23-11-2024 09:17 AM بتوقيت القدس المحتلة

محمد حسين بزّي يوقّع «مرايا الشمس» في قصر الأونيسكو

محمد حسين بزّي يوقّع «مرايا الشمس» في قصر الأونيسكو

وسط حضور حاشد من أهل الثقافة والشعر والسياسة والإعلام، وقّع الشاعر الدكتور محمد حسين بزي ديوانه «مرايا الشمس»، الصادر عن «دار الأمير للثقافة والعلوم»، وذلك في قصر الأونيسكو.

 



وسط حضور حاشد من أهل الثقافة والشعر والسياسة والإعلام، وقّع الشاعر الدكتور محمد حسين بزي ديوانه «مرايا الشمس»، الصادر عن «دار الأمير للثقافة والعلوم»، وذلك في قصر الأونيسكو، برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي، كما أقيمت ندوة عن الديوان تحدّث فيها كل من الشعراء: محمد علي شمس الدين، اسكندر حبش، الشيخ فضل مخدّر، وأدارها الإعلامي الشاعر محمد البندر الذي قال: وقفت أمام مرآة الضباب، أسرّح شعر الكلمات، وأغزل من ضفائر الشعر حبلاً لسفينة الريح في مرسى الحقول. وقفت أحدّق في مرايا الشمس، فأعياني النظر إلى صفحاتها من وهج ذلك المصباح الذي احترقت بناره فراشات الكلام. وقفت أمام الشعر الذي اجتمع إليه الغاوون، فانبرى أمامي عملاقاً يكتب الشعراء كما يجب أن يكونوا. هوذا الشعر الذي يختصر الغيب والوجود، والميتافيزيق بمجانين يتسكعون على قارعة مدن الوحي الهارب من غار التجلّي والغياب…

ثمّ ألقى شمس الدين كلمة جاء فيها: القصائد غير مرتبة في الديوان تبعاً لتسلسل أوقات كتابتها، ولكن تبعاً لشكلها العروضي، بدأ الشاعر بالقصائد العمودية 4 قصائد لينتقل إلى قصائد الوزن التفعيلة المفردة 14 قصيدة ، وينهي بالشعر الحرّ أو قصائد النثر المتحرّرة من أيّ وزن، وتملأ القسم الأخير من الديوان وهو القسم الأكبر حجماً 13 قصيدة .

إنّ الصورية التي هي أداة أساسية بيد الشاعر، أو إلى جانب الصورة أو معها، تبرز خاصيّة ثانية من خاصيّات محمد حسين بزّي من ديوانه المختصر. ما أسميه الشهقة الشعرية. والشهقة الشعرية أساسها المفاجأة والبرق الشعري أو الاختزال. وهذه الشذرة قد تقرّب من المثل أو الصورة أو الحكمة، ولكنها شديدة التكثيف وعليها كان يعوّل البلاغيون العرب القدماء. لكنها في البلاغة الحديثة هي المفاجأة أو الضربة الشعرية التي لا تحتمل الإطالة، وتعنى باقتصاد الكلام عنايتها بالإصابة. وهي غالباً ما تثير الدهشة أو اللسع.

وتناول حبش الديوان بشكل عام، وجاء في كلمته: تضعنا هذه المجموعة الشعرية أمام قراءات متعدّدة. بالأحرى، تأخذنا إلى تجاورات في القصيدة، على الأقل من حيث الشكل. إذ تحوي قصائد عمودية ومفعّلة وقصائد حرّة. بهذا المعنى، يجمع الشاعر بين ضفّتَي الكتاب ألواناً مضادّة مختلفة، ويستضيف ـ فيما لو جاز التعبير ـ شعراء متنافرين متباعدين. من هنا، يبدو الديوان دليلاً عملياً على أن ما يجمع الشعراء أقوى ممّا يفرقهم. وأن بين الألوان الشعرية والقصائد المختلفة ـ في الشكل ـ ألفة أكثر ممّا بينها من تضاد، إذ تقدم المجموعة دليلاً قوياً على صحة هذا الرأي.

بيد أن الشعر، في العمق، لا يطلب لهذا الغرض ولا يقاس به، إذ إنّ التنقل بين ألوان مختلفة من الشعر أمر اعتاده الشعراء قبل أن يستقرّوا في الكتابة على وجه أو طريقة. لا أعزو الشعر إلى لون من الألوان ولا أخلعه عن واحد منها، ولا أحتكم في ذلك إلا إلى النصّ وحده. لكن بين هذه الألوان فوارق يدقّ بعضها ولا ينجلي إلا للمتمرّس الدرب. كما أن لكل منّا طرائقه وأصوله وآلياته الداخلية.

قراءة «مرايا الشمس» تبيّن لنا أن الشاعر يحاذي العمودي بنثر شعريّ يمتّ إلى نوع بارز في الأدب اللبناني، لكنه ليس القصيدة النثرية بأيّ حال. القراءة أيضاً توحي بأن تمرّس الشاعر بالعمودي لا يوازيه تمرّس النثر وربما المفعّل أيضاً ، لهذا أرى أن للعمودي غلبة على النثري والمفعّل. لا بل يبدو أن النثري يداوم في ظل العمودي وقلما يفلت منه.

وكلمة الختام كانت للشاعر الشيخ فضل مخدّر، فقال: لألف ضربةٍ بالشعر،

على الصنوبر ذاته وقفت… ولا أستظلّ. أللشعر صدىً آخر غير صدى الحروف؟ ألترنيمه ثغرٌ تختاره الشفاه، وترٌ دوزنته خفايا ما لا ندرك؟ أم هي الحياة تمضي كما اشتهتها السماء؟

قال لي صاحبي: هبةٌ هو الشعر. ولا يدرك ارتواءه إلا فم مفتونٍ بما وهب.

يا صاحبي صدقت. لكن، ألا ترى معي أن على مرايا شمسه لا بدّ أن تحترق أجنحة الفراشات، وما زالت تحلّق؟ ألم تكن قرابينه عذراوات قصائدٍ تمدّدن على أعتاب معبده يصلّين العشق غنوةً أبديةً، مواويل من حكايات الحالمين ولحظات انتشاءٍ من كلّ مجد؟

يا صاحبي، أخذني الشعر، غلبني الحرف، قتلني الوجد. ما زالت هناك بين تلك الصنوبرات أحدّق، كأنّ التيه ساكنٌ أعنّة روحي، يقودني إلى حيث هو هو. ولا أدري، ما زلت أقدّم قرابيني من مقلي وأضلعي وآهات نهاراتي والليالي الساهرة.

وما أدراني ما الشعر!

ثم ألقى الشاعر بزي باقة من قصائد ديوانه مرايا الشمس ، ثم وقّعه للحضور.