على رغم سعي الشركات المصنِّعَة للسيارات إلى توفير تقنيات وبرامج تهدف إلى تنبيه السائق في حال نومه أثناء القيادة، إلّا أنّ هذه التقنيات لا يمكنها أن تمنع نوم السائق المرهَق،
على رغم سعي الشركات المصنِّعَة للسيارات إلى توفير تقنيات وبرامج تهدف إلى تنبيه السائق في حال نومه أثناء القيادة، إلّا أنّ هذه التقنيات لا يمكنها أن تمنع نوم السائق المرهَق، ويمكن أن تكون لها نتائج عكسية، لأنّ السائق يزداد ثقة وأماناً بأنّ الجهاز سينقذه من النوم.
النوم أثناء القيادة هو أحد الأسباب الرئيسة لإرتفاع نسب حوادث السير، وأسبابه هي الحرمان الحاد والمزمن من النوم والسهر المفرط، إضافة إلى نمط الحياة العصرية والإرتباطات الإجتماعية في ساعات الليل المتأخرة. وأثبتت الأبحاث العلمية أنّ النوم غير الطبيعي الناجم من نقص عدد ساعات النوم يؤدّي إلى زيادة النعاس ونقص التركيز والبطء في ردة الفعل للعوارض المفاجئة.
ومن مضاعفات إضطرابات النوم الخطيرة، زيادة حوادث السيارات الناجم من نوم السائقين أثناء القيادة. وبحسب نتائج الدراسات، فإنّ الفترة الصباحية الممتدة بين السادسة والسابعة صباحاً هي التي تُسجَّل فيها أكبر نسب حوادث السير، خصوصاً في فصل الشتاء، وذلك بسبب نوم السائقين أثناء القيادة. وأشارت الدراسات إلى أنّ العوامل التي تزيد مخاطر النوم أثناء القيادة، تشمل خلود الشخص الذي يجلس قرب السائق للنوم.
وأكّدت نتائج التحقيقات المتعلّقة بحوادث السَير أنّ سببها الرئيس هو الإرهاق. فخطر وقوع الحوادث يزداد بمعدل 5 إلى 6 أضعاف عند القيادة ليلاً، ذلك أنّ الدماغ يكون مهيّأً للنوم خلال هذه الفترة، وبالتالي يعاني الشخص قلّة اليقظة في هذا الوقت.
وفي السياق عينه، حذّرت دراسة ألمانية من أنّ المعاناة من التعب والإعياء أثناء القيادة نتيجة قلّة النوم تضاهي خطورة تناول الكحول، إذ إنّ مرور 17 ساعة من دون نوم على الإنسان يعادل وجود 0.5 بروميللي من الكحول في دمه، بينما يعادل عدم النوم ليوم كامل بروميللياً واحداً من الكحول في الدم. وللتوضيح، أشارت الدراسة إلى أنه مع جود 0.5 بروميللي من الكحول في الدم تتراجع القدرة على الإبصار بمعدل 15 في المئة، ويفقد الإنسان قدرته على تقدير السرعة بشكل سليم.
لتجاوز مخاطر النوم أثناء القيادة، يُنصَح بالتوقف عن قيادة السيارة كلّ 3 ساعات خلال الرحلات الطويلة وأخذ قسط من الراحة داخل السيارة أو خارجها. وإذا تعذّر ذلك، يمكن المشي قليلاً وإستنشاق الهواء النقيّ، لأنه ينعش الجسم ومفيد للتركيز. كذلك، يجب تفادي مواصلة القيادة بعد الإستراحة إذا كنت لا تزال تشعر بالتعب. وإذا اقتضى الأمر، يمكنك تأجيل رحلتك الى يوم آخر.
ومن الأمور المهمّة التي يجب تفاديها، هي تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية أو أيّ مواد منشّطة أخرى، لأنها على رغم تنشيطها دماغ الإنسان للحظات، إلّا أنّ مفعولها يزول سريعاً، وتكون درجات التعب بعدها أكبر من السابق.
كذلك، يجب الحرص على بقاء الشخص المرافق للسائق يقظاً لحضّه على الإستراحة في حال ظهور علامات التعب عليه. ومن أهمّ العوامل التي تساعد على تفادي خطر الحوادث نتيجة النعاس هو النوم بمعدّل 8 ساعات يوميّاً وعدم الإنخراط في القيادة بتاتاً إذا كنت لم تنم لمدة تتجاوز 15 ساعة متواصلة.