ردت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحزم على التهديدات الغربية إثر تسريبات إعلامية بخصوص تقرير مرتقب للوكالة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني يتهمها بالسعي إلى إنتاج السلاح النووي.
ردت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحزم على التهديدات الغربية إثر تسريبات إعلامية بخصوص تقرير مرتقب للوكالة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني يتهمها بالسعي إلى إنتاج السلاح النووي. وأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي.
حسن حيدر – طهران
مساعد رئيس هيئة أركان القوات الإيرانية اللواء مسعود جزائري أعلن أنه عند قيام إسرائيل بأدنى تحرك ضد إيران سيشهد العالم تدمير مركز ديمونا النووي الإسرائيلي. وفي مقابلة مع قناة العالم الإيرانية أضاف جزائري أن رد إيران على أي هجوم لن يقتصر على الشرق الأوسط وأن لدى قواته مخططات جاهزة للتحرك.
هذا وصرّح السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي سلطانية أن إيران لن تتخلى أبداً عن برنامجها النووي، مبدياً رغبة إيران في مواصلة التعاون مع الوكالة. وقال سلطانية إن المدير العام للوكالة يوكيا أمانو قد "عمل خلافاً للنظام التأسيسي" عندما أطلع الدول الخمس الكبرى على الوثائق التي استند اليها في تقريره، موفراً بذلك الأرضية للمواجهة بين الدول الأعضاء والأمانة العامة للوكالة، محملاً اياه المسؤولية الكاملة عما وصفه بـ "الخطأ التاريخي". ووصف سلطانية التقرير الجديد لأمانو بغير المتوازن وغير المهني وبأنه يحمل طابعاً سياسياً، مضيفاً "رغم التحذير الذي وجهته الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز والصين وروسيا لامانو فإنه أصر على آرائه الشخصية ونشر في تقريره الملحق المزاعم الكاذبة لقلة من الدول بما فيها اميركا."
في السياق، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران مستعدة "لإجراء محادثات مفيدة وايجابية" بشأن برنامجها النووي في حال تمّ إجراؤها على أساس "المساواة والاحترام". وقال المتحدث باسم الخارجية رامين مهمانبرست في حديث لقناة العالم الايرانية "نحن دائماً أعلنا استعدادنا لإجراء محادثات ايجابية ومفيدة". وأضاف مهمانبرست "ولكن كما قلنا مرات عدة إن شرط نجاح مثل هذه المحادثات يكمن في أن تكون مبنية على المساواة واحترام حقوق الشعوب". وتابع "نحن لا نرى في أسلوب المواجهة والمجابهة مسلكاً جيداً للمباحثات".
من جهتها، استبعدت روسيا تأييد فرض عقوبات جديدة ضد ايران عقب التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج ايران النووي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء إن "أي عقوبات إضافية ضد ايران سيفسرها المجتمع الدولي على أنها وسيلة لتغيير النظام في طهران". وأضاف غينادي أن "هذا الأسلوب غير مقبول بالنسبة لنا، وروسيا لا تعتزم دراسة هذا الإقتراح".
كما دانت موسكو اسرائيل لإعلانها مؤخراً أنها تقترب من شنّ عمل عسكري ضد ايران بسبب برنامجها النووي. وأوضح غاتيلوف أن موسكو غير مستعدة للقيام بأية اجراءات غير التي اقرّها مجلس الأمن في حزيران/يونيو2010. وأضاف غاتيلوف "أن أي شيء تمّ اقتراحه لمجلس الأمن خارج إطار هذا القرار ليس له أي علاقة بتعزيز نظام منع الإنتشار النووي".
في أول ردّ فعل رسمي إسرائيلي على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعا رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو العالم الى منع ايران من الحصول على أسلحة نووية. وقال نتانياهو في بيان أصدره مكتبه "على العالم أن ينهي مساعي ايران للحصول على أسلحة نووية تشكل خطراً على سلام العالم والشرق الأوسط". وأضاف نتانياهو أن "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد موقف المجتمع الدولي واسرائيل بأن ايران تطور أسلحة نووية".
وسبق أن رفض مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو التعليق على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحدثت عن "بعد عسكري محتمل" للبرنامج النووي الايراني. واكتفى مسؤول في مكتب نتانياهو بالقول "ندرس التقرير". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن اذاعة الجيش االصهيوني "ان نتانياهو اصدر توجيهات الى وزرائه برفض إجراء أي مقابلات". وبررت المعلقة السياسية للإذاعة ايليل شرار هذا التحفظ "بالخوف من ان يثير اي تصريح او مبادرة اسرائيلية معارضة في العالم ويخدم ايران".
مواقف دولية
وفي المواقف حول تقرير وكالة الطاقة الدولية أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن التقرير يزيد من حدة مخاوف الأسرة الدولية حول طبيعة البرنامج الحقيقية، "إذ يشدد بصورة خاصة على المعلومات الموثقة التي بحوزة وكالة الطاقة الذرية بشأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني".
ودعت وزارة خارجية فرنسا إلى فرض عقويات "غير مسبوقة" على ايران في حال استمرت في برنامجها النووي، فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أنه بات من الضروري إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، داعياً إلى "فرض عقوبات قاسية" على طهران.
من جهتها دعت الصين إيران إلى إبداء ليونة في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة، ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إلى ايجاد تسوية للمشكلة النووية الإيرانية من خلال الحوار. ويذكر أن الصين التي تعد اكبر متعامل تجاري مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية كررت مراراً أنها تعارض استخدام القوة ضد إيران.
من جهتها، هددت بريطانيا ايران باتخاذ اجراءات جديدة ضدّها اذا لم "تغير اتجاهها". كما حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن برنامج ايران النووي قد يقوّض المكاسب التي أحرزها الشرق الأوسط خلال الربيع العربي" وليس ذلك فحسب بل إنها قد تهدد بتقويض ذلك التغيير من خلال إدخال الشرق الأوسط في سباق تسلّح نووي أو تعريضه لخطر الدخول في نزاع". وقال هيغ إن "التقرير كذب تأكيدات ايران خلال السنوات القليلة الماضية بأن برنامجها هو لأغراض سلمية بحتة".