"طريقة التفكير هي أهم سبب، والأسباب الاقتصادية مجرد تبريرات، فالعقلية تغيرت لأننا خرجنا من جلباب العُرف والعادات ولم يعد الزواج أولوية للشباب مقارنة بالدراسة
تفيد الإحصاءات الرسمية التونسية الأخيرة بأن نسبة العزوبة لدى الشباب التونسي ترتفع، خصوصاً بين الإناث. ووفق المعلومات الحكومية، بلغت العنوسة في صفوف الإناث في تونس قرابة 60 في المئة، أي بزيادة 10 في المئة عن آخر إحصاء رسمي، وأُجري في عام 2008.
وأكد تقرير صادر عن «الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري»، وهو مؤسسة رسمية مهتمة بشؤون الأسرة في تونس، ارتفاع عدد العازبات إلى أكثر من مليونين وربع المليون امرأة من مجموع أربعة ملايين و900 ألف أنثى في البلاد، مقارنة بحوالى 990 ألف عازبة عام 1994.
«مدرسة الحياة» سألت عدداً من النساء التونسيات عن أسباب هذه الظاهرة من وجهة نظرهن، وكانت الإجابات الآتية:
* إيمان الجديدي، سينمائية، 28 عاماً: "أظن أن أول أسباب تأخر سنّ الزواج لدى الشباب التونسي العامل الاقتصادي، إذ يرتبط الزواج في تونس بمصاريف كثيرة ليست في متناول الجميع، خصوصاً في ظل البطالة التي تعاني منها نسبة كبيرة من الشباب. غالبية العائلات تبحث عن زوج ميسور الحال أو وزوجة تعمل لتساعد زوجها على توفير المصاريف.
ويعزف الشباب عن الزواج في رأيي، لمعايشته واقع الأزواج في هذه الأيام، إذ تسبب الضغوطات اليومية التي يعيشها الزوجان علاقة متوترة تصل في كثير من الأحيان إلى الطلاق. ويولي الشباب اليوم الأهمية الأولى لدراستهم والمستوى التعليمي وهذا ما يؤدي إلى تقدمهم في السن دون التفكير في الزواج. وأنا أظن أنه لا بأس إن انتظر المرء طويلاً شريك حياته، فالمهم أن يحسن الاختيار وأن يتعامل مع الظرف".
* أسماء أحمد، مختصة بعلوم الحاسوب، 27 عاماً: "طريقة التفكير هي أهم سبب، والأسباب الاقتصادية مجرد تبريرات، فالعقلية تغيرت لأننا خرجنا من جلباب العُرف والعادات ولم يعد الزواج أولوية للشباب مقارنة بالدراسة والعمل. إنها ظاهرة طبيعية إذا ربطناها بالتغيرات إلي نعيشها".
* منى النحال، أستاذة تعليم ثانوي، 35 عاماً: "ضرورة وجود انسجام عاطفي بين الطرفين هي التي تشكل حجر الأساس لوجود علاقة زوجية ناجحة، وبما أن الانسجام تحول إلى عملة تقاس بنوع السيارة أو المركز الاجتماعي، تبدو إمكانية اجتماع كل هذه المواصفات في شخص واحد فرضية شبه مستحيلة. المجتمع التونسي يعاني من أزمة قيم، إذ هناك انعدام الثقة في مدى صدقية نوايا الطرفين، والمشكلة تكمن في أن الارتباط ناتج عن فكرة المصلحة أو التكافؤ الاجتماعي والعلمي بين الطرفين".