. لتغيير سلوكه والسماح للشعب السوري بتحديد مستقبله بنفسه".

وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن الأسد لم يلتزم بالمبادرة العربية الخاصة بحل الأزمة في بلاده بل زاد من العنف وخصوصاً في مدينة حمص وسط سوريا.

وقالت كلينتون في كلمة لها أول من أمس أمام المعهد الوطني الديموقراطي في واشنطن: "في الوقت الذي كان فيه الشعب السوري يحتفل بعيد الأضحى، فإن حكومته كانت مستمرة في إطلاق النار على الناس في الشوارع. ففي الأسبوع الذي تلا قبوله بشروط المبادرة العربية لحماية المدنيين واصل الأسد على نحو منتظم خرق جميع بنودها من خلال عدم إطلاق سراح المعتقلين وعدم السماح بدخول الصحافيين أو المراقبين وسحب الجيش إلى ثكناته بل زاد من عنفه ضد المحتجين".

وتعهدت كلينتون بمواصلة الضغط على الرئيس السوري لإجباره على التنحي، مضيفة "الرئيس الأسد قادر على تأخير التغيير في بلاده، ولكنه غير قادر على إهمال المطالب الشرعية لشعبه. وفي هذه الأثناء، فإن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيواصلان زيادة الضغط عليه وعلى نظامه الوحشي".

وأعلن وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ "أن استمرار القتل في سوريا مروع. من المؤسف أنه رغم إعلانها الالتزام بالمبادرة العربية ووقف العنف، قامت الحكومة السورية بتصعيد القمع ما أدى الى مقتل العديد من المواطنين".

وطالب هيغ النظام السوري "برفع حصاره عن حمص والسماح للمساعدات الدولية وجهود الإغاثة بالدخول الى المدينة وسحب جميع القوات المسلحة من جميع بلدات سوريا ومدنها بما يتوافق والمبادرة العربية والقيام بتنفيذ بنود المبادرة بالكامل"، وأضاف "ادعو جامعة الدول العربية الى الرد بسرعة وبشكل حاسم على فشل النظام السوري في تطبيق الاتفاق حتى الآن. المجتمع الدولي ينتظر من هذه الدول العربية إظهار قيادة حازمة للتصدي لهذه الأزمة التي تدور في وسطهم. نرحب بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية وسنستمر في دعم محاولاتهم للتوسط لإنهاء العنف في سوريا".

وختم الوزير البريطاني مشدداً على وجوب رحيل الرئيس السوري "بشتى الأحول، هذه التطورات الأخيرة تبرهن مرة جديدة أن لا تقدم يمكن إحرازه في سوريا إلا إذا تنحى بشار الأسد عن السلطة وسمح للآخرين بالمضي قدماً في عملية الانتقال السياسية التي سوريا بحاجة ماسة اليها".

ورأى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مقابلة نُشرت أمس أن مبادرة الجامعة العربية للخروج من الأزمة في سوريا "ماتت" وأنه لم يعد بالإمكان الوثوق بالأسد.

وقال جوبيه لصحيفة الشرق الاوسط "أعتقد أنها (المبادرة العربية) ماتت. ولكن هذا لا يعني أنه لا يتعين الاستمرار" في بذل الجهود. وأضاف جوبيه "إنها ليست المرة الأولى التي يعد بها بشار الأسد بشيء ثم يفعل عكسه. أعتقد أنه لم يعد هناك مجال للثقة في تصريحات بشار الأسد"."

"وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" أمس، قال الرئيس التركي عبدالله غول إن سوريا استضافت في وقت سابق أعضاء من حزب العمال الكردستاني الذي حظرته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا واعتبرته منظمة إرهابية، وحضها على "عدم القيام بذلك مرة أخرى".

أضاف الرئيس التركي "أود أن اقترح بقوة وأتوقع أن سوريا لن تدخل في لعبة خطيرة كهذه على الرغم من أنني لا أعتقد أنها ستفعل ذلك، لكننا لا نزال نتابع عن كثب هذه المسألة". وقال "عندما نتحدث إلى إيران، نبلغها دائماً بأننا لسنا ضد النظام السوري نتيجة الضغوط المفروضة علينا من قبل أي بلد آخر، بل من أجل الشعب السوري"."