كورقة التوت المتساقطة، هكذا هي ادعاءات واشنطن بمحاربة الارهاب في سوريا والعراق، وهو ما ينسحب على بقاع تدعي فيها الولايات المتحدة الأميركية محاربة الارهاب.
كورقة التوت المتساقطة، هكذا هي ادعاءات واشنطن بمحاربة الارهاب في سوريا والعراق، وهو ما ينسحب على بقاع تدعي فيها الولايات المتحدة الأميركية محاربة الارهاب.
منذ أكثر من عام، تحديداً بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2014، نُفذت أولى الضربات ضد داعش في سورية تحت لواء "التحالف الدولي" الذي أعلنت عنه أميركا بهدف "القضاء على داعش"، وفق إعلانها. بيانات تلو أخرى، كانت تخرج باسم القوات الأميركية لتفيد أنها نفذت ضربات ضد داعش، دون أن تترتب آثار ملموسة لهذا التحالف، ما أعاد طرح سؤال بدا ملحاً منذ الإعلان عن تشكيل "التحالف الدولي" : هل ان اميركا وحلفائها جادون في الحرب ضد الارهاب؟
لم يجد خصوم أميركا مواجهتها إلا بمنطق كيف لأميركا وحلفائها (تركيا والسعودية وقطر)، التي موّلت الإرهاب ودعمته في المنطقة، أن تبادر لمحاربته؟!
وبالطبع كان الاميركي يمسك بزمام اللعبة، أوهم العالم الى فترة قريبة أنه المنقذ الوحيد من الارهاب، وأن مواجهة الإرهاب لا تتم إلا تحت لوائه، إلا أن النتائج تحتاج الى وقت طويل وإلى تكاليف باهظة.
ماذا أرادت أميركا من وراء ذلك؟
لا يُفهم من هذه السياسات إلا أن واشنطن كانت تحمي وليدها غير الشرعي المتمثل بالإرهاب بمختلف فئاته، التي إن لم تعلن عن تبنيها له، إلا أن سياساتها أبدت عاطفة تجاهه... هذا ما انكشف بوضوح بعد دخول الروسي على خط مواجهة الإرهاب ولكن بجدية عرّت الدعاية الأميركية.
كان المطلوب أميركياً واقليمياً حماية هذه المجموعات لانهاء دورها الوظيفي في سوريا والعراق تحديداً، اللذين شكلا مسرحاً للصراعات الدولية والاقليمية. وهذا أمر كان سيستغرق وقتا تبقى فيه المنطقة عموماً وأهالي البلدين خصوصاً عرضة لكل انواع الانتهاك والقتل والتهجير تحت مرأى العين الاميركية.
ما الذي حصل وكيف انقلب السحر على الساحر؟
جاء القرار الروسي بالتدخل العسكري المباشر في سوريا من خلال الطلعات الجوية، الذي أتى في أجواء الحديث عن تشكيل حلف يضم كل من ايران وروسيا والعراق وسوريا للقضاء على الارهاب، خطوة سرعان ما نجحت في تعرية الدعاية الاميركية من خلال:
1- العويل الاميركي والغربي وملحقاته في المنطقة الذي رافق اعلان موسكو بدء ضرباتها الجوية.
2- التدمير الذي لحق بهذه المنظمات الارهابية.
3-التوثيق الروسي للضربات الجوية من خلال تصويرها وبثها عبر وسائل الإعلام.
العويل والاستنكار والوعيد من قبل الاميركي وفريقه علا بعدما بدأت الضربات الجوية الروسية تؤتي ثمارها، إلا أن القرار الروسي بدا حازما وقاطعاً، وهو ما كشف حقيقة ان أميركا لم تكن في لحظة من اللحظات جدية في ضرب الارهاب، وإلا لقابلت الخطوات الروسية بالترحيب. إلا أنه رغم مطالبات الروس واستعدادهم للتعاون المعلوماتي مع البنتاغون، لم يُقدم الأخير لم يقدم على أي خطوة من هذا النوع حتى الآن، واكتفى المسؤولون الأميركيون بترداد المواقف التي تشكك في نوايا الروس، وفي اتهامها بضرب ما يصرّون على وصفه بـ "المعارضة المعتدلة".
مواقف التشكيك لم تنفع الأميركي، في ظل الحزم الذي تبديه روسيا. المثير للسخرية هو ما سبق وأُعلن على لسان مسؤوليه أن قواعد عسكرية محصنة لداعش في الرقة وغيرها من المدن السورية تحتاج إلى عشرات الطلعات الجوية لتدميرها، الأمر الذي دحضته الغارات الروسية التي دمرت قواعد محصنة للتنظيم الارهابي في الرقة وحماه كل بطلعة جوية واحدة.